كتبه قبل وفاته بقليل اخر مقال لعوض المسلمي لنافع علي نافع

( شتارة ) دكتور نافع
نافع علي نافع خريج كلية الزراعة والكادر السياسي للجبهة الاسلامية سابقا ومدير جهاز الامن مبتدع فكرة بيوت الاشباح ، تقلد وزارات حتي وصل به المقام ان يكون مساعدا لرئيس الجمهورية والمسؤول السياسي بحزب المؤتمر الوطني ، وانتهي به الامر الان مرشحا باحدي دوائر قبيلته بولاية نهر النيل ..
بعد تعدد الضغوط علي الانقاذ من المواطنين وشباب الحزب تم ابعاده عن الطاقم التنفيذي لحكومة المؤتمر الوطني بعد اصراره ان يأتي بكل قول فيه تحدي للمواطنين ، واصبح حديثه عن لحسة الكوع متداولا في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي اكثر من احاديث بقية المسؤولين الاخرين مهما بلغت بها ( الشتارة ) ..
ولعل البعض كان يعتقد ان نافع يطلق تلك الاحاديث ثقة منه في بقائه ما بقيت الانقاذ ، او هي ثقة بالنفس بقوة حزبه مقابل ضعف قدرة الاخرين علي احداث فعل يهز كيانه الحاكم ، او لعلها ثقة بالله .. لان نافع معروف انه من اوائل شباب الاخوان المسلمين ، وظل وفيا للتنظيم علي امتداد وجوده علي واجهة الدولة ..
ولكن تصريحه للمركز السوداني للخدمات الصحفية والتي نقلته كثير من الصحف الصادرة امس بقوله ( ان شياطين الانس والجن لن توقف الانتخابات المقرر إجراؤها خلال ابريل الجاري ) ؛ حديث قبل ان يكون سياسي فيه عدم تأدب امام الله سبحانه وتعالي ، لان الملك لله وحركة الكون بيده وحده لا لبشر كائن من كان مشاركته في ادارته ، من اراده الله كان ومن لم يرده لم يكن ..وشياطين الانس والبشر تأتمر بامر الله لا بامر نافع ، ولو اراد الله ان يطوي الارض لما اعياه ذلك في اقل من لمح البصر فكيف وهو المالك ان يتحدث نافع مثل هذا الحديث !!..
لعل الدكتور نافع يريد ان يسير وفقا لما سار عليه شيخه الشيخ حسن الترابي عندما تحدث باحاديث تم تكذيبها وتفنيطها والرد عليها عندما اثيرت منذ عهود سبقت ، وهو يعلم ذلك جيدا .. واتفاق نافع وشيخه الترابي انهما يريدان ارسال رسالة للسلطات الحاكمة اننا موجودان ، ولعل نزع السلطة عنهما انساهما ان السلطة بيد الله يهبها لمن يشاء، ومهما صرخ نافع واصخب بالقول فانه لن يعود لسدة الحكم ثانية وفق لكثير من المؤشرات التي جعلت من بعد ذهابهما انفراج في كثير من الملفات ..
في هذه الفترة نتمني ان يتوجه دكتور نافع نحو تخصصه الزراعي والتوجه نحو عمل بحوث تفيد البلاد في تخصصه ، لاننا بلد زراعي في المقام الاول ، ونذكره ان يواصل في الالتفات لاهل دائرته وحل مشكلات المياه لديهم ، ونذكره بان يبعد عن حقوق الله وحقوق الناس ، حقوق الله الا يتحدث فيما هو امر اختص الله به نفسه ، وحقوق الاخرين من اراضي زراعية والسعي لتسجيلها لنفسه او جمعيته التعاونية ..
لا نريد ان نقول كما قال المخلوع اليمني علي عبد الله صالح لمعارضيه ( فاتكم القطار ) ؛ ولكن نقول ان الدنيا دوارة وان الحكم لا يدوم لاحد فكما قال الاعرابي " لو دامت لغيرك لما وصلت اليك "؛ ونقول ايضا ان في الحياة متسع غير ساحات السياسة ولعلك يا دكتور تبدع فيها وتقدم ما لم تقدمه وان سياسي في سلطة الحكم ..
وعلي الله قصد السبيل ..
الجريدة ..