ذاكرة اولي
ذاكره اولى
بردب بردب
كطائر غريب حط ذات مساء فى مكان ما كانت تتقاذفه رياح جامحه ليل وغربه وظنون واقتلاع من عمق الارض والتاريخ والتفاصيل الصغيره بطعمها الجارح هذا المكان فى ذاكرتك اسمه الصعيد هكذا يعتقد اهلك ان كل مايقع جنوبا هو الصعيد على اطلاق المعنى لم تكن تدرى يومها ماذا تعنى هذه المفرده ولكن كنت تحس مذاقها المالح فى حواسك الخمسه حط الطائر فى ذالك المساء وكان الصبح بعيدا هل هى ذاكرة الاظلام هل هو التوجس من فكرة الغد الظنون والخوف والاحساس المعتم من المجهول ياالله ماسر هذا الاحساس بالاختناق والضيق هل تضيق الاماكن ام ان اخلاق الرجال تضيق كنت تتلمس ما حولك المكان ضيق عددمن الاسره والعناقريب ذات الصرير ايقظ الشيخ ابراهيم احد الاشخاص من نومه واستاذنه فى لطف معنا ضيف خذ مكانا فى السباته حاولت ان اساهم فى حالة النبل والايثار بكلمات من قبيل المجامله والكشكره ولكن صوته المؤدب سبق كلماتى بكره يطلب منك لضيف الغد ماطلب منه لضيف اليوم كانت هذه الكلمات مضاد حيوى لحالة التشتت والحزر والخوف اذن انا من الغد شريك فى هذا البيت المتواضع وشريك فى ايثار الاخرين اطفات كلمات الشيخ ابراهيم حرائق كانت على وشك الاشتعال وفتحت فى ذات الحظه كوة للضؤ نزل يقينا ورضا فى نفسك ودغدق مراكز النعاس فى عقلك الباطن والظاهر فنمت نمت وشخص اخر فى نفسك يقظا يرتب النفس لما هو اتى منذ الغد
بدا اليوم باكرا كما اعتاد اهل البيت هكذا بدات الاشياء فرغت العناقريب والسباته من شاغليها
ادركت فيما بعد ان هذا البيت هو بيت الاخوان الجمهوريين بيت عام تذوب فيه كل تفاصيلك الصغيره وتصبح انت هم هنا الاخر اكثر حضورا واحقه بالتقديم والايثار تاخر قدم الاخر لتتقدمه هنا السير بانفاس الاخوان دعك منذلك الامر الان فالحديث عنه يطول
لنعد الى ذاكرة المكان الحى الاوسط بردب بردب ظل هذا الاسم بوقعه الموسيقى المنغم دون تفسير او ربما لم اشاء ان اسال عن معناه فانا احبه هكذا بردب بردب
احبه مكانا يشغل الذاكره بحميمية رحيمه ويفتح مسرحا للقاع الاجتماعى تتحرك على خشبته شخوص ودوده اكتب عنها الان ولا ادرى فى اى عالم هى ولكنى اجزم انها هنا او هناك فهى فى مكان فسيح رحيم ياصديقى محمد ابراهيم حاج التوم علك تذكر ذلك المساء وانت تنادينى ماشى السوق ياابو الزهور هكذا كنت تحب ان تنادينى هاك جيب معاك عشاء لم اكن اعرف يومها ان سجم الرماد الذى كان ينادمكم لا يتصالح مع الارز بالبن ملاءت البستله رز بالبن فملاتم الارع بالسخريه والضحك وانا لا اعرف مدعاة ذلك الابعد ان شرحته لى ماتمليه جغرافيه اللحظه او جغرافيه القعده هذا انسب وافصح
من احتياجات الندماء والمناسب من العابرين والمناسب من الماكل والمشرب الذى ليس من بينه الرز بالبن ادركت ذلك فيما بعد وفق احتياجات الانتقال بين الاماكن والاصدقاء
وطبيعه التكيف مع الاخرين
الاماكن ليست هى الاماكن الاماكن هى الناس حركة الغبار اليومى صناع الحياه صناع اللحظه الموقف بكل عبسيته سخرية الفعل ورد الفعل هكذا بردب بردب
الحاجه مريم مناع امراه وريفه تحسن رد تحيه الصباح والمساء تكوره الحمره وتكوره الخضره نساء يذدهى بهن الشارع فى العصريات وهن يرددن حديثا خاصا يجعل كل
من يسمعهيانه مشاركه فى الهم اليومى النسيم بت طه يالله من تلك المراه الممزوجه بطين النيل ورائحه القهوه تحبها وتتفادى لقاءها فى ان واحد تحمل قلبا واسعا رحيما ووجها شكلته حوادث الزمن بصرامه جاده ومسحة حزينه انتقلنا الى جوارها فى منزل محمد الحسن عبد الكريم منتقلين من منزل الشيخ الدرديرى حاج الصديق من سماحة الرجل انه كان مختلفا فكريا مع الجمهوريين ولكنه منحهم بيته دون لجاجة فى الايجار
كانت النسيم بت طه تسعد بصحبتنا لمعتصم ابو النيه وتطمع فى ان يسلك سلوكنا ولكنها فى دخيلتها تخشى عليه من ان نصيبه بحالة الكفر التى يرمينا بها البعض فهى تسمعها عنا ولاتراها ياالله كيف دخل ابو النيه لفافات الذاكره فى هذه الفينه كنصل حاد اصاب القلب بوجعه القديم على ذلك الشاب الوسيم نقى السيرة والسريره الكريم خلقا وخلقة كان كالبلسم مطببا بسر المهن وسر الله فى خلقه اى جب فى ليلة حالكه ابتلع هذا اليوسفى وترك فىالقلب قصة وفى الشفاه سوال بلا اجابه ياحليلك ياابو النيه لعلك الان فى كنف اب رحيم
كيف كان يتقبل اهل بردب بردب بكل سلوكهم الاقرب الى الريف من المدينه كل ذلك الكم من بيوت العذابه فى الحى وتلك الحاله الانقلابيه اجتماعيا التى احدثها افتتاح مصنع الصداقه فى منتصف السبعنيات من القرن الماضى وجوه وانماط من البشر لهجات وسحنات والسنه وامزجه كل السودان كان هناك فى بردب واحياء اخرى من المدينه كان القاسم المشترك لكل بيوت العذابه يتمثل فى وجه امراه واحده يالها من امراه انها ام العذابه امنا نحن النازحين عن امهاتنا وحجرهن الدافى الى حجر مدينة فاضله اسمها الحصاحيصا والى ترتيب امراه اسمها ام بتو ياسلام على ام بتو وهى ترتب معاش كل بيوت العذابه دون مطمع اوالحاح اومغنم فى اول الشهر ذهبت ايضا الى كنف رب رحيم ولازال طعم ملاح الباميه المفروكه فى فمى لا بل لايزال طعم ذلك الحى فى دمى
فى المرة القادمه احدثكم عن الامتداد وامراه حديقه اسمها سيده بت بخيت
|