إن إشعال الحروب أصبح هو الأسلوب الوحيد المعتمد عند عصابة الإنقاذ لإدارة شئون البلاد، و الذى سيضمن لها الإستمرار فى التشبث بكراسي الحكم لأطول فترة زمنية ممكنة. إن حكومة الحرب تعني أول ما تعني التنصل من إلتزامات الدولة الأساسية تجاه مواطنيها فى كافة المجالات، وبالأخص فى تقديم الخدمات الأساسية، وكذلك فى توفير الحد الأدني من العيش الكريم. إن أي مطالب جماهيرية، وفى أي مجال من مجالات الحياة الحيوية، سوف تقابل بالرد المعلب الجاهز من قبل العصابة الحاكمة من قبيل، ’البلاد فى حالة حرب...و أنتم تطالبون بالدواء للأطفال‘!
إن كل تلك الحروب، و ما يجرى على أرض الوطن من مآسي حقيقية مفهوم ويمكن هضمه حينما يؤخذ فى إطار فلسفة وسياسات دولة ’البدريين‘. لكن ما يصعب فهمه هو موقف قياداتنا و أحزابنا الوطنية من تلك المآسي! بربكم كيف يمكن فهم و تفسير الصمت القاتل للسيد الميرغني، وحزبه الوطني الديمقراطي الأصل، وهو يرى البلاد تتفتت، و الحرب تشتعل فى أطرافها، أمام أعينه، وهو بطل إتفاقية الميرغني/قرنق، دون أن ينطق بكلمة واحدة؟ وبربكم كيف يمكن فهم موقف السيد الصادق المهدي، وحزب الأمة القومي، وهو يكتفى بإصدار البيانات، التى لا تسمن و لا تغنى من جوع، مناشدا عصابة الإنقاذ بوقف الحرب؟ وماذا جني السيد المهدي من مناشداته لهؤلاء الأبالسة منذ نجاح إنقلابهم المشؤوم وحتى بيانه الأخير سوى الخسران المبين؟ وبربكم ماذا يعني بيان الحزب الشيوعي المعنون ب’الشعب يريد...وقف الحرب‘، ودعوتهم الى نزع سلاح فصائل الثوار فى النيل الأزرق وكردفان، سوى الهروب من ميدان المعركة أمام عدوهم الآيديولوجي و السياسي التاريخي من بقايا ’الكيزان‘؟
|