الاية 45 من سورة العنكبوت

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ثم اما بعد
قال تعالى
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
يعني أن الصلاة تشتمل على شيئين على ترك الفواحش والمنكرات، أي إن مواظبتها تحمل على ترك ذلك. وقد جاء في الحديث من رواية عمران وابن عباس مرفوعاً «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم تزده من الله إلا بعداً».
(ذكر الآثار الواردة في ذلك)
قال ابن أبي حاتم: عن عمران بن حصين قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {اتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَـابِ }[العنكبوت:45] قال: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له».
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من الله إلا بعداً» ورواه الطبراني
من حديث أبي معاوية.
وقال خالد ، حدثنا بن عبد الله عن العلاء بن المسيب عمن ذكره عن ابن عباس في قوله: {اتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَـابِ }[العنكبوت:45] قال: فمن لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر، لم يزدد بصلاته من الله إلا بعداً، فهذا موقوف.
قال ابن جرير: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا صلاة لمن لم يطع الصلاة» وطاعة الصلاة أن تنهاه عن الفحشاء والمنكر. قال: قال سفيان {قَالُواْ ياشُعَيْبُ أَصَلَواتُكَ تَأْمُرُكَ }[هود:87] قال: فقال سفيان: إي والله تأمره وتنهاه.
وقال ابن أبي حاتم: عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ
وقال أبو خالد عن عبد الله ـ: «لاصلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر» والموقوف
قيل لعبد الله: إن فلاناً يطيل الصلاة، قال: إن الصلاة لا تنفع إلا من أطاعها.
قال ابن جرير: عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من الله إلا بعداً»
عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم، والله أعلم.

عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم، والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا يوسف بن موسى، أنبأنا جرير ـ عن جابر، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلاناً يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق. قال: «سينهاه ما تقول».
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، أخبرنا الأعمش قال: أن أبو صالح عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق، فقال: «إنه سينهاه ما تقول».
وتشتمل الصلاة أيضاً على ذكر الله تعالى وهو المطلوب الأكبر، ولهذا قال تعالى: {وَلَذكر;اللَّهِ أَكْبَرُ }[العنكبوت:45] أي أعظم من الأول {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }[العنكبوت:45] أي يعلم جميع أعمالكم وأقوالكم. وقال في قوله تعالى: {;تْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ }
قال: إن الصلاة فيها ثلاث خصال، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخصال فليست بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله، فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن يأمره وينهاه وقال ابن عون الأنصاري: إذا كنت في صلاة، فأنت في معروف، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر.
وقال حماد بن أبي سليمان {واتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ }[العنكبوت:45] يعني ما دمت فيها. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }[العنكبوت:45] يقول: ولذكر الله لعباده أكبر إذا ذكروه من ذكرهم إياه،
عن ابن عباس {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }[العنكبوت:45] قال: ذكر الله عند طعامك وعند منامك، قلت: فإن صاحباً لي في المنزل يقول غير الذي تقول، قال: وأي شيء يقول ؟ قلت: يقول الله تعالى: {فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ }[البقرة:152] فلذكر الله إيانا أكبر من ذكرنا إياه، قال: صدق،
قال: عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }[العنكبوت:45] قال: لها وجهان، قال: ذكر الله عندما حرمه، قال: وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه.
عن عبد الله بن ربيعة قال: قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }[العنكبوت:45] ؟ قال: قلت نعم، قال: فما هو ؟ قلت: التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة وقراءة القرآن ونحو ذلك. قال: لقد قلت قولاً عجيباً وما هو كذلك ولكنه إنما يقول ذكر الله إياكم عندما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إياه، وقد روي هذا من غير وجه عن ابن عباس، وروي أيضاً عن ابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وغيرهم، واختاره ابن جرير.
والله اعلم

الحبيب أيوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرك الله في الملا الأعلى بما تحب
وأمنك مما تخاف وأسكنك منازل المتقين

وجزاك الله خير الجزاء
أمين