عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2014, 02:31 PM   #96


المحجوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10156
 تاريخ التسجيل :  Nov 2013
 أخر زيارة : 03-07-2016 (07:58 PM)
 المشاركات : 494 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي ألا ليت الزمان يعود يوما لأخبره بما فعل البشيرُ ( 1 )





في رحلة البحث عن السكينة ، شددت الرحال وأسرجت مطيتي وتزودت صبرا علي المكاره وسميت الله وتشهدت واستشهدت بالحي الذي لايموت توكلا وعونا لي وسندا بالتوفيق لسعي ، عازما المضي قُدُما غير متخاذل ولا وجلا فقصدت العاصمة يدفعني الشديد القوي بحثا عن السكينة في حضن امي العزيزة الغالية ، فقد اصبحت عاصمية الاقامة ، فانا الوحيد من اخوتي غير مقيم بالعاصمة ، وبما أني انا والعاصمة ما في واحد مننا نازل لي التاني من زور بعد الشفتو فيها سابقا وما اراه حاليا فالمقارنة معدومه لذا لا عاطفة لي لمسخ ، فبقينا أنا وهي كالشحمة والنار بعد كل تلك السبع السمان من عمري التي قضيتها فيها للدراسة والعمل ، وبعد كل ذلك الود والعشق المتهور لحديقة وشارع القصر والجمهورية وصينية سانت جيمس والوطنية بحري والمحطة الوسطي المزاد الشعبية الصافية ، فقد اصبحت انا وهي في خصومة وعداء غير معلن " كل واحد مننا بِدفِن لي التاني تِحِت تِحِت ". فقد اصبحت غير العاصمة ، كل شئ فيها تغير حتي البشر . تغيرت الاماكن والصحبة ، وتغيرت الساحات والمساحات والمناخات المعنوية والنفسية . اصبحت ذات وجه مكفهر ، غضبانة أسِفة ، شقية تعِسة ، لئيمة موحشة . كم مرة سرنا وجينا بشارع المعونة – بحري للمتعة والاستمتاع بمشوار كداري وانا سعيد و بمعنويات بعلو الابراج والبنايات الشاهقة الباهتة الحالية . دائما ما التقي بوجوه مألوفة حتي ولو شاهدتها لاول مرة ! فهي مألوفة ، مشاهد ممتعة متكررة بنشوة ولكنها لا تفقد بريقها وإلفتها ، هي بنفس تلك الالوان والرونق الانيق ، هى بنفس المعاني السامية ، إلفة وتعايش ومعايشة . تحملك علي أجنحة الاصالة والمواطنة الموجبة ، لا مهاجرين ولا نزوح هربا . لا أحد يسير علي الاسفلت ، هدوء تام إلا من صوت حركة العربات المتباعدة . في فصل الخريف تهطل الامطار فتخرج عقبها متهندما وممطيا أفخر أحذية لاركو والاحذية الايطالية من فترينات السوق الافرنجي الهادى الوسيم ، والذي يغلق أبوابه في الثامنة مساء ، فلا تري فيه أحدا أغبش يعرض ملابسا داخلية او مناديل اواكسسوارات السيارات علي يديه بدلا من الفترينات وعلي تقاطعات الطرق يبيع بالعافية منحدرا من الالوف سعرا الي جنيهات عدة وبالتراضي وليس لك غير ان تدي ربك العجب . اصبحت الخرطوم خصوصا والسودان عموما بكين افريقيا ، حتي عيوننا ضاقت معها واخلاقنا ضاقت وصبرنا ضاق وصدورنا ضاقت وبيوتنا و اسواقنا ضاقت علينا بكل ما بلعت وبلغت وضقنا ذرعا ........
( فيا ليت الزمان يعود يوما لأخبره بما فعل البشيرُ ) .



" المحجوب "


 

رد مع اقتباس