مكتبة د/ طلال دفع الله عبدالعزيز

- طلال دفع الله عبدالعزيز
- من مواليد حي العرب ـ أم درمان
* ومن محبي الحصاحيصا ، التي أهدتني إمرأة و وطن و بعض حصاد .
- طبيب .
- أحاول كتابة الشعر و القصة القصيرة .
- صحفي متعاون بصحيفة الخرطوم و صحيفة البداية .
- مهتم بالتوثيق .
- بالحصاحيصا و ثقت ـ عن طريق مقابلات أو حوارات صحفية أو كتابات بصحف مثل الخرطوم ‏,‏ الشارع السياسي ‏,‏ الحرية ‏,‏ الصحافة ‏...‏ إلخ ـ لكل من :-

‏*‏ الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر ‏"أب الدراما الحديثة" - مقالات بصحيفة الخرطوم.
- الأستاذ الراحل عبدالمنعم حسيب
- (الأستاذ الراحل بدرالدين مصطفى (بدرالدين كاريكاتير) .
- الأستاذة القاصة فاطمة السنوسي
- (الوالد الراحل محمد الأزرق ) لم تنشر ويحتفظ بها نادي أو مؤسسة الشبيبة
- عضو الحصاحيصا للآداب و الفنون .
- كتبت قصيدة (سوسنة النيل) لمدينة الحصاحيصا الحبيبة وقد لحنها كل من :
- الأستاذ عبدالعظيم وداعة والأستاذ الباشمهندس سيف حاج أحمد وهو اللحن المعتمد .
- الأستاذ عبدالمنعم حسيب
- و أحتفظ بجميع هذه التسجيلات

متزوج من السيدة آمال عثمان سنهوري ، و ذلك منذ العام 1985م ..

مـصـطـفـى سـيـد احـمـد بعيون والدته الحاجة سـت الـجـيـل (1)


*الحاجة سِت الجيل والدة مصطفى سيد أحمد وحديث قلب الأم ..
هي امرأة متكية على أكتاف سني عمرها و على أحزانها بصبر حرازةٍ و زهو سيالة. الذهاب إليها يولد في دواخلك حرجاً من ذلك النوع الذي يشبه مغالبة أب دمعةً قاهرةً مستحيلةَ الإمساك أمام أطفاله و أمهم ، عند فجر يلوِّح بقبضتين متعَبتين لشمس كسول في خدر أفقها، ذات شتاء جاف.. فهذا الذهاب أخذ يرتبط، يوماً بعد يوم, و عام إثر عام بشهر يناير. هذا الشهر الفاجع، ليس لها كأم ؛ ولا لأسرتها و أهلها الذين عليهم مواجهة فقد هو بكل المقاييس أكبر من كل إحتمال ، بل لأمةٍ من العارفين لفضل الرجل و ما أعطى .. شهر رحيل فلذة كبدهم و أكبادنا. الإنسان الذي أعطى و ظل يعطي، و بشجاعة و صبر نادرين ، حتى آخر قطرة في غيمة حياته رحيمة العطاء للآخرين. بينما الآخرون ـ نحن ـ يستمطرون ، لا زالوا ، صدى هذه الغيمة ، الراحلة بين إحداثيات الزمان و المكان، يعطي، لا يزال ، كما أعطت ! و لكن ماذا أعطينا نحن في المقابل ؟؟ لا أريد أن أقول إننا عاقون .. و إن كان كل منا يحس و بيقين كبير أننا كذلك. أدخلوا معي أتون الفاجعة الراكلة مباشرةً وجهَ ما نحن عليه ؛ في عبارة ابراهيم يوسف أحد أقرباء مصطفى و أحد أقربهم إليه وجداناً:
( إنكم مثل الزكاة لا تأتون إلا حين يحل الحول!!).
تعالوا نحتفل بيوم ميلاده و الذي يوافق ..... !!!!!
طلال دفع الله عبدالعزيز.

* أها يا يمه ست الجيل دايرين نسألك عن مصطفى
ـ مصطفى ولدي!!
* آآي
ـ ربنا يرحمه .. سؤالاتك شنو؟

* أول حاجه دايرين نعرف إتولد متين؟
ـ عاد يا طلال نحنا عداد السنين ده بنعرفوا يا ولدي!

* طيب ، الوكت الـ إتولد فيهو كان خريف و لاّ صيف و لاّ شتاء؟
ـ مصطفى إتولد في الخريف.

* في ياتو وكت في الخريف؟
ـ في أول الخريف.

* في العِـيْـنَـه ياتا؟
ـ والله يا ولدي ما بتذكّر العِــِيْـنَـه.

* طيب ، وكت الولاده كان متين؟
ـــ والله الشمس ما طلعت .. إتولد في الفجر.

* متذكره كان يوم شنو؟
ـ لا و الله.

* طيب السماهو منو؟ يعني الإختار ليهو الإسم منو؟
ـ الإسم لإخترتو أنا..سميتو مصطفى..قلت لى أبوهو الولد ده أنا سميتو مصطفى..على الرسول..أبوهو قال لي ماشاء الله..إسمك ما كعب..ده ما إسم الرسول عليه الصلاة والسلام.

* قبال مصطفى كنتي ولدتي منو؟
ـ قبال مصطفى كان أخوهو مقبول.

* لمن فطمتيهو كان عمرو كم؟
ـ والله سنتين.

* كان بكّاي؟
ـ لا..لا..لا..لا. و الله ما كان بكاي شديد.أنا ذاتي ما كان بخليهو يبكي كتير.

* لمّن مشى .. كان عمرو كم؟
ـ و الله كان يشيل كراع و يخت كراع من عمرو سنه..وانا أقبضو من السَّهَلَه..

* مَشِي .. و لاّ حَبِي؟
ـ مَشِي .. آآي والله .. مشي .

* بعدو ولدتي منو ؟
ـ بعد مصطفى وِلدت عبله .

* يعني هو و عبله طُرَدا .. أها كان بغير منها ؟
ـ آآي.. آآي آآآي! “و الله والله يا يمه بتك دي إلا أكتلها”..هي يا يابا سجم خشمي..تقتلها كيفن يا مصطفى؟! تقتلها الحكومه ما بتجي تقبضك!يقول لي “و الله العظيم بى فرّاري ده” ـ هو عندو فرار صغيِّر كدي ـ “و الله بى فرّاري ده البيجي يدور يقبضني و الله إلا أكسِّر راسو”. كان عنيد و شجاع.اللهم أرحمو و أغفر ليهو.

* أول مدرسه دخلها كانت ياتها ؟
ـ دخل المدرسه في ودسلفاب .

* دار المدرسه طوّالي و لاّ خاف منها أول شي؟
ـ بري .. بري .. بري . دار المدرسه طوالي..و كان دايرها قبّال يكبر و يبقى علي المدرسه.

* زمنهم داك كان بلبسوا شنو ؟
ـ كان بلبسوا الجلاليب ..و كان بحب جلاليبو ديل.. و يحب نضافتهن و نظامهن.

* كان شاطر؟
ـ و الله يا ولدي كان شاطر وبحب القرايه دي زي عيونو..يقرا و يسمِّع طول اليوم.

* كان بمرق يلعب كتير ؟
ـ أنا بخلي يمرق ؟! أنا بخلي يمرق آآخوي ؟!! يقرا. أنا بخلي يمرق يا يابا؟!! لكين اللعب بلعبو.

* بعد ودسلفاب .. تاني قرا وين ؟
ـ قرا في الحصاحيصا.

* كان بمشي و يجي كل يوم ؟
ـ كان في الداخليه .و كان بيجي كل إسبوع .

* طيب كيف قدرتي تخليهو ما معاك ؟
ـ عاد أسوي شنو ؟ وكتو الما يجي أسأل منو الأولاد..يا أولادي مصطفى مالو ما جا..مصطفى مالو ما جا؟
يامن يجي . أها لامن يجي..يجي و معاهو صحبانو أصلو ما بيجي براه.. اللهم أرحمو و اغفر ليه.

* طيب يمه..بعد داك مشى بورسودان..ما منعتي؟
ـ هو أنا أقدر أمنعو ؟أديتو رضاي..قلت ليه وكت داير تتعلم أمشي..ودعتك لى الله والرسول وداعة الألِـف الما تِـنْـتَـلِـف يا مصطفى.

* أها من بورسودان البعيده دي .. كنتو كيف ؟
ـ و الله كان برسل لي الجوابات..يقول لي يا يمه أنا شديد و طيب..ما تشفقي.. و الله أنا في أمان الله.جواباتو كتيره..و يرسل لي طوالي.





يتبع :

مـصـطـفـى سـيـد احـمـد بعيون والدته الحاجة سـت الـجـيـل (2)

* في بورسودان ، لمن بقى يغني عديل كدي..إنتي ما قلتي حاجه؟
ـ هي يا يابا أنا بقولو ما تغني؟ ( تضحك ) .. و الله أنا ما بقولو ما تغني.. زمان هنا ما كان بغني..و يقول لي يا يمه أنا ماشي الحفلات..أقول ليه يا يابا ودعتك لى الله والرسول..بس ما تكتر السهر..ودعتك لي الله و الرسول يا مصطفى..ودعتك لى الله والرسول.

* طيب أبوهو ما كان بيعارضو في الغنا ؟
ـ بري .. بري .. بري . أبوهو أصلو ما كان بعارضو كلو..كلو.

* معنى كده كان عندكم في العايله ناس بغنوا!!
ـ علي البدوي و السماني .. السماني ود البدوي أولاد خالي.

