عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-19-2006, 07:57 PM
وضاحة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 142
 تاريخ التسجيل : Sep 2006
 فترة الأقامة : 6463 يوم
 أخر زيارة : 10-08-2022 (03:02 PM)
 المشاركات : 1,404 [ + ]
 معدل التقييم : وضاحة
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي روائع الراحل المقيم مصطفى سيد احمد



يقول يوسف الموصلي في توثيقه لمسيرة مصطفى سيداحمد أن جده الأمين سلفاب قدم من شمال السودان ... ذلك يعني منطقة الشايقية التي قدمت الكثير في مجال الشعر والغناء ، ولكن جده إستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومترات منها ، وغرب أربجي بحوالي 13 كيلومتر ... وكان قدوم الأمين ود سلفاب للمنطقة حوالي عام 1710 .

وهكذا إستقر الأمين ود سلفاب في مكان قرية ود سلفاب الحالية والتي كانت أصلاّ قرية للدينكا كما يقول الموصلي في بحثه المشار إليه سابقاّ ، وأن هؤلاء الدينكا أبادهم وباء الجدري وما زالت هياكلهم العظمية ترقد تحت تراب القرية إلا إذا أخرجتها المطامير أو أساسات المباني العميقة المعاصرة فتخرج مع حفنات من السكسك والخرز ، والمغزى العميق في هذه المعلومة التاريخية تشير إلى تلاقح العنصرين العربي والإفريقي في قرية مثل ود سلفاب وهذا ما سندركه لاحقاّ كيف أن مصطفى سيداحمد حسم موضوع هويته السودانية منذ فترة مبكرة فجعلها هوية لكل السودان بتعدده الثقافي والفكري والديني والعرقي والسياسي والفني ، ليس شعراّ وغناءّ فقط وإنما في حواراته الكثيرة وجلسات الإستماع المتواصلة .

بالطبع عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل مشروع الجزيرة العملاق ، وبعد قيام المشروع توفر الري الصناعي والموروث من المعرفة بالزراعة القادمة معهم من شمال السودان ، لذلك كان والد مصطفى فلاحاّ بالفطرة كما يقول المصريون ، واحتقنت دماؤه بعاطفة الأرض والزراعة فكان مصطفى محصلة لتلك المصلحات النوبية القديمة ، وهذا أيضاّ ما سنعرفه لاحقاّ عند تناول قصائده وأغانيه .

على المستوى الإجتماعي مصطفى له سبع شقيقات وأخ شقيق واحد ومن سخرية الأقدار أن شقيقه هذا وكان فناناّ مرهفاّ قد رحل مبكراّ أي قبل رحيل مصطفى ولعل الامر يدهش إذا عرف أن شقيق مصطفى واسمه المقبول قد توفى وكان عمره آنذاك 27 عاماّ فقط ، وكان المقبول يكتب الشعر وصوته جميل .

كتب المقبول قصيدة السمحة يقول فيها:



السمحة قالوا مرحلة

بعدك الفريق أصبح خلا

............

جاني الخبر جاني البلا

والسمحة قالوا مرحلة

هذه الأبيات تؤكد بلا ما يدع مجالاّ للشك أن هذا شاعر عظيم إختطفه الموت في وقت مبكر ، وتكفي الإشارة إلى وصفه للفريق الذي أصبح " خلا " وكيف أن الخبر أصبح " بلا " .

ولكن القصيدة لها معاني أخرى كثيرة وهذا ما جعلها محببة لمصطفى وللكثيرين من عشاق فنه إذ يقول المقبول :

قول يا لسان في الراحلة

صوغ المعاني وجملا

نافر وما عارف العليّ

حالي العليّ حال الخلا

ها هو يلعب مرة أخرى على نغمة " الخلا " التي لا تغدو أن تكون سوى الصحراء في قصائد كبار الشعراء

يا عينيّ جافيتي المنام

وخدودي معاك بللا

وين بعدك ألقى عطوف يلم

أفكاري بعد البهدلة

كلمات بسيطة ولكنها غنية بالكلام السوداني المتداول من الجفا والبلل والعطف واللم والبهدلة .

