عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2013, 06:59 AM   #3


المحجوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10156
 تاريخ التسجيل :  Nov 2013
 أخر زيارة : 03-07-2016 (07:58 PM)
 المشاركات : 494 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي مهن تحت المجهر



من باب ما تفهموني غلط
مهن تحت المجهر :
منذ أن وطئت قدماي ارض الوطن وخاصة في الفترة الاخيرة تعودت بعد صلاة الصبح الخروج للبحث الدائب عن شئ لا اعلمه ( ولكني لازلت ابحث عنه وسط كومة تبن ) ولما العين تشوف شوية ، اقوم اغير نمط البحث في ليلة البحث عن الزلابيا ، وادفع رسوم التحسين فمن البيت متوجها الي الركن الشمالي الشرقي للحي والذي تحتله الحاجة عشة ست اللقيمات والتي تعطي دروسا مجانية في النظام والتعامل مع البشر ( والله كان كسرت رقبتك ما تديك لو كان في واحد جا قبلك ) . والسبب في إدماني لهذه العادة الممتعة هو ما أشاهده من مناظر لأنماط بشرية متباينة وحركة سريعة متقاطعة في كل الاتجاهات بتناسق وحيوية غير عادية لسكان المنطقة من عمال وموظفين واساتذة وطلبة وطالبات بمجمعات التعليم الخاص بالحي وخارجه . وطبعا إتجاه الناس في زمن الغبرة الوطني بقي دلوقت نحو الكسب الصاروخي التصاعدي و الانجراف نحو الاعمق في ظل الهجمة الهمجية للتعليم والمناهج ، فبات الإستثمار في التعليم زي صيجان الطعمية وحيشان السمك وقطاطي البيتزا و كلاب الحر ، لانها ما محتاجة تخصص ولا مؤهلات ، بس تكون ( إيدك طاعمة ) ، لانهم وجدوا الشغلة افضل واكثر ربحا من البقالات والسوبرماركت والصيجان والركشات !!!!!!
وعلي ذكر الركشات دي ! من ضمن ملاحظاتي بالمراقبة والترقب والمشاهدة المباشرة البقوم بيها الصباح الباكر ، والمسح الراداري والاجتماعي وبما فيه من المتعة والعجب والتعجب من موقع حاجة عشة . تتجلي الدهشة في رؤية بقالة ( الحياة ) الجديدة المقابلة للمقر الدائم لحاجه عشة ست الزلابيا ( بالمنظار العادي والخاص بالجنب ) . ومما اثار دهشتي أن صاحب البقالة قد ركز بعلم واستراتيجية وتخصص في بيع الفحم المعبأ سلفا ( التغليف المقدم ) بورق السلفان في اكياس من البلاءستيك بعبوات مختلفة الاحجام حتي يجد كل مواطن قدر جيبه وما يكون في باقي يرجع والاكياس من نفس الفصيلة والنوع الذي حرّمه الوالي اطال الله بقاءه في الولاية بفرض العقوبات الرادعة ( ولازال البلاءستيك يباع في المحلات ويعاقب مستخدمه ( بس دي كيف دي ) يعني التصنيع والتحريم متلازمان يسيران بنفس الاتجاه !!!! ).
من اميز المبيعات الصباحية لصاحب البقالة هي الفحم ، تجي ركشة ماشة تقيف قدام البقالة قبالة ( قسم الفحم ) فتنزل شابة ، يا عيني علي الشباب والاناقة المتأنقة المكتملة من كلو مما يصيبي بالحيرة لدخول هذه التحفة المحلاة بالكريمة والقشدة للبقالة تدخل وتطلع شايلة ليها كم كيس بتاعة فحم ( يا أخوانا رسونا في شنو ؟ ) ثم تمتطي الركشة بعد قليل من الحوارات والمداولات والتوجيهات و مشوارين تلاته لداخل البقالة بأمر المعلمة المتواجدة داخل الركشة وعينك سرك ، معلمة ولا كل المعلمات كأنها بالتعليم العالي او الخاص . أيادي مكدسة بالأصفر البراق ، ومن الالوان الزاهية أثواب وبنفس لون الحذاء لون الطرحة ( يعني الراس والكراعين من نفس اللون ).
في بداية الامر كنت مندهش كإندهاشي بما يجري في البلد ، وانا أقول : ( البلد دي ماشيه كيف ؟ و وين ؟ وكيف ما زالت ؟ و محسوبة شنو ؟ ).
لما سألت من الظاهرة العجيبة دي قالوا لي ديل ستات الشاي والقهوة بكامل العُدة والعتاد . الزينة وحسن المظهر والمغنطة الموجبة والتمنع ، مما جعل الشباب يسيرون زرافات ووحدانا ضاربين بما يحدث للبلد عرض الحائط . وما أن يروا ست شاي ووصيفتها التي تكمل باقي الفضل فيهم ! حتي انفضوا من حوله وتركوه هاملا بلا وجيع ، صوب العارض المَرَضي . وازيدك من الشعر بيت ، كباية الشاي بي أثنين جنيه وكباية القهوة بثلاثة جنيهات ، اما القهوة في جبنة فبعشرة جنيهات .
لذا فانا العبد لله البالغ الراشد ، الممتلك لقراري وحريتي ، وبكامل قواي العقلية وبشهادة الجميع " ما عدا المدام ، عندها راي " قد قررت بلا رجعة ترك مهنتي الحالية ، وإلغاء المشروع المستقبلي قيد التنفيذ السابق لعمل ( حُقة سعوط ) تركا باينا وبلا رجعة ، وبلا ندامة ، وأن التزم أمام الجميع بان أعمل ست شاي برغم المصاعب التي ستواجهني حيث اني لا أملك المؤهلات المطلوبة !) وأن أحترم قوانين المهنة واعرافها ، واسرارها وخفاياها ، وبالله التوفيق .
صدر تحت توقيعي في اليوم الحادي والعشرين من نوفمبر من العام الميلادي 2013 .
* المحجوب *


 

رد مع اقتباس