* ديل كان بغنوا كيف ؟
ـ كانوا بغنوا بالرِّق ..

* يعني أخد من خيلانو ؟
ـ آآي الجنا خال .

* مصطفى غنى شنو أول حاجه؟
ـ كان بغني ( نغيم فاهك يا ام زين دواي) ..

* سمعنا إنو يوم طهورو….
ـ ( بضحك المعجب ) يغنى براهو .. قال ليهو بوهو مصطفى!؟ قال ليهو آآي! محنن (محننوا أخواتو و هو وقف طول كدا وشرح في الغُـنا..وشرح في الغُـنا و شرح في الغُـنا ) قال ليهو و الله يا مصطفي الله يسامحك..و الله أنا من الله خلقني ما شفت ليا فنان محنن و بغني..

* من الأغاني الغناها يوم طهورو تتذكري شنو ؟
ـ نغيم فاهك يا ام زين دواي .. شفايا البِجْبُر قِواي.

* دي غنية المساح !
ـ آآي .. أنا المساح دمع البكى .

* إنتي يا حجه كنتي بتحبي الغنا ؟
ـ آآي .

* كنتي بتحبي الغنا ساكت و لاّ بتغنيهو ؟
ـ بحبو و بغنيه .

* صوتك سمح ؟
ـ آآي .

* يعني إنتي الورثتيهو الصوت .. لأنو مقبول ـ الله يرحمو ـ ذاتو كان بغني .. مش كده ؟
ـ مقبول غنّـاي .. و مصطفى ، الله يسامحو و يغفر سيئاتو ، بغني .. بغني غُـنا شديد .

* طيب لمن إبتدا يغني و يعزف العود .. إنتو ما كان عندكم مانع ؟!
ـ بري .

* ما قلتوا ليهو الكلام دا بشغلك من قرايتك ؟
ـ بري .. بري .. ما في زول قال ليهو..مصطفى حريتو طلِقه..مصطفى حُريتو طلقت.

* يعني ما كان عندكم مانع .. يعني ساعدتوهو ؟
ـ نان هو ما روحو في القرايه .. و في الغنا .

* الناس الكانو بغنوا معاهو .. تتذكريهم منو ؟
ـ و الله يا ولدي ما متذكراهم . كانوا بغنوا براهم .. و أختو دي ( بخيتة ) تسوي الشاي تودي ليهم .. يكبوا الشاي يشربوه .. و هو يغني .. يغني ويصفق .. هي يابا سجم أمك .. قلت ليه يابا أم زين دي التشيلها الطياره كدي و لا كدي ( تضحك .. بحنان )

* لمن مشى أم درمان .. هناك قالوا بدا غُـنا جد جد .. أول غنيه إنتي سمعتيهو غناها كانت شنو ؟ و في إذاعه و لاّ حفله ؟ ..
ـ أول مره سمعتو في حفله .. و في الإذاعه سمعتو .. هي يا يابا سجم أمي .. وديتك للقرايه تمشي فنان يا مصطفى ؟ قال لي ما كلو زي بعض يمه .

* طيب من أغانيهو إنت العاجباك كانت ياتي ؟
ـ الردتو ؟!.. عاد كلو : السمحه قالوا مرحله .. بعدك الفريق أصبح خلا… قلت ليهو أوعى هي ترحل ما تعود !

* إنتي الغنا دا سرّاك .. و لاّ ….
ـ هي يا يابا أنا بقدر أقول ليه شي ؟!

* حصل عمل حفله هنا في مناسبه جوه البيت .. و لاّ في الحله ؟
ـ هي يا يابا يسوي الحفله لما يصبِّـح الواطه ..

* كان بشيل قروش في الحفلات دي ؟

ـ بري .. ما بشيل و لا قرش .. ما بشيل قروش .

* طيب إنتي ما كان بتقولي ليهو يشيل قروش .. طالما ..
ـ هَي أنا بقدر أزعِّـلو ؟

* نان زول يتعب و يساهر الليل .. و ما يشيل قروش ؟
ـ لا لا لا لا .. كان جابو ليه السيره دي بزعل .. و مافي زول بقدر علي زعلو.

* لكين ليه ؟
ـ عاد دي طبيعه فيهو .. نان أنا بقدر علي زعلو ؟! أقولو يا يابا الله يشبعك فيها و تشرب صافيها يا مصطفى .. أصلو ما برضى الكلام ده .

* في عرسو حصل شي؟
ـ بري .. في عرسو ما حصل شي .. آآي .. الحصان !! قال كدي شال الصابونه و مشى حمَّمها في الترعه .. و قالوا كدي جوا شدّوها و قلبولو الفِـرايه و قلبولو هِدمة القرمصيص فوق السَّـرِج .. و قالوا كدي أخواتو يغنوا . قلت ليهن : ما تزغرتن .. ما تزغرتن !! تجفلن الحصان تفقه ولدي ! زغرتن أخواتو و في واحد مسك الحصان من رَسَـنها .. يا اخواتي ما تزغرتو .. و ديل يقولن جك بالزغاريد .. أها و قال كدي جرت بيه .. و قال كدي جاء راجع علي أخواتو .. أها قالن كدي جك زغرتن .. و انا : ما تهز يا يابا .. ودعتك لى الله والرسول ! الحصان بترميك .. بترميك ! بتفقهك ! و هو يهز يهز يهز.

* مصطفى ـ الله يرحمو ـ كان بزرع .. كان بعرف الزراعه ؟
ـ آآي و الله .. كان يزرع بى روحو .. و خِدمة الخلا دي ماسِكه على إيدو. الله يرحمو .. الله يرحمو.

****************************
* صحي مقبول ـ الله يرحمو ـ هو العلَّم مصطفى الغُنا ؟
ـ الله يرحمُن كلهم .. مقبول كان بغنِّي قُبّالو و كان بيقول “و الله مصطفى دا كان سار في درب الغنا ، مافي زولاً كدي يقدر يحصِّلو”.

* الصُّوتو كان أحسن من أخوهو منو ؟
ـ عاد يا طلال الغُنا دا ما خشُم بيوت.

* آآي .. لاكين الخشُم بيتو كان أحسن منو فيهم ؟
(تتنهنه بطريقه مليئة ببعض حسرة ، تصمت محدقة بعيداً، حتى أعلنتها سحب سؤالي) :

* سمِح يُمّه .. السؤال دا نخليهو.
(و بعد صمت قليل .. و عيناها تقرآن من لوح على تراب المكان، أتاني صوتها مُتنازَع الحروف) :
ـ عاد بعد القالو مقبول في خيّو أنا شِن نَفَل قولي ؟!

* طيب من خيلانو القلتي أخد منهم الغنا .. مشى في طريق منو ؟
ـ يا ولدي هه .. مصطفى الله يرحمو لا مسكلو لا مشالو في درِب زول .. دربو واحد و حقو براهو. يوم طهَّروهو زحَّ الغناي و قاللو “الغنا مِي كدي .. و قعد يغني براهو في يوم طهورو.

* الغنّاي كان منو في حفلة طهورو ؟
ـ أسأل منو خَيّاتك ديل.

* طيب .. الغنّاي زِعِل ؟
ـ يزعل من شنو ؟
* من السواهو مصطفى ؟
ـ أخد زعلتو.

* هسع قاعده تسمعي غُنا مصطفى ؟
ـ لالا .. لالا .. لالا

* ليه ؟
ـ و الله كان جابو في الرادي و لاّ التلفزيون دميعاتي ديل يجرن.

* طيب كان جاك غناهو من بعيد .. من رادي الجيران .. ولاّ من حفلة ناس في الحِلّه ؟
ـ الجيران ما بعرفهن أكان بقفلوا الرادي و لاّ بوطوه .. كلموهم أهلو شان ما .. الله يرحمو ، الله يرحموا، عاد يا ولدي أنا ماشه أتحكّم فوق الناس ! يقولولهم بنحبو و بنحب سماعو.
* إنتي حجيتي لى مصطفى !
ـ آآآي .. حجيتلو و سألت الله يعظِّم أجرو و مقامو . قُت ليهو يا الله أنا مسمياهو علي رسولك و مصطفاك .. أديهو قدُر السَّوي في الدنيا و زيدو .. مصطفى لا زعَّل زول لا عادى زول.
( كفكفتُ دمعتين بيد أن الأمر لم يتوقف عليهما .. قبّلتها على رأسها , فضاعَ عطرٌ له طعمٌ و ملمس و نبض .. خاطرٌ و وجدان)الراحلة الحاجة ست الجيل والدة مصطفى ـ وسط الصورة

مصطفى ـ المرحلة الأولية
مصطفى ـ المرحلة الثانوية
زواج مصطفى ـ على صهوة الحصان

(1)
تـجـربـتـي مـع و ما غـنّـى لـي مـصـطـفـى سـيـد أحـمـد
*****************

سألتني جمعية أصدقاء الأستاذ مصطفى سيد أحمد ـ الدوحة ؛ الأستاذ بدرالدين الأمير ـ سيرتي الذاتية و نبذة عن تجربتي الشعرية مع مصطفى سيد أحمد، و ذلك في فبراير 1996م.
بدءً أود أن أقرر أن كل شئ في عصر مصطفى سيد أحمد الخاص صار قابلاً للإنقسام ؛ أو لِـنَـقُـل لإعادة التأريخ.

