عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012, 04:53 PM   #7


الصورة الرمزية راشد عبدالرحيم
راشد عبدالرحيم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2918
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 03-10-2014 (03:40 PM)
 المشاركات : 482 [ + ]
 التقييم :  11
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
افتراضي



ينقرُ باب القلب، لا ينتظرُ ريثما،،، يدخلُ،يدخل فتياً،
(واثق الخطو، يمشي ملكاً)،
يدخلُ، مثل حُلم، في أول الشباب،
يدخلُ،،
يدخلُ حتى على،،، على المشيب!

،،،

على حين غفلة، منا،، أو على حين انتباهة. على حين انتظار، أو لا. ينقرُ الباب، ينقرُ،
لا ينتظر ريثما،،، يدخل،
يدخلُ، مثل،، مثل حلاوة الروح، إذ هي في الحلقوم، تهمُّ بالخروج!

،،،
الحبُ، بغتة.. مثل ( الخلعة)
لا يخيِّرنا، زمان النقر، على باب القلب. لا يخيَّرنا المكان، ولا الزمان،، وليس لنا، من ثمة اختيار!

،،،
يشيخ الجسدُ، لكنَّ القلب،، لا.
حين يشهقُ القلب، مثل عصفور، فاجأته- لأول مرة- رشة مطر، ينكرُ الشيخُ جسده، ذلك الذي أنهكته السنين.. قهرته الأيام والليالي.
،،،
البارحة، رفَّ القلبُ، وكان الجسدُ، يتوكأ على عصا الأيام الأخيرة، قريباً جداً، من حافة الوداع.
نظر صاحبنا، بعينيين حزينتين، وفرحتين معاً، إلى الجسد الآخر. كان غضاً في الربيع، يزهو في النضارة، والنداءات الجميلة،والخفر،والدهشة، وحب الاستطلاع!
ياآآآه، ما أكبر الفرق!
تأوه صاحبنا، في سره،، والصوت حزين!
أحست به، يكلِّم نفسه، دعته أن يرفع صوته (شويّة)
رفع الصوت:
- (بيني وبينك، سكة السفر الطويل من الخريف إلى الربيع)!
نظرت إليه، ليس في اشفاق، وكان فمها يرفّ بابتسامة،،، ابتسامة ليس فيها شيء من الترجي، بل الإصرار. بلع تأوهاته، استعار صوت أحد المغنين الكبار، وراح يدندن:
أديتيني مشاعر حية،
نسيتيني الزمن الماضي،
زمن الجرح الأكبر مني، وقاسِي علىَّ،
ياريت، لو صادفني حنانك بدري،
لو لاقيتك بدري، شوية!
،،،
الحبُّ- أحياناً- يستحيل إلى شيء أشبه بالفكرة. يستحيل إلى شيء، أشبه بالرؤيا. هو- في الأصل- مثل القصيدة، في تخوم النفس. مثل الشعر، ليس قبض يقين.هو- في آخر العمر- (ليت) ،
و(ياريت)،
وهو- في آخر العمر- ليس (لعلّ)َ!
،،،
في مفترق الطُرق، لم تطُل الوقفة.
كان لا يزال يتردّد، في كيانه، المقطع من الأغنية،، وكان لا يزال المقطع، يتردّد في كيانها كله، ويتردّد في طريقين، ويتردّد صداه، في مفترق الطرق!
لثغت، ويدها على قلبها، والقلب يهفو:
- سنقطع- معاً- بالتساوي هذه السكة .. أسافر إليك، من الفصل الذي أنا فيه، وهو فيني الآن، وتسافر أنت إلىَّ- في المقابل- من الخريف، و،، وفي منتصف السكًّة، تكون اللقُيا، في فصل آخر.. وأجمل فصول العمر- هو بالطبع- الفصل الذي يرفُ فيه،،، يرف فيه قلبان!
- أنت شاعرة!
- وأنت القصيدة، التي تكتبني، من حلاوة الروح، إلى حلاوة الروح!
نظر إليها،
لم يقل شيئا. لم يقل(مستحيل). فقط، راح يدندنُ، مستعيرا في سره، صوت مغن مجروح:
فات الأوان، والانكتب على جبينا الليلة، بان،
فات الأوان،،
وماقادر أصدق، إنو نحن،،،
نحن، أوانا فات!

،،،
في مفترق الطرق، وقفة..وتلفتٌ،وحيرة. في المفترق، يقف ويحتار، كل اثنين اثنين: كل اثنين بينهما (سكة السفر الطويل من الخريف إلى الربيع) في المفترق، وقف، ووقفت..احتارت، واحتار،
- باي!
- باي!
ومشت هى في طريق.. وفي طريق، مشى،،، هو، لا يزال يلتفتُ، من وقت لآخر، وهي، لا تزال،،، والطريقان: فات الأوان،،،،، فااااااات..!

هاشم كرار.الدوحه


 

رد مع اقتباس