عتو المــــــــــد حنو الجزر

لا ادري مالذي بلل الخاطر بهذه الفكرة
تصورت لبرهة ان حركة المد التي ياتيها البحر انما هي نوع من الاستغناء اذ ان حركة المد هي من تقوم برمي الامواج علي ضفاف البحر فهي شبيهة بماكنيزم الالقاء ( القاء الشي) التخلص منه ، والنقيض من ذلك تماما حركة المد. حيث ان حركة المد هي من تقوم بالارجاع فهي شبيهة بماكنيزم الضم يمكنك عزيزي القاري ان تغمض عينيك لوهلة وتتخيل ( المد والجزر ) عتو فى الحركة الاولي وحنو فى الحركة الثانية . كم ينتابنا هذا المد والجزر فى حياتنا العامه والخاصة ، فكما يقوم البحر بهذا المد والجزر نقوم نحن بني البشر فى كثير من صفحات حياتنا اذا تاملناها بهذا المد والجزر فى علاقاتنا بعضنا البعض فيشوبها كثير من العتو والحنية فنحن ايضا نتخلص من بعض العلاقات مدا وبالمقابل نقيم علاقات اخري جزرا . فكم فى حياتنا من مد وجزر ياتيه البحر كما نأتيه نحن ولكننا لم نفكر يوما فى اننا نفعل كما يفعل البحر.
هذه جدليه تربط الانسان بالبحر فى صيرورة الاشياء ، فاذا تصورنا ان البحر يجدد حياته ويبدل ثيابه بتلك الحركة فهل نجدد حياتنا ونبدل ثيابنا بمثل تلك الحركات المقتبسة اصلا من البحر؟ تصور ان البحر والبشر صنوان ، وكل من البحر وبني البشر اصحاب قلب عميق وغوير يصعب سبر غوره للولوج فى دواخله واكتشاف اسراره . اكتب هذا وفي تصوري شئيا ما بصدري وللقاري حين مطالعته تلك الصدور ان يتحثث صدره ليكتشف مابداخله ، خليط بين العتو والحنو .
(فهل انا يابحر منكا
اصحيح ماروه عني وعنكا
ام تري مازعموا
بهتانا
وزورا وافكا)

تذهب الي البحر
وتجلس امامه لساعات طوال
تعود وانت منشرح البال ، لانك ببساطة قد القيت بهمومك للبحر فتلقفها فى حركة مده ، ولكن ياتري سوف يعود البحر ليرمي تلك الهموم اليك مرة اخري فى حركة جزره ام سوف يدفنها فى غوره ويحنو عليك جزرا بصحيفة بيضاء لتودعها همومك مجددا

مدا وجزرا
هكذا تسير وتيرة الحياة
بين الحنو والتعو
تتقلب حياة الانسان
لتصبح مسيرته فى سفر الكون

اشتدت وتيرة المد
تراجعت مسيرة الجزر
رويدا رويدا
تقربنا المسافة

لك ولكل النجيمات العطاشي

الرهان علي الضد هو رهان علي صيرورة الكون .. تشكلت معظم نظريات الكون علي هذا التضاد .
تنسجم الروح وين مابتروح
ويبقي بكل الالق حاضرا