طلال دفع الله عبدالعزيز

الميلاد الفزيائي (الوجودي) تم في القرن العشرين ، تحديداً حين سار نصفه الثاني أولى خطواته نحو نهاية رحلته ، و قد كان بـ حي العرب ـ أم درمان ؛ حيث درست المرحلة الأولية و المتوسطة ، ثم مخرت بحر الصحراء غرباً لأرسو مؤقتاً بثانوية الفاشر ؛ إذ أنني سأعود لأمتحن من ثانوية محمد حسين ـ أم درمان ، جامعة الخرطوم ثم جامعة كلوج لأتخرج من كلية الطب جامعة كرايوفا ـ رومانيا.
كنت ، حيث لا أزال أقف على عتبة الشعر الأولى حين زلزلني ميلاد جديد تمَّ على يدي مصطفى سيد أحمد النوريتين بتاريخ مارس 1994م ـ و لا زلت أحتفظ بصورة من شهادة الميلاد التي بعثها لنا (نحن منتدى الحصاحيصا الأدبي) و التي تقول : { تمَّ تلحين "لما اتلامس بيني و بينِك"}.
أولى خطوات الميلاد عادةً ما يتكرر ميكانيزم ثابت ألا و هو مواجهتك كمولود لهواء مغاير ، تتبعه الشهقة الأولى ؛ فتلك الصرخة القابلة لشتى التأويلات . أما في هذا الميلاد بالتحديد فعليك أن تقابل ضوءً يفوق قدرتَك على الإحتمال! : ضوء أن يغني لك مصطفى سيد أحمد.
و هنا دعني أعترف بأن الشعر طاردني بعد ذلك بعنف .. و بأكثر من ذلك العنف طاردتُ مصطفى ، و أنه كان يروِّض
ـ و بسماحة شديدة ـ جموح هذا العنف، و بأساليب بلاغية لا تُصدَّق ؛ من بينها الصمت مثلاً ، فصمته فعلُ تحريض.
و هكذا يجئ ميلاد جديد في ديسمبر 1995م.
ولكن دعني أتوقف لإقرر و أقر بأنني استفدتُ كثيراً من التجربة الأولى :
أولاً ، أن الشعر في حراكيته لا يعرف ، أو أنه لا يجب أن يعرف ، حالة السكون (الإستاتيكية) ، أي وصوله لصياغة أخيرة .. إذ أنه قابلٌ ، يظل ، للتغيير والتغيُّر حتى بعد أن يُغنَّى.
ثانياً ، أن لكل حالة شعورية مفردتُها التي تستطيع التعبير عنها. و عليه فلا يمكن ، قاموسياً ، تصنيف أن هذه المفردة لا تصلح للغناء ، أو أنها قد تعيق اللحن مثلاً. فكل المفردات قابلةٌ للتلحين. لم أغيِّر المفردات نزولاً على نصائح كثيرين ، من بينهم شعراء. و بعد سماعهم للنصوص ملحنةً تراجعوا عن وجهة نظرهم تلك ، و تبنّوا الفهم الجديد. و هذا درس.
ثالثاً ، تعلّمتُ أن الأفكار التي يحملها النص تظلُّ قابلةً لأن يحتملها اللحن و بأوسع من وعاء النص في أغلب الأحيان. و هذا أمرٌ فتح آفاقاً بِكرةً لترتادها الأغنية السودانية فيما بعد .. و بأقصى ما يسع المَدُّ أو ما يبلغ الفيضان. أعطى النصوصَ سلاستها في ذهن المتلقَّي ؛ و كشف عن خباياها خروجَ المحارات من قواقعها نديةَ الغناء.
أعود لأقول إن الميلاد الآخَر جاء عبر عملين .. و قد حمل لي بشاراتِه الأستاذ عصام حسين في أغسطس 1995م. و هنا لا بد من الإشارة إلى أنني قد أرسلتهما له ، ضمن أعمال أخرى ، قبل وصول البشارات بوقت قصير ، و لهذا لم أنتظر أن يكونا : "رحَّـال" و "يا صباحَـك" ، بل بعض أعمال الهايكو ، إذ كنا نزمع الدخول في تجربة الشعر المُختزَل. كما تجدر الإشارة ، أيضاً ، إلى حديث إبن شقيقته الذي كان معه بالدوحة خلال تلك الفترة : (لفتت نظري سرعة تلحينه لهذين العملين اللذين طلب مني إعطاءهما له و حِفظ بقية الأعمال ، اللذين كانا من ضمنها ، ثم بدأ يدندن وكأن الألحان كانت موضوعة سلفاً .. نعم ، أذكر ذلك جيداً ، فقد كانا مكتوبين على أوراق زرقاء اللون، ما دعاني إلى أن أسأله صراحةً و بأكثر الطرق لا مباشرة : كيف تلحِّـن ؟!! . فأجابني ـ و الحديث لا يزال على لسان إبن شقيقته عمر علي ـ : " إن اللحن يأتيني على شكل تهويمات في شتى الأحوال ، ثم ينطبع بذهني جزءً بعد الآخَر ، إلى أن يتكامل ويكتمل .. و لَدي شعور بأن هذين العملين !!؟؟"
إذاً ، فعبر هذين العملين : (رحَّال) و (يا صباحَك) و الَّذين ذكر لي الأستاذ عصام حسين المحامي : "لا أدري ما إسم العملين إلا أنه ـ مصطفى ـ يقول إنهما لامسا فيه نِداءً .. و كأنهما !!؟؟"
عبرهما ـ كنتُ أقول ـ يجئ ميلادٌ جديد. لم أصرخ و لم أحاول أن تخلق عيناي نوعاً من المواءمة مع هذا الدفق الضوئي الغامر ، إلا أنني ـ و قد أصابني الذهول والحزن .. نعم الحزن ! ـ لم أعد أفكِّر إلا في أن أنجو بنفسي. و ليس من طريق لتلك النجاة ـ كما بدا لي ـ غير القفز من على مركب الشعر في هذا المحيط اللامتناهي!! و التفرغ الكامل للتأمل في كل هذا. إذ أن قراءته الثانية ( اللحنية) لنصك الشعري تعطيه أبعاداً و كأنها لم تكن كامنةً فيه.. أبعاد مخادعة كمرايا تهرول في متاهة كونية لا نهائية التعقيد ، بيد أنها كريمة اليقينية في ذات الوقت. و أكثر جوانبها يقينيةً هو إحساسك المرتعب
و المرعب بأن طاقتك تغادرك ، و إنك لم تعد تصلح لقول الشعر. فمصطفى يتخطى في كل لحظة زمانية محددة حدود المفردة و الفكرة الأمر الذي يُوقعك في شبكة خرافية من الإرتباك. فتجد ألا مفر من أن تسأل نفسك : "هل من أنفاس تكفي لكل تلك الهرولة و اللهث خلفه ، في هذا الطريق الذي يبدو بدون نهاية؟؟!!"
و عليه ، و بطوعي واختياري ؛ و بكل ما تبقى لي في قواي العقلية و النفسية من رصيد صهرتُ نفسي فيه ، حتى لم أعُد أنا أنا. و أعود بسلام مشروخ إلى عتبتي الأولى ، هذا إن كنت لا أزال أملك القدرة و المقدرة على الوقوف ، و إن كنتُ ـ بعده ـ لا أزال أنا أنا!!

طلال دفع الله عبدالعزيز
مشروع شاعر لم يكتمل
شكَّل مصطفى سيد أحمد ما تيسَّر من صلصاله :
(صحوه) .. (رحَّال) و (يا صباحَك)
ثم تآبى ..

(2)
صحـوة

ألحان و غناء الأستاذ مصطفى سيد أحمد
شعر : طلال دفع الله
****************************

لـمـا اتـلامـس
بـيـنـي و بـيـنِـك
شـبـق الـمـطـره
و شـوق الـصـحـرا
زلـزلـوا
روح الـسَّـد الـواقـف
بـيـن الـرؤيـا
- الـفـجـر الأخـضـر -
و بـيـنَّـا
الـلـيـل الـجـرح الـنـازف
شـفـتـك
تـغـزلـي مـن احـزانـك
نـار اسـطـورتـك
مـعـبـد مـجـدك
فـرح اكـوانـك
اتـعـافـيـت
مـن خـدر الـغـفـوه
صـحـيـت نـاديـتـك
أنـا إنـسـانـك .. أنـا إنـسـانـك
مـن جـوَّاك
شـهـقـتَ هـواك
زفـرتَ
سـمـوم الـنـخـبـه الـصـفـوه
و جـيـتـك مـنـك
جـيـتـك
مِـدّي حـبـال مـرسـاك
انـا حـطـمـتَ
قـواقـعـي الـرخـوه
وإنـسـلـيـتْ
مـن جـرحـي عـشـانـك
هـاك اسـتـلـمـي
كـمـال الـبـيـعـه
ويـلاّ اسـتـلِّـي
سـيـوف إتـخـبَّـت
تـحـت اجـفـانـك
حـضـنـي عـلـيـك
الـدرع الـواقـي
لـي بـس حـبـك
يـا هـو الـبـاقـي
مـن بـركـانـك
نـبـض اعـراقـي
وأمـنـي بـفـرهـد
بـيـن احـضـانـك
يـلا اديـنـا
خـريـطـة الـسـكـه
ودمدِمـي لـيـنـا
نـشيـد الغـضـبـه
حنبدا معـاك
الخـطـوة الصعبه
ونحيا الفرح
الجايـي زمانـك
وإنـتي الفرح
الجـايـي زمانك
إنتي الفرح الجايي
زمـانـك ..

