29 مارس,2024

الحصاحيصا نت

موقع ومنتديات الحصاحيصا

1

ودسلفاب تلكم القرية التي تقع على بعد 7 كيلو متر غرب الحصاحيصا. تلك القرية الغالية و العزيزة علينا و العامرة بأهلها الطيبين.
ودسلفاب تلك القرية التي سبقت كل القري التي حولها فى مجال التعليم. وسبقت كل قري السودان فى مجال التعاون و الجمعيات التعاونية, فقد كونت ثاني جمعية تعاونية فى السودان ويرجع الفضل فى ذلك للرعيل الاول من اهل القرية الكرام العظام و على رأسهم الوالد ابراهيم حاج الصافى (ابو التعاون) و الوالد محمد زين علي التوم و اخرون كثر. (كان اعضاء الجمعية حوالي 50 فرد او اكثر). كان ذلك فى عام 1944م. وتيع ذلك قيام مدرسة الاولاد الاولية فى عام 1945م وقيام مدرسة البنات الاولية فى عام 1955م. ثم المدرسة الثانوية العامة للاولاد عام 1965 و مدرسة البنات الثانوية عام 1967م. وكان قد سبق ذلك كله نادي الفلاح الرياضي الثقافي الاجتماعي فى عام 1943م.
كانت هنالك شعلة تعليم القران ففى عام 1920م شهد قيام خلوة ودسلفاب علي يد الفقيه محمد احمد بلول و عقبه الفقيه احمد حامد المفتي عام 1930م عليهم رحمة الله ورضوانه.
اسهمت ودسلفاب فى الحياة الثقافية و السياسة و الاجتماعية فى السودان فى شتي المناحي و الاشكال. فى ذلك الزمن التحق ابناء ودسلفاب بالمدارس الموجودة انذاك (خور طقت- وادي سيدنا- المؤتمر – حنتوب- ورفاعة) وشارك العديد من رجالات القرية فى قوة دفاع السودان و الشرطة و اشتركو فى الحرب العالمية الثانية. و انتشر بعضهم فى وظائف شتي فى بقاع الوطن. و من اسهامات القرية فى الحياة الثقافية الراحل المقيم مصطفي سيد احمد الذي يطول ويطول حولة الحديث و القول وسوف نترك له مساحتة الخاصة فى موعد اخر.
جل سكان ودسلفاب من الشايقية وبعض الجعلين و الحضور و اخرون.

2

كلما جاءت سيرة ودسلفاب دائماً تأتي سيرة الفنان الاسطورة

عليه رحمة الله مصطفي سيد احمد

3

مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب..من قرية ود سلفاب ـ الجزيرة ـ عام 1953 م..قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان ، منطقة الشايقية وأستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومتر منها ، وغرب أربجى بحوالي 13 كيلومتر ” أربجى القديمة ” والتي تقع آثارها على النيل مباشرة ، ثم تأسست أربجى الحديثة بحيث تكون القديمة بينها وبين النيل ، وكان قدوم الأمين ود سلفاب للمنطقة حوالي عام 1700 م…وأستقر في مكان قرية ود سلفاب الحالية والتي كانت أصلاً قرية للدينكا ، أبادهم وباء الجدرى وما زالت هياكلهم العظمية ترقد تحت تراب القرية ، إلاّ إذا أخرجها حفر المطامير أو أساسات المبانى العميقة المعاصرة فتخرج مع حفنات من السكسك والخرز …عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل مشروع الجزيرة ، وبعد قيام المشروع توفر الرى الصناعى والموروث من المعرفة بالزراعة القادمة معهم من شمال السودان لذلك كان والده فلاحاً بالفطرة ، إحتقنت دماؤه بعاطفة الأرض والزراعة فكان محصلة لها بمصطلحاتها النوبية القديمة فيعتقد فى إرتباط الحياة فى الأرض بالنجوم وحركاتها وبالرغم من أنه كان يتمرد كثيراً على التعاليم الرسمية والجدولة الزمنية التى كان مفتشو الغيط يطلبون تطبيقها ، إلاّ أنه كان دائماً وقت الحصاد يكون من أوفر الناس إنتاجاً .. ولكن كان إعتقاده دائماً أن ذلك يتم فى إطار قاموس الطبيعة .. وتكملة لهذا القاموس وإلتزاماً به كليةً كان ينفق فائض الإنتاج على المحتاجين حتى لا يتبقى منه ما يقابل إنتاج العام الجديد .. لم يتخرج فى كلية غردون التذكارية بل كان أمياً ولكنه علمنا ما ما لا نجده فى دور العلم …ويقول مصطفى : بل أحمل فى داخلى منه الزاد الذى لا ينفذ فى كل مراحل عمرى ..ويقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى فى عام 1970 م ، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى .. وكان صوته جميلاً …وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة فى قرية ” العيكورة ” وفى الحفل الذى أقيم فى هذا الزواج سمعت مغنياً من القرية شارك فى الحفل يشدو بأغنية شعبية ميزت منها فى ذلك الوقت ” الفريق أصبح خلا .. جانى الخبر جانى البلا ..” وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة .. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقى المقبول ملامح اللحن والمعانى التى تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزنى فى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية ” السمحة قالو مرحّلة “…أثبت هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذى قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة .. كانت أول كتاباتى بعد أن توفى شقيقى ” المقبول ” وأول قصيدة مكتملة كانت فى رثائه …درس الأولية والمتوسطة ” المدارس الصناعية ” وكان مبرزاً حيث جاء ثانى السودان على مستوى الشهادة الفنية … لم يواصل فى المدارس الفنية حيث إلتحق بمدرسة ” بورتسودان الثانوية ” ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان ، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة …إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الرسم وفنون التشكيل …عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم إستقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحرى …إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى ” قسم الصوت ” إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية …متزوج وله طفلان ” سامر وسيد أحمد ” له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م ” المقبول ” وهو شاعر غنى له مصطفى …عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة ” 15 عاماً” أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وإنتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات فى الإسبوع إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء 17 يناير 1996م