العلم الشرعى ونقيضه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيد العرب والعجم أجمعين ثم أما بعد
يقول رب ألعزه فى محكم تنزيله
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19
ان الدين الاسلامى هو الدين الذى جاء به جميع الرسول وحتى اخر نبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
وكذلك باقي الرسول
عباد الله
ان الدين يدعوا الى العلم ورفع الجهل والناظر الى هذا الدين نجد ايات التى استفتحت بها هى ايات تدعوا الى العلم
كان رسول الله يطلب من أسرا الحرب ان يعلموا اولاد المسلمين مقابل الفداء
العلم الذى نحن بصدده نقسمه الى قسمان
علم شرعي، وعلم دنيوي..
- فأما العلم الشرعي فمنه ماهو واجب على جميع الناس ذكورا وإناثا..
- ومنه ما هو مستحب في حق الفرد، ليس فرض عين..
فأما الواجب فهو معرفة أركان الإسلام والإيمان ونواقض الإسلام وأحكام الطهارة والصلاة والصيام والزكاة لمن ملك نصابا والحج لمن استطاع إليه سبيلا ونحوها، أي ما يمكن به القيام بالحد الأدنى من الدين..
وأما المستحب فهو مازاد على ذلك،فى امور الدين الشرعى وهى فى مجال الفقه وغيره
عن العلم الدنيوي، فإنه على قسمين:
الأول: علم لايضر الجهل به، ولو كان مفيدا مثل العلوم الطبيعية.

انظر الى كتب المدارس كلها حشو لا ينفع ولا يضر
لى طالب فى الصف السابع وجدت فى كتاب العلوم
كيف تخلط المونه المسلحه مادة مقرره عليه
والثاني: علم يضر ولا ينفع، وهذا كثير ولا مجال لحرص
فهذه هي أقسام العلوم
اذن ان العلم الشرعى الذى نحن بصدد الحديث عنه نجده قد غطاء على كل العلوم وان كتاب الله الذى هو مرجع هذا العلم نجد انه قد اشتمل على كل العلوم { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ }الأنعام38
وان العرب بهذا العلم قد سادوا وحكموا واعدلوا وتفتحت عليهم بركات السماء والارض
واعلم ان مهما تعلم المرء وبلغ من العلم اعلى الدرجات وان قسته بالعلم الشرعى تجده جاهل وتكفى الفتاوى التى بدات بالظهور
عباد الله ان العلم الشرعى وان كان صاحبه بسيط تجده هو سيد القوم
وصدق من قال
فمن تخلق بالآداب ظل بها
رئيس قوم إذا ما فارق الرؤسا
العلم يغرس كل فضل فاجتهد
ألا يفوتك فضل ذاك المغرس
فلعل يوما أن حضرت بمجلس
كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
ومن بلغ الدرجات واكتسب المال تجده جاهل ورد فى الاثر
أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ. وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ. فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى؟ قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلَى مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِىءٌ لِكِتَابِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. فإِنَّ نَبِيَّكُمْ قَدْ قَالَ «إِنَّ الله يَرْفَعُ بِهذَا الْكِتَابِ أَقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ».
والمَوْلَى: المملوك، والعَبْدُ، والمُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، والصاحِبُ،
وتكفى قصة ابى حنيفة
آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه
كان العالم الجليل يجلس مع تلامذته في المسجد . وكان يمد رجليه بسبب آلام في الركبة قد أصابته .
إذ جاء إلى المجلس رجل عليه أمارات الوقار والحشمة . فقد كان يلبس ملابس نظيفة ذو لحية كثة عظيمة فجلس بين تلامذة الإمام .
فما كان من أبي حنيفة إلا أن ضمي رجليه إلى الخلف ثم طواهما وتربع تربع الأديب الجليل أمام ذلك الشيخ الوقور
قال الرجل لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني.
فقال له : تفضل واسأل
فقال الرجل : ، متى يفطر الصائم ؟.
. فأجابه على حذر: يفطر إذا غربت الشمس.
فقال الرجل بعد إجابة أبي حنيفة وإذا لم تغرب شمس ذلك اليوم يا أبا حنيفة فمتى يُفطر الصائم ؟!!!
قال أبو حنيفة: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.
عباد الله
عن أنسٍ رضيَ الله عنه قال: «سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لا يحدِّثكم به غيري، قال: من أشراطِ الساعة أن يَظهرَ الجهلُ، ويَقلَّ العلم، ويَظهرَ الزِّنا، وتُشرَبَ الخمرُ، ويَقلَّ الرجالُ، وتكثرَ النساءُ حتى يكونَ لخمسينَ امرأةً قَيِّمُهن رجُلٌ واحد».
وان العلم الدنيوي يكثر بكثرت الجامعات والمعاهد ويطغى على العلم الشرعى وهنا يقل العلم الشرعى حتى ينتهى العلم ويكثر الجهل بامور الدين
وان اول علم يرفع هو علم الميراث حتى اننى وقفت على اثر عجيب وهو ان الرجل لا يدرى فيما صلاته فيما زكاته وفيما حجه حتى ان الرجل يقول انا ادركنا ابونا على كلمة ولاندرى ما يعنون ( وهى كلمة التوحيد )
عباد الله وان الذى يتمسك بالعلم الشرعى فى هذا الزمن الذى طغت فيه الماديات وقل فيه العلم الشرع حتى صار من يتمسك بالعم الشرعى هو غريب ومتخلف
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس
وفي لفظ آخر: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي وفي لفظ آخر: هم النزاع من القبائل وفي لفظ آخر: هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير
واما دعاة الضلاله الذين يدعون الى تبرج المراة والاختلاط وغيرها من الامور التى تنافى الشرع فانهم هم العلماء والقاده والائمه
قال رسول الله
« يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس، قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟
قال: تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع »
عباد الله وجب علينا ان نتبه الى هذا العلم وان نحاول ان نربى اولادنا عليه حتى نبنى اسس قويه متمسكه بدينها سايره على نهج رسولها والقران سبيلها تنجو من هلاك ربها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل يوم نتعلم منك شئ جديد اكثر الله من امثالك الحبيب ايوب

واصلك يااغالي حتي ننهل من علمك ونستفيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو عمر مشكور على المرور ولا يسعني ألا أن أقول اللهم اجعلني كما يظنون واغفر لى ما لا يعلمون