*************

رحَّـال

ألحان وغناء الأستاذ مصطفى سيد أحمد
شعر : طلال دفع الله
*****************************

و صاحت جَـذوة الترحال
نضح بالتوق مسام صبرك
فيا رحَّال
فـتح زمن الخرافـه عليك
بُـكا الأوتار
و غلب قمرك شقـا الأحزان
مـن شـَجْـو الكلا م الـمُـر
فـَتـَلـتَ حـبـال شـمِـس غـابَـتْ
و غـنـيـت .. آآآآآآهـ
علي وجـع الـوتـر تـبـريـح
. غـُنا الأشجـان
: سـألـتَ الريح
عَـلامَ الـضُّـل صِبـِح مغـلـول
يـِصارع صبْـرو فـي الأغـصان؟!
و يـا ضُـل الـفـضا الـمـشلـول
إلامَ الـخـوف يـِشـتــِّت!!
كـُـل شـُعـاعـًا بـان؟
فـيـاريـتِـك تــَفِـردي رضـاك
عـلي آفـاق مـعـاك تـحـلم
ظـلا مَـهْ يـزول
و تـرْجـِع روعـة الأزمـان
عـلـي ولـدًا
بـِريـدِك إنـتـي يا الـطـوفـان
عـلـي بـلـدًا
وراك في الليل صِـبـِح غـرقان ؛
فـيـا شـمْـس الـغـد الـفاتح
لأحـضانـك .. حُـضُن اشـواق
تـَرِكْ كـَحَـمـامـه فـي صـدرك
بَـعَـد مـا فـاض هُـلا م الـلـيـل
مَـسَـك فـجـرك
سـألـنـا عـلـيـك عـيـون الـمـوج
قـَـبُـل مـا تـروح
حـواجْـب الـدَّهـشـه فـتحتْ قـوس
و كـَـنـَّتْ لـيـنـا غـيـر مـاتـبـوح :
بحْـر الـريد مـلا ن أسـرار)
و خـطـواتـَـك كـتـب قـَدَرَك
(عـلـيـهـا الـحـيـره يـاإنـسـان
قـفـلـنـا الـقـوس .
و يـافـارْس الـمَـدَى الـمـجـروح
وراهـا ركـبـتَ مَـتـْـن الـريـح
تـفـتـِّـش في الـهـوا الـضايـع
هـوى الـوجـدان
تـشـوفـو ظـلا ل
يـلـوِّح فـي الأفـُـق كـفـَّـك
يـِسابـِق فـي أصـابْـع الـلـهـفـه
لـيـهـا حـنـان
وواقـْع الـحـال
يـِنـَهْـنِـه صَـبْـرك الـجُـوَّاك
و تـصـرخ جـذوة الـتـرحـال ..

(3)
يـا صـبـاحَـك

ألحان و غناء الأستاذ مصطفى سيد أحمد
شعر : طلال دفع الله
*****************************

وِ اصْـطـفـيـتْ جـرحـك بـراك
وتـر إنـتـبـاهَـك والـنـغـم
ضَـفَّـهْ تـزرع فـي الـشـروق
ضَـفَّـهْ بـِتـقـاوم الأ لـم
شـمـعـة الأمـل الـتَّـهِـد
لـيـل الـكـوابـيـس زمـن الـوَدار
شـامـخـه بـتـعـانِـد
فـي صَـدَى الـلـيـل
. الـهـِـيـاج ..... الإحْـتِـضـار
صـاحـي انـتـبـاهَـك فـي الـزمـن
لـمَّـا اصْـطـفـاك
قـَدَر الـعـصـافـيـر الـرحـيـل
و غـَدْر الـشِّـبـاك
شـوك الـمـتـاهـات الـدُّوار
تِـحـتـك نَـسَـج لـيـلو الـطـويـل
لـِلأنـاشـيـد
الـمـاخـدَهْ مـن حِـزَم الشـُّعـاع
نـار الـبـدايـات الـبَـتـول
لـلـسـحـابـات
الـتـَّـلـوِّح قـوس قـُزَح
بُـشـرة نـزول
و لـى ضِـيـا الـقـمـر الـمَـقـَرَّح
ضِـد قـوانـيـن الأفـول؛
و لـيـكَ .. يـا آخـْر الـخـيـول
فـَرَس الـرِّهـان الـ مـا كـَـبـا
وَهْـج الـشـِّمـوس .. الإشـتـعـال
وِ انْـكِـسـار الـمُـسـتـحـيـل ؛
شَـقَّـيـتـو بـى سـيـل الـحـروف
- الـطـالـعَـهْ دابـا مـن الـصَّـدَف -
مَـجْـرى الـبَـحَـر
تـيَّـارو .. و الـمـوج الـرجـوع
أدَّيـتـو حَـيْـل مَـدّو الـزمـان
كـان إنـحـسـر ؛
غـيَّـرتَ فـي الـزمـن الـمـلامِـح
طَـعْـم الـكـلام
لـون الـغُـنـا
طَـبْـع الـبـذور
كِـيـمـيـا الـتـراب .. طـقْـس الـمـطـر
صـاحـي اِنـتـبـاهَـك فـي الـمـكـان
زَهْـو الـسـنـابـِل بـالـقُـمـوح
وِاجـتـراحَـك لـلِّـسـان .. لُـغـة الـجـمـوح
وِكْـتـيـن يـِتـوه .. بـيـن الـسُّـكـات
- سـيـف الـقـيـود الإرتِـهـان -
و شَـمْـس الـحـقـيـقـه .. الـ آآآآه
بِـقَـتْ مـنـفـى ونـزوح
وِ اقـتـبـاسَـك لـلـصَّـبُـر .. لُـغـة الـيـقـيـن
بـِانْـقِـسـامَـك فـي الـزمـن
وِ انْـصِـهـارك
وِ اقْـتِـسـام الآهَـهْ .. بـيـنـك والـمِـحَـن
وِ انـتـصـارك
لـى صـبـاحـًا بُـكْـره طـالِـع
مـن مـدارات الـصَّـهـيـل .
يـا صـبـاحَـك
لـمَّـا تِـنـْداح
ضَـفَّـة جـِراحَـك بـالـشـَّجَـن
تْــقْـلِـد الـزمـن الـعـديـل
و يـا جـِراحَـك
لـمَّـا تـَـفـْـرِد .. غـيـم جـنـاحَـك
فـوق عـذابـات الـوطـن
يا صباحك
يا جراحك
يا صباحك .. يا صباحك

حــنَّ الــفــؤادُ
طلال دفع الله
**
حــنَّ الــفــؤادُ إلى الحبيب المصطفى
جمرٌ من الشوق بصحن مواقدي.
نورٌ على نورٍ به الكونُ احتفى
قمرُ يدورُ به تُضاءُ مواجدي.
و النفسُ قالت إن برقك إن هفا
شفةُ الصباح تُضئُ لوحَ مشاهدي.
إني و قلبي ـ يا رسولُ ـ بك اكتفى
و الروحُ تجري نحو ظلِّ الواحدِ.
***
يا خيرَ مَن وطأ الثرى
و يا خيرَ مَن عرف الأزل.
ثقُلَ البرى يرجو البرا
عمري سرى
دمعي جرى و أنا أرى
روحي تُسابقُ للوصول بها عجَل.
***
خيرَ الورى .. و الطينُ ناجاهُ السُّرى
قلبي هواهُ على الزمان و لم يزَل.
وجداً أزورُ مقامَه .. ربَّ الورى
فأنِرْ طريقي يا إلهي بالأمل.
***
هذي البلادُ ـ أيا حبيبُ ـ و أهلُها
، جلَّ المقارن في الورى ،
رفعوا مديحَك للشموس بيارقاً
فانسابَ لحنُ الكون غيماً أمطرَ.
و انداح نبتاً للخلوقِ أظلَّها
مدَّ الفروعَ الخضرَ جوداً أثمرَ.
فتحوا سنينَ العمر أيا حبيبُ مسارباً
تهفو إليك طرائقاً و معابرا.
و الظنُ من نور اليقين مشعشعٌ
قد فازَ مَن بثرى مقامِك أدبرَ.
ملِكاً بيوتَ الطين مؤملاً
سيفوزُها يومَ القيامةِ أقصُرا.
يا طالما سيراك أيا رسولُ حقيقةً
و لَطالما ..
أنت الذي حنَّ الفؤادُ لكي يرى.

سلامات عوافي


شــــــاعرنا الجميل .. د/ طلال دفع الله ..


لك الشكر وانت تدلف الي منتدانا العزيز وتصنع لنا (مكتبتك ) نافذة ضؤ نسرجها كلما احتجنا شعاع للكلمة الجميلة
ونستدفئ بها من برد طال اوصالنا ..
ولقد نصبت خيام انتظاري هنا لحرف بت ادمنه .. فما اسعدنا بك ..

وليتك اهديتنا نص سوسنة النيل !!



مع خالص ودي
واحــــــــترامي

يا طلال ..سلام ومودة .. حبابك ألف ،ومنور المنتدى ،
شنو حكاية الميلاد الوجودى والاطلاله السلحفائيه دى!!
مودتى

الجمتنا الدهشة حقيقة وانت هنا بيننا حرفا وكلمة
وروعة بحروفك وحضورك د/طلال وانت تهدينا هذه الكلمات
وهذه الاشعار ولم اتمالك نفسي وانا اقرا حوارك مع والدة الراحل المبدع
مصطفي سيداحمد ..نشكرك ولا اظن الشكر هنا يفي ويكفي....

