قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الاثنين إن هناك صعاباً تواجه تحقيق الانتقال الديمقراطي في بلاده، وأنه يعمل على معالجتها. وقال حمدوك، خلال لقائه قادة تحالف «الحرية والتغيير» بمدينة كسلا شرقي البلاد، قبيل حضوره صلح قبلي، الاثنين: «نريد أن نعمل على تحقيق وطن ديمقراطي على الرغم من كل الصعاب، ولا نملك غير خيار النجاح في ذلك». وأضاف: «نؤسس لشراكة مع العسكر لبناء ديمقراطية راسخة، فقوة السودان في وحدة كل مكوناته».

وشهد رئيس الوزراء، اتفاق صلح قبلي بين ثلاثة من مكونات منطقة كسلا شرقي السودان، التي تعاني هشاشة اجتماعية انعكست على مؤسسات الحكومية المحلية هناك. وتظاهر عشرات المحتجين ضد إبرام الصلح، مدفوعين من شخص يدعى محمد حسن الأحيمر فُصل في وقت سابق من الائتلاف الحاكم.

وأغلق المحتجون الطرق التي تؤدي إلى مقر عقد الصلح، قبل أن يتراجعوا لاحقاً، بعد توجيهات من الأحيمر، الذي توصل مع قادة الولاية إلى اتفاق يقضي بذلك.

وأسفر إغلاق الشوارع عن تأخر مراسم عقد الصلح لأكثر من ساعتين، شهدت خلالها المنطقة ازدحاماً مرورياً خانقاً.

وطالب حمدوك قادة المكونات المحلية بضرورة الحفاظ على اتفاق الصلح المبرم باعتبارهم حاضنة السلم، لحماية التماسك الاجتماعي؛ حيث إن زعزعة فيه قد تؤدي إلى صراع مسلح.

وأشار حمدوك إلى أن عدم توصل السودانيين لمشروع وطني جعل بلادهم تتراجع إلى للوراء كل عام، وأكد أن الفرصة الآن متوفرة للتوصل لهذا المشروع، بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع الحركات المسلحة، التي تفاوضهم الحكومة السودانية للتوصل إليه. وقال حمدوك إن التوصل إلى سلام وحفظ التماسك الاجتماعي، يعدان من أولويات حكومته، التي تعمل في ظل وضع اقتصادي منهار ومحاصرة دولية ورثتهما من نظام الرئيس المعزول عمر البشير، حسب قوله.

على صعيد آخر، أعلنت الخارجية السودانية، أن وفداً من الخارجية الإيطالية ترأسه نائبة وزير الخارجية، إيمانويلا ديل راي، سيصل الخرطوم لإجراء محادثات حول العلاقات بين السودان وإيطاليا والآفاق المستقبلية للتعاون على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية.

وأضافت الخارجية السودانية، أن الزيارة تهدف أيضاً إلى الوقوف على تطورات الأوضاع السياسية والاجتماعية بالسودان بعد نجاح الثورة السودانية، ومناقشة سبل دعم قضايا السودان داخل أروقة الاتحاد الأوروبي و تجديد دعم حكومة إيطاليا للسودان وحكومته الانتقالية.

وذكر البيان، أن ديل راي، ستجري مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء الانتقالي، عبد الله حمدوك، ووزراء الخارجية والمالية والتخطيط الاقتصادي والصحة. كما لفت البيان إلى أن الزيارة، ستشهد استئناف أعمال التشاور السياسي بين البلدين من خلال عقد اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين السودان وإيطاليا، يوم الخميس، الموافق 5 مارس/آذار 2020، وذلك لمناقشة كافة الجوانب ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل الدعم في المحافل الدولية.