روح يا نسيم روح قابلا

تلقاها نايمة وغافلة

داعب لخصلات شعرها

وألثم ضفائرها المسدلة

وأرفع كتفيها الهادلة

وكلل خدودها وقبلا

وقو ليها من بعدك خلاص

شفنا الفريق أصبح خلا

لاحظ هذا الإصرار والتنوع في إستخدام " الخلا " ولكن بمنظور شاعري مرهف للغاية حتى أصبح " الخلا " يعطي أكثر من معنى .

هذه القصيدة هي أول أغنيات الفنان مصطفى سيداحمد التي إبتدأ بها شهرته .

وهكذا فإن ملكة الشعر مغروسة في الشاعرين الرائعين ، ولمصطفى عشرات القصائد الجميلة من بينها قصيدته :

غدار دموعك ما بتفيد

في زول حواسوا إتحجرت

جرب معاك كل السبل

وإيديهو ليك ما قصرت

حطمت في قلبوا الأمل

كل الأماني الخدرت

كلماتو ليك ضاعت عبس

لا قدمت لا أخرت

كان مصطفى سيداحمد ومنذ طفولته على قدر من التمرد على كل ما يقيده .. كان منذ طفولته ينطلق إلى الأفق فكشف عن طفل له مستقبل واعد وطموح كبير .. فدخل المدرسة مبكراّ .. وأيضاّ مبكراّ جداّ كان يعشق صوت الراديو فيجلس أمامه لساعات طويلة يستمع للموسيقى ، فافتتن به وشكل جزءاّ من حياته .

دخل الإبتدائي بالحصاحيصا وحصل على ترتيب متقدم ثم إنتقل للدراسة الأكاديمية بمدرسة بورتسودان الثانوية عام 1973 . وهناك أصبح فنان بورتسودان الأول ، وبعد التخرج عمل بالتدريس في مدرسة ودسلفاب الثانوية العامة للبنين ، كانت الجزيرة دائمة الفرح وفي تنوع مدهش بالفرق الشعبية المحلية فنمت مواهب مصطفى في أجواء أسرة تحب الغناء والطرب فانتقل إلى الخرطوم بمعهد تدريب معلمي الثانوي العام ولكنه أضطر لترك مهنة التدريس ليعمل بمصنع النسيج السوداني مصمماّ نظراّ لموهبته في الرسم ، ثم بدأ إحتكاكه بالوسط الفني وكانت أغنيات : المسافة ، الشجن الأليم ، عشم باكر ، عباد الشمس وكان نفسي أقولك .

ثم إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح قسم المسرح فإكتشف الاساتذ أن مصطفي سيد أحمد يمتلك حنجرة جميلة وصوت طروب وإحساس مرهف ونصحوه بالأنتقال إلي قسم الموسيقي وكانت أولى تجاربه مع مستر كيم الكوري في أغنية رسائل للكاشف وعازة لخليل فرح وكانت له تجاربه في المسرح ، ولكن مصطفى لم يتمكن من تكملة الأربع سنوات بالمعهد ، كما وجد مشقة في التعامل مع الإذاعة والتلفزيون فلجأ إلى جلسات الإستماع التي جمعت عدداّ هائلاّ من محبي مصطفى سيداحمد .

كان مصطفى سيداحمد مؤمناّ بأن الغناء فن راق وأن الفنان ضمير عصره ، وعليه أن يشحذ في الناس الأحاسيس والمشاعر الصادقة بشفافية الفنان العاشق للناس والوطن ، وأن يدفعهم للإستمتاع بالفن الجميل ، يذكرني في هذا بتلك الأيام الغابرة للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في مصر حيث طبقت شهرتهما الآفاق بتلك الجلسات الشعبية ولم تتمكن أجهزة الأمن من مصادرة أغانيهما ، والغناء عند مصطفى كان موقف وكان قضية ، كان يؤمن إيماناّ قاطعاّ بأن على الفنان أن ينشر الوعي بين الناس وأن يرتقي بالذوق العام .