يـا مِـنَّـك عُـمـر الـمُـخـتـار
قصيدة بالعامية الليبية
شعر : طلال دفع الله ـ السودان

بُـكُّـل بُـكُّـل
مـاتـآمْـنْـش الـعـسـكـر يـاولـيـدي
دي الـعـسـكـر تـكـتـل.
**
يـوم جـالـك .. جـالـك بـالـخِـنْـبَـه
خـانِـبْـهـا الـسُّـلـطـه فـشِـن رايـك
كـيـف عـاد مـا يـخـنِـب أمـوالـك
ويـربِّـي عـيـالـو عـلـى كـتـالـك
أهـو تـوّا يـكَـتِّـلـوا فـي عـيـالـك
لـكـيـن فـي بـالـي وفـي بـالـك
حـنْـطـيِّـحـو لازمـاً كَـتَّـالـك
وتـصـيـر لـى أحـسـن أحـوالـك.
**
تَـوْ .. خـيـرهـا كـلـيـمـتـك مـسـمـوعـه
دي الـكـانـت ..
إن حـتـى تَـهَـدْرِز مـمـنـوعـه
بـرَّاتـهـا لِـجـانـو الـشـعـبـيـه
مـبـلـوعـه مـسـيـكـيـنـه الـمـمـنـوعـه
طَـبْ كـيـفـهـا وويـنـهـا الـحُـرِّيَّـه ؟؟!!؟؟
**
يـا ريـت لـو روحـي بـإيـديـا
لـَنـْزُتـَّهـا عـنـدك يـاغـالـي
تـحـمـيـكَ و بـرضـك تـحـمـيـهـا
و نـطـيـروا سـويـاً لـلـعـالـي
لَـنـهـدرزوا كـيـف مـا نِـبِّـيـهـا
والـقـول يـحـلالـك ويـحـلالـي.
**
عـلـى كـل شـهـداك الأبـرار
سَـلـِّم لـي عـلـيـهـم بـالـواحِـد
يـا مـنـك عـمـر الـمـخـتـار
مـن حـبـي ومـن شـوقـي الـواجِـد
يـا ريـتـنـي مـعـاكَ وراء الـتـار.
مـن هـذا الـمـخـبـول الـواقـد
ومـطَـيِّـح بـلـدك فـي الـنـار.
شِـدْ إيـدي .. عـلـى إيـدَك شـادِد
والـعـهـدِ يـمـيـن الأحـرار
عـاهـدتـك .. عـاهِـدنـي عـلـى الـواكِـد
مـايـوقـفـوا لـحـظـه االـتـوَّار.
ألـقـاك وتـلـقـانـي أنـا الـعـاضِـد
و نـهِـب كـيـفـنـو الإعـصـار
يـوم بُـكـره يـمـيـنـك هـي الـسـاعِـد
لَـنـطـيِّـحـوا فـي بـلـدي الـعـوار.

تسلم ياملك علي الاشعار الجميله

أشهدُ أنَّ
الظالمين من القياصرة
و المفترين من الأباطرة
الفاتكين من الأكاسرة
و الهتالرةَ العساكرا
أشهدُ أنهم ..
. يتشابهونَ .. كأنما يتطابقون
نيرون .. أو
هولاكو و الحجَّاج
أو قذافي أو شارون ؛
و مَن نعلم من الباقين
فالباغون يرتجفون
.. نعلمهم
تهبُّ النارُ و الإعصار
يموجُ الشعبُ بركاناَ
يحِمُّ النار
فإذ لكنهم ـ عجبي !! ـ
يتمشدقون .. و يدَّعون
يخاتلون .. يكابرون
بأن النار و البركان و الإعصار
لا تعني كراسي الحكم و الأخيار
!! يا عجبي ! : هم الأخيار ما ظنوا
و مَن بذلوا
سنين العمر و الأفكار ما ضنوا
إذن فالنارُ إن شبَّت
و إن الريح و الإعصار إن هبَّت
فإن لغيرهم هذا .. همو الباقون
يقولُ الشعبُ كلمته
فيتبارون في الهربِ
أعاجم أو من العربِ
بلادٌ كم أضاعوها
تصيرُ ببعدهم أجمل
شعوب كم أهانوها
تعودُ بدونهم أنبل
برغمِ الدَّمِّ و القتلى
و تحيا دونهم أفضل
تبينُ حقائق الأشياء

مزابل التاريخ مرقدهم

يتشابهون كأنما يتطابقون
بمزابل التاريخ مرقدهم
. و مع القمامة يخلدون

يا روعه .. زهرة سوسنه
يا دره و النيل حاضنه
حصاحيصا .. يا وعد المنى
العزه أصلك موطنه
سكنك هَـنـَاءْ .. و حبك هِـنـا
جوه القلوب نوَّر سَنَا .

‏***

يا نغمة الشعر الجميل
واحتنا .. يا لحن الغناء
جيناكِ نحنا نغني ليك
ألحان .. موسيقى .. و دندنه
و نهديك يا غاليه الدُّعاء
إيمان قلوبنا المؤمنه .

***

فيك الجمال فاق الخيال
دايماً ديارك ساكنه ,
يتجلى في كبارك جلال
آيتو في صغارك بايِّنه ,
أرضك وعد .. و هبة الإله
نيمك شمخ .. نيلك حنا .

‏***

زاهيات مزارعك فاتنات
سحر الطبيعه المُلهِمه ,
شامخات مصانعك شاهدات
فخر الحضاره و معلمه ,
صوت المآذن زان سماك
و إيمانا بيك زايد سما .

1991م

الرائع .. د/ طلال

بحضوركم المتألق روعة وابداع ..
تتابع فصـــــول الحنين .. وتتعاقب ليالي الاشواق ..
فشكراً لتواجدك بمنتداك ونتمني ان يتواصل وان تسكب علينا حرفك الجميل لنمتلئ به امتاعاً ..



ولك ودي
واحترامي

كـُنـتـي حـرفـيـنـي الأوايـل
لـمّـأ دارَجـنـي الـكـلام
و الـحِـضـيـن الـدافـي هـايـل
جُـوَّه فـي روحـي الـسـلام .

....

يـامـا لـيـلِـك شـانـي طـايـل
كـان إذا هَـجَـد الأنـام
و كـم بـراحِـك هَـمِّـي شـايـل
حـيـن مُـعـانـاة الـفـطـام .

....

يـا ضِـلـيـلي الـفـيـهـو قـايـل
لـو هـجـيـر الـدنـيـا ضام
يـا غـطـاي الـفـوقـي مـايـل
يـا حـنـانـك لـيـّا ضـام .

....

كـيـف يـكـون الـجـنـه نـايـل
الـرسـول مِـسْـك الـخِـتـام
جـاوَب الـسـائـلـنـوا قـايـل :
تـَحْـتَ أقـدامِـك تـمـام .

....

الـزمـان فـوق عُـمـري شـايـل
زهـره .. كـُـل مـا مَـرَّ عـام
و مِن ثـمـارك .. طـرحـه شـايـل
زي نـخـيـل فـيـضـانـو عـام .

....

أصـلـو حـال الـدنـيـا مـايـل
و الـنـقـاص سُـنــَـن الـتـمـام
يـامـا كـم عـلـَّمـنـا مـايـل
لـى هِـلال قـمـر الـتـمـام .

قـصـايـد مـهـرولـه
طـلال دفـع الله

**********


( إنـتـظـار )


الـشـَّمِـس طـالـت !
ولاّ ريـح الـشـوق ..
هـزَّتْ شـدَر صـبـرك
بـيـهـا الـغـصـون مـالـت !!؟؟


***


( حـيـره )


ألـقأك مـتـيـين
و وراكَ ضـاع جُـل الـعُـمُـر !
و أرجـاكَ ويـن
و إنـت الـطـويـت
ضُـل الـصَّـبُـر !؟


***


( حـصـار )

يـا طـاويـنـي
عـفـواً
بـالـهـوى ،
خـلِّـيـنـي
كـان سـهـواً
أشـيـل
شـهـقـة هـوا !!!


***


( مـآل )

سـطـوه .. سـطـوه
الـريـد مـَلـَكـنـي
و خـطـوه .. خـطـوه
الـذُّل هــلـكـني .

مِـن شِـدَّة وضـوحـو الـدِّيـن مـا بـِلـزمـو الـتـفـتـيـش . كـان رابـِط الـحـجـريـن .. و بـالأسـوديـن الـعـيـش . سـيـد الـخـلـوق الـزيـن الـصـادق .. يـتـيـمهـا قـريـش . الـشـهـر و الـشـهـريـن فـي بـيـتـو مـا ضـاق عـيـش . فـي خـصـرو ديـمـه يـبـيـن أثـر الـحـصـيـره يـنـيـش . إتـجـافـَن الـجـنـبـيـن لامـن لـقـاهـو دِغـيـش . مـتـورِّم الـقـدمـيـن مـا صـلَّـى فـوق الـريـش . بـايـن طـريـقـو الـزيـن لا خـافـي لا هـو طـشـيـش . يـا مـاسـكـو درب الـديـن أصـدق كـفـاك تـطـنـيـش . خـلـيـك مـع الـزاهـديـن الـدنـيـا عـيـشـهـا بـِشـيـش . الـضـاقـوا عِـنـْيـَه الـجـوع والـلـِّبـسـوا خـشـن الـخـيـش . سـنـد الـشـريـعـه ايـمـان مـا بـحـِّرسـوهـا الـدَّيـش . فـرَّطـتَ فـي الـعـدَلان كـتـَّرتَ فـي الـغِــشـغـيـش . بـاكـر مـع الـدَّيـان بـى عـدلـك الـمـافـيـش . لا بـتـنـفـعـك غـلـطـان .. لا بـتـمـرقـك مـعـلـيـش .

