عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2009, 10:22 PM   #82
ود العمده


الصورة الرمزية ازهرى محمد على
ازهرى محمد على غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2141
 تاريخ التسجيل :  Oct 2008
 أخر زيارة : 02-14-2016 (09:33 AM)
 المشاركات : 281 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Blue
افتراضي ذاكرة اولي



ذاكره اولى
بردب بردب
كطائر غريب حط ذات مساء فى مكان ما كانت تتقاذفه رياح جامحه ليل وغربه وظنون واقتلاع من عمق الارض والتاريخ والتفاصيل الصغيره بطعمها الجارح هذا المكان فى ذاكرتك اسمه الصعيد هكذا يعتقد اهلك ان كل مايقع جنوبا هو الصعيد على اطلاق المعنى لم تكن تدرى يومها ماذا تعنى هذه المفرده ولكن كنت تحس مذاقها المالح فى حواسك الخمسه حط الطائر فى ذالك المساء وكان الصبح بعيدا هل هى ذاكرة الاظلام هل هو التوجس من فكرة الغد الظنون والخوف والاحساس المعتم من المجهول ياالله ماسر هذا الاحساس بالاختناق والضيق هل تضيق الاماكن ام ان اخلاق الرجال تضيق كنت تتلمس ما حولك المكان ضيق عددمن الاسره والعناقريب ذات الصرير ايقظ الشيخ ابراهيم احد الاشخاص من نومه واستاذنه فى لطف معنا ضيف خذ مكانا فى السباته حاولت ان اساهم فى حالة النبل والايثار بكلمات من قبيل المجامله والكشكره ولكن صوته المؤدب سبق كلماتى بكره يطلب منك لضيف الغد ماطلب منه لضيف اليوم كانت هذه الكلمات مضاد حيوى لحالة التشتت والحزر والخوف اذن انا من الغد شريك فى هذا البيت المتواضع وشريك فى ايثار الاخرين اطفات كلمات الشيخ ابراهيم حرائق كانت على وشك الاشتعال وفتحت فى ذات الحظه كوة للضؤ نزل يقينا ورضا فى نفسك ودغدق مراكز النعاس فى عقلك الباطن والظاهر فنمت نمت وشخص اخر فى نفسك يقظا يرتب النفس لما هو اتى منذ الغد
بدا اليوم باكرا كما اعتاد اهل البيت هكذا بدات الاشياء فرغت العناقريب والسباته من شاغليها
ادركت فيما بعد ان هذا البيت هو بيت الاخوان الجمهوريين بيت عام تذوب فيه كل تفاصيلك الصغيره وتصبح انت هم هنا الاخر اكثر حضورا واحقه بالتقديم والايثار تاخر قدم الاخر لتتقدمه هنا السير بانفاس الاخوان دعك منذلك الامر الان فالحديث عنه يطول
لنعد الى ذاكرة المكان الحى الاوسط بردب بردب ظل هذا الاسم بوقعه الموسيقى المنغم دون تفسير او ربما لم اشاء ان اسال عن معناه فانا احبه هكذا بردب بردب
احبه مكانا يشغل الذاكره بحميمية رحيمه ويفتح مسرحا للقاع الاجتماعى تتحرك على خشبته شخوص ودوده اكتب عنها الان ولا ادرى فى اى عالم هى ولكنى اجزم انها هنا او هناك فهى فى مكان فسيح رحيم ياصديقى محمد ابراهيم حاج التوم علك تذكر ذلك المساء وانت تنادينى ماشى السوق ياابو الزهور هكذا كنت تحب ان تنادينى هاك جيب معاك عشاء لم اكن اعرف يومها ان سجم الرماد الذى كان ينادمكم لا يتصالح مع الارز بالبن ملاءت البستله رز بالبن فملاتم الارع بالسخريه والضحك وانا لا اعرف مدعاة ذلك الابعد ان شرحته لى ماتمليه جغرافيه اللحظه او جغرافيه القعده هذا انسب وافصح
من احتياجات الندماء والمناسب من العابرين والمناسب من الماكل والمشرب الذى ليس من بينه الرز بالبن ادركت ذلك فيما بعد وفق احتياجات الانتقال بين الاماكن والاصدقاء
وطبيعه التكيف مع الاخرين
الاماكن ليست هى الاماكن الاماكن هى الناس حركة الغبار اليومى صناع الحياه صناع اللحظه الموقف بكل عبسيته سخرية الفعل ورد الفعل هكذا بردب بردب
الحاجه مريم مناع امراه وريفه تحسن رد تحيه الصباح والمساء تكوره الحمره وتكوره الخضره نساء يذدهى بهن الشارع فى العصريات وهن يرددن حديثا خاصا يجعل كل



من يسمعهيانه مشاركه فى الهم اليومى النسيم بت طه يالله من تلك المراه الممزوجه بطين النيل ورائحه القهوه تحبها وتتفادى لقاءها فى ان واحد تحمل قلبا واسعا رحيما ووجها شكلته حوادث الزمن بصرامه جاده ومسحة حزينه انتقلنا الى جوارها فى منزل محمد الحسن عبد الكريم منتقلين من منزل الشيخ الدرديرى حاج الصديق من سماحة الرجل انه كان مختلفا فكريا مع الجمهوريين ولكنه منحهم بيته دون لجاجة فى الايجار
كانت النسيم بت طه تسعد بصحبتنا لمعتصم ابو النيه وتطمع فى ان يسلك سلوكنا ولكنها فى دخيلتها تخشى عليه من ان نصيبه بحالة الكفر التى يرمينا بها البعض فهى تسمعها عنا ولاتراها ياالله كيف دخل ابو النيه لفافات الذاكره فى هذه الفينه كنصل حاد اصاب القلب بوجعه القديم على ذلك الشاب الوسيم نقى السيرة والسريره الكريم خلقا وخلقة كان كالبلسم مطببا بسر المهن وسر الله فى خلقه اى جب فى ليلة حالكه ابتلع هذا اليوسفى وترك فىالقلب قصة وفى الشفاه سوال بلا اجابه ياحليلك ياابو النيه لعلك الان فى كنف اب رحيم
كيف كان يتقبل اهل بردب بردب بكل سلوكهم الاقرب الى الريف من المدينه كل ذلك الكم من بيوت العذابه فى الحى وتلك الحاله الانقلابيه اجتماعيا التى احدثها افتتاح مصنع الصداقه فى منتصف السبعنيات من القرن الماضى وجوه وانماط من البشر لهجات وسحنات والسنه وامزجه كل السودان كان هناك فى بردب واحياء اخرى من المدينه كان القاسم المشترك لكل بيوت العذابه يتمثل فى وجه امراه واحده يالها من امراه انها ام العذابه امنا نحن النازحين عن امهاتنا وحجرهن الدافى الى حجر مدينة فاضله اسمها الحصاحيصا والى ترتيب امراه اسمها ام بتو ياسلام على ام بتو وهى ترتب معاش كل بيوت العذابه دون مطمع اوالحاح اومغنم فى اول الشهر ذهبت ايضا الى كنف رب رحيم ولازال طعم ملاح الباميه المفروكه فى فمى لا بل لايزال طعم ذلك الحى فى دمى

فى المرة القادمه احدثكم عن الامتداد وامراه حديقه اسمها سيده بت بخيت


 
 توقيع : ازهرى محمد على

راجيك مترامى الاشواق فى ضل الشاتى الرماى
نتناجى مناجاة العشاق ونشد اوتار الغناى
فى دقة قلبى الملتاع بين جاى الليله وماجاى
حاسيك ذى ريحة النعناع فى المغرب قنانة شاى


رد مع اقتباس