ولكن المرض اللعين حاصره فغادر بسببه إلى روسيا ومصر والدوحة وكان بالرغم من مرضه اللعين يصر علي إحياء حفلات وإصدار كاسيتات كأنه يدري أن مفارقاَ لهذه الدنيا وإستقر في فترته الأخيره في الدوحة بحثاَ عن علاج لكلية واحدة وهناك فاضت روحه النبيلة ليظل الراحل المقيم في قلوب كل أهل السودان الذين وقفوا معه في كل مراحل مرضه ، تلك المواقف التي خففت عنه كثيراّ ولم أعرف شخصاّ قاوم المرض مثل مصطفى ، وكان من بين الألم والمعاناة يخرج تلك الدرر الحية الباقية التي تغنى بها بإرادة وتصميم وأدخل البهجة في قلوب كل أهل السودان .

وحقيقة يقولون أن وراء كل رجل عظيم إمرأة .. فقد حباه الله ببثينة في وقت كان في أشد الحاجة إلى إنسانة مثلها ... وكما في التاريخ هناك جميل بثينة عاد التاريخ ليكتب قصة مصطفى بثينة ، إنها بثينة محمد نصر .. ذلك الحب والزواج الذي أثمر أغنيات خالدات وأثمر سامر وسيداحمد .

قال عنها " لم أكن أعرفها .. جاءني صوتها عبر التلفون تطلب مني شريطاّ فيه أغاني محددة .. وعرفت من خلال هذا اللقاء إهتمامها بما أغني في إطار أسري .. واستمرت هذه الصلة لثلاثة أعوام وتكونت القناعات والشعور بأنك تحتاج لهذا الشخص ليقاسمك حياتك .. ما تعلمنا عن الحب كثيراّ ولكنا أحسسناه .. ومن حقنا أن نرى في الكلام إرهاصاّ وإختزالاّ لما نحس .. وما خاب ظني .. فقد كانت بثينة مدعاة للتماسك .. تغسل أحزاني وآلامي وتخرجني نظيفاّ إلى الناس .. لها حس مرهف بالألحان الجديدة بل والنصوص .. تجتهد في أن تجعل الظروف القاسية مساحة يمكن العمل فيها .. وتتحسس لحظات الإشراق والإنفعال لتسخر حتى حركتها داخل المنزل لتوفر جواّ أعمل فيه .. كيف لا وهي الستر والغطاء وأم سامر وسيداحمد "

عزاؤنا الخالص لك يا بثينة وللرائعين سامر وسيداحمد وعشمنا أن نرى فيهما مصطفى سيداحمد ومهما كتبنا أو دونا فلن نعطي هذا الإنسان حقه فهذا إخواني بعض الذي حصلت عليه من حياة وقصة مصطفي سيد أحمد فنتمني أن يكون هذا البوست إنطلأقتاَ لتوسيق حياة هذا الفنان المخضرم آلا رحمه الله وأدخله مع الصديقين والشهداء وجعل الجنة مسواه ،وتقبلو خالص التحايا والتقدير.

منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول






[center:347f41c998][table=width:70%;:347f41c998][cell=filter:;:347f41c998]
رعشة الشوق
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مرة بقصد احكي عنك
وقولي من طابع الاشارة
شوفوا ديك القمرة بانت
والنجوم حاطت مدارا
غيبوا اتلاشوا في عيونا
وغوصوا في اعماق بحارا
وابقوا اعرفوا من صفاها
كيف اصبحت اسير هواها
وراسي في ابعاد قرارا
الا لو مرات سرحت
وقمن لمحت وقروني
وعرفوا كل البينا عامرة
اصلة باين في عيوني
اعرف انه بحسن نية
باحت الاعين شوية
وافشوا سري وغافلوني
واتعرف ريدك متاعي
وانو فكري واقتناعي
والسعادة الضالة كوني
ويسالك ياذاتي عنك
البراءة الفي عيونك
والرزانة الفي انفعالك
والضجيج الفي سكونك
وانت ابعد من خيالي
ورعشة الشوق في سؤالي
بتحكي عن ابداع محاسنك
وعفة الطبع البصونك
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/cell:347f41c998][/table:347f41c998][/center:347f41c998]




رد مع اقتباس