الفاحشه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين ثم اما بعد

ان الفاحشه القوليه والفعلية اصبحت فى هذا الزمن امرا طبيعى

لاننا بعدين كل البعد عن الدين وعن اومر رسوله الكريم نجد ان فاحشة الزنا انتشرت وان والغيبة والنميمه والرشوه وغيرها اصبحت امرا طبيعى

قال تعالى

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة268

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«إن للشيطان للمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير والتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان»

ثم قرأ {الشَّيْطَـانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً }[البقرة:268] الآية، وهكذا رواه الترمذي والنسائي

، ومعنى قول تعالى: {الشَّيْطَـانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ } أي يخوفكم الفقر لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله. {وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء } أي مع نهيه إياكم عن الإنفاق خشية الإملاق، يأمركم بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخالق، قال تعالى: {وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ } أي في مقابلة ما أمركم الشيطان بالفحشاء. {وَفَضْلاً } أي في مقابلة ما خوفكم الشيطان من الفقر {وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ }واسع الرحمة والمغفره وعليم بما تصنعون



والفَحْشاءُ والفاحِشةُ القبـيحُ من القول والفعل، وجمعها الفَواحِشُ. وهو كل ما يَشتد قُبْحُه من الذنوب والـمعاصي وقيل هو البخل

نجد ان الله عز وجل عن قد نهى عن الفاحشه وذلك فى قوله تعالى

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل

وقد امر بثلاثة ونهى عن ثلاثه امر بالعدل والاحسان ووايتاء ذى القربى

ونهى عن الفحشاء وهى ما عرفناها سلفا ونهى عن المنكر وهو ما ترفضه الفطرة السليمه من كفر ومعاصى وغيرها من الامر التى تودى الى ظلم النفس واما البغى وهى المراة الحرة او الامة الفاجره واما بغيا هو العدول عن الحق

وكما ان الله عز وجل جعل لنا امر ان فعلناه ينهانا عن الفحشاء وهى الصلاة قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَـابِ وَأَقِمِ الصَّلَوةَ إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }[العنكبوت:45]

وان الصلاة تنهى عن هذه الامور التى سبق ان ذكرناها

قال رسول الله فى معنى الحديث وان صح السند

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من الله إلا بعداً»

و ان قلنا ان الفاحشة تنقسم الى قسمين قوليه وفعليه

وان الفاحشة الفعلية

تتمثل فى الزنا واللواط والاختلاط وغيرها من الافعال التى تودى الى الزنا ايضا من الفعليه البخل وعدم الانفاق

قال تعالى على لسان سيدنا لوط

{وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ }الأعراف80

واننا نعلم افعال قوم لوط

واما من الفعلية ايضا فاحشة الزنا قال تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32

وايضا البخل من الفاحشة الفعليه وذلك فى قوله {الشَّيْطَـانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء

واما الفاحشه القوليه نجدها فى الغيبة قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19

ونجد ان فاحشة القول وهى الغيبة وهى اشد من الزنا لان الزنا يغفره الله عز وجل واما الغيبة فهى فى الانسان الا ان يغفر صاحبها لك

ونجد ان رحمة الله واسعه وانه ذو مغفره وان الله يغفر الفاحشه الا ان كانت فى حق انسان اخر فانه لا يغفرها الا ان غفرها صاحبها قال تعالى

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135

عن أَبُو بَكْرٍ الصديق أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ الله إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ» .

اللهم اعفوا عنا وارحمنا واغفر ذنوينا ما ظهر منها وما بطن الله انت الحق ووعدك حق والجنة حق والكتاب حق اللهم بك امنا فارحمنا وتوفنا مسلمين اللهم امين

غفر الله لك ولوالديك شيخنا أيوب ورحمنا ورحمكم وحفظنا وحفظكم والمسلمين .. نسأل الله العفو والعافية ...

اللهم امين