الحصاحيصا اسم .........

الأسماء قد تكون ألفاظا أو قد تكون مركبه من لفظتين أو أكثر والموضوع واسع ليس هذا مجاله ولكن لا باس من ذكر مثال واحد فقط لاسم مركب هو بور تسودان (وأيضا يكتب بور تسودان )ولا مبرر لإسقاط (التاء)فهي من أصل الكلمة الانجليزية (port) والاسم الكامل هو(port Sudan)أي ميناء السودان اومرفا السودان فكتابته (بور تسودان) ما هي الا نقل اللفظتين من حروف اللغة الانجليزية إلي حروف اللغة العربية وليست معربه أو مترجمه .
نعود إلي الحصاحيصا جاء في المنجد في الطبعة السابعة والثلاثون لعام 1998ممايلي :
حصا الرجل أي رماه بالحصاة وحصت الأرض أي كثرت حصاها.
أما الحصحاص فقد ورد في المنجد أيضا انه التراب وهذا علي نقيض ماكنا نعرفه بأنه الحجارة الصغيرة.
حسنا هذا الجزء الأول واسم الحصاحيصا واضح انه مرتبط بالحجارة الصغيرة وانه من الفصيح .
نأتي للجزء الثاني من اسم الحصاحيصا وهو (حيص) أو (حيصا) أو (حيصه) والأولي من هذه الثلاث صور من الفصيح ولكنها لا تأتي بمفردها ولكنها متعلقة دائماً بلفظه مرافقة له هي (بيص) بفتح الباء وأيضاً (بيص ) بكسر الباء ويكونان معاً المثل العربي : ( وقعوا في حيص بيص ) بفتح الحاء وفتح الباء وفتح الصاد .
وإذا تأملنا ( حيص)بالحاء المكسورة والصاد المفتوح لأدركنا أنها في النطق تشبه ( حيصة) بتحول الفتحة علي الصاد إلي تاء يمكن كتابته إسم الحصاحيصا في ثلاثة صور :
1. الحصاحيصا
2. الحصاحيصة
3. الحصاحيص
والرسم الثاني هو إسم محطة السكك الحديدية وما زال موقعة علي مدخل المكتب الرئيسي والرسم الثالث من الفصيح .
والسؤال الآن : ما معني الحصاحيصة أو الحصاحيصا آو الحصاحيص ؟
لقد علمنا ونحن صغار أن الإسم مشتق من الحصحاص الذي قيل أنه تشتهر به المدينة وكان الانجليز يجمعونه لخلطة مع الأسمنت لعمل الخرصانة التي تدخل في البني التحتية لمباني السكة الحديدية في الحصاحيصا وغيرها من المحطات الرئيسية .
ولكننا فهمنا من المنجد أن الحصحاص هو التراب وهكذا وقعنا في حيص بيص ، وبعد البحث اتضح أن هناك مثل سائر يقول (الحصاة من الجبل) يضرب للشخص الذي يميل إلي شاكلته أو كما جاء في المثل الآخر (إن الطيور علي أشكالها تقع ) وهذا أمر ينفيه واقع الحال إذ لا توجد أي جبال في الحصاحيصا ولا حتى في كل الولاية ومرة آخري تقع في حيص بيص !
ونعود إلي الحصاحيصا مرة آخري ولو اقتنعنا بأنه التراب كما يقول المنجد فلماذا تسمي المدينة بما معناه (حصا تراب) ؟
ولكننا إذا تأملنا هذا التراب الحصاحيصاوي لوجدناه مختلفاً من كل تراب مدن السودان ، إنه قوز الرماد .
وهو ليس بالقوز قطعاً إذ أن القوز هو الكثيب وهو من الرمل ولكن قد تكون لقوز الرماد عروق عميقة تحت السطح ، والرماد هذا يشبه الأسمنت إلي حد بعيد ومن السهولة بمكان أن يغش به الأسمنت وأن ينخدع به من لا يعرف المثل : ألما عارف يقول عدس ، ولعل قوز الرماد هذا هو ما لفت النظر إلي الحصاحيصا ! وليس بالبعيد أن تقوم الإدارة الانجليزية سابقاً بإجراء دراسات عليه للتوصل إلي جدواه الاقتصادية واستقلال هذه الخامة المميزة لتراب الحصاحيصا والتي يمكن أن تكون الشعار الوطني للمدينة ، وإذ لم تجر هذه الدراسات من قبل فما المانع من التفكير فيها اليوم ؟ ربما يحتاج الرماد إلي مكونات إضافية لاصقة وربما لا يحتاج ؟ وربما وربما وهكذا ندخل في دوامة حيص بيص .
والسؤال القائم هو ما هي الأسباب التي دعت إلي تغيير رسم إسم المدينة (الحصاحيصة) ولم يفتح المجال إلي الحصاحيص وهي أكثر فصاحة كما ورد أعلاه وهكذا ندخل إلي في الحلقة المفرقة ! ومثل هذه الحلقات المفرغة المتوافرة في اللغة العربية ، قال الشاعر يصف مجلس زملائه وهو يتوسطهم و الماء من حولهم :
كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء أو القول المأثور :
كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا
أو المقولة : وبعد الجهد الجهيد فسر الماء بالماء وأخيرا مكانك سر
وجاء في جريدة الحصاحيصا باب حوار في العدد السادس الصادر في مارس 2009م في صياغ حديث البروفيسور علي شمو وصفه الحصاحيصا ومنطقتها بما يلي :
(منطقة الحصاحيصا منطقة مهمة جداً في السودان ولها تاريخ عريق وهي تعتبر السودان المصغر لكونها ملتقي ومستقر للجميع وه دائماً الترحيب بالجميع من قبائل السودان المختلفة ، والحصاحيصا تستحق هذا الاهتمام لأنها مهمة ولها قضايا حيوية يجب أن تعالج ولا بد أن نذكر بهذه المناسبة أنه في وقت من أوقات كان كل السودان يعتمد علي منطقة الجزيرة والحصاحيصا التي تعتبر من أهم مدنها ) أنتهي
تعليــــق :
ما أصدره البروفيسور علي شمو من تصريح يلخص الدوافع التي بلغت زروتها بصدور جريدة الحصاحيصا وفي رأي إن ما ذكره البروفيسور علي شمو وهو دستور هذه الجريدة وورقة العمل التي تتطلع إلي تنفيذها وعندي إن مجلس إدارة الجريدة سيسيطر هذه الفقرة النادرة في كل الأعداد القادمة في الصفحة الأولي وفي زاوية مميزة للسير علي هداها وقد صدرت من عالم ضليع ومختص .
ولكنني أري من خلال السطور إن مؤلف كتاب الاذاعة السودانية والمذيع الرقم والإعلامي والفز قد ساوي بين الحصاحيصا وأم درمان عن حسن نية وأن لم يذكر أم درمان صراحة .
فأم درمان هي السودان المصغر وخلدتها أغنية أنا أم درمان والراحل المقيم أحمد المصطفي وفيها ما فيها من اعتزاز وتفاخر ووطنية : أنا السودان تمثل في ربوعي ، وإن انتشار الأغنية الوطنية أثار أغنية الراحل المقيم حسن عطية فأسرع يحفز الشعراء المقربين إليه إلي وضع كلمات مجاراة لأغنية أنا أم درمان فكانت أغنية الخرطوم ! واعتقد أن أهلنا الطيبين في أم درمان سيدافعون عن مدينتهم وسنشهد حواراً مثيراً غزيراً ومفيداً بين المدينتين ........ آمين .

جزاك اللة خير على هذة الاضاءة ومزيدا من المشاركات ان شاء اللة.

ضياء الدين مشكور علي الكلام الجميل والمعلومات المفيدة والقيمة المتعلقة باسم مدينة الحصاحيصا ومشكور ونتمني المذيد

الأخ محمد احمد الصادق



علي هذه الإضاءة ....

وسوف نسعي لكنا لتقديم كل ما عندنا

وذلك من اجل منتدي مدينتي ....