عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2010, 03:21 PM   #42


الصورة الرمزية محمد عوض السيد
محمد عوض السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7563
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 02-27-2014 (10:00 PM)
 المشاركات : 1,858 [ + ]
 التقييم :  41
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
افتراضي



في شمبات حليل مجلسنا

بذات خميس صيفي لوحتنا شمسه الملتهبه اتأني اخي بالوحده العسكريه التي كنت اؤدي بها الخدمة الالزامية , وهي شر لابد منه وبوابه للعبور الي مؤسسات التعليم العالي .. ودعاني الي الذهاب الي السينما الوطنية بامدرمان لكي نشاهد احد الافلام الهندية التي احبها جداً .. ولقد اكتسيت بابهي حلة لدي من بنطال وقميص كاروهات لا زالت اذكره .. وكنت حديث عمر وعهد بالخرطوم فكاني دليلي ويسمي لي الشوراع حسبما يراها واحيانا يعطيني اسماً غريباً ويرسم ابتسامة ساخرة بوجهه !! افهم منها دلاله الحال ومايرمي اليه من دعابة .. وتزودنا بالتسالي والفول السوداني ببوابات السينما .. وببعض من الشجاعة لضخامة داخليها من الأناس !! اذكر ذلك اليوم بتفاصيله الدقيقة وحين يقتطع مشغل الافلام الفلم لاستراحه ما يلقي من الشتيمة مايفتر لها وجهي من غرابتها والجهر بها هكذا بمكان عام ولي العذر بذلك ..شاهدنا الفلم وخرجنا بوقت متأخر فاوصلني الي موقف حافلات الفتيحاب واستودعني الله الي ان نلتقي الخميس القادم ليوم مشابه ..
وتمر الايام تحت مسميات عديدة من سئ الي اسواء ولكنها تمشي !! وعند العصر بت اتوقع قدومه الي , لنذهب كما اتفقنا الي السينما .. وبينما اتململ تحت وطأة الانتظار اتاني مايخبرني بوصوله الي البوابه والخروج اليه لانه غير مسموح له بزمن هذا الدخول الينا !! وبعد التحيات وخرجنا من بوابة الجحيم الي هواء اخر ومتنفس يسترعي الانفاس !!
قال لي اليوم سوف تذهب معي الي الجامعه وستبيت معي بالداخليه , ولان اليوم لدينا يوم ثقافي ببيطرة وبه حفل وبرنامج مسائي , فلم اشاور حتي نفسي ولعدم ارتباطي غد بشئ اخر او خدمة بالوحدة .. واستقللنا المواصلات الي الشهداً ومنها الي بحري ونزلنا بعد الكبري مباشرة بصينية المظلات وتمينا الباقي بارجلنا الي الكليه حيث دخلت اعيني في مشهد شدني الي النظر دون اغماض لاجفاني من جمال حف كليتهم التي كانما هي وديعة من البحر مكتسية الخضرة وتمتلئ جمالاً وباوجه حسنه , وجرني من يدي لحالتي التي اعترتني من تبلد اصاب حواسي اعتبرته فيما بعد انه ثمل بالجمال !!
وجلسنا بالكافتريا وخيرني بما اشرب فطلبت شاي احمر بنعناع عليه يوازن مابداخلي من حريق !!
وتجري الدقائق كقطار البخار علي افق ذاكرتي الي ان التف الشباب علي اعتاب المسرح المقام لاستقبال فنان اليوم وذكر بان اسمه محمد خضر فلم اجد له رنيناً بما احفظ من فنانين فلزمت الصمت علي اكتشف عند حضورة الجديد .. وعند قدومه تعالي الصفير المتواصل والتصفيق المتواصل الي ان اعتلي المسرح .. والي الان لم اميزه !!
ولم تمهله الفرقة الموسيقيه زمن ليتم استعراض جماهيريته وتلويح ليديه بشكل درامي !! وبداء في ترديد ساهر طرفي .. يا اااخونا دا ما صوت خضر بشير وقلت ذلك بصوت عالي انتبه له اخي واتبع بقوله انه ابنه الم تميزه ؟
فقلت له انا لم اسمتع اليه من قبل وان كنت احفظ اغاني ابيه واذا بصوته يرتحل بي الي غرفتي بمنزلنا حيث اربط كل الاغاني بها ابان اعتكافي للدراسه واي قرأة لتشغيلي المسجل بصوت خافت وادندن معه مرات !! فبغير هذا لا يطيب لي الاستذكار !!
واستكملت معه الاغنية التي بداها وهي من كلمات والده خضر بشير فهو صوفي منجذب ومادح عاشق آذابه وتيمه الهيام :
ســــاهر طرفي ما نمت من يوم شفتك
اعـــــــلنت أني اسير بمن ســواك
امنت بانو المبدع الفنان ابدع فيك مـــن فنو
امعن في تفانيننو في احسن صــورك سواك
خلقك حته في حــــــــــــــته
جمالك حير الافكار سطع نورك عمي الابصار
تدور في فلكك الاقمار مثالك اصـلي مـاشفت
بس وريني ايه انت انسان والا من الحـــور
جيت من الجنان فـــــــــــــلته
ارحم طرفي جافي النوم انا الفي حبك اسـرفت
ابدو من المنام حايل اللـــيل كلو ســاهرت
حسبت نجومو بالحته راجي خيالك ماجـــاني
خاطبت نجــــــــومك اخـــــفقت
الحور الحسان سمعو بي جمالك جــــــاك
قالت للخالق احسنت بصنعك ابدـــــــعت
في فنك امــــــــــــعنت في فنونك