لك التحيه اخى الدكتور طلال دفع الله وانت تدلف الى منتديات الحصاحيصا القا وابداعا وحرفا مبهرا...وهذه المساحه التى نتواجد فيها جميعا كان لنا الشرف بتواجدكم معنا لحظة ميلادها..واليوم نسعد بمعانقة احرفك لبراحات هذا المنتدى..
سعدت جدا بسردك لسيرة الراحل المقيم مصطفى سيد احمد برؤية والدته الحاجه ست الجيل..ولك التحيه بحجم هذا الحرف المدهش ولك تحايا عطره مضمخه بعبق سوسنة النيل..

إجازة الشاعر العبادي لشاعرية الشاعرَين محمد ود الرضي و سيد عبدالعزيز

سيد عبدالعزيز (1906 ـ 1976م ـ الميلاد أم درمان ـ حي العرب)

إجازة الشاعر سيد عبدالعزيز بواسطة الشاعر العبادي في مطالع عشرينيات القرن العشرين .

كان الشاعر ابراهيم احمد بابكر (العبادي) في زيارة للشيخ القادري عبدالعزيز محمود بمنزله بأم درمان ـ حي العرب. فأغتنم الصبي سيد عبدالعزيز فرصة إحضاره ضيافة للشاعر العبادي (صديق و شريك والده في العمل)
و قال له : "أريد أن أطلب منك طلب يا عمي ابراهيم .. و هو أن تجعل والدي يسمح لي بأن " أغني " .. (أي أقول الشعر) فأراد أن يسمع منه فقال سيد :

شـوف خـيـل الـسـحـاب فـي بـعـضـهـا بـتـسـابـق

و فـوق الـجـو تـقـول دخـان حـريـقـه و عـابـق

مـتـراكِـم ، عـلـي بـعـضـو الـبـعـض مـتـطـابـق

يـبـكـي عـليـنـا رحـمـه ، و نـبـكـي نـطـرى الـسـابـق

فاندهش الشاعر الكبير لأن يكون هذا الشعر للفتى اليافع . فقال له ليطمئن : "طيب يا إبني سأعطيك وصفاً و أترك لك ما تشاء من زمن لتقوله شعراً .. تخيل أن هناك فتاة تمر أمامك و يضوع عبيرها .. و هي تتمايل في مشيتها" .. ففكر الفتى هنيهةً و أبدى إستعداداً لأن يقول الشعر لحظياً .. و أنشد

خـَتـَرَت غـُصْـنِ بـان مِـن الـنـسـيـم لـهـا مَـيْـلـه"

تـتـمـايـح طـرب ، هـيَ مـن شـذاهـا ثـُمـيـلـه

تـُوريـك إن أقـبَـلـَتْ ، بـدرِ و مـهـا و خـُمـيـلـه

و إن مـا أدبَـرتْ ، مُـهْـراً يـخـوض فـي رُمـيـلـه .

فأجازه .. لذا كان العبادي يقول : " وُلد سيد عبدالعزيز راشداً في مجال الشعر " .



***********


إجازة الشاعر ود الرضي بواسطة الشاعر العبادي عام 1906م

العبادي :



عَـكـَّت جـات تـمـيـل مـن الأرِض خـزازه


زيـنـة الـخـلـقـه دابْ مـا حـسّـبـن بـزازه


دارت لـيـهـا دار و هـو الـفـي الـرزم عـام زازه


شـفـنـا الـدقـه و الزرزور فـصـل حزازه .



ود الرضي :

(البطانة 1884 ـ 1982م أم ضواً بان)


قـاده غـزيـر زراقـه زولـنـا جـيـدا قـزازه


صـارت تـعـتـريـنـا جـنان و صـرنـا جـزازه


صـرنا كـزي زوال و الـعـقـل ذاب و إتـزازه


زارت الـزام زبـرجـده مـن فـمـيـلـه عـزازه .

حول هذا الموضوع هناك قصص تُروى ، أرجو أن أتمكن من إتحاف الأصدقاء بها .

( مأخوذ من مقال لي نُشر مطالع تسعينات القرن الماضي )

نداء
أرجو السعي لإشراك أو إنشاء صفحة بمنتديات الحصاحيصا لـ :

• الأستاذ حمدناالله عبدالقادر.
• * الدكتور علي السيد.
• الدكتور محمد احمد سالم.
• الدكتور كمال عبدالقادر.
• الدكتور معتصم جعفر.
• الدكتور حسن مكي.
• الأستاذ فيصل محمد صالح
• الأستاذة فاطمة السنوسي.
• الأستاذة سمية حسن.
• الأستاذ الهادي جمعة.
• الأستاذ عمر طيفور.
• الأستاذ حسن وراق.
• الأستاذ عثمان عبدالله.
• الأستاذ سعد الدين الطيب.
• الأستاذ علي سيد احمد.
• الأستاذ وليد الجابري.
• الأستاذ جمال عدوي.
• المهندس سيف حاج احمد.
• الأستاذ عبدالعظيم الوداعة.
• الأستاذ مزمل يعقوب.
• الأستاذ الشيخ الطيب.
• الأستاذ عاطف السيد.
• المهندس محمد الحسن (كبسور)
• المهندس معتصم الطاهر.
• الأستاذة حرم النور.
• الأستاذ أحمد عدلان (ود بهاي)
• الأستاذ رجب (الفريجاب)
• الدكتور عمر محمود خالد (الفريجاب)
• الأستاذ بدوي ابراهيم (الفريجاب)
• الأستاذ محمد سرور (طابت)
• الأستاذ محي الدين الفاتح (طابت)
• الأستاذ عماد احمد الطيب (طابت)
• الأستاذ هاشم صديق و هو درامي من أبناء الحصاحيصا

(ليس المقصود الشاعر و الدرامي المعروف هاشم صديق).
كما أرجو إنشاء صفحات تفاعلية لكل من :

• الأستاذ مصطفى سيد احمد.
• الأستاذ احمد الطيب (طابت)
• الأستاذ عبدالمنعم حسيب.
• الأستاذ بدرالدين مصطفى صالح.
• الأستاذ الحاج سالم.
• الأستاذ محمد الأزرق.

و آخرين ممن إرتحلوا من الرموز الإبداعية أو الفكرية عليهم الرحمة .
و من رموز أبناء الحصاحيصا و محبيها من مَن لا يزالون أحياء و أهل عطاء .

سلامـــــــــــات

د/ طلال دفع الله


زادنا شرفاً ما تقوم بمدنا اياه هنا بمكتبتك الثرة والتي نطمح بالكثير فيها من ما لديك من مخزون للدهشة ..
جميل هو اقتراحك لاكساب المكتبه اناس بهامة وطن مثلما ذكرت .. ولكن يتعذر الوصول اليهم في الوقت الحالي اغلبهم ..
لذا ان امكن ممن لدك معهم تواصل ان تمدنا بمعلومات عنهم او وسيله اتصال بهم وانا وجميع من في المنتدي من ادارة او اعضاء مستعدون للوصول اليهم باي مكان ..

وقليل من ما ذكرتهم قمت بالاتصال بهم مثل وليد الجابري وانتظر رده الي الان !!




وبانتظارك هنا او هناك ..


ولك ودي
واحترامي

هذي البلاد يا هذا المساء !!
طلال دفع الله
..
هذا المساء
تناول
كأس قهوته الصباحيَّ ..
ونام
هذا المساء التثاؤب ..
في قهقهات الحمام
ذات المساء
ألبسني
قبل التثاؤب
ثوب ورطته ..
وهام .
أيها الصمت
المسهّد والمؤرّق ؛
تمشي الفراشات
زهراءَ باللهب المميت
فأيُّ الفوائد يرتجى
في أوان الموت
أكمامَ وردته
أيا صمتُ ..
إن فَتحَ الكلام !؟
عجبي
إذا ما أدبرت
خيلُ الرؤي
عمياء
من سيل السهام
النازفاتِ
من الشهيد
تربَّصت فرحاً
عين الضحايا
القادمات
ثم ألقت بالسلام !!
عجباً أشدُّ
إذا أفاق
في ظل نشوته
هذا السحاق
طويسيُّ الملامح
من تحت غاصبه
صرخ التأوه
يسأل من مزيد
يا غَلمَ السحاق ..
ما عَلِمَ الأولى :
الآن تَفتتح القصائد
والمصائد
ما تيسّر
من شراك البوح
يا كيف يغويك السكات
والصمت البليد !؟
يا عجبي
من ذؤاب الموت
والبارود
يستلم النشيد
وتسير جوقته
على جثث
ختمَ الذبابُ إليتها
بألحان الختام
وانت تستلم النشيد
طاس المذلة والهوان
من كف سادتها
تخَطَّفه العبيد !!
أي البلاد
لم تسلم بكارتها
فأنشأتِ النواح
في قلب الدموع
من ثم استدارت
من فرط لذتها
تلاحح كالمريد !!
أي البلاد
يا هذا المساء
تَزْوَرّ
عن صبح جديد؟؟
سمِّها إذا شاءت
كما شئت
الوريد
يتجانب الشريان دورته
عن كل أكسجةٍ يحيد
هذي البلاد
يا هذا المساء
أثـننةٌ شريد .
1999م

قصـــة قصيرة

مــصــادفــاات
طلال دفع الله

...........

