السماء ذات الحبك

بسم الله الرحمن الرحيم

ان القران هو كتاب الله المنزل على رسوله الكريم عن الحارث عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ، الشاهد هو قوله ولا تنقضي عجائبه ،
قال تعالى فى محكم تنزيله
« والسماء ذات الحبك »

هذا الايه تعد من ايات الاعجاز التى توصل لها العلماء اليوم بعد اخترعوا اجهزة الحاسوب المتطورة التى اوضحت ان السماء فعلا ذات حبك
الحَبْكُ: الشَّدُّ والإحْكامُ، وتَحْسينُ أثَرِ الصَّنْعَةِ في الثَّوْبِ،وهى الحياكه
. وروي عن عائشة: أَنها كانت تَـحْتَبِك تـحت درعها فـي الصلاة أَي تشد الإِزار وتـحكمه حولها
قال ابن عباس رضي الله عنهما فى تفسير هذه الايه ذات
الجمال والبهاء والحسن والاستواء وكذا قال أنس بن مالك وغيرهم وقال الضحاك والمنهال بن عمرو وغيرهما مثل تجعد الماء والرمل والزرع إذا ضربته الريح فينسج بعضه بعضا طرائق طرائق { ركبت بعضها فوق بعض تشابكت بالزرع }فذلك الحبك قال ابن جرير حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن من ورائكم الكذاب المضل وإن رأسهمن ورائه حبكا حبكا يعني بالحبك الجعودة وعن أبي صالح ذا الحبك الشدة وقال خصيف ذات الحبك ذات الفاقة وقال الحسن بن أبي الحسن البصري ذات الحبك حبكت بالنجوم
الجعوده : الـجعد من الشعر: خلاف السبط، وقـيل هو القصير المتشابك
وكانت الصورة التي رسمها للكون تشبه تماماً نسيج العنكبوت.
إن الذي يتأمل هذا الكون وما فيه من نسيج محكم يلاحظ على الفور أن المجرات لا تتوضع عشوائياً إنما تصطف على خيوط طويلة ودقيقة ويبلغ طول الخيط الواحد مئات الملايين من السنوات الضوئية، عندما رأى العلماء صورة المجرات أدركوا على الفور وجود نسيج محكم في السماء فأطلقوا مصطلح (النسيج الكوني). بدأ العلماء بعد ذلك بدراسة تفاصيل هذا النسيج وبدؤوا يصدرون أبحاثاً ومقالاتٍ حول هذا النسيج ومن أهمها مقالة بعنوان(كيف حُبِكَت الخيوط في النسيج الكوني)
القرطبي تناول هذه الآية عندما سئل عن الحبك وقال فيها: (ألم تر إلى النساج وهو ينسج الثوب ؟ قالوا ما أحسن حبكه
يقول الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ: تحدث عن نسيج تم حبكه بإحكام. يقال منه حبَك الثوب يَحبِكُه حَبكاً أي: أجاد نسجه)، ولكن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى له تفسير جميل وعجيب ويطابق مئة بالمئة ما يقوله اليوم علماء الغرب! فالإمام ابن كثير يقول: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ أي: حُبكت بالنجوم، ولو تأملنا المقالات الصادرة حديثاً عن هذا النسيج نلاحظ أن العلماء يقولون: إن الكون حُبك بالمجرات.
ونلاحظ أن هذه المجرات تصطف على خيوطٍ دقيقة جداً وكل خيط يبلغ طوله مئات الملايين من السنوات الضوئية
إن هذا النسيج يتحدث عنه علماء الغرب بقولهم إن خيوطه قد شُدّت بإحكام مذهل أي أنه نسيج وأنه محكم وهو أيضاً متعدد، يعني هذا النسيج الكوني لا يتألف من طبقة واحدة، إنما هنالك طبقات بعضها فوق بعض فسبحان الله المبدع

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم في هذا الشهر العظيم ، أن يجعلها في ميزان حسناتك أيتها الأخت الكريمة ..

مشكور اخى الشريف وجزاك الله خيرا