بعد مقابلته للوالي الرئيس يمهل الشعب إسبوع ليسلم المشتري الأرض فاضيه

بعد مقابلته للوالي الرئيس يمهل الشعب إسبوع ليسلم المشتري الأرض فاضيه
_______
بينما كادت الشمس أن تفتك بسكان
سودانستان، كاد رئيس البلد أن يفتك بمدير مكتبة و هو يصرخ في وجهه :
كيف يعني الوالي باع القصر الجمهوري ؟ !
- والله يا سيادتك ده الحصل و مندوب
الشركة القطرية الاشترت، قاعد في مكتبي من الصباح ... و ناس الشؤن القانونية اكدو لي انو الورق الفي يدو كلو موثق و الامضاءات صحيحة !!!
إنخفض صوت الرئيس و هو يسأل مدير
مكتبه :
- و الوالي ده هل عندو صلاحية يبيع موقع سيادي زي دا ؟
- عندو يا سعادتك ...متذكر لمن بعنا مبني وزارة الدفاع للمستثمر السعودي، غيرنا القانون عشان الوالي يقدر يبيع ... و إنت مضيت على القرار و قلت ......و قبل أن يكمل مدير مكتبه حديثه، أشار له الرئيس أن يصمت، فقلبه لم يكن يحتمل
المزيد !!
*****
ساد صمت مهيب قبل أن يقطعه الرئيس
بصوت أشبه بحشرجة الاموات :
- أضرب للوالي خليه يجي حالا !!
- الوالي في رحلة عمل بره البلد يا ريس !!
وضع الرئيس كلتا يديه في رأسه قبل أن يصرخ مرة أخرى :
- اضرب ليه تلفون يرجع في أول طيارة ...
أقول ليك كلام...رسلو ليه طيارة الرئاسة
هسي تمشي تجيبو !!
*****
عندما كانت طائرة الرئاسة تهبط بالوالي في مطار العاصمة السودانستانية، كانت شمس
منتصف النهار تبدو أقرب لقاعة كبار الزوار من غلاف الكرة الارضية !!
الوالي محدثا نفسه في سلم الطائرة : بالله ده حر شنو ده ؟ ! هسي الواحد لو باع البلد دي خاتي؟ !!
*****
الرئيس، كان مشغول باللعب في أحد تطبيقات تلفونه الجديد حين دخل عليه الوالي، و ما أن راه حتي إنتصب واقفا شاهرا حلقومه الكبير :
على الطلاق قبل ما تقعد تقدم لي
استقالتك .... هسي دي تقدم لي استقالتك !!
تبيعو القصر الجمهوري ؟ ! تبيعو لي مكتبي يا دكتور ؟ ! علي الطلاق بالتلاته ما بقبل منك أي كلام غير الاستقالة !!
رغم أن تكرار الرئيس لكلمة ( الاستقالة)
أزعجه ،الا أن الوالي بدا متماسكا حين قال كدي يا ريس أهدأ، صلي على النبي و خليني
اشرح ليك !
*****
بعد فترة قصيرة، نجحت دعوات الوالي
للتهدئة في كبح جماح زمجرة الرئيس الغاضبة،
و شئيا فشيئا ظهر الهدوء في وجه الرئيس وهو يسأل الوالي :
ليه بعت القصر الجمهوري يا دكتور !!
- علي الطلاق بالتلاتة، و أعدم أولادي يا ريس، ده ما أنا ... ديل ناس مكتبي و أنا فؤجئت زيك كدا بالمسألة !!
- الرئيس : و ناس مكتبك ديل إنت ما مسؤل منهم ؟ !
- مسؤل يا ريس ... و اجتمعت بيهم و أديتم خيارين : يا يتحللو و يقنعو القطريين الاشترو القصر يرجعو ليهم القروش و يرجعو لينا القصر ... يا نحللهم نحن ديل !!
و بانفاس لاهثة، واصل الوالي :
و عشان أنا عارفك ح تستاء من الحاجة دي بدربي ركبت الطيارة و مشيت أوروبا !!
الرئيس : و أوروبا علاقتها شنو ؟ !
إعتدل الوالي في جلسته و أصلح نظارته الطبية :
شوف يا ريس ...بعد السنين الحاكمنها دي
كلها، الحاجة الوحيدة الما باظت و لسه شغالة كويس في البلد ... ياها الشمس دي !!
لو قدرنا نصدر السخانة للدول الباردة دي سودانستان ح تبقى أغنى دولة في المنطقة !!
*****
في اليوم التالي، كان العنوان الرئيسي في كل صحف سودانستان : الرئيس يجدد الثقة في
الوالي
منقول