سترى أن فرحة قبولها للمرحلة الجامعية ليست هى الحدث الاكبر في حياتها.. إذ تنتظرها أحداث ومصادفات اخرى اكبر من ذلك بكثير! سترى ان الضبابية المتخيلة للمدينة وعالمها ستظل على ضبابيتها رغم أنها ستمضي- كما هو متوقع - اربعة اعوام جامعية دراسية تزيد ولا تنقص.
وهكذا يجئ أول ايام التحاقها بالجامعة أكثر إثارة من رؤيتها للمدينة نفسها لاول مرة.. لن تعقد مقارنة بين قريتها والمدينة، فهذه مسألة تحتاج الى وقت وعين فاحصة وتجربة.
كل ما يشغلها الآن هو هذه العجلة في كل شئ.. الايقاع سريع الخطى اللاهث المهرول، حتى لكأن اليوم يبتلع نصف ساعاته الاربع وعشرين.. تحاول ان تعزو ذلك الى شهوق المباني مما لا يتيح مقايسة الشمس/الظل، كما هو الامر بالقرية. تبتسم حين تسر لنفسها ان الامر قد يكون راجعا لعدم امتلاكها ساعة يد تتابع من خلالها سريان الزمن!!
تعجبها الفكرة فتفكر جدياً في امتلاك واحدة.. الامر الآخر الذي يشغلها الآن هو هذه الحالات من الجوع التي تعانيها.. منذ ستة اشهر هى مدة تواجدها بالعاصمة. ووجود القوانين على الورق فقط، مثل تخفيض قيمة الترحيل بالحافلات للطلبة والطالبات.. وتخفيض قيمة الوجبات بكافتيريا الجامعة: ( الدعم ده موجود في الكتب وبس.. وفي رأس استاذ مادة الاقتصاد بالكلية!) ستضطر يوماً ومن أجل اللحاق بالـ (lecture)
الى الركوب في سيارة خاصة.. تكتشف فيما بعد أن الشاب الذي يقودها مندفع قليلاً ومتهور.. و.. و.. و.. وقليل الحياء.. قليل الحياء قليلاً.. يمكن ناس العاصمة ديل اصلهم كده!!
نتيجة تهور واندفاع الشاب والسيارة هى وصولهما الى الكلية أبكر مما هو متوقع بأكثر من نصف ساعة، عليه فلن تمانع في قبول دعوته التلقائية لها لوجبة وحاجة باردة بالكافتيريا.. تلك الوجبة التي ستحس أثناءها بمدى ظلمها للشاب حين وصفته داخل نفسها بالمندفع والمتهور وسيوخزها ضميرها كثيراً لوصفه بقلة الحياء، فهو فقط مختلف قليلاً: لا يسأل نفس الاسئلة التي يسألها الآخرون «من وين إنتي بالله.. وبتقري في ياتو كلية؟!» و.. ولهذا، وعرفاناً وتكفيراً، ستثرثر معه قليلاً عن جدول محاضراتها الاسبوعي ولن تنسى أن تخبره بأن الجمعة وأيام العطلات الرسمية لا دراسة فيها. وانها لا تمضي العطلات القصيرة مثل هذه مع أهلها بالقرية و.. و..
بمرور الايام سترى كم هى محظوظة بأنها ستلتقيه. وفي مصادفات عجيبة، في نفس المكان وفي أزمنة دائماً ما تأتي أبكر من مواعيد المحاضرة بساعة كاملة او أزيد قليلاً..
وأن هذه المصادفات مما لن تشغل بالها به. والله ود ناس خلاص.. وستضطر لقولها لصديقاتها المقربات المتسائلات.
ستمر خمسة واربعون يوماً قبل ان تقبل دعوته لنزهة بحديقة (.....) ما اصلو بكرة الجمعة.. وبعد بكرة كمان إجازة رسمية.
ما يثير إعجابها الآن وليس استغرابها، هو قبولها التلقائى تكرار النزهة يوم السبت أيضاً. وأن السبت- خلافاً للزمن العاصمي- يأتي متثاقلاً وبطيئاً، ولكنه يأتي أخيراً.
ما ستعلمه منه أن يوم الجمعة اذا ما صادف سبته يوم عطلة رسمية، فإن العاصمة تتحلل كثيراً من احتقانها السكاني. لم تكن في حاجة لأن تؤمن على كلامه.. بأن أهله في مثل هذه المصادفات الجميلة يذهبون لزيارة اهلهم.. فهم ايضاً - وللمصادفة - ذوو جذور قروية!! لهذا لن تمانع من المرور على منزلهم لاخذ شيء ما ومن ثم الذهاب للنزهة.
وحين يبدأ العام الدراسي الجديد، ستكتشف ان جعبة المصادفات لا تزال تمتلئ بكل ما هو عجيب.. فكل اصدقائه الذين عرفهم بها اصبحوا- اذا ما تدخلت الاقدار وتغيب هو لسبب ما - يحلون مكانه، حتى لم تعد تميز الفرق بينه والصديق، فكلهم مثله. وجميعهم وللمصادفات العجيبة ذوو جذور قروية!!! تصل لتلك الحقيقة المدهشة فعلاً وهى تنظر لساعتها الذهبية منتظرة قدوم أحدهم، فاليوم هو الجمعة وغداً عطلة رسمية.

سلامات عوافي


تسلم كتير .. د / طلال .. وانت تنفحنا بطيبك هنا ..
ان انموذج هذه الفتاة انتشر بكثرة باوساط الجامعات !! وها انت تظهر ما خفي علي مجتمعنا من عورة باتت تقض مضجع كل من يهتم بالمجتمع ومدي انعكاساته السالبة علي الاخرين .. فما ذكرت واقع معاش بكل الجامعات السودانية الا ماندر الذي لم تسقط عنه ورقة التوت !!
وان كان موشر القصة اسود الي انتهاء مآل فتاة في ريعان شبابها الي التسكع مع كل شاب يدعوها الي ذلك .. ومن يستستهل الشئ ينقاد وراه .. ويقودها الي درك اسفل لن تصعد منه ان وصلته !!

وليت كل اسرة بسيطة ان تمنح الفتاة التربية السليمة ومايكفيها من موؤنه لتكفيها .. والا فانا اقول انه ليس بالتعليم وحده يحيا الانسان او يتحضر !!




ولك عميق ودي
واحـــــــــترامي



مع خالص ودي
واحــــــــترامي

سلامات عوافي

د / طلال عبدالعزيز

اثنا بحثي بالانترنت وجدت لك فيديو لاغنية "ربيكا حمامة السلام ألحان واداء الفنان عمر احساس بمصاحبة فرقة ملوك النيل ..

http://youtu.be/yAdUXSnNXHU

فما هي الاعمال الاخري التي اداءها لك الفنانين السودانيين ان تفضلت بذلك لان ما وجدته لم اكن اعرفه برغم بحثي عن كل ما يمت اليك بصلة ..



ولك ودي
واحترامي

رِقـعـة الـشِـطْـرنـج .. بـذرةُ الـبـدءِ و الـبـيـدق
طلال دفع الله
....................
و كـجـنـةٍ
فـي الـعـالـمِ الـسُّـفـلـيِّ قـامـت
قـامـوا .. اسـتـطـالـوا
سـيـسـبـانـاً ..
مـا حَـنـتـْه الـريـحُ قـهـْراً
سـيـسـبـانُ الـطـيـنِ مـن نـورٍ تـأمْـشـجَ
مـن عَـطـيـرِ الـحـرف خُـبِّـأَ
فـي ثـنـايـاه
بـعـضُ سِـرٍّ مـن تـفـاسـيـر الـغـيـوب
.. و لِـهـذا
حـيـنَ تـرجـمـه الـنـيـازكُ
بـالـشـهـابـات الـلـظـايـا
يـتـشـظـَّى بـالـطـيـوب ؛
بَـقّـوا بـروقـاً
بـُعـدُهـا الـبـؤريُّ فـي الآفـاق يـرسـمُ
* لـلـمـجـرات الـمـؤدلـجَ
مـن سـديـمِ الـكـونِ قـبـسـاً
مـن بـهـاءِ الـحـرفِ عَـوداً
ثُـم كـانـوا
، فـي الـذي قـد قـلـتَ كُـن
حـيـنـمـا الأشـيـاءُ بَـدءً
بـلـطـيـفِ الـنـورِ تُـمـزجُ
سـادسَ الأيـامِ كـانـت
ثُـم مـن بـعـدُ اسـتـويـتَ
لـيـسـتـوي عـرشُ الـقـضـيَّـة
خُـذهـم إلـيـك مـن الـتـراب
إلـى مـنـافـيـك الـقـصـيَّـةْ
: فـجـوهـرُ الـذات اخـتـلافٌ والـطـبـيـعـة
مـلـيـكـةُ الـنـحـلِ عـاقـرةٌ"
عـلـى عـرشٍ مـن ضـيـاعِ الـحُـلـمِ تـبـكـي
مـا تـحـنـظـلَ مـن رحـيـق
ومـجـالُـهـا الـعـشـقـيّ فـخُّ
لـلـيـعـاسـيـبِ الـمُـضـيَّـعـةِ الـفـحـولـة و الـغَـلَم
نـخـلـةٌ فـي الـشـطِّ قـامـت
فـسـقـاهـا الـنـيلُ كـاسـاً سـلـسـبـيـلاً
و غـشـاهـا الـريـحُ أفـحـلَ مـا يـكـون
" أثـمـرتْ حَـشَـفـاً و مـاتـت بـالـسَّـلَـم
أفـنـورُك الـدُريُّ مُـشـكـاةٌ سُـدىً
ظـلامُ الـخـوفِ أودعَـهـا سـراديـبَ الـدروب !؟
اِنْـفـخْ
بـأنـفـاسِ الـرئـاتِ الـمُـتـعـَبـاتِ الـصـورَ
مـاعـبـثـاً دعـوْتَـنـا
أن نُـقـيـمَ الـحـرفَ قِـسْـطـاً
، فـدعـونـا بـذرةَ الـبـدءِ اسـتـقـامـتْ
.. قـالـوا
! انـتـهـيـتـم..إلـى لـغـةِ الـرِّهـام
قُـلـنـا ابـتـدأنـا
مـن طـِلالِ الـفـأ لِ نـكْـتُـبُـهـا
عـلـى وجـهِ الـزنـابـق
و الـسـنـابـلِ والـبـنـفـسـج
نـوتـةً لـلـنـاسِ
! قـالـوا : أولُ الـحـربِ الـكـلام
وحـيـن رمـَّزنـا الـحـروفَ
مِـلءَ مـا تـسـعُ الـكـنـايـةُ
ثـم شـفَّـرنـا مـا اسـتـطـعـنا مـن مُـكـاء الـدمِّ
قـالـوا .. آفـةُ الـخـلـقِ الـسـلاسـةُ
و ابـتـذالُ الـحـرفِ .. أُفٍّ ؛
! آفـةُ الـقـصـدِ الـعـتـامـةُ و الـهُـلام
هـكـذا
نـبـحـتْ ديـوكُ الـجِـنِّ
.. ضَـجـَّتْ
. ثـم قـالـت : و الـرمـوزُ الـبـاطـنـية
آفـةُ الـخـلـقِ الـخـنـادقُ
مـا عـلِمـنا .. و البـيادق
هـذا الـذي
: قـد عـلَّـمـتْـنـا رِقـعـةُ الـشِـطْـرنْـج
تـبـنـي الـقـيـودُ مـكـائـداً أسـوا رهـا
تـلـد الـبـلادُ قـيـامـةً زِلـزالَـها
و قـصـائـداً
و حـدائـقـاً
و حـرائـقْ
………
المؤدلج = المظلم*
الأدلجة = الإظلام و التعتيم *

