اشعار للسياحه في قيسان - جنوب النيل الأزرق سوق قيسان -خور تمت الوازاه

قيسـان
بقلم عبدالقادر مدني
مستوحاه من مشاهد اسفار وحكايات للدكتور عبدالمنعم الطريفي وهو طبيب عمل بتلك المنطقه وكتب وصفا لجمالها استوحيت منه هذه القصائد وأنا لم أتشرف بزيارة قيسان بعد آمل أن تشجعكم علي السياحة في قيسان
قيسان
يا جنة عدن وسط الأشجار
علّميني يا فاتنتي السحر مع الألحان
يا أرضا سوداء من خُضرٍ ونضار
علميني الشعر و بحور الأوزان
توجيني برباك ملكا للأشعار
ونادي يا فاتنتي كل طبيب إنسان
ليعزف لحنك فوق الأوتار
ويعود مريضه بين الأغصان
وينثر بلسمه بين الأحجار
ليداوي "هاربةً " من جور الطغيان
ليقّبل طفلا وسط الأزهار
علميني سر التحنان
وكيف أكون من الأحرار
أو شيخا للكهان !!!
أقرأ طالعك وسط السمار
وأرحل نحوك عبر الأزمان
يا قيسان
نشرت اليوم أشرعتي للإبحار
زاهية .... مترعة بكل الألوان
سأبحر صوبك ضد التيار
سأبحر فيك بكل الأشجان
أشم الطين واتبع أثر الأطيار
تشدو فوق طريق الفرسان
لأسمع صوتك في المزمار
يدق شجيا رنان
يطوف ندياً بين الأنهار
يناجي همس النُدمان
يشغل في قلبي أبداً نار
ووهج الحب لقيسان

قيسان (( خور تُمد)) بقلم عبدالقادر مدني
خور تُمد او تمت
هذا المشهد !!!!
روايةٌ عن طبيبٍ ممن .......شهد
أرض البطولات والجمال ..والمجد
وساح بين الضفاف عابراً وادي تُمد
متفرساً بين اشجاره كتفرس ..الاسد
متأملاً جمال طبعه بنظرِ من رشد
ونبات أرضٍ محسودة .....بما تلد
الشر والخير حولها .......إحتشد
بالأمس واليوم .......و في الغدِ
كونوا لها يا أهلها .كالروح للجسد
كونوا لها يا أحبابها ..... .رصد
في دنيا تجري علي رسلها بالعُقْدِ
تلاهي بعضنا بالهنا وعيشة الرغد
في ترف وجدل حول ... المعتقد
وأهله سترهم الاصطبار والجلد
في جمالٍ مترفٍ في ..وادي تُمد
*****
ثُمد
يا خورا يجري من الأبد إلي ...الأبد
تَحُفه الجبال والأشجار وقصف الرعد
يثور ثم يخبو ويجف منه .....الزبد
ويبقى سره ....... سقيا الإله للبلد
كالسحر يبدوا كبركان .....همد
ثم يعود هادرا ....وكأن لم يعد
الصمت والسكون وطول السهد
يشفي الغليل ويطفئ الوجد
فيمّل الجمود وطول الأمد
كعاشقٍ أودى به الكمد
فيقطف الأشجار والإزهار والورد
للقاء حبيبة لا تخلف الوعد
فيرمي بها في النيل كالطرد
رسالة بهية يحيطها وفد
من الطيور مرفرفا محلقاً ...ممتد
يتبعها تغريداً وشدوا عن عمد
تحايا إلي قيسان بلا عدد
من وادىٍ بالجريان يجدد العهد
رسالة بلا نكرانٍ ولا جحد
مختومة من شر حاسد إذا حسد

الوازاه بقلم عبدالقادر مدني
الوازاه
آلة أهل قيسان للطرب !!!
عَجِبتُ منها وما للدهر من عَجبِ
وليس العُجْبُ ..من مكارم الأدب
قد زمه الزاهدون من عجم ومن عرب
العُجْبُ لغةً ليس كالعَجَبِ
الوازاه ...... للرجال رفيقة الدرب
وللنساء انغام للرقص واللعب
ما دراها العازفون من شرق ولا غرب
ولا حوى أوصافها معاجم الكتب
حاول تقليدها السويد وما تبعوا لها سبب
برغم علومهم ... التي تعد في النخب
فهم قوم علمهم ضربا من التقليد والكسب
وما كسب صانع الوازاه إلا من الوهب
تداعى الناس في المساء من كل حدب
وبدأ النقر والنفخ يهز الأرض بالضرب
مشهد يسرق اللب ... ويخلع القلب
لو درى السياح مغنمة شدوا له الركب
إن راءه كهان التبت المداوين للكرب
ظنوه طلسماً للتداوى كالطب والعشب
وأتوه مطأطئين يمشون ألهوينا مع الركب
حفاة في أرض ....ترابها من الذهب
هي آلة لعمري .... ويا للعجب
قوامها القَرَع والجلود والخشب
تشدها خيوطا كأثر الماء المنسكب
بين ثقوباً في الأعوادِ قد حفها اللهب
فبدت كأنها فصوصاً من القصب
يثير نفخها الانغام والأزيز والصخب
بلا مغارم ودنانير لنافخها أو ذهب
وإذا رأيتها صامتة .. بوقها منقلب
فأعلم .......أن في صمتها طرب

سوق قيسان بقلم عبدالقادر مدني

*******
سوق التبر
قال طبيبٌ راوي يا ولدي
مشيت اليوم علي شذرٍ من التبر
مشيت اليوم لو تدري
علي ارضٍ من التبر
وسط اشجاراً.... منصوبه كالخفر
تطل ثمارها الينعى
من أغصانها الخضر
وهي تطعمنا... من الفطرِ إلي الفطرِ
غير منقطعة.... طوال العام والشهر
يجول سائمها ...في ظل إلي العصر
ويرمي بكاسدها ...طعاما إلي الحُمُرِ
رأيت فاكهة ... عند بناتنا السمر
يطيب مذاقها... بين الحلوَ والمر
عرفت البعض والبعض ...اجهل ولا ادري
وما أظنها إلا.... من عجائب الدهر
رأيت العدس والبن... رأيت الفن في المصري
والدليب والعرديب حول جداول تجري
والقريب والجوافه والباباي تفوح بالعطر
رأيت العسل في كيله ارخص من الخُسر
لونه ذهب ......كذهب روافد النهر
ويجمع ذاك بالغربال والتنقيب والحفر
رأيت الناس إن جلسوا ...في مجالس الفخر
فالاثني في عرفهمو أفضل من الذكر
فهم بنو وطني وملء العين والفكر
ومثلهم أفخر ...بالأنثي عن الذكر
فهي من رباني بالجد ومن رباني بالسهر
وأمي ثم أمي ثم أمي كما جاء في الأثر
وهي منجاتي يوم يقوم الناس للحشر
قيسان في وطني عقداً من الدر
سوقها ذهب وفوق الذهب جمالها العذري