وياما سهرت اعيني دامعه برؤيه ما لم تجد به الدنا الا نادراً من حسناوات لازلن يلُحن بآفق الذاكرة !! وكان يؤدي بنفس اداء ابيه من حركات وانشداهه مع الغناء بحالة اشبه بالانجذاب واردف دونما توقف بفرديه اخري اجاد بها قريحة الشاعر.. وقام بتلحينها خضر وهي من الروائع التي تميزت بخفه اللحن وجماله:
يا جميل يا أسمر انت فرعــــك بان
شوف صـديرك أثمر فاكهة مــن رمان
شيء عـجيب في قوامك ليل علاهو قمر
أما سيف ألحاظك للأســـــاطيل دمّر
ياحبيبي كمـــــان في الدلال اتبختر
وانت قدر هواك وللقــــلوب استعمر
واستعمرني حب فنه حد الوله وبت ابداء به يومي من شدو يصك مسامعي بشغف ..
عرج بنا بعدها الي واحده من جماليات الفن السوداني من كلمة ولحن وادء فريد ولقد وجدت حيزاً كبيرا من الانتشار بالحفلات حتي قبل سنوات قريبه خلت وترنمنا به ردحاً من الزمان هي ماسميت الاوصفوك:
بالبدر او بالزهر هم مــــــا انصفوك
يا جميل لو أوصفوك كيف يجــــــهلوك
وعلي الجمال العادي راحو يمــــــثلوك
ولو بادلوك عين الحقـــــــــــيقة
او بالبصيرة تأملوك بالنور او بالـــــنار
أو بي قدر ما ضاع الخيال مــــا عادلوك
يا جميل لو أنصفوك كوكـب منزه في علوك
سحرك قريب شخــــــصك بعـــيد
او كان قريب انواره آخذه بدون ســـلوك
يبرق ثناك في غيهب الليل الحـــــلوك
اظرف شمايلك زامـلوك وهم اكـــملوك
ادبك هبةفيك موهبةشكل الظباوطبع الملوك
يا جميل لو أنصفوك !!

وانصفناه نحن من وصف كساها وكفانا عينك التي راءت وسكبت لنا شهداً بصياغتك لهذه الفريده التي كملت لوحه سودانيه قحه ..
ولقد تمايلنا طربا معه ولم يفت لي فرقته الموسيقيه امعاناً في امتاعنا ايضاً وقد اجادوا ذلك .. وطربو هم ايضاً لما غناها واكمله باغاني الحقيبه التي لم امل سماعها الي الان .. وكان انداها وقربها الي قلبي (ايه يامولاي) التي يبرع بها خضربشير له الرحمة بقدر ما تجلي واعطي ..
وشدا باخري :
قـــم ياملاك والدنيا ليل
نتناجي في الشاطئ الجميل
ما الليل نهــار العاشقين

وقد غنانا باخر رمق للحفل الاهزوجه التي كنت انتظرها بفارق الصبر لعميد الفن سرور وصياغه الرائع العبادي التي احب سماعها دوماً دونما ملل :
برضي ليك المولي الموالي وفيك لازم الصـبر الجميل برضي
لو تحول دون قصدي العوالي ديما أغوص في بحـوري وأوالي
وفيك أخرج درري الغوالي وأنشي شعري وزجـــلي وموالي
واشدي وحدي واهدي الحوالي في سناك قليل ياجمـــــيل
ياسما الغايات ياملاكا من تطاول لي نيل عــــــــلاكا
عشت دم ياحليت حلاكا ياحياة أرواحـــــــــنا هلاكا
لو سليت في النار ماســـــلاكا قلبي راضي وهاك الدليل
أنه صــــــــابر وحامل بلاكا مرة أرحم يكفي القليل

واذكر في احدي اللقاءات معه بتلفزيون امدرمان تقديم الاستاذ حسن عبدالوهاب وهو يرتدي تلك اللبسه الافريقيه الشهيرة مما اعطي البرنامج طابع الافريقي والسلم الخماسي .. ولقد استنطقه كثيرا في ذاكرة لايام خوالي .. واذكر انه تعرض للرجولة في الغناء وهو لم يري شباب اليوم !! في غناء كرومة وسرور وذلك ابان معاصرته لهم .. والطريف انه ساله ان كان قبل هذا قد ترك المايكرفون وطلع الي شجرة اثناء الغناء ؟ فرد احتمال وانا كنت بطلع في النخله وبغني !! وتالله ضحكت بشده لما تخيلته من منظر له فوق احدي اغصان الاشجار .. له الرحمة بقدر ما اعطي .. فكان يوم علق بالذاكراة من ما رايت وسمعت وثملت !!
علموه وهو لا يعلم كيد العداة
ليتني علمته الوصل والتكذيب
علموه الزوزو الله فوق زوزو
زوزو طربانه ياحلاة زوزو

ودمتم في آمان الله ..




 
 توقيع : محمد عوض السيد



نضــج الحــــــــلم
ولكــــن الزمـــــــــــن
هو الذي لم يســــــــتو بعد
فما جدوى أن يبلغ القـــــــلب
رشـــــــــــــــــداً ســــــــــــــريعاً
(احلام مستغانمي )
مواضيع : محمد عوض السيد



رد مع اقتباس