قـصـائـد مـهـرولة

طلال دفع الله عبدالعزيز
........................



( شـَطـْح )

مـاذا
لـو أن
الـجـمـهـورَ الـلاهـث
يـتـفـيـأ
نـارَ الإلـيـاذة !؟



( خـاتـمـة )

يـُحـكَـى
أنَّ الـنـهـرَ جـنـونـاً
خـادعَ يـومـاً مـجـراه
فـالـتــُقـطـتْ جـثـتـهُ أخـيـراً
طـافـيـةً فـي الـبـحـر !



( كـيـمـيـاء )

أيـهـا الـخـفـاشُ .. هـل
تـحـتـمــل عــيـنـاكَ .. إن
أزحـت الـثـوبَ عــن روحـي
بـعـضَ هــذا الـضـؤ !؟


( تـطـمـيـن )

صـبـراً
فـالـبـيـضـةُ لازالـت
تـرسـم أمـشـاجـاً
لـلـرئـةِ الأُخـرى .


( نـصـيـحـة )

أيـهـا الـحـصـان
صـمْ عـن هـذا الـركـض
فـالأرض مـسـتـديـرة .


( تـنـاسـخ )

يـا إلـهـي !
كـم فـيـلاً
تـحـمـل
عـيـنُ الـنـمـلـة ؟!!


( لـهـاث )

يـا بـحـرُ كـم
مـوجـة غـرقـت
و هـيَ تـحـلـم بـالـوصـول ؟!


( ضـجـر )

تـثـاءبَ نـجـمٌ أرِقٌ
هـمـهـمَ :
هـذي الـشـمـس لـَعـوب .



( حـسـرة )

كـم عـصـفـوراً
حـطـَّ عـلـى سـيـاجـك
أيـتـهـا الـنـافـذةُ الـمـغـلـقـة ؟!


( تـرقـُّب )

تـُرى
هـل تـَرى
خـلـفَ ذلـك الـغـبـار
مـا أرى ؟؟!!


( عـقـل )

كـان ذا أمـلٍ عـريـض
أودعَ هـمـَّه الـكـونـيَّ
شـرنـقـةَ الـخـلاص
ثـم نـامَ
يـنـتـظـرُ الـومـيـض .


( إغـتـراب )

أ غـرابٌ
هـذا
أم
كـنـار؟!


( مـرايـا مـقـعـرة )

يـا جـذوةَ الـنـار
كـيـف يـبـدو
حـيـن تـهـوي
طـعـمُ الـفـراشـة
و الـرمـاد ؟!


( مـرايـا مـحـدبـة )

سـادتـي الأسـمـاك
كـيـف شــهـقُ الأكـسـجـيـن
دون سـجـن الـمـاء يـبـدو ؟!


( دعـاء )

لـيـت الـجـرحَ
بـمـلـحٍ الـدمـعـةِ
يـهـدأ .


( .. )

طـرق الـبـابَ
و لـيـتـه انـتـظـر !


( يـقـظـة )

تـصـحـو مـن نـومـهـا
تـفـتـح عـيـنـاً و تـقـول :
أراك حـبـيـبـي
كـمـا الأحـلام تـطـلُّ
فـآهـٍ
لـو تـطـول
أو .. آهـٍٍ
لـو تـظـلُّ !


( مـعـادلـة )

كـيـف الـعـنـادل تـطـمـئـنُ
و صـدى رصـاصـةٍ
كـسـرتْ غـصـونَ الـشـدوِ
لا زال
أوآهـٍٍ يـئـنُ ؟!!


( إنـعـتـاق )

لا .


( فـعـل رجـاء )

رَ !!


( مِـوات )

أ ـ ./؟

ب ـ ./!

ج ـ ./.

أكتب بالعربية لفصحى ، و بالعامية السودانية العربية.
مجموعات شعرية مخطوطة و مصنفة :ـ
الفصحى :
1) قصائد كوكبية.
2) قصائد مهرولة (هايكو)
3) متاهة الظل الخلاسي.
4) منطق الكائنات.
5) تخاريف كوكبية.
6) هواجس كوكبية (عن البئة)
العامية :
1) أم درمان.
2) يا صباحك.
3) صحوة.
4) رحّال.
5) وصيت عليك.
6) كان زمان.
7) قصايد مهروله.
8) أحبك .. حب.
9) عشه ياام عشه.
10) قصايد لجون قرنق.
11) أذكار و مدايح نبوية
12) شقشقات أطفال.
بعض الأغاني الملحنة و المغناة :
* "صحوة" ـ الأستاذ مصطفى سيد أحمد.
* "رحّال" ـ الأستاذ مصطفى سيد أحمد.
* "يا صباحَك" ـ الأستاذ مصطفى سيد أحمد.
* "مناحة غابة" ـ سكة سفر.
* "يا عيونك" ـ الأستاذ مبارك محمد علي. مسجلة بالتلفزيون القومي / إخراج صالح مطر.
كما لحنها الأستاذ مجذوب أونسة.
* "وصيت عليك" ـ الدكتورة منال بدر الدين. / ألحان الأستاذ كمال حمدي.
* "طبيعة" ـ الدكتورة منال بدر الدين. / ألحان الأستاذ كمال حمدي.
* "أشجان" ـ منال بدرالدين ألحان الأستاذ عبدالوهاب وردي.
* "يا سلام" ـ الدكتورة منال بدر الدين / ألحان الأستاذ مبارك محمد علي.
* "بكرة جاية ـ صحوة 2" ـ الأستاذ عاطف أنيس.
* "نشيج" ـ الأستاذ عاطف أنيس.
* "كفاي منك" ـ الأستاذ عاطف أنيس.
* "سوسنة النيل" ألحان الأستاذ سيف حاج أحمد ، آداء فرقة الحصاحيصا للآداب و الفنون .. قصيدة عن مدينة الحصاحيصا ، كانت قد أُعتمدت من قِبل المحافظ كشعار لمحافظة الحصاحيصا.
كما لحنها بلحن آخر الأستاذ عبدالمنعم حسيب.
* "ربيكا حمامة السلام" ـ الأستاذ عمر إحساس. مسجلة بقناة الخرطوم.
* "قمر الفرح" ـ الدكتورة ياسمين ابراهيم ـ ألحان الأستاذ أحمد عدلان.
* "نقرشات" (كولاج بيني و الأستاذ عفيف إسماعيل) ـ الأستاذة نازك عثمان.
* "مظنة" ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* "قلت لي أتخـيـَّل" ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* "الأحبة الفاتو قبلك" ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* "ماضي" ـ الأستاذ محمد كمال الدين / مسجلة بقناة الشروق.
* "بكرة حترجع ـ الأستاذ مهيار محمد نجيب. ألحان الأستاذ مازن فائز (قناة هارموني ـ قناة زول)
* "رسول الرحمة" (قصيدة للأطفال) ـ الأستاذ عوض عمر (فازت بأغنية الطفل / مهرجان الثقافة الرابع / شعار برنامج المدارس بالإذاعة السودانية.
* "يا وطن أصبحت كيف" ـ ألحان معتز أحمد تش. (شهش للأغاني السودانية)
* "أبقى هاتف" ـ ألحان معتز أحمد تش. (شهش للأغاني السودانية)

صديقى العزيز ...
دكتور طلال ...
نهر ابداعك كان ومازال يفيض علينا ...
ويراعك مازال متشبسا بالتحدث بلغه الشفافيه والوضوح
فى زمن ( الذمم المشريه ) ..
دوما احاصرك بالود والامتنان ...