عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2015, 06:27 AM   #10




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اكاد اشعر بنبض تلك الاراضي التي يقطعها بصنا دون توقف ،، نبض الحياة والأمل ،، شعور بأننا لازال ينتظرنا الكثير لننتفض ونشبه الآخرين .. تعودنا ان نهجر ارضنا متي ما ضاقت بنا سبل العيش ،، نتركها عمداً ،، ولكن اري ان جمال الأرض وحبها لا يعوض بمال او حياة افضل .. المشاهد جميلة واخاذة ،، الارض مترامية الأطراف ،، تتخللها تلك الجبال ،، وشجيرات واناس لا ادري من اين جاءوا .. الطريق الاسفلتي المتعرج يشق صحاري ووديان وجبال .. الشمس ترسل خيوطاً ذهبية في صباح ذلك اليوم ،، واللوحة تزداد جمالاً والقاً ... حتماً لم اترك شاردة او واردة ،، فالعين تلتقط المشاهد الآثرة من خلف نافذة البص السريع ،، والسوال يكثر دوماً عن الاماكن والمعالم ،، والقري والمدن .. سلكنا الطريق الصحراوي ،، والذي يبعد كثيراً عن مجري النيل وقراها ومدنها المأهولة بالسكان ،، ولكن لا بأس من رؤية تلك المناظر الجميلة ،، حيث الجبال التي ترنو الي السماء علواً وشموخاً ،، والسهول البكر والعذراء دون شك ..
النعاس يداعب مقلتي وليتني نمت قليلاً ،، ولكن الخوف من ضياع فرصة التمتمع بجمال الصباح والطبيعة ،، ابعد عني رغبة النوم ،، صرت مشدوهاً من خلف نافذة البص ،، ارنو لتلك المشاهد والأرض العذراء التي لم يمسسها جن ولا بشر .. مضت ساعتين والبص مازال يعدو كما المجنون في ذلك الطريق ،، واغلب الظن أن الرحلة مازلت في بداياتها ،، فالطريق طويل ،،، والمسافة قد تقصرها محطات الطريق وجمال الطبيعة من حولنا .. إلتفت الي جليسي في البص ،، وتبادلت معه حديث متقطع ،، وكنت أسأله كلما مرت اللوحات أمامي ،، معلقأ ومستفسراً عن اسماء الأماكن .. فكل شي كان جديد ،،، ومدهش .. الصحراء تمتد امام بصنا دون حدود ،، مساحات شاسعة ومترامية الأطراف ،، حيث عرفت أننا نبعد اميال كثيرة عن نهر النيل ،، ذلك الحبل السري الذي يربطنا بمصر ..
وقف بصنا في محطة لم يتثني لي معرفة اسمها ،، قهوة قديمة ،، يغلب علي بناءها ،، الحصير والقش ،، والذي يستند علي غرفة واسعة من الزنك المطلي بلون اخضر .. لفت نظري في تلك المحطة إهتمام صاحبها ،، بالحمامات والمصلي ،، رغم وضاعة القهوة وبناءها ،، واغلب الظن ان توفير مثل هذه الخدمات ضروري لتلك الرحلات الطويلة والمتعبة دون شك .. وقف بصنا يلهث من التعب ،، وتفرق ركاب البص ،، لتجمعهم بعد لحظات تلك المناضد القديمة ،، وهم يتلذذون بطعم الشاي والقهوة ، في تلك المحطة التي تقع وسط صحراء قاحلة وموحشة .. إتكأت في ركن قصي بالقهوة وصرت ارنو لتلك السهول المترامية الأطراف ،، بحثاُ عن قرية او دليل حياة في تلك المنطقة ،، لكن لا أظن ان ذلك سهلاً ،، وإن كانت هنالك حياة ،، فإنها قد تبعد اميال واميال عن تلك المحطة ،، ما اروعك يا وطن ،، فارضك رحيبة وشاسعة ،، وطبيعتك خلابة ..
بصنا السريع يأخذ مكانه مرة اخري علي الطريق الأسفلتي ،، بعد خمسة عشرة دقيقة من الراحة ،، وتتواصل الرحلة مرة اخري الي وادي حلفا ..
ولنا عودة .......


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس