التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
آخر 10 مواضيع
الفقرا العزمو القطر (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 332 - الوقت: 06:16 AM - التاريخ: 01-18-2024)           »          إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ[ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 763 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          كل المواسم يا بلد إطاقَشَن (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 484 - الوقت: 06:11 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          الشوق غلب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 987 - الوقت: 04:36 AM - التاريخ: 05-29-2023)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7862 - الوقت: 08:04 AM - التاريخ: 10-03-2022)           »          «الفقرا» شوق وحنين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10444 - الوقت: 01:25 PM - التاريخ: 08-13-2022)           »          جمعية الصفوة السودانية تحتفي بتدشين كتاب ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن بقاعة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10406 - الوقت: 03:00 PM - التاريخ: 07-16-2022)           »          يوم الرحول.. (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6180 - الوقت: 03:36 PM - التاريخ: 07-14-2022)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 6962 - الوقت: 07:16 PM - التاريخ: 05-08-2022)           »          مبروووك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 7403 - الوقت: 04:33 AM - التاريخ: 08-15-2021)


الإهداءات


العودة   منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa > «۩۞۩-المنتديات العامه-۩۞۩» > «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» > «۩۞۩- شهد الحروف -۩۞۩

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-27-2014, 08:11 AM
محمد زايد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل : Nov 2014
 فترة الأقامة : 3460 يوم
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : محمد زايد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الأول متسلسله



"مايا" فتاة زنجية .. عاشت في ظل رجل هدته الهموم .. وراكوبة ... كانت فتاة عشرينية في قمة الجمال والروعة .. وجهها المضئ رغم سواد سحنتها يدهش كل الناظرين .. قوامها الممشوق كالنخلة .. جيدها الطويل الناعم يجعلك تسكب اكواب الفودكا وتحتسيها دون حساب .. شفتاها كحبات الفراولة ... اناملها الطويلة كصباع موز قطف قبل موعده ..
ذات يوم اختفي الظل الي الأبد .. بعد ان تعامدت عليه شمس الفناء .. بكت بحرقة أليمة .. بكاؤها في حد ذاته جمال ... دموعها التي نزلت علي خديها السوداوين لامست كبد السماء فبكت هي الأخري .. تنهدت بعمق وكأنها تستنشق اخر اكسجين لها .. زفرت بحرقة .. ونظرت بعينيها الكبيرتين ناصعتي البياض الي قبر امها .. التي لم تراها قط .. ركعت علي قبري والديها ووزعت زهور كانت تمسكها بيديها العاريتين ... نظرت الي السماء وكأنها تلومها .. تركت قبلة في الهواء نحو قبر ابيها .. الان الي اين ؟؟ .. لا ام ولا اب .. و لا حتي قريب يواسيها .. او مكان تلجأ إليه .. ومرة اخرى نظرت الي السماء ودموعها بللت قميصها الذي يستر عورتها فقط ... لملت ملابسها .. قررت الرحيل الي المدينة الكبرى ... وقفت علي حافة الشارع المسفلت .. اشارت لكل السيارات المارة ... توقف احدهم .. ركبت .. ومازالت دموعها تنهمر بغزارة .. حاول صاحب المركبة ان يواسيها .. ونجح .. اغراه جسدها الممشوق .. وضع يده خلف ظهرها .. تحسس جسدها .. لم تمانع .. عدم تمنعها جعل خوفه يتبدد.. هي مازالت تحدق في نقطة اللانهاية .. هائمة في ذكريات ابيها .. لعبه معها .. تسريحه لشعرها .. يده الحنون التي تربت عليها .. و يد صاحب المركبة وصلت الي صدرها ... رائحة الرغبة بدت علي انفاسه .. مسكت يده ونظرت اليه .. خاف .. وتراجع .. سحب يده في بطئ شديد .. وكأنه يريد ان يستمتع لآخر لحظة بنعومة هذا الجسد .. رمقته بنظرة خالية من كل الاحاسيس .. نظرة جافة كفصل الصيف .. اشارت له بالتوقف .. وقف .. نزلت ...
سارت "مايا" حوالي 100 كيلو .. وبالرغم من طول المسافة التي قطعتها الا انه لم يظهر عليها اي شئ .. لا تعب ولا ارهاق .. جامدة كجمود القطب الجنوبي .. وقفت احدى السيارات .. كان رجلاً كبيرا في السن .. يظهر علي وجهه الوقار .. اشار لها بأن تركب .. ركبت .. ولم تنبس ببنت شفة ... سألها عن وجهتها .. اكتفت بكلمة "الخرطوم" ... قال لها (المسافة بعيدة شديد .. ودربي ياهو دربك .. ح نقيف كتير عشان نرتاح ..) .. لم تهتم كثيرا بما قاله العجوز .. وركزت بصرها علي اللانهاية ...
حل الظلام ... اتجه العجوز بسيارته نحو استراحة علي قارعة الطريق .. نزلا من السيارة .. حجز غرفتين متجاورتين .. اشترى زجاجتي حليب وتمر .. اعطاها الحليب والتمر وتمنى لها ليلة سعيدة ... ألقت جسدها علي الفراش ... ونزلت اخر دمعة ... ونظرت الي نقطة اللانهاية مرة اخرى ... ظلت في حالها هذا الي ان اشرقت الشمس ... طرق العجوز باب غرفتها معلنا مواصلة الرحلة ... تحركا .. لم يسألها العجوز قط عما يبكيها ... ارادها ان تأخذ حريتها المطلقة في الحزن .. وكان دائما مايحكي لها عن قصص حدثت معه .. ورغم انها لم تتجاوب معه البتة الا انه لم يتوقف ابدا بل كان يسرد القصة تلو الأخرى ...
بعد ثلاثة ليال وصلا الي "الخرطوم" .. سألها ان كان يوجد لديها قريب تنزل عنده .. اشارت بيدها بالنفي .. اقترح عليها ان تذهب معه الي منزله .. لم تجاوب واكتفت بالنظر إليه .. قال (خلاص انا ح اسوقك معاي البيت .. منها ترتاحي وتستحمي وتغيري هدومك ومنها نشوف حكايتك شنو ونحاول نساعدك) .. كان العجوز يشبه اباها لحد كبير .. نفس طيبته ورجولته وكرمه البالغ .. وصلا الي المنزل .. استقبلتهما "حاجة سكينة" بالبسمات والترحاب .. اخذت "مايا" الي غرفة صغيرة واعطتها ملابس تكاد تكون جديدة .. قالت "سكينة" : دي هدوم جبتها لي بتي سعاد الله يرحما .. لبستن لبسة واحدة بس وربنا اخد امانتو .. ) ... جرحان قد نبشا في نفس الوقت .. سرحت كل واحدة منهما في فقيدها .. نظرت "سكينة" الي "مايا" قائلة : ( يابتي من ما جيتي مافتحتي خشمك ده .. مالك يا حبيبتي .. اعتبريني زي امك واحكي لي ) ... نزلت دموع "مايا" بغزارة شديدة .. ومع ترجي "حاجة سكينة" المستمر حكت "مايا" قصتها كلها ... بكت "حاجة سكينة" بحرقة . احتضنت "مايا" بحنان .. وانفجرت شلالات الدموع منهما ...

يتبع .....
[IMG]file:///C:/Users/mohamed%20zaied/Desktop/maya.jpg[/IMG]




رد مع اقتباس
قديم 12-27-2014, 08:43 AM   #2




الصورة الرمزية ابوعمر
ابوعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2817
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 05-29-2023 (04:38 AM)
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم :  58
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مصائب وهموم ولا اشتكي
تري الشكوي لغير الله مذله
لوني المفضل : Blue
افتراضي



متابعين معاك ياحبيب

عذراً:
تم
نقل
النص
الي
قسم شهد الحروف


 
 توقيع : ابوعمر



رد مع اقتباس
قديم 12-27-2014, 10:24 AM   #3


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الأبنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثاني



جلس الثلاثة (مايا – حاجة سكينة – حاج عثمان) ليتناولوا وجبة الغداء ... بادر "حاج عثمان" بسؤال قطع الصمت الرهيب الذي عم المكان ... ( الملابس طلعت قدرك يا "مايا" ؟) ... لم تجب "مايا" بل اكتفت بإيماءة برأسها ... ابتسم حاج عثمان ونظر الي حاجة سكينة قائلاً ( البت دي شكلها مسكينة شديد .. ماحكت ليك مالا ؟؟ ) نظرت حاجة سكينة لمايا وربتت علي كتفها بحنان وقالت ( كويسة ماعليها شي بس شكلها مرهقة حبتين .. بعد الغدا تمشي ترتاح وبعدين بنتفاهم ) ... أومأ حاج عثمان برأسه وابتسم ابتسامة خفيفة دلالة علي الرضا التام .. كان حاج عثمان يدري ان زوجته فرحة جداً وذلك بادٍ عليها بصورة واضحة .. فكان وجهها مضئ وابتسامتها زادت اتساعاً وجمالاً .. ربما ستعوض مايا فقدانها لبنتها سعاد ... "مايا" مازالت تحدق في تلك النقطة البعيدة ... و "حاجة سكينة" تنظر اليها في حزن بالغ .. فجأة رن جرس المنزل ... فتح "حاج عثمان" الباب .. (حصانك اعرج يا احمد .. او حماتك مابتحبك ) ... انحني احمد ليقبل يد ابيه ... وقال ( يابا كدي ألم فيها الاول وبعدين نشوف حكاية حماتي دي ) .. ضحك الاثنان ضحكات مقهقهة عالية ...
- اسمع يا احمد جوة عندنا ضيفة
- منو يا ابوي ؟؟
- بنية مسكينة لقيتا في الشارع وجبتها البيت ..
- معقولة يا حاج تجيب ليك بت من الشارع وتدخلا البيت كده .. يمكن تكون حرامية ..
- يا ولدي احسن الظن بالناس .. وبعدين ابوك ماهو جاهل عشان ما يقدر يفرز الصالح من الطالح ؟؟!! ..
- العفو يا ابوي انا ماقصدي كده والله ... انت الخير والبركة يا سيد الناس ..
- ههههههه ماشي ياسيدي .. المهم خلي هترشتك دي شوية واحترم الضيفة .. البت شكلها مسكين وعندها مشاكل كتيرة ..
- اها ياحاج مزة ولا لا؟؟
- مزة دي شنو كمان ؟؟
- هههههه يعني حلوة ؟؟
- ياخي انتو عليكم جنس حركات ياشباب الزمن ده .. البت جنوبية .. شكلها "زانداوية" ..
- تمام ... ارح علي امي دي جوة قبل ماتجي تداهمنا ..
- يلا ..
ما ان رأت "حاجة سكينة" ابنها صرخت بفرح كبير .. احتضنته بقوة .. وحنان .. مرددة (ولدي حبيبي .. ولدي حبيبي ) ..
- يمة انا لي يومين بس غايب من البيت ..
- والله اليومين ديل عدن علي كأنهن سنتين .. يانوارة البيت ..
نظر "احمد" الي "مايا" ... ادهشه جمالها .. تفاصيل وجهها .. النسب الموزعة بالتساوي بين كل اجزاء وجهها .. كتفيها العريضتين ... لم يكن يتصور انه سيجد كل هذا الجمال .. تقدم نحوها ببطء .. مد يده لمصافحتها و محاولاً رسم ابتسامة لمحو تعابير الاندهاش التي بدت عليه ... صافحها .. (مرحب بيك في بيتك التاني يا ...... ) .. "مايا" أكملت "حاجة سكينة" عبارته ... (مرحب بيك يا "مايا" ) .. اكتفت "مايا" برسم ابتسامة صغيرة جداً .. ودخلت الي غرفتها ... تابعها "احمد" بنظره متأملاً جسدها المتناسق والممشوق ... مسح شعره الناعم بيده ... (ياولد ... احمد ... عوووووك .. ياولد سرحان وين )
- تعرفي يا امي اول مرة اشوف لي جنوبية بالحلاوة دي !!
- هووي ياولد احترم نفسك ... عينك زايغة زي ابوك ..
- ياولية هسه انا الدخلني شنو ؟؟
- انت مش ابوهو ؟؟ ... يعني جاب طيارة العين دي من وين ؟؟
ضحك "احمد" وقال لأمه :
- والله يايمة ابوي ده بريدك زي عيونو .. بس عامل فيها تقيل وكده ..
- يا ولدي انا عااااااارفة بس هو لو بطل طيارة عينو دي ..
رد "حاج عثمان" قائلاً :
- انا يا ام احمد لو كانت عيني دي طايرة أكان عرست فيك من زمان ..
- هههههه هو انت لقيت وابيت ؟؟ ..
- يا حاجة والله البشوفك وبعيش معاك لا يمكن يفكر في مرة غيرك ..
ضحك "احمد" وقال بسخريته المعهودة :
- ههههههههه والله صحي حب العجايز ليهو ركايز ...
وذهب الي غرفته .. وفي طريقه الي الغرفة القى نظرة اخيرة نحو غرفة "مايا" ... و ...
(يمة ... يابا ... الحقو مايا )
.....
يتبع ....


 

رد مع اقتباس
قديم 12-28-2014, 04:24 AM   #4


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثالث



هرول "حاج عثمان" نحو غرفة "مايا" ... لحقته "حاجة سكينة " ... تسمرت ارجلهم عندما رأوا ذلك المنظر الرهيب والمخيف ...كانت "مايا" ترفس كالدجاجة المذبوحة ... والزبد يخرج من فمها ... وسواد عينيها اختفى تماماً ... غطت "حاجة سكينة" وجهها بيديها ... وانخرطت في بكاء هستيري ... دلف "حاج عثمان" داخل الغرفة محاولاً تهدئة "مايا" ... وأخذ يؤذن بأعلى صوته ... وقف "احمد بعيداً جاحظاً عينيه ... تملكه الرعب والخوف .. (يا أحمد اتصل علي دكتور "ايهاب" جارنا سريع ) ... اخرج "احمد" جواله وهو يرجف بقوة ... (ألو ... دكتور "إيهاب" .. معاك احمد عثمان .. ممكن تجينا البيت هسه ) ... "حاجة سكينة" مازالت منخرطة في نوبة بكاءها ... "حاج عثمان" مازال يؤذن ويقرأ آية الكرسي واجزاء من سورة (البقرة) ... "احمد" ظل حبيس الخوف والرعب ... "مايا" هدأت قليلاً ... اسرع "حاج عثمان" بإحضار ملاءة ليغطي بها جسد "مايا" المكشوف ... دقائق ووصل دكتور "ايهاب" فوجد "مايا" قد هدأت تماماً ...
- الحاصل شنو ياجماعة
- والله يادكتور دخلنا لقيناها مزبدة وبترفس بطريقة غريبة
- اها
- حاولت اهدأها بس ماقدرت .. قمت قريت ليها قرآن وأذنت ليها ..
اقترب دكتور "ايهاب" من "مايا" مبتسماً ... وضع سماعته علي صدرها ... نظر إليها ومازال محتفظاً بابتسامته المشرقة ( اسمك منو يا اختي )
نظرت "مايا" الي الدكتور لبرهة .. ثم نظرت الي الملاءة التي كانت تغطيها ... وانخرطت في بكاء هستيري ... حاولوا جميعاً تهدئتها لكنهم لم يستطيعوا ... فاعطاها الدكتور حقنة مهدئة .. فاستغرقت في سبات عميق ...
- اها يادكتور طمنّا ..
- والله يا "حاج عثمان" ماعارف اقول ليك شنو ..
- قول يادكتور
- البت دي عندها بالعربي كده صرعى ...
علا صوت "حاجة سكينة" بالبكاء عند سماعها هذا الخبر ... تمتم "حاج عثمان" قائلاً (لا حولا ولا قوة الا بالله ) ... استغرب دكتور "ايهاب" لهذا الحزن الشديد الذي بدا علي اهل البيت لانه كان يدري انهم لم ينجبوا سوى "سعاد" و "احمد" .. الاولى توفيت .. لكن هذه البنت من قبيلة وهم من قبيلة اخري مختلفة في كل شي حتي في الوان جلودهم ... وحتي الوقت القريب لم تكن هذه الفتاة الابنوسية معهم ... لكن تمتم في داخله قائلاً ( "حاج عثمان" ده زول خير .. اكيد البت وراها ثواب ) ... استأذنهم وأخبرهم بضرورة ان يحضروا الفتاة الي عيادته كي يعالجها وحتي يعرف مرحلة المرض ... وخرج تاركاً وراءه آلام واحزان ...
اسدل الليل ستائره الداكنة علي المكان ... استيقظت "مايا" ... (هاجة سكينة .. هاجة سكينة) .. اسرعت "حاجة سكينة" ملبية نداء "مايا" ... ( أي ياحبيبتي .. عايزة شنو ياجناي) قالت هذه الجملة وهي تقبل رأس "مايا" في حنان ..
- آيزة موية ..
- من عيوني يانور عيوني .. ( يا احمد ياولد جيب موية لي "مايا" سريع ) ... اها ياحبيبة بقيتي كيف هسه ؟؟
- انا كنت مالي يا "هاجة سكينة"..
- لا .. ماكان في شي .. كوييييييييسة انتي ..
نزلت دمعة سخينة علي خد "حاجة سكينة" المشلخ ... وربتت علي كتف "مايا" وقالت بصوت حزين : ( اخت ليك تاكلي ) ... اجابت "مايا" بحركة برأسها "لا" ... دخل "احمد" الي الغرفة حاملاً كوب ماء .. رفعت "مايا" نظرها نحو "احمد" .. وركزت بصرها علي عينيه .. شعر "احمد" بقشعريرة تسري في جسده ... تلك العيون الجميلة البيضاء .. الواسعة .. احس بأنها إلتهمته ... مد لها كوب الماء .. شربت .. ومازالت تنظر إليه ..
خرج "احمد" من الغرفة ومازالت تلك القشعريرة تسري في جسده .. ارتمى علي فراشه .. ظل يفكر في هذا الإحساس الذي انتابه .. عينيها مازالتا تبحلق فيه .. غطي وجهه بوسادته محاولاً الإختباء من عينيها .. اخرج جواله وحاول ان يشغل نفسه بأي شئ سوى التفكير فيها .. اخذ يقلب في الأسماء المحفوظة علي الجوال .. علي .. محمد احمد .. عباس بنشر .. توفيق .. و .. لماذا نظرت إلي مايا بهذه الطريقة .. اوفففف "مايا" مرة أخرى ؟؟!! .. شغل موسيقى .. بدأ يقلب اسماء المغنيين .. مصطفي سيد احمد .. الحوت .. الكابلي .. ود الامين .. عمرو دياب .. شيرين .. و .. مايا دياب .. "مايا" من اين اتت ؟؟ ومنذ متى وهي مصابة بهذا المرض ؟؟ .. و ... جسدها المغري .. خصرها النحيل .. ماهذا ؟؟ .. ماهذا ؟؟ .. ما الذي تفكر فيه .. تبا لهذا الخيال المريض .. ظل "احمد" علي هذا الحال إلى ان راح في سبات عميق ...
يتبع ....


 

رد مع اقتباس
قديم 12-28-2014, 04:28 AM   #5


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الرابع



اشرقت شمس الصباح معلنة عن ميلاد يوم جديد ... ارتدي "احمد" ملابسه وخرج الي عمله بعد ان قبل يدا امه وابيه ... ركب سيارته الـ (كورولا) وانطلق ... "احمد" مهندس نفط .. ذكي جداً .. ووسيم جداً .. ساخر .. وطيب ... جميع من في الشركة يحبونه بشدة .. خصوصاً "تغريد" ... وصل "احمد" الي الشركة .. وعيون "مايا" مازالت تلاحقه .. رمى مفتاح السيارة وجواله علي مكتبه .. تأفف .. وشبك أصابعه علي مؤخرة رأسه ورجع بالكرسي للخلف قليلاً .. وسرح بخياله في تلك العيون .. الى ان قاطعه "عزام" - زميله في المكتب – قائلاً :
- يا أبو حميد ... هوي .. نحن هنااااااااااا
إلتفت "احمد" إليه بحركة بطيئة ورسم علي وجهه ابتسامة صغيرة :
- "عزام" ..
- لا خيالو ... شنو يا اخونا من ما جيت سرحاااااااااااان كده .. ورينا سرحان وين ؟؟ .. بس ماتقول لي في "تغريد" .. ههههه
ابتسم " احمد " ابتسامة صفراء وقال :
- "تغريد" منو ياشيخنا البسرح فيها دي ...
- يازول وطي صوتك ماتسمعك ..
- خليها التسمع انا تعبت من لصيقا فيني ده ياخ ..
- ههههههه البت دي بتحبك ياخي وانت عامل فيها تقيل ..
- انا عارف والله بس هي ماراضية تقتنع اني عاديها زي اختي
- كدي خلينا هسه من موضوع "تغريد" ده ووريني سرحان وين كنت ؟؟
رفع "احمد" ناظريه الي الاعلي وحك رأسه .. واطلق زفرة اتبعها بتأوه مرير .. وقال :
- والله يا "عزام" انا امس غلبني النوم عديييييل
- غلبك النوم ؟؟ !! ... لالا دي قوية دي .. شكلها الحكاية كبيرة ..
- هههه والله انت بتحب القصص والروايات زي عيونك ..
- ههههه كدي وريني الحاصل شنو ؟؟
- بعدين بوريك .. الوقت للعمل
- كويس ياعملي انت ...
فتح "احمد" حاسوبه بعد ان دعا ربه ان يُسهل عليه العمل واستعاذ من الكسل .. وبدأ عمله متجاهلاً خيال "مايا" الذي ما بارحه البتة ... مرت ساعة ونصف .. دخلت "تغريد" المكتب وعينيها علي "احمد" ... (السلام عليكم) .. رد "احمد" السلام دون ان يرفع عينيه ... ( "احمد" و "عزام" ازيكم وكيف اصبحتوا ) .. رد "عزام" قائلاً : (نحمدو والله .. وانتي كيف اصبحتي ) ، ( والله الحمد لله كويسة ) قالت تلك الجملة ومازالت تنظر الي "احمد" الذي انكب علي ورقه ..
- "احمد" انا عايزاك لو سمحت
رفع "احمد" رأسه وقال :
- معليش يا "تغريد" انا مشغول شديد والله .. خليهو لي بعدين وقت البريك .
- لالا ده موضوع ضروري وما بستحمل لي بعدين .
- "تغريد" ارجوك خليني اشتغل .. قلت ليك بعدين بتكلم معاك
- كويس يا "احمد" ...
خرجت "تغريد" من المكتب وعلامات الحزن بادية علي وجهها .. نظر "عزام" الي "احمد" نظرات عدم رضا ..
- مالك بتعاين لي كده ؟؟ ... انت ماشايف اللياقة دي ياخ ..
- والله يا "احمد" الليلة اول يوم اشوفك بالعصبية دي ... البت ماغلطت في شي
- ما متعصب ولا شي .. بس البت دي عايزة تتكلم طوالي في أي لحظة واي زمن مامعقول لكن !! ..
- ياخي يمكن يكون عندها موضوع او مشكلة ..
- عليك موضوع شنو ياخ ...
اطلق "احمد" زفرة حارة في الهواء .. ونهض من كرسيه بعد استغفر ربه .. واتجه نحو مكتب "تغريد" .. وقف امامها قائلاً :
- معليش يا "تغريد" بس انت عارفة ضغط الشغل بخلي الواحد برة المود .. اسف للمرة التانية وارجوك ماتزعلي مني
ابتسمت "تغريد" ابتسامة عريضة .. وعقدت ذراعيها علي صدرها .. وهزت رأسها قائلة :
- اعتذارك وحده لايكفي .. تعزمني الليلة غدا واوريك انا عايزاك في شنو حتي بعد داك افكر اني اسامحك ولا لا ..
اطلق "احمد" ضحكته العالية المعروفة ، وقال :
- انتي غايتو بتاعت فرص .. انتهازية .. لكن مامشكلة ياستي الليلة بعزمك غدا صدقة لوجه الله تعالى ..
وضحك مرة أخرى .. ابتسمت "تغريد" بفرح عارم بعد ان أعاد "احمد" اليها الحياة مرة أخرى ... رجع "احمد" الي مكتبه .. تابعته "تغريد" بعينيها الي ان وصل مكتبه وكأنها تريد ان تطمئن عليه .. صفق "عزام" ورفع اصبعيه ملوحاً بعلامة النصر وقال :
- ايوة كده ياخ ده "احمد" البنعرفو نحن .
ابتسم "احمد" وجلس علي مكتبه وانكب علي أوراقه بنهم شديد ... "احمد" كان مجتهداً جداً في عمله .. متفانِ .. لا يعرف المزاح ابداً في العمل ... لا يجامل ابداً .. لذا كان متفوقاً ..
# # # # # # #
دخلت "حاجة سكينة" الي المطبخ بعد ان ابتاع " حاج عثمان" الخضروات واللحم من السوق القريب منهم ... بدأت بتقطيع البصل واللحم .. دخلت عليها "مايا" .. ابتسمت "حاجة سكينة" مرحبة بـ "مايا" ... ألقت "مايا" نظرة شاملة علي المطبخ .. اتجهت "حاجة سكينة" نحو (البوتوجاز) فتحت مفتاح الغاز واشعلت عود الثقاب فاشتعلت عين (البوتجاز) .. مع اشتعال النار في (البوتجاز) قفزت "مايا" متراجعة للخلف .. خافت .. وحاولت الاقتراب من النار .. كل هذا و "حاجة سكينة" تراقبها ... نظرت "مايا" الي انبوبة الغاز .. ومررت نظرها الي الخرطوش الي ان وصلت الي عين (البوتجاز) المشتعلة .. وكأنها تدرس عملية الاشتعال كيف تتم !! ... جلست "مايا" علي (البمبر) الموجود داخل المطبخ .. واخذت تراقب "حاجة سكينة" وهي تطبخ بإنتباهٍ شديد .. أبطأت "حاجة سكينة" حركتها حتي تتعلم "مايا" الطبخ .. ونزلت دمعة علي خدود "حاجة سكينة" .. تذكرت ابنتها "سعاد" .. وسرحت في زكرياتها ..
- يمة يمة علميني اطبخ
- جيدليا ياناس .. كبرتي ودايرة تتعلمي الطبيخ يا "سعاد"
- يمة عليك الله ما تخجليني .. علميني كيف بعملو ملاح الخدرة المفروكة
- ههههههه يابتي كدي استهدي بالله ... اول شي اتعلمي الدمعة وبعدين لما نبقي تمام نتعلم ملاح الخدرة المفروكة .. كويس ؟؟
- خلاص يلا علميني ..
أخذت "حاجة سكينة" تعلم بنتها كيفية عمل (الدمعة) .. و "سعاد" كانت تتمايل فرحاً كلما تعلمت شيء ..
- يمة بعد كده امشي استريحي انا خلاص عرفت اطبخ كيف ..
- هههههههه خلاص ياحبيبتي .. راقبي الحلة عشان ماتحرق وبعد 10 دقايق كده ناديني خلاص ..
- حاضر يا يمة ..
- يحضر ليك الخير ياحبيبة يمة .. وقبلتها علي خدها برفق وحنان ..
(يمة) تلك الكلمة الحنينة التي ما بارحت فاه "سعاد" قط ... وبدأت دموع "حاجة سكينة" في النزول بغزارة ..
- هاجة سكينة مالك بتبكي ؟؟
بادرتها "مايا" بهذا السؤال بعد ان مسحت دموع "حاجة سكينة" بقميصها .. احتضنتها "حاجة سكينة" بحنان وقالت ( ماف شي يابتي اظنو ده البصل ) ... احست "مايا" بحنان "حاجة سكينة" الدافئ ...
- هاجة سكينة ممكن تألمني التبيك ..
ضحكت "حاجة سكينة" لطريقة كلام "مايا" .. وأومأت برأسها "نعم" ... اخذت "حاجة سكينة" تشرح لـ"مايا" كيفية الطبخ .. وحيله .. واضفاء لمسة جمالية عليه .. كانت "مايا" منتبهة جداً .. لم تفوت أي تفصيلة .. كانت كالطفل الذي يريد اكتشاف لعبته الجديدة ..
# # # #
خرج "احمد" برفقة "تغريد" قاصدين احدى المطاعم القريبة من موقع الشركة .. كانت "تغريد" فرحة جداً فهذه اول مرة تخرج مع حبيبها العنيد ... وصلا الي المطعم .. جلسا علي طاولة تطل علي النيل ... كان الجو داخل المطعم جميل جداً .. رومانسي .. سرحت "تغريد" بخيالها بعيداً .. فرس ابيض .. يمتطيه فارسها المغوار .. يخطفها ويأخذها بعيداً .. و ...... (السلام عليكم .. شرفتونا .. طلباتكم أوامر ) .. قاطع "الجرسون" حلم "تغريد" الجميل ... (انا لسة ماقريت القائمة فيها شنو ؟؟ ) قالت "تغريد ... ابتسمت "احمد" وقال :
- بما اني عازمك وكدة ايه رايك أأكلك بي مزاجي ؟؟
- اوكي موافقة ..
طلب "احمد" الأصناف التي يريدها ... وانصرف "الجرسون" بعد دون كل الطلبات ... نظر "احمد" الي "تغريد" وقال :
- اها وريني الموضوع الخطير شنو ؟؟
- خليهو بعد الغدا .. لأني بصراحة جعانة وما قادرة أتكلم ..
اطلق "احمد" ضحكته المعهودة وقال ممازحاً :
- ههههههههه انتي زولة بطينية شكلك
ضحكت "تغريد" وقالت :
- بطينية بطينية .. المهم بعد الغدا بنتفاهم ...
ألقى "احمد" بنظره ناحية الشباك المطل علي النيل .. واخذ يتذكر نظرات "مايا" ....
...........................
يتبع ......


 

رد مع اقتباس
قديم 12-29-2014, 07:37 AM   #6


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الأبنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الخامس



- "احمد" سرحان وين ؟؟
سألته "تغريد" ... إلتفت "احمد" إليها وهو يهز رأسه وكأنه ينفض "مايا" عنه ... ثم قال مبتسماً :
- الزول اصلو مايسرح معاكم ياخ... انتي عارفة النيل ده اكتر مخلوق في الدنيا فاهمني وبقدر يحلحل مشاكلي .. لمن اكون معاهو بكون مرتاح جداً ..
كانت "تغريد" تنظر اليه نظرات اعجاب .. ثم ابتسمت وقالت :
- معناها انا ح امشي للنيل واكلمو يشوف مشكلتي ...
- ههههه مشكلتك شنو ؟؟ انا ممكن احلها ليك ..
- اممممم بصراحة هو الحل بيدك ...
عَلِم "احمد" ماترمي اليه "تغريد" ... صمت لبرهة وقال :
- اذا بيدي احل مشكلتك بحلها ليك ... وريني المشكلة طيب ..
ابتسمت "تغريد" ابتسامة ماكرة .. اوقعته في شباكها :
- طيب نتغدا اول وبعدين احكي ليك مشكلتي ..
قهقه "احمد" بصوت عالي وقال :
- مش اقول ليك انك بطينية هههههههههه
وصل الطعام ... وضعوه علي الطاولة بشكل مرتب ومنظم يدل علي خبرة ورقي "الجرسون" .. وابتسم وغادر بعد ان تمنى لهم غداءاً طيباً ..
بعد ان انتهيا من غداءهما .. طلبا عصير ... قال "احمد" :
- الحمد لله اكلنا وشربنا .. اها احكي ..
ضحكت "تغريد" وقالت :
- حاضر ياسيدي ..
- كلي آذان صاغية ..
- انا ياسيدي مشكلتي اني بحب واحد .. وماعارفةشعورو اتجاهي شنو ؟؟
- امممممم ... طيب اسأليهو ..
- يعني ده رأيك ...
- اكيد ..
- طيب انا بحبك ...
رغم ان "احمد" كان يعلم ما ترمي اليه "تغريد" إلا انه تفاجأ لجرأتها وصراحتها المرعبة ... ... موقف صعب .. ماذا سأقول لها ؟؟ ... يارب اعني ... هل اكذب عليها ؟؟ .. لالا انا لا احب الكذب ولا الكذابين .. أأجرح مشاعرها واخبرها حقيقة اني لا احبها؟ ... غاص "احمد" في تفكير عميق .... ومرعب
#####
- والله ياحاج عثمان حيرتني عديل بي قصة البت الجنوبية دي ..
- طيب وانا اقول شنو يا حاج مأمون ...
"حاج مأمون" صديق "حاج عثمان" منذ الصغر ... رشف "حاج مأمون" قهوته بتوتر بالغ وقال :
- اسمعني ياحاج انا بقترح انو البت دي تشوفو ليها ملجأ .. يمكن تكون شايلة امراض تانية تعاديكم بيها وانت خلاص كبرتا علي الشلهتا يا حاج ..
- معقول يا مأمون ده كلامك ؟؟ .. اصلو ما اتوقعت منك كلام زي ده ؟؟ .. وين الشهامة ؟؟ وين المروة ؟؟
- يا اخوي ما تشيلك الهاشمية ساي... انت عارف الجنوب موبوء كيف ... غايتو انا حذرتك وانت مخيّر ..
- عاد يا حاج مأمون ارميها في الشارع ولا الراي شنو ؟؟
- انا ماقلت ليك ارميها في الشارع .. انا قلت ليك وديها ملجأ ..
- الفرق بين الملجأ والشارع شنوياحاج .. الاتنين واحد .. علي الاقل في الشارع ممكن تهرب من أي خطر .. لكن في الملجأ تهرب وين عاد ... لالا البت دي مابتطلع من بيتي نهائي ... انا ماصدقت "حاجة سكينة" اخيراً نورت ولقت حاجة تنشغل بيها ..
- ربك يعين يا حاج بس كلامي فكر فيهو زين ..
- ان شاء الله ... اها يا اخوي بنيتك كيفنها ؟؟
- بنيتي منو فيهن ؟؟
- ح تكون منو يا زهايمر انت ؟؟
- ههههههه قصدك "سحر" ؟
- ست الحسان ..
- والله يا حاج من ماخلصت جامعتا البت ماهجصت ... بتفتش في محل تقضي فيهو الخدمة الوطنية ...
- اسمعني يا حاج ..
اعتدل "حاج عثمان" في مقعده وقال بصوت يظهر عليه الجدية :
- البت دي انا دايرا لي ولدي "احمد" .. اها رايك شنو ؟؟
- معقول يا اخوي بتسألني من رايي ؟؟ البت بتك والولد ولدك .. تاني رايي انا داير بيهو شنو ؟؟
- لا انا عايز كلام دغري ... نجيكم متين ؟؟
- ياحاج حرم لو قلت هسه اديك ..
- خلاص انت اسألك البنية عن رايها وانا بسأل "احمد" ..
- لالا ماعندي بنات ياخدوا رايهن ..
- هوي ياحاج بطل التخلف بتاعك ده .. انت قايل نفسك في زمنا .. يا اخوي ده زمن العولمة .. وبعدين الشرع بلزمك تاخد رأيها ...
- خلاص خير .. انا اساساً مابقدر اجاريك في الكلام ..
ضحكا بصوت عالي .. واحتسيا قهوتهما ......
#####
- والله يا "تغريد" انا .......
- (قبضتكم ... ههههههههههه .. اه ياخاينين تتغدو وتخلوني ؟
فاجأهم "عزام" بهذه العبارة ... تنفس "احمد" الصعداء .. انفرجت اساريره .. رحب بصديقه "عزام" كأنه لم يقابله منذ سنين ... (اول مرة تعمل ليك حاجة نافعة ) قالها "احمد" في سره راسماً ابتسامة عريضة .. بدت ملامح الانزعاج واضحة علي "تغريد" .. قالت بتوتر بالغ :
- عزام ياخي انت بتجي في أوقات كده غريبة شديد ..
ضحك "عزام" وقال ممازحاً :
- كنتو بتحبو بعض ولا شنو ؟
ونظر "عزام" الي "احمد" وغمز بعينه ... ابتسم "احمد" .. ورسم علي شفاهه "شكراً" .. قال "عزام" :
- اها اتغديتو خلاص ؟؟
رد "احمد" :
- ايوة .. حصانك اعرج لكن
- انا يا اخوي اتغديت الليلة مع ناس المحاسبة ناس القروش زااااااااتم
- هههههه بختك ياعمك
- هههههههه ... بالمناسبة المدير المالي بسأل منك وقال لي اول ما تشوف احمد خليهو يجيني ..
- يااااااااه تصدق انا نسيتو ... كدي أقوم عليهو قبل مايطلع ..
قطبت "تغريد" حواجبها وقالت :
- لكن يا احمد ما رديت علي ..
- "تغريد" بكرة برد عليك بي رواقة .. المدير المالي ده اذا مامشيت ليهو ما ح يديني راتب الشهر ده ..
- خلاص انا بتصل عليك بعدين ...
- كويس ..
خرج "احمد" من المطعم مسرعاً وفرحاً .. كتلاميذ المدرسة عندما يرن جرس الخروج الي البيوت ... ركب سيارته .. اخرج جواله .. كتب رسالة الي "عزام" ... (تسلم يافردة) .. بعد ثواني رد "عزام" ... (كده أكون طالبك واحد) ... ضحك "احمد" وحمد الله كثيراً .. وانطلق بسيارته متجهاً نحو المنزل ....
# # # #
- يا حاجة .. يا مايا ..
قالها "حاج عثمان" قبل دخوله الي "البرندة" ....
- ايوة حاج ... خش خش
- ازيكم ..
- كويسين الحمد لله ... الشغل كيف معاك الليلة ؟
- الحمد لله ... ازيك يا مايا
أومأت "مايا" برأسها مجيبة "بخير" ... ابتسم "حاج عثمان" .. فتح كيس كان يحمله في يده وقال :
- عارفة يا "مايا" انا جبت ليك شنووو؟
نظرت "مايا" نحو الكيس بفضول ... قال "حاج عثمان" وهو يخبئ الكيس خلف ظهره :
- ما بوريك الا تسمعيني صوتك ده ..
اشاحت "مايا" بنظرها بعيداً .. نهضت واتجهت علي غرفتها ... نظر "حاج عثمان" الي "حاجة سكينة" مستغرباً .. قالت "حاجة سكينة" مواسيةً :
- معليش يا حاج البت لسة ما ولفت عليك ..
- ما مشكلة يا حاجة .. شيلي الكيس ده اديهو ليها ...
- حاضر ..
- يحضر ليك الخير ... بالمناسبة "احمد" لسه ما جا ..
- لسة والله .. لكن ده زمنو خلاص بعد كده بجي ..
- خلاص لما يجي خليهو يجيني في غرفتي انا عايزو ..
- خير يا حاج في شنو ؟
- لالا ماف شي يا حاجة .. موضوع كده بدور آخد رايو فيهو .. وسوي لي الغدا انا جعان شديد ..
- حاضر ياحاج .. خش استحما وانا في المسافة دي بكون سخنت الاكل وجهزتو ليك ..
- تسلمي يا "ام احمد" ..
اتجه "حاج عثمان نحو غرفته ... ودخلت "حاجة سكينة" مطبخها ...
يتبع ......


 

رد مع اقتباس
قديم 12-29-2014, 07:41 AM   #7


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الأبنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء السادس



- عزام انا عايزة اسألك سؤال وتجاوبني عليهو بي منتهى الصراحة ..
- اتفضلي يا "تغريد" ..
- "احمد" ده ماحكى ليك عني في ونسة كده او جاب سيرتي مثلاً ؟؟
- مافاهم قصدك شنو بالضبط ..
- انتو اكيد بتتونسو مع بعض كتير صاح ؟
- اكيد
- بتتكلمو مثلاً عن شنو يعني ؟
- والله حاجات كتيرة زي الكورة والسياسة وكده يعني
- يعني مابتتكلمو عن الشغل او ناس الشغل ؟؟
- يعني .. مرات مرات كده ..
- طيب لمن تجي سيرتي "احمد" بقول عليّ شنو ؟؟
- ههههه انت دايرة تصلي لي شنو يا "تغريد" ؟
- "عزام" انت زول اخوي والله بعلم معزتك عندي قدر شنو .. عشان كده انا ح أقول ليك بصراحة .. ياسيدي انا بحب "احمد" بس مامتأكدة من شعورو اتجاهي ..
صمت "عزام" لبرهة ونظر من نافذة سيارته .. وقال بصوت غامض :
- شوفي يا "تغريد" .. "احمد" ده مرات كتيرة مابكون واضح معاي .. ومرات مابقدر افهمو .. رغم علاقتي القوية بيهو الا انو زول غامض جداً .. بيرو عمييقة شديد ..
- ما هو ده المحيرني زاتو يا "عزام" .. مرات كده بعاملني بي أسلوب راقي وحلو شديد .. ومرات بحس بيهو كارهني .. وانا والله خلاص تعبتا من الحال ده ..
- انا بحاول اجرجرو في الكلام وبشوف احساسو شنو ..
- ياسلام عليك يا اخوي ...
ابتسم "عزام" ابتسامة صفراء .. سرحت "تغريد" بخيالها بعيداً .. والاسئلة الغامضة تطاردها ....
# # # #
نادى "حاج مأمون" ابنته "سحر" .. سرعان ما لبت "سحر" النداء ..
- ايوة يا ابوي ..
- انتي كيف يا بتي ؟؟
ردت "سحر" باستغراب شديد :
- كويسة ..
- انا داير أقول ليك كلام مهم شديد ..
- اتفضل يابا ..
- الليلة عمك "حاج عثمان" سألني منك ..
- ياسلاااااام يا ابوي .. والله انا عمو "عثمان" ده بحبو شديد خلاص ..
- هو زاتو بحبك يا بتي .. اها هو جاني وقال عايزك لي ولدو "احمد" .. انتي رايك شنو؟
صمتت "سحر" وبدا الاندهاش بادياً علي ملامحها .. قاالت :
- "احمد" زول كويس ومحترم .. بس يا ابوي "احمد" ده عمري ما عاينت ليهو غير انو اخوي .. نحن اتربينا سوا نسيت ولا شنو يا ابوي ..
- مانسيت يابتي وانا بصراحة ما بقدر استأمن زول تاني واكون مرتاح البال غير "احمد" .. ولد محترم .. وناجح .. وغير كده يكفي انو ولد "حاج عثمان" ..
- والله يا ابوي كلامك حلو بس انا مابفكر في العرس هسه .. دايرة احضر دراسات عليا ..
- يابتي القراية ملحوقة .. "احمد" ده لو فوتيهو صدقيني ح تندمي .. كدي انتي اقعدي مع نفسك وفكري كويس ..
- حاضر يابا ..
قبلها علي جبينها وتمنى لها السعادة ... اتجهت "سحر" نحو غرفتها .. جلست علي حافة السرير .. وضعت يديها علي رأسها .. وهمهمت بكلمات غير مفهومة .. وقفت لبرهة .. جلست .. بدأت تخاطب نفسها سراً .. (معقول الكلام البقول فيهو ابوي ده .. احمد ده اخوي .. كيف يبقى راجلي ) .. وقفت امام المرآة .. بدأت تُكلِم صورتها المنعكسة ..
- احمد ده اخوي ياخ ..
- لكن انتي ح تلقي احسن منو ؟؟
- ما بلقى .. بس اعرسو دي مشكلة ..
- مشكلة في شنو يعني ؟؟ وريني ؟ .. يعني انتي هسه عاجبك حالك ده ؟
- حالي مالو ؟ انا تمام وزي الفل ..
- زي الفل ؟!! هههههههه ياخي بطلي كذب علي نفسك .. القدرك هسه بي عيالا .. خلينا من العرس ياخي انتي في حياتك مابتعرفي ولا ولد .. حتي الأولاد البتعرفيهم مسمينك (ابلة نظيرة) ...
- انا ماعايزة شي يشغلني عن هدفي ..
- هدفك شنو ؟ وريني ؟ اها عملتي ماجستير ودكتوراة وكملتي القراية دي كلها .. ممكن توريني عمرك بكون بقى كم ؟؟ .. هههههه القطر بكون شتت يافردة ..
- شتت ؟؟ دي شنو الالفاظ البيئة دي .. وبعدين قطر شنو وكلام فاضي شنو ؟؟ .. انا انسانة عندي هدف ولازم احققو .. ولا عايزاني ابقى زي البنات السطحيات ديل .. شي كريم وشي الوان وشي مابعرفو زاتو ..
- البنات ديل اهو عرسو وبي اولادم .. اه اقعدي لي انتي يا الخايبة لابسة لي نضاراتك ديل ومتخمخة ولابسة ليك مية قطعة ..
- اخرسي .. انت بتك يا "حاج مأمون" ال لمن يتذكر اسمو اعتى الرجال يرجفو .. عايزاني كمان ألبس الضيق والكاشف ؟ والله لو اقعد كده زي الوقف ما اعمل الكلام ده بلاش كلام فاضي ..
- ياخي ماتعملي زيهن .. ألبسي لبسك المحتشم ده وختي ليك ان شاء الله بودرة تغير شكلك الزي الراجل ده .. وبعدين العايز يعرسني ده .. عايز يعرس شكلي ولا مضموني ..
- ههههههه هو ح يعرف مضمونك كيف .. مش لازم تشديهو ليك بي شكلك ..
- اه ماموضوعنا .. "احمد" ده انا اعمل معاهو شنو ؟ .. ابوي موافق عليهو ..
- احمد زينة الرجال .. راجل .. وذكي .. وطموح .. ووسيم .. يعني أي بت في الدنيا تتمناهو ..
- بس لكن هو اخوي الكبير ..
- خوخة .. يابت بطلي الخيابة الانتي فيها دي ..
- طيب لكن هو عايزني ولا ده بس كلام ابوهو ؟
- العويرة دي .. يعني "حاج عثمان" بجي يتكلم ساي لو ما ضامن ولدو ما كان جا أتكلم مع ابوك ..
صرخت "سحر" بصوت مكتوم .. ألقت جسدها النحيل علي سريرها .. وضعت الوسادة علي رأسها محاولةً نسيان الموضوع ..
# # # #
دخلت "حاجة سكينة" علي "مايا" بعد ان تأكدت ان "حاج عثمان" راح في سبات عميق ..
- "مايا" ..
- ايوة يا "هاجة سكينة" ..
- شوفي "حاج عثمان" جاب ليك شنو ؟
فتحت "حاجة سكينة" الكيس وأخرجت منه ملابس .. نظرت "مايا" الي الملابس المبعثرة علي السرير .. ولكنها لم تتحرك قيد أنملة .. ابتسمت "حاجة سكينة " وقالت :
- ما تخجلي يا حبيبة .. شيليهم وقيسيهم عليك .. ووريني شكلهم فيك ..
كان لـ "حاج عثمان" زوق رفيع جداً .. وعين فاحصة .. بدأت "مايا" ترتدي الفساتين بعد ان غادرت "حاجة سكينة" ... احتارت "مايا" بشدة .. لان الفساتين كانت علي مقاسها بالضبط .. وقفت امام المرآة .. تأملت صورتها جيداً .. دارت حول نفسها بفرح ..
- مايا ..
اسرعت "مايا" وغطت نفسها بالملاءة .. دخلت "حاجة سكينة" .. ضحكت :
- هههههه اتخلعت ولا شنو ؟ ... كدي وريني الفستان عليك كيف ؟
تراجعت "مايا" للخلف .. وضمت الملاءة عليها بقوة .. ابتسمت "حاجة سكينة" وقالت :
- بتخجلي من امك يا "مايا" ؟ .. كدي وريني عليك الله ..
ومع رجاءات "حاجة سكينة" المستمرة .. انزلت "مايا" الملاءة .. نظرت "حاجة سكينة" بذهول لذلك الجسد المرسوم .. الفستان وكأنه صُمم لها فقط .. تمتمت "حاجة سكينة" :
- ماشاء الله .. تبارك الله ... قل اعوذ برب الفلق .. قل اعوذ برب الناس .. من عين الناس .. من عين الما بصلي علي النبي ...
ابتسمت "مايا" .. أجلست "حاجة سكينة" "مايا " وبدأت تسرح شعرها .. أوقفتها امام المرآة بعد ان فرغت من التسريح .. فرحت "مايا" بشكلها الجديد .. صفقت .. ضحكت .. و ...
- احم ياساتر ..
كان هذا صوت "احمد" مستأذناً الدخول .. اسرعت "مايا" وتغطت بالملاءة .. ردت "حاجة سكينة " بعد ان تأكدت ان "مايا" قد تغطت جيداً ..
- اتفضل يا جناي ..
دخل "احمد" ووجه بصره نحو أمه محاولاً تجاهل إلحاح نفسه بالنظر الي "مايا" ..
- ازيك يمة ؟
- ازيك ياجناي ..
- الحمد لله ... ازيك يا "مايا" وكيف بقيتي ؟
لم ترد "مايا" بل اكتفت بالنظر إليه ...
- "احمد" ابوك قال دايرك .. لكن هو هسه نايم .. بعد يصحى امشي عليهو ..
- حاضر يايمة ..
قال جملته وخرج من الغرفة .. تابعته "مايا" بنظرها .. أغلقت "حاجة سكينة" الباب .. وبدأت تقيس باقي الفساتين مع "مايا" ...
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2014, 05:58 AM   #8


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء السابع



- ازيك يابا ...
- تعال ياولدي اقعد جمبي هنا ..
- حاضر يابا ..
جلس "احمد" بالقرب من ابيه .. ربت "حاج عثمان" علي كتف ابنه وقال :
- شوف يا ابني .. انا في الدنيا دي ماعندي غيرك .. وانا نفسي قبل ما اموت اشوف اولادك واطمن عليك ..
- بعد عمر طويل يابا .. وربنا يديك العافية والصحة ..
- امين ياولدي .. بس الموت علينا حق .. "وكل نفس ذائقة الموت " صدق الله العظيم ..
- صدق الله العظيم ... يابا قلقتني والله .. مالك يابا ؟؟ بتشتكي من شي؟
- لا ياولدي ابوك زي الفل والحمد لله ..
- الحمد لله .. طيب في شنو ؟
اعتدل "حاج عثمان" في جلسته .. عض شفتيه .. وتنهد قائلاً :
- بصراحة يا ابني انا لقيت ليك عروس .. بت ناس .. وزي القمر .. ومحترمة .. وست بيت ..
- منو دي ؟
- "سحر" بت عمك "مأمون" ..
ضحك "احمد" بصوت عالي .. وقال :
- ياحاج .. "سحر" دي أختي .. ياخ انا شلتها في كرعي ديل ..
- والمشكلة شنو يا "احمد" ؟ .. البت مافيها كلام ..
- اكيد مافيها كلام .. لكن يا يابا انا عمري مافكرت فيها تكون مرتي ...
- طيب انت في بت في حياتك ؟
- لحدي الان لا .. بس عليك الله موضوع "سحر" ده انساهو ..
- كدي انت فكر في الموضوع كويس .. ووريني رايك النهائي ..
- حاضر يابا ..
خرج "احمد" من غرفة ابيه .. ضحك ضحكة صغيرة استنكارية .. ( معقول "سحر" ياحاج .. "سحر"؟! ... يلا كده الناقصة تمت "سحر" بي جاي .. "وتغريد" بي هناك ) .. و ..... رن هاتفه .. اخرج "احمد" جواله من جيبه .. (تغريد تتصل بك ) .. ضحك "احمد" وقال :
- والله لو طريت خزنة هسه ما كان احسن ؟؟!!
تجاهل "احمد" اتصال "تغريد" .. واتجه صوب غرفته .. واستلقى علي سريره بعد ان وضع الجوال في وضع صامت ...
# # # #
جلس "عزام" علي اريكته .. سرح في خيال "تغريد" .. جمالها .. نبرة صوتها الذي ينبض بالانوثة .. قوامها المياس .. ابتسامتها الساحرة .. ضحكتها المجلجلة التي تهز المكان فرحاً .. وتذكر عبارتها ("عزام" انت زول اخوي والله بعلم معزتك عندي قدر شنو) .. وحبها الجارف لصديقه "احمد" .. لكنه لايحبها .. لكن هي تحبه .. وانا احبها .. ابتسم "عزام" ابتسامة مريرة وبدأ يردد : ( العاشقا عاشقة سوايا والعاشقاهو عاشق غيرا ) .. وقال في حسرة مريرة : ( والله يا "السقيد" صدقت ) ...
كان "عزام" يعيش وحده في شقة مستأجرة .. والداه توفيا في حاث سير .. ليس لديه اخوة .. وبقية اهله يعيشون في منطقة بعيدة عن "الخرطوم" .. ورغم وحدته القاسية الا انه شق طريقه للنجاح بكل عزم وقوة .. كان بهي الطلعة .. ولأنه كان وحيداً استطاع ان يكون ثروة صغيرة .. فقط تنقصه فتاة ...
اخرج "عزام" جواله .. اتصل علي "تغريد" .. ردت .. قال بصوت متوتر :
- ازيك يا "تغريد" ..
- "عزام" ود حلال والله .. كنت هسه بفكر فيك ..
ابتسم ابتسامة واسعة :
- يا زولة ... كنت بتفكري في شنو؟؟
- انا اتصلت علي "احمد" كذا مرة وما رد علي .. قلقني .. ماعارفو مالو ؟
(آآآآآآه احمد احمد احمد ماممكن ياخ ... مالكم عايزين تكرهوني فيهو )
- "عزام" ... الو ... الو .. "عزام" ...
- آي معاك ..
- مالك سكت ؟ .. احمد حاصل ليهو شي ؟؟
- والله احمد كويس ماعليهو شي ..
- طيب اتصلت عليهو الليلة ..
- لا ما اتصلت .. لكن دي مواعيد نومتو ..
- اهااااا يعني بكون نايم هسه ..
- آي ياستي ..
- الحمد لله ... انت كيف ؟
- انا تمام ..
- خلاص يلا لي بكرة .. مع السلامة ..
- مع السلامة ...
رمى "عزام" جواله علي الأرض بغضب شديد ... نظر للصورة المعلقة علي الحائط .. صورته هو و "احمد" ... امسك بها ورماها علي الأرض هي الأخرى .. وداس عليها بحذائه الي ان تكسرت ... أصابه نوع من الهستيريا ..
# # # #
ترنمت "مايا" بأغنية من جنوب السودان .. اخذت ترقص .. فرحة بفساتينها الجديدة .. ومنظرها الجديد .. ملأت ضحكتها الغرفة .. جلست علي سريرها بعد ان تعبت من الرقص .. سافرت عبر براقها الي سماوات ذكرياتها .. الامطار .. الخضرة .. البقر .. طبيعة ساحرة .. جنة من جنات عدن .. ضحكات الأطفال .. الأغاني التي يرددونها .. وذلك اليوم ... ضحكة ابيها ..اعتناءه بها .. نظراته إليها .. لمسته الحنون .. بكت "مايا" بحزن عميق ... نظرت الي نفسها في المرآة .. ألهاها منظرها الجديد عن بكاءها .. الفستان الازرق يليق بها .. رسم جسدها بطريقة عبقرية .. بطريقة يعجز "دافنشي" عن رسمها .. لوحة متكاملة .. اشجار البرتقال نبتت علي صدرها .. "البان" كان جسدها الذي يتمايل .. "الكرز" في شفتيها .. سواد بشرتها جعل شكلها فخم .. اللون الاسود يليق بها .. و ... "احمد" يليق بها ..!! .. تراقصت "مايا" وفي خيالها كان "احمد" علي بعد سنتميترات من جسدها ممسكاً بخصرها النحيل .. وضعت يدها على الهواء .. كتفه في الخيال .. تمايلت بنعومة وانوثة ... اغمضت عيناها بغنج .. وبدأت تغني في داخلها .. "احمد" يلبس بدلة بيضاء .. ذيلها طويل .. كما الطاؤوس .. وجهه المشرق .. ابتسامته التي تهز قلوب العاشقات .. همست في اذنه (I Love you ) .. ابتسمت في نشوة .. اقتربت بجسدها منه .. التصقت به .. دفء جسده يغمرها .. رقصا بهدوء ورومانسية ... فتحت "مايا" نصف عينها .. امسكت الوساده .. اغلقت عينها مرة اخري .. احتضنت الوسادة .. رجعت الي الحلم مجدداً .. وضعت رأسها علي الوسادة .. صدره في الخيال .. تحسست ظهره .. استنشقت عطره الرجولي .. و ....
- "مايا" ..
صحت "مايا" من حلمها .. انزعجت .. غضبت .. رمت الوسادة علي السرير بغضب .. فتحت الباب .. من هذا المزعج ؟ .. تباً لك .. لعنته بكل اللغات التي تعرفها .. بالزاندي .. والعربي .. والانجليزي ..
- قافلة عليك الباب مالك يابتي ..
كانت "حاجة سكينة" .. تحمل في يدها كوب عصير .. نظرت "مايا" الي "حاجة سكينة" بغضب شديد .. خافت "حاجة سكينة" .. توترت بشدة .. اعطتها كوب العصير .. خرجت واغلقت الباب خلفها ... وضعت "مايا" كوب العصير علي الارض .. امسكت الوسادة .. اغمضت عينيها .. حاولت ان ترجع الي حلمها الجميل .. فقدت تركيزها .. رمت الوسادة بحنق شديد .. وركلت كوب العصير الذي اصطدم بالحائط وتكسر ....
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2014, 05:59 AM   #9


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثامن



في صباح اليوم التالي .. جلس "حاج مأمون" يترقب وصول صديقه "حاج عثمان" ليخبره برأي ابنته ... وبعد دقائق قليلة وصل "حاج عثمان " .. تصافحا ..
- ياحاج بخصوص موضوع امس .. بتاع "احمد" و "سحر" ..
- والله انا زاتي كنت داير أتكلم معاك في الموضوع ده ..
- اها قول يا "حاج عثمان " ..
- لالا قول انت الأول ..
- ياحاج حرم كان تقول انت ..
- هههههههه كويس .. بصراحة ياحاج انا امس سألت البت وقالت "احمد" ده اخوها وماممكن تعرسو .. ولا حتي تفكر ..
ضحك "حاج عثمان" وقال وهو يؤشر بسبابته نحو "حاج مأمون" :
- ههههههههه حتي انت قالو ليك كده ؟ ههههه
- ههههه ماتقول لي "احمد" قال "سحر" اختو برضو ؟
- أي والله ..
- ههههههههه الأولاد ديل متفقين ولا شنو؟
- طيب والحل شنو ياحاج ؟
- الحل انو نكسر الشي ده ..
- كيف يعني ؟
- يعني نلم "احمد" و"سحر" في حتة واااااحدة ونخليهم براهم ونشوف البحصل شنو ..
- والله كلام زين ..
- خلاص الليلة عازمك شاي مغرب عندي في البيت ..
- لالا ياحاج عثمان .. انت ليك زمن مادخلت بيتنا .. انا العازمك ..
- خلاص ماف مشكلة ..
# # # #
وصل "احمد" الي مكتبه .. ألقى التحية علي "عزام" .. "عزام" اكتفى بالنظر الي "احمد" دون ان يرد عليه .. تجاهله "احمد" ظناً منه ان "عزام" وكما العادة يمازحه .. مرت نصف ساعة ولم يتحادثا .. نظر "احمد" الى "عزام" باستغراب وقال :
- يا اخينا انت الليلة عيان ولا مالك ؟
- كويس ماعلي شي .. ليه يعني ؟
- لالا انت الليلة بالجد عيان ... يازول والله عيان اها ..
- والله ماعلي شي ...
- غريبة الليلة .. هااااااااااااادي كده .. ماعوايدك ..
- والله قافلة معاي "يا احمد" ..
- مالك في شنو ؟
- خليها بالنية بس .. بالمناسبة "تغريد" امس سألت منك ..
- مالا قالت ..
- قالت بتتصل عليك وانت مابترد عليها ..\
- عليك الله انسانا منها ياخ .. هههههه انت عارف ظهرت لي "تغريد" جديدة ..
- يازول .. دي منو كمان دي ...
- دي عروس جابا لي ابوي .. ههههههه
- والله يا بختك .. نساوين سااااااااااااااي
- هههههههه نساوين شنو ياخ .. "تغريد" دي انت عارف ماعندي ليها شي .. والعروس الجديدة دي ياما شلتها في كرعي ديل ..
- يازول ده كلام شنو ده ..
- ههههههههه مخك مايمشي بعيد يازول .. دي بت عمك "مأمون" ..
- قصدك "سحر" ؟؟
- بس ياها زاتا ..
- هههههههههههه هي بالله متين كبرت للعرس كمان ..
- يازول البت كملت جامعه وبقت تفتش كمان للخدمة الوطنية ..
- والله ماشاء الله .. طيب وانت رايك شنو ؟
- رايي شنو في شنو ؟؟
- موافق يعني ولا قلت لي ابوك شنو ؟؟
- يازول انت جادي .. اكيد رفضت ..
صمت "عزام" لفترة .. ثم بادر "احمد" بسؤال :
- طيب و "تغريد" ؟
- مالا تغريد ؟
- يعني ح تخليها عايمة كده ..
- والله يا "عزام" البت دي انا محتار اعمل معاها شنو ؟
- وريها الحقيقة وريحا ..
- انا ناوي اعمل كده لكن خايف اجرح مشاعرا ..
- أخير تجرح مشاعرا بدل ما تعيشا معاك في خوف ورعب وامنيات ..
- يازول انا ح أقول ليها واليحصل يحصل ..
- تمام .. بس ماتخاف
- لالا المرة دي خلاص ..
# # # #
دخلت "مايا" المطبخ .. وقفت لبرهة خلف "حاجة سكينة" المنهمكة في الطبخ .. تنفست بتوتر .. قالت :
- هاجة سكينة ..
إلتفتت "حاجة سكينة" .. رسمت علي وجهها ابتسامة .. وقالت :
- ايوة ياحبيبتي ..
- انا .. انا .. اسفة ..
- ياحبيبتي عادي ماتختي في راسك .. كدي هسه خشي البسي ليك توب وارح معاي .. جارتنا "بتول" عازمانا جبنة .. علي الأقل تغييري جو ..
- كويس ..
اسرعت "مايا" الي غرفتها .. ارتدت "توب" "حاجة السكينة" الذي تتغطى به .. هرولت الي المطبخ .. اخيراً ستخرج .. ستري سحنات جديدة .. تتعرف الي بيئة جديدة .. كان الفرح يغمرها ... لبست "حاجة سكينة" ثوبها .. وخرجا قاصدين بيت "بتول" .. نظرت "مايا" الي البنايات الشاهقة بذهول .. مرت بالقرب منهما "ركشة" .. خافت "مايا" .. امسكت بثوب "حاجة سكينة" .. قالت والخوف يظهر علي صوتها :
- هاجة سكينة .. ده سنو ده ؟
ضحكت "حاجة سكينة" وقالت :
- دي اسمها "ركشة" يا "مايا" ..
- ركسة يأني سنو ؟
- ركشة ..ركشة .. ما ركسة يا "مايا" .. هههههه
- آي ركسة ..
- ههههه "الركسة" دي يا "مايا" حاجة بين "الموتر" والعربية ...
- كيف يأني ..
- هههههه خلاص بعدين لما يجي "حاج عثمان" بوريك .. كويس ؟
- كويس ..
وصلا الي منزل "بتول" .. طرقت "حاجة سكينة" الباب .. سرعان ما اتاها صوت من الداخل (جر السلك وخشي يا حاجة سكينة ) .. نفذت "حاجة سكينة" ما طُلٍب منها ودخلت .. وخلفها "مايا" ..
- ازيك يابتول
- ازيك يا حاجة سكينة
- الله يسلمك .. الله يبارك فيك
- الله يسلمك .. الله يبارك فيك
وتبادلا القبل الثلاث .. نظرت "بتول" الي "مايا" .. اقبلت عليها .. صافحتها .. وقالت بترحاب :
- اتفضلي يابتي .. خشي جوة .. واقفة بعيد مالك ؟
دخلت "مايا" .. جلست علي "البمبر" .. بادرت "حاجة سكينة" "بتول" بسؤال :
- عليك الله عرفتيني كيف انا الدقيت الباب ؟
ضحكت "بتول" وقالت :
- يا حاجة ماف زول بدق الباب براحة غيرك ..
ضحكا .. ثم استطردت "بتول" بسؤال :
- ما عرفتينا ياحجة .. دي منو ؟
- دي مايا ..
- ماشاء الله .. أخيراً حاج عثمان حنا عليك وجاب ليك شغالة ...
نظرت "حاجة سكينة" الي "بتول باستياء .. وقالت :
- دي ماشغالة يابتول .. دي بتي ..
قرأت "بتول" ملامح "حاجة سكينة" المتوترة .. ففهمت انها أخطأت .. اعتذرت .. وقالت ممازحة :
- وكنتو داسينها في الضلام ولا شنو هههههههههه
ردت "مايا" بضيق وقالت لـ "حاجة سكينة" :
- هاجة سكينة .. انا ماسة البيت ..
نهضت "بتول" من مكانها .. واتجهت نحو "مايا" .. احتضنتها وقالت :
- يابتي ماتزعلي انا بهظر معاك والله ..
ثم استطردت قائلة :
- انتي اتعلمتي العربي وين يا "مايا" ..
- ما آرفة ..
قالتها "مايا" بعد ازاحت يد "بتول" من كتفها ونهضت .. ثم قالت :
- يا هاجة انا تالأة .. ماسة البيت ..
واتجهت نحو الباب بالرغم من رجاءات "بتول" .. خرجت "مايا " .. نظرت "حاجة سكينة" الي "بتول" باستنكار وقالت :
- بالغتي يابتول .. كلام شين واعوج ..
- يا حجة انا والله ماقصدي شي .. ختي مكانك مكاني .. خاشة ومعاك جنوبية .. أي زول بشوفكم بقول دي شغالة ...
- اعوذ بالله منكم ياخ ... يلا مع السلامة ..
- ياحجة كدي اقيفي .. وانا اسفة والله ماقاصدة شي ..
و ... صوت فرامل سيارة .. وصرخة قوية ... هرولت "سكينة" و "بتول" الي الشارع .. و .....
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2014, 06:04 AM   #10


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء التاسع



جلس "احمد" يفكر في طريقة مقبولة لاخبار "تغريد" عن ماهية مشاعره تجاهها .. اخذ يفكر بعمق .. "تغريد" انسانة جميلة .. ومشاعرها تجاهي بريئة .. كيف سأخبرها ؟ .. لكن لابد من اخبارها؟ .. لا اريدها ان تتعلق بي اكثر من ذلك ... سأخبرها اليوم ... عقد "احمد" عزمه واتجه نحو "تغريد" المنهمكة وسط اوراقها ..
- السلام عليكم ..
رفعت تغريد رأسها .. ابتسمت بفرح عارم :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. "احمد" بي نفسو ؟؟ .. يا سلاااااام
ضحك "احمد" ولكن سرعان ما تمالك نفسه ورسم على وجهه الجدية :
- انا عايزك في موضوع مهم يا تغريد ..
- اتفضل قول ..
- انا امس مارديت عليك لانو عزام قاطعنا وكدة ..
- أي صاح .. واتصلت عليك وما رديت برضو ..
- المهم .. بصراحة انا فكرت كتير .. وراجعت نفسي كتير .. وبي كل صدق وامانة لقيت مشاعري تجاهك مشاعر اخوية فقط .. انا اسف ..
نزلت دموع "تغريد" دون ان تشعر .. احست برأسها سينفجر .. تسارعت دقات قلبها بصورة مخيفة .. اظلمت الدنيا فجأة .. تاهت .. ضاعت .. ارتجف جسدها كله .. كاد ان يغمى عليها .. حاول "احمد" مواساتها .. قالت بصوت مبحوح متحشرج :
- ف ف في بت في حياتك يا "احمد" ؟
- لا ماف .. وانا اساساً مابفكر في الموضوع ده حالياً ..
ابتسمت "تغريد" بالرغم من دموعها المتناثرة حول وجهها .. وقالت :
- مادام ماف بت في حياتك خلينا كده مع بعض ومع مرور الايام ح تحبني ..
نظر اليها "احمد" نظرات استنكار واستعجاب في آن واحد :
- كلامك غير منطقي بالمرة يا تغريد .. علي العموم انا العنديقلتو وبتأسف ليك للمرة التانية .. انتي زولة حلوة .. ومثقفة .. وطموحة .. يعني في الف من يتمناك ..
- بس انا اتمنيتك انت يا "احمد" ..
- معليش يا تغريد بس انا ماممكن اكذب عليك ..
- والله انا كان قلبي حاسس بي انك ح ترفضني .. بس كذبت احساسي .. ياخي حرام عليك والله انا مامتخيلة حياتي من غيرك .. يا احمد انا بحبك .. عارف يعني شنو بحبك ؟
- تغريد بالله عليك الله ماتصعبي الموضوع وتعقديهو اكتر .. وانا اسف بالجد .. واتمني انك تعيشي حياتك ..
وادار "احمد" ظهره لها .. وذهب الى مكتبه .. ارتاح كثيراً لانه اخبرها .. وفي نفس الوقت حزن كثيراً وتألم .. كان "عزام" يراقبها من بعيد .. من خلال ردود الافعال فهم ان "احمد" اخبرها بما كان ينوي .. فرح كثيراً .. اخيراً سنحت له الفرصة ليفوز بقلب "تغريد" ..
# # # #
- الليلة ووووووووب علي يا "مايا" ..
صرخت "حاجة سكينة" وهي تمسك بمقبض الباب لفتحه .. فتحت الباب .. دماء ملأت الشارع .... تجمهر الناس .. لا اله الا الله .. رددها الجمع .. تثاقلت حركة "حاجة سكينة" .. لم تستطع التحرك قيد انملة .. تسمرت .. نظرت اليها "بتول" .. اسندتها علي حائط منزلها .. اتجهت نحو مكان الجثة .. اخترقت الجمع .. وقفت امام الجثة المغطاة .. حاولت ان تزيح الغطاء عنها .. لكن الناس منعوها .. أصرت .. وازاحت الغطاء .. أرجعت الغطاء مكانه بعد ان اشاحت بوجهها بعيداً .. رجعت الي "حاجة سكينة" .. والدموع في خديها .. اثار هول المنظر بادِ علي محياها .. نظرت "حاجة سكينة" الي "بتول" .. حاولت ان تتكلم .. لكنها لم تستطع .. قال "بتول" بصوت حزين :
- ده ود ناس إلهام .. علي ..
اغمضت "حاجة سكينة" عيناها في ارتياح بالغ .. سرعان مانظرت حول الجمع .. تفتش "مايا" .. كانت "مايا" تقف بعيداً .. وهي ترتجف بقوة .. رأت لتوها شاباً لم يتجاوز العشرين ميتاً .. صدمته سيارة وهربت بعيداً .. لكنها رأت السائق .. هرولت "حاجة سكينة " الي "مايا" .. احتضنتها .. بكيا بحرقة .. وفجأة أُغميَت "مايا" .. حملوها .. أوصلوها الي المنزل .. وفي طريقهما الي المنزل .. جاءت سيارة اسعاف .. وخلفها سيارة شرطة ..
# # # #
- تغريد ...
صوت "عزام" وهو ينادي "تغريد" .. "تغريد" وضعت وجهها علي طاولتها وغطته بيديها .. مصدومة .. وصل إليها "عزام" .. ربت علي ظهرها وقال :
- مالك يابت ؟؟
لم تجب "تغريد" .. زاد نحيبها ..
- يابت مالك الحاصل شنو ؟؟
لم تجب ...
- في زول من اهلك مات ؟
لم تجب ...
- كدي قومي ووريني ...
ومسك ذراعها .. حاول ان يراها .. ولماذا يريد ان يرى وجهها وهو يعلم انها تبكي ؟؟!! .. لماذا يريد ان يراها وهو يعلم جرحها ؟؟ .. ربما يريد ان يتأكد بأن "احمد" غادر قلبها ..
رفعت "تغريد" رأسها .. تغيرت ملامحها بالكامل .. تورم وجهها .. الدموع تملأ وجهها بالكامل .. عضت شفتيها بشكل مرير وقالت :
- احمد يا عزام .. قال لي انا مابحبك ..
انخرطت مرة أخري في نوبة بكاء عارمة ..
- تغريد انتي عارفة من زمان انو مابحبك .. وانتي الفارضة نفسك عليهو ..
- لالا ماتقول انو ما بحبني .. بحبني بس ماعارف نفسو ..
- ماعارف نفسو كيف ؟؟ .. انتي ماعايزة تطلعي من الوهم الانتي عايشة فيهو ده ..
- ما وهم .. ماوهم ..
- وهم والله .. احمد عماك .. بقيتي مابتشوفي زول غيرو .. وهو أساسا ماشغال بيك .. ولا بحبك .. انتي لو عاينتي حولك ح تلاقي الزول البحبك ..
- انا ماعايزة زول يحبني غيرو ... ياخي انتو مابتفهمو؟ .. انا بحبوووووووو
- وانا برضو بحبك ....
عبارة "عزام" كانت كفيلة بإيقاف نحيب "تغريد" .. نظرت إليه باستغراب .. هزت رأسها بشكل افقي وكأنها لا تصدق ما سمعته ... واصل "عزام" وقال :
- أي بحبك .. ماتستغربي .. من اول يوم دخلتي فيهو الشركة دي وانا حبيتك .. حبيت ضحكتك .. نظرتك .. دلعك .. انوثتك .. انا حبيتك بكل جوارحي .. لكن .. جريتي ورا احمد .. كل يوم بشوفك فيهو وانتي بتتزلي لي احمد قلبي بتقطع .. وكل ما احمد يصدك وانتي مصرة تتزلي بحس بأني عايز اصرخ .. ما سألتي نفسك ليه كل مرة اشوفكم فيها مع بعض بجي بقعد معاكم ؟ .. ما حصل مرة سألتي نفسك ليه "عزام" ده بعاملني كده ؟ .. ليه دايماً بسألني عن حالي ويطمن علي ؟ ..
حاولت "تغريد" سد اذنيها .. ولكن كلام "عزام" تسرب من بين اصابعها واخترق مسامعها .. بل اخترق قلبها .. وصلت الي ذروة الاندهاش والمرارة معاً .. اكتفت بالنظر الي طاولتها .. لم ترفع رأسها قط .. ادار "عزام" ظهره لها .. وابتعد .. تاركاً "تغريد" تغرق في بحر الحيرة والضياع ...
# # # #
- يا سحر ... سحر
نادى "حاج مأمون" ... سرعان ما أتت "سحر" ملبية النداء ..
- أي يابا ..
- نضفي البيت ده .. وكلمي امك تجهز الزلابية .. والكيك .. والشاي .. الليلة عمك "عثمان" جاي يشرب معانا شاي المغرب ..
نظرت "سحر" الي ابيها .. قالت :
- عمو عثمان براهو ولا معاهو منو ؟
- لا مابراهو .. معاهو خالتك سكينة واحمد .. و "مايا" ..
- مايا دي منو كمان ؟ .
- يابت بطلي أسئلة كتيرة وامشي سوي القلت ليك عليهو .. الزمن ماشي ما جاي ..
ذهبت "سحر" لتخبر أمها بما قاله ابوها ... دخل "حاج مأمون" غرفته ... غيّر ملابسه .. دخلت عليه "حاجة التومة" .. زوجته ..
- انت ياحاج الكلام القالتو سحر ده بالصح ؟..
- آي بالصح .. عثمان ومرتو وولدو جايين يشربو شاي المغرب معانا .. مستغربة مالك كده ؟
- لا ابداً مامستغربة .. بس مبسوطة شديييييد لاني بالجد مشتاقة لي سكينة ..
- خلاص تمام .. يلا امشي سوي الحاجات الزمن قرب ..
- حاضر يا حاج ..
اتجهت "حاجة التومة" الي المطبخ ......
# # # #
طرق باب منزل "حاج عثمان" بقوة ... هرعت "حاجة سكينة" .. وسألت من في الباب .. أتاها صوت من الخارج قائلاً :
- البوليس ياحاجة افتحي الباب ..
(سجمي .. بوليس شنو كمان ) قالت في سرها .. فتحت الباب .. ضابط وعسكري ..
- ازيك ياحاجة ..
- حبابك ابوي ..
- انا النقيب " عبد الله" .. داير اسألك اذا شوفتي الزول الضرب الولد ده وجرى .. اكيد طبعا عارفة الموضوع .. لانك كنتي هناك ..
- آي ياولدي صاح .. بس لما الحادث ده حصل ان كنت جوة بيت ناس بتول ..
- بتول دي منو يا حاجة ؟
- بتول دي جارتنا بي جاي ..
- اهاااااا .. يعني ماشوفتي أي شي انتي
- يخربني ياولدي ..
- طيب ماف واحد من ناس بيتكم هنا شاف الزول ده ..
- لالا .. حاج عثمان واحمد في الشغل .. طلعو من الصباح ولسه ماجو ..
- طيب ياحاجة اذا سمعتي أي زول قال شاف الزول الضرب الولد ده كلميني طوالي ..
- حاضر يا ابوي ..
- يلا مع السلامة .
- مع السلامة ياجناي ..
أقفلت "حاجة سكينة" الباب .. ما زالت ترجف .. خوفها علي "مايا" جعلها تفقد اعصابها ..
يتبع ...


 

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2014, 06:08 AM   #11


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء العاشر



قال الضابط "عبد الله" مخاطباً "بتول" بعد ان استدعاها الي قسم الشرطة :
- يا حاجة وقت الحادث ده انتي كنتي وين ؟
- انا كنت في البيت يا ولدي ومعاي جارتي ..
- جارتك منو ؟
- حاجة سكينة ..
- اها والحصل ؟
- كنا قاعدين بندور نشرب لنا فنجان جبنة .. فجأة سمعنا صوت فرامل عربية وصرخة .. اها قمنا جرينا علي الباب نشوف الحاصل شنو ؟ .. كنا فاكرنها "مايا" البت الجابتا حاجة سكينة ....
قاطعها النقيب "عبد الله" قائلاً :
- دقيقة ..دقيقة ... "مايا" دي منو ؟
- مايا دي بت جنوبية قاعدة من ناس حاجة سكينة ....
- من متين معاها ؟
- والله ياولدي ماعارفة ... لكن مابتكون طولت معاها .. اصلو راجلها حاج عثمان زول تجارة .. وبمشي الجنوب كتير .. بكون لاقاها هناك وجابا معاهو .. حاج عثمان رجل خير ياولدي ..
- طيب .. البت الجنوبية دي جات مع حاجة سكينة عشان يشربو القهوة .. الخلاها تطلع شنو ؟
- والله ياولدي الكضب خيبة .. انا قلت ليها كلام مافي محلو .. البت زعلت وطلعت ..
- طيب اها وبعد ماطلعتي الشارع ماشوفتي الضرب الولد منو ؟
- لا والله يا ولدي ..
- ولا حاجة سكينة ماشافتو ؟
- لالا والله ... حاجة سكينة كانت خايفة علي بتها .. المسكينة من الخوف ماقدرت تتحرك من مكانا ...
- طيب ياحاجة لو اتذكرتي أي شي .. او سمعتي أي شي بخص القضية دي تعالي وريني ... ممكن تتفضلي ..
- حاضر ياولدي ..
خرجت "بتول" .. وفي رأسها ألف سؤال ..
# # # #
- والله الليلة ياحاج عثمان قلبي وقع في ركبي ..
- مالك ؟
- بتول عزمتني جبنة .. سقتا معاي مايا .. المهم بتول زعلت مايا بي كلاما الزي الدراب داك .. البت زعلت وطلعت ..
- اها ..
- بعد شوية اسمع ليك صوت فرامل وصوت مابا بتصرخ ..
- اها ..
- قلبي ده طار مني .. قلت دي مايا .. جرينا انا وبتول .. لقيناهو دي ود ناس متوكل .. ضربتو عربية وجرت ..
- لا حولا ولا قوة الا بالله .. الناس بقى ماعندها ضمير .. تلقيهو ده هسه شافع بالع ليهو حاجة ... انا لازم امشي اعزي حاج متوكل ..
- أي لازم ..
- وهسه مايا وين ؟
- البت شافت الدم اتخلعت ..غمرت .. جبناها البيت .. هسه نايمة في غرفتا ..
- والله البت دي مسكينة ربنا يكون في عونا ..
- غايتو الليلة كان يوم صعب خلاص ..
اعتدل "حاج عثمان" في جلسته وقال :
- جهزي نفسك المغرب طالعين ماشين بيت حاج مأمون .. عازمنا شاي ..
- يا سلااااااام والله انا مشتاقة للتومة دي كيف ..
- تمام .. وبعدين انا عايز اقرب بين احمد وسحر ..
- والله يا حاج سحر دي ما بتتفات صراحة .. والكلام ده قلتو لي احمد .. بس احمد راسو ناشف .. قال البت دي زي اختو ..
- عشان كده اتفقنا انا وحاج مأمون نخليهم يقعدو مع بعض ونشوف البحصل شنو ..
( هاجة سكينة .. سهر ده منو ؟)
باغتتهم "مايا" بهذا السؤال .. إلتفت "حاجة سكينة" الي "مايا" وقالت :
- مايا حبيبتي .. كيف بقيتي ياعشاي ..
- سهر ده منو ؟
- سحر دي بت عمك مأمون ..
- دايرين تأرسو اهمد لي سهر ؟
- يابتي لسة مامعروف ..
ضحك "عثمان " وقال :
- مايا ازيك ..
لم تجب "مايا" وهرولت الي غرفتها .. نظر "حاج عثمان" الي "حاجة سكينة" باستغراب وقال :
- البت دي مالا ؟
- الله اعلم .. كدي النمشي عليها ..
لحقت "حاجة سكينة" "مايا" الي غرفتها .. كانت "مايا" تبكي .. سألتها "حاجة سكينة" :
- مالك حبيبتي بتبكي ؟
لم ترد "مايا" .. وزادت في البكاء .. قالت "حاجة سكينة" وهي تقترب منها :
- في شنو ياجناي مالك ؟
رفعت "مايا" رأسها وقالت :
- مافي هاجة ..
- كيف ماف حاجة وانتي بتبكي ..
- قلت ليك ماف هاجة ..
- خلاص يابتي .. اجيب ليك عصير ؟
- ماداير أي سي انا .. هليني براي ..
- سمح يابتي ..
خرجت "سكينة" تاركة "مايا" تغرق في دموعها ..
# # # #
- الو ..
- "تغريد" ؟
- أي تغريد ..
- ازيك ؟
- كويسة ..
- تمام يعني ؟
- آي تمام ...
صمتت "تغريد" لبرهة ثم استطردت قائلة :
- انا موافقة ..
- موافقة علي شنو ؟
- يعني انا عايزاك ..
- مافهمتك ؟
- ياخ خلاص ..
- لا لا لا ماخلاص .. وريني موافقة علي شنو ؟
- علي كلام قبيل ..
- بالجد ؟! ..
- ايوة .. بصراحة انت انسان مابتتعيب ..
- انا حاسي انك وافقتي عشان تنتهي من قصة احمد ..
- شوف يا عزام .. احمد ده خلاص بقى مجرد ذكرى وعدت ..
- معقول بالسرعة دي ..
- ايوة .. زي ماقلت اني كنت عميانة .. وهسي بقيت اشوف خلاص ..
- متأكدة ؟
- انت لو ماعايزني خلاص ..
- لا لا لا كيف ماعايزك يعني .. انا بحبك .. ومستني اليوم ده من زمان ..
- طيب خلاص انا هسه بقيت ليك ..
اغمض "عزام" عينيه بنشوة .. وقال :
- انا حاسي نفسي بحلم .. أخيرا لقيت حب حياتي ..
- بس ان شاء الله تحافظ عليهو ..
- يا عيوني والله انا لايمكن في يوم من الأيام اجرحك .. ولا احرمك من شي .. انتي حياتي ..
- اوكي تمام .. معليش انا ح استأذنك لأني ياداب دخلت البيت .. يلا لي بعدين ..
- حاضر حبيبتي .. وخلي بالك من نفسك ..
- وانت كمان ..
نظرت "تغريد" بعيداً والدمع في عينيها .. ألقت بصورة كانت تحتفظ بها .. "احمد" وبجانبه "عزام" وتتوسطهما "تغريد" .. كان ذلك قبل عام .. عيد ميلاد "عزام" .. ألقت بجسدها المتهالك علي السرير .. بكت بحرقة .. خيال "احمد" مازال يطاردها .. ضحكاته العالية .. ابتسامة الوقورة .. كلماته الهادئة المثيرة .. طلته البهية .. نظراته التي قتلتها .. بكت بطريقة هستيرية .. اخذت الصورة .. مزقتها .. وواصلت نحيبها ..
# # # #
طرق الباب بقوة .. اسرع "حاج عثمان" الي الباب .. فتح الباب ..
- ازيك ياحاج ..
- مرحب ..
- انا النقيب عبد الله ..
- اتفضل سيادتك ..
- انت عارف بحكاية الولد الضربتو عربية ..
- ايوة عرفتا هسه والله ..
- الشهود قالو انو الشاف الزول السايق العربية بتكم الجنوبية ..
- قصدك مايا ..
- ايوة مايا ..
- طيب المطلوب شنو يعني ؟
- عايزين بس نسألها اذا شافتو ولا لا ؟
- والله ياسيادتك انا ماعندي مانع بس البت لسة مصدومة من منظر الدم ..
- مامشكلة بس هو سؤالين وخلاص ..
- خير .. اتفضل ..
نادى "حاج عثمان " زوجته لتحضر "مايا" .. سرعان ما أتت "مايا" .. نظرت "مايا" الي الضابط برعب .. بادرها الضابط قائلا :
- ازيك ياما ..
اجابت بتوتر وخوف :
- كويس ..
- انا ح اسألك طوالي وارجو انك تجاوبي بصراحة .. عشان تمشي ترتاحي .. انا عارف نفسياتك تعبانة من الشوفتيهو الليلة ..
- كويس ..
- انتي شوفتي الزول الضرب الولد ؟
صمتت "مايا" .. نظرت الي "حاج عثمان" .. ومن ثَم الي "حاجة سكينة" .. قال "حاج عثمان" محاولاً تطمينها :
- قولي يامايا .. الضابط عايز يعرف بس .. ماتخافي ..
قالت "مايا" بصوت خافت :
- أي شوفتو ..
قال الضابط :
- ماسمعتك ارفعي صوتك ..
ردت "مايا" بصوت عالي :
- آي شوفتو ..
- طيب متذكرا شكلو ؟
- أي ..
- طيب اذا قلت ليك وصفيهو لينا بتقدري ..
أومأت "مايا" برأسها (نعم) ... قال الضابط موجهاً كلامه لـ"حاج عثمان" :
- معليش ياحاج ح نسوق "مايا" قسم الشرطة عشان توصف لينا السواق ده .. ونخلي رسام الشرطة يرسمو ..
قال "حاج عثمان" :
- مامشكلة بس خليني اغيير هدومي وأجي معاكم ..
ذهب "حاج عثمان" لغرفته ..
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2014, 05:26 AM   #12


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الحادي عشر



وصل "احمد" الي المنزل .. رن الجرس عدة مرات .. طرق الباب بقوة .. لم يأتي أحد .. اخرج جواله واتصل علي ابيه ..
- الو ..
- ايوة يا احمد ..
- وين انتو يا ابوي ..
- نحن ماشين علي القسم ..
قال احمد باستغراب وتوتر :
- قسم شنو ؟
- قسم الشرطة ..
- ليه ؟ في شنو ؟
- ماف شي .. بجي بحكي ليك بعدين .. المهم انت خش وغير هدومك .. وامشي طوالي علي بيت ناس عمك مأمون ..
- كدي وريني انتو هسه ماشين علي ياتو قسم ؟
- يا احمد .. كلها نص ساعه بس وبنجي علي بيت عمك مأمون .. ماتقلق ماف شي ..
- حاضر يابا .. انا بجهز وبمشي ..
- تمام .. يلا مع السلامة ..
- مع السلامة ..
دخل "احمد" المنزل بعد ان فتح الباب بمفتاحه .. انتابه القلق .. ياترى ما الذي حدث؟ .. لماذا ذهبوا الي قسم الشرطة ؟ .. لكنه تذكر صوت ابيه الواثق والهادئ .. اطمأن قليلا .. اخذ ملابسه ودخل الي الحمام .. دقائق وخرج من الحمام .. ارتدى "جلابيته" .. واعتمر قبعته .. وخرج مسرعا .. ركب سيارته وانطلق نحو منزل "حاج مأمون" ..
# # # # # # # # # # # # # # # # # #
- اول حاجة يا مايا عايزك تحكي لي كل الحصل بالتفصيل .. وما تخافي ..
قالها الضابط .. تلفتت "مايا" بتوتر بالغ .. طقطقت اصابعها .. نظر اليها الضابط .. عرف انها متوترة .. أمر العسكري ان يحضر عصير "ليمون" .. دقائق وكان العصير امام "مايا" .. شربت "مايا" العصير دفعة واحدة .. امام دهشة الضابط .. ثم سرحت لبرهة وقالت:
- انا جيت تالئ من البيت بتاع المرة ده .. اسمو بتول .. جات أربية ودربت الولد دي ..
- طيب ممكن توريني شكل السواق عامل كيف ؟
- السواق دي لونو كده ابيض .. ايونو كبار ...
اخذت "مايا" توصف شكل السائق بطريقة جعلت رسام الشرطة مندهشا .. كان وصف دقيق .. مما سهل عليه الرسم .. أومأ الرسام برأسه معلنا أنه انتهى من رسمه ... وقف الضابط امام اللوحة .. تأمل الصورة .. كانت واضحة جدا .. ابتسم لبراعة الرسام ووصف "مايا" الدقيق ... قال :
- خلاص بعد كده ممكن تمشي يا مايا ..
خرجت "مايا" من مكتب الضابط وهي ترتجف .. احتضنتها "حاجة سكينة" بحنان .. دخل " حاج عثمان" مكتب الضابط ..
- ان شاء الله خير يا سعادة..
رفع الضابط رأسه وقال :
- خير ياحاج .. البت ماشاء الله عندها زاكرة تحسد عليها .. ادتنا الاوصاف بطريقة مدهشة ..
- الحمد لله .. اها تاني في شي يا سيادتك ؟
- لا لا ماف شي .. لكن يمكن احتاج لمايا .. بس اول شي لازم نقبض علي الزول ده ..
- نحن تحت امر سعادتك ..
- الامر لله يا ابوي ..
خرج "حاج عثمان" من مكتب الضابط .. ربت علي كتف "مايا" .. وابتسم .. اتجهوا الي خارج القسم .. ركبوا السيارة وانطلقوا الي منزل "حاج مأمون" ..
##########################
- انتي يابتول .. البت الجنوبية دي .. حاج عثمان جابا من وين ؟
- والله يا سعاد علمي علمك .. لكن البت تحلفي تقولي ما جنوبية .. البت زي القمر ماشاء الله .
- والله انا زاتي لمن شفتها ما ختيت في راسي انها جنوبية الا سمعت من ناس الحلة الكلام ده ..
"سعاد" .. جارة "بتول" وصديقتها .. ارتشفت "سعاد" الماء الموجود امامها .. وقالت :
- جابوها خدامة ولا شنو ؟
- والله ماعارفة .. بس انا لمن قلت الكلام ده .. حاجة سكينة اتنفشت فيني .. وقالت دي بتها ..
- سكينة دي يا اختي فارق معاها موت سعاد بتها ..
- اي والله .. لكن المرة فجأة كده نورت والروح رجعت ليها ..
- كيف ماترجع ليها روحا .. علي الاقل معاها بنية تونسا بدل قعدتا البراها في البيت دي..
- اي والله صدقتي ..
صمتا لفترة وجيزة .. ثم قالت "سعاد" :
- انتي يابتول .. بدور اسألك سؤال ؟
- اسألي ..
- انتي احمد ده لسه ماعرس ؟
- احمد منو ؟
- احمد منو يعني .. احمد ود سكينة ..
- اهااا .. لا لا ما اظن ..
- طيب ولا خاطب ؟
- لو كان خطب كنا عرفنا .. بس بتسألي ليه ؟
- لالا ساي ..
- ماساي .. انا بعرفك كويس .. داقوسك ده ناويلو علي نية .
- هههه لا والله مافي شي ..
- لا لا ماتقولي لي عايزاهو لي بتك ؟
- والله النصيحة ليك يا الله الولد يتختا علي الجرح يطيب ..
- اي والله .. لكن الزي احمد ده مابعاين لي بتك ولا لي اي بت في الحلة هنا ..
- ليه يعني بتي شينة ولا شينة ؟ ..
- هههه ماقصدي كده .. بتك والله بت السرور .. هدية ورضية .. لكن المعنى يا سعاد اختي .. احمد ده بكوت عندو واحدة في الشغل او اي بت من برة تكون هاي كده .
- يازولة احمد ده ود بلد والله .. واهلو ناس طيبين .. مابفكرو بالطريقة دي ..
- انا غايتو ده احساسي ..
- والله انا بتي لو بتعمل متل ما البنات بتعمل الا تجيب احمد ده تحت كرعيها ...
- سجمك .. ده ود حاج عثمان يامرة .. كدي فوقي من الانتي فيهو ده .. وجيبي لينا الودع ده خلينا نشوف الحاصل شنو ..
- لا لا ودع شنو انتي كمان .. خلاص المغرب قرب يجي ودي مواعيد الراجل خلاص ..
- خلاص قومي امشي ..
- انا اصلاً ماشة .. يلا ودعتك الله والرسول ..
- يلا مع السلامة ..
خرجت "سعاد" من بيت "بتول" بعد ان عقدت العزم بداخلها ان تخبر بنتها بال"العريس" المحتمل ..
########$#$$#######
- اتفضل يا احمد الدار دارك ..
- تسلم يا حاج ..
- وين ابوك وامك ؟
- في قسم الشرطة ..
- قسم الشرطة؟ ليه ان شاء الله خير ...
- والله يا حاج انا زاتي ماعارف .. ابوي قال لي امشي بيت عمك مأمون وانا بجي هناك بوريك ..
- ماتقلق ياولدي .. اكيد خير ..
- ان شاء الله ياحاج ..
فجأة طرق باب المنزل .. اسرع "حاج مأمون" ليفتح الباب ...
- السلام عليكم ..
كان هذا "حاج عثمان " ....
- وعليكم السلام ياحاج .. اتفضلو
- زاد الله فضلك ..
- ازيك يا حاجة سكينة شرفتينا والله ..
- حبابك يا حاج .. كيفك بالله ؟
- تمام والله .. كدي خشي لي جوة .. التومة منتظراك بي فارغ الصبر .
- والله انا زاتي مشتاقة ليها ..
- ازيك يا مايا ..
لم تجب "مايا" واكتفت بالنظر الي "حاج مأمون" .. دخلت خلف "حاجة سكينة" التي اتجهت نحو "التومة" ..
- ياحاج عثمان الحاصل شنو قالو لي مشيت القسم ..
سلم "حاج عثمان" علي ابنه "احمد" وجلس ثم قال :
- والله يا حاج ده موضوع طويل بس بحاول اختصرو ليك ... في واحد سايق عربيتو وضرب علي ود حاج متوكل وقام جرى .. اها مايا شافت السواق .. والشرطة جات حققت معاها وشالت وصف السواق منها ..
- الحمد لله .. يعني ماف شي ؟
- لا لا ماف اي شي والله ..
تنفس "احمد" الصعداء بعد ان سمع القصة ..
بالجانب الاخر من البيت .. دخلت "حاجة سكينة" ومعها "مايا" الي (البرندة) التي تتواجد فيها "التومة" وبنتها "سحر" ..
-ازيك يا التومة ..
- سكينة اختي ... حبابك يا حبيبة ..
رحبت "التومة" ب"حاجة سكينة" ترحاب حار ... واتجهت "سكينة" نحو "سحر" ..
- سحورة حبيبة قساي ..
- ماما سكينة والله مشتاقين ..
- يخسي عليك ياسحورة مابتسألي من امك مالك؟
- والله يا ماما انتي عارفة الجامعة وجريها .. وبعد ما خلصتا بقيت جارية ورا الخدمة ..
- ربنا يعينك يا بتي .
سلمت "مايا" علي "التومة" التي رحبت بها ببشاشة .. اتجهت نحو "سحر" .. مدت "سحر" يدها لمصافحة "مايا" ... لكن "مايا" لم تصافحها .. اكتفت فقط بالتحديق إليها ...
....
....
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2014, 05:33 AM   #13


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثاني عشر



صوت جوال "تغريد" يرن بتلك النغمة الحزينة ... نظرت "تغريد" الي الجوال .. "عزام" يتصل بك .. "تغريد" مازالت حزينة ..وتبكي.. اتصل "عزام" عدة مرات .. كانت "تغريد" تسرح بذكرياتها في ذلك اليوم .. ايامها الاولي في الشركة .. وجدت صعوبة في بعض المهام الموكلة إليها .. اصابها صداع شديد .. وضعت كفاها علي رأسها .. رآها "أحمد" .. اقبل عليها .. ألقى التحية عليها .. سألها عن حالها .. وعن العمل .. حكت له المصاعب التي تواجهها .. جلس معها .. بدأ يشرح لها كيفية المعالجة .. اسلوبه الراقي جذبها .. تذكرت عندما لمس يدها بغير قصد .. عطره النفاث .. وكيف انها انتشت برائحة عطره .. وكيف كان يلقي دعابة بين الفينة واالاخري ليجعل الشرح غير ممل .. وكيف انها في ذلك ضحكت حتي النواجز .. تذكرت عندما وضع يده علي رأسها ليقرأ لها المعوذتين .. حتي يخف ألم الصداع .. و ... .. "عزام" يتصل بك ... ردت ..
- تغريد مالك مابتردي ؟ ... قلقتيني عليك ياخ ..
- معليش كنت بعيدة عنو ..
- انتي كويسة ؟ ..
- تمام الحمد لله .. انت كيف؟
- بعد سماع صوتك اي شي ببقى تمام ..
- تمام ..
- مالك انتي ؟ .. صوتك ده ما عاجبني ..
- ماف حاجة بس تعبانة شوية من ارهاق الشغل الليلة ..
- بالجد الليلة كان يوم صعب في الشغل ..
- اي والله ..
- طيب اخليك ترتاحي .. تصبحي علي خير واحلام سعيدة ..
- وانت من اهلو ..
كان "عزام" سعيدا .. كيف لا ومن تمناها اصبحت له .. وحده فقط .. كان يعلم انه سيواجه مصاعب النسيان .. نسيانها لأحمد" ... كان يعلم ان "تغريد" تحب "احمد" حد الجنون .. ولكن ما حدث سيجعلها تنساه .. اغمض "عزام" عينيه بسعادة بالغة .. وراح في سبات عميق ..
############## ###########
- سحر ..
اشارت " التومة" لابنتها الي المطبخ .. فهمت "سحر" ماترمي اليه والدتها .. اسرعت الي المطبخ .. زجاجتي "بيبسي" وكوبين .. اتجهت علي (الصالون) .. وقف خلف الباب ..
- ابوي .. ابوي
- خشي يابت بتخجلي من ابوك عثمان ولا شنو ؟
رمقه "حاج عثمان" بنظرة حادة .. تلعثم "حاج مأمون" وقال :
- قصدي عمك عثمان .. خشي يابت ..
دخلت "سحر" .. وضعت (الصينية) امام "حاج عثمان"
- ازيك ياسحورة ..
احتضنها "حاج عثمان" ...
- تمام يا عمو والله ومشتاقين شديد ..
- تشتاق ليك الجنة يا حبيبتي .. وربنا يديك ود الحلال ..
ونظر الي "احمد" .. مد "احمد" يده مصافحا "سحر" التي مدت يدها بخجل ..
- ازيك ياسحر..
- ازيك يا احمد ..
كانت "سحر" في هذا اليوم مختلفة تماما .. ارتدت افضل ماعندها من ملابس .. خلعت نظارتها الشنيعة وارتدت عدسات لاصقة احضرها لها والدها .. ولأول مرة تضع احمر الشفاه .. كانت مختلفة كليا .. جميلة حد الإدهاش ..
اشر "حاج عثمان" ل"سحر" حتي تجلس بقربه .. جلست "سحر" ..
- كيفك يابتي ..
- تمام والله ياعمو ..
- شنو الجمال والدلال الانتي فيهو ده .. ماشاء الله تبارك الله .. والله ولا ساءلا في البت الاسمها عفراء وهبي دي ..
ضحكت "سحر" وقالت :
- عفراء وهبي دي منو ياعمو ... ههههه اسمها هيفاء
- هيفاء .. عفراء .. نجلاء .. كلو بنتهي بالآء ..
قال "احمد" ممازحا :
- يا حاج الوداك كمان تعرف هيفاء وهبي شنو؟ والله اكلم ليك امي ..
ضحك الجميع .. وقال "عثمان" :
- ياولد بالله عليك الله امك دي انا مابقدر عليها ..
ثم نظر الى "حاج مأمون" .. فهم "حاج مأمون" .. وقال: - ياحاج تعال لي برة في الحوش ده عايزك في موضوع .. "سحر" احمد ده قال عايزك في موضوع ..
- لكن يا ابوي الشاي البجيبو منو ؟
- بتجيبو امك خليك قاعدة ..
وخرجا .. نظرت "سحر" الي "احمد" .. فهم "احمد" ان ابيه قد اوقعه في الفخ .. ابتسم ثم قال :
- كيف مع الجامعة ..
ضحكت "سحر" وقالت :
- جامعة شنو؟ انا زماااان خلصت جامعة ..
- اي والله نسيت .. عارفة براك المشاغل بتخلي الزول مافاهم شي .. اها اشتغلتي ولا ماعايزة ..
- اشتغل كيف واي مكان امشي ليهو يسألوني من الخدمة .. هسه شغالة افتش في مكان اقضيها فيهو ..
- يازولة ربنا يعينك .. البلد دي اي شي فيها بالتلتلة ..
- آي والله .. اها عايزني في شنو ؟
ابتسم "احمد" وقال :
- اقول ليك بصراحة .. الجماعة ديل عايزننا نقعد مع بعض عندهم فهم في راسم ده ..
- آي انا فاهمة هم عايزين شنو ..
- طيب وانتي رايك ..
- انا قلت ليهم احمد ده اخوي ..
ضحك "احمد" وقال :
- نفس الكلام القلتو والله ..
اقترب "احمد" من "سحر" وقال :
- عندي ليك خطة جميلة .. منها مانحرج اهلنا .. ومنها نخليهم يقنعو مننا ..
- اها شنو؟
- شوفي ياستي ....
سرد "احمد" خطته بالكامل ل"سحر" التي ضحكت بصوت عالي دون ان تشعر ...
سرى صوت ضحكة "سحر" الي (البرندة) .. "مايا" سمعت الضحكة .. اضطربت .. توترت .. دخلت "التومة" حاملة الشاي في يد .. وصحن (الزلابية) باليد الاخري .. هرولت "مايا" لمساعدتها .. شكرتها "التومة" .. قالت "مايا" :
- انا بودي الساي ..
اتجهت "مايا" نحو (الصالون) .. مرت بالقرب من "حاج عثمان" .. ناداها .. لم تجب .. دخلت (الصالون) .. "احمد" يجلس بالقرب من "سحر" .. قال "احمد" :
- مايا ازيك ..
لم تجب مايا .. صبت اكواب الشاي .. قدمت لاحمد كوب .. حملت كوب اخر .. قدمته ل"سحر" .. لكنها سكبت عليها كوب الشاي .. وقفت "سحر" .. صرخت .. لطمت "مايا" علي خدها .. ردت "مايا" اللطمة وسط دهشة "احمد" ... و ......
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 01-01-2015, 07:27 AM   #14


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثالث عشر



- ده شنو يامايا العملتيوهو ده ؟....
صرخ "احمد" بوجه "مايا" ... نظرت اليه "مايا" بحنق .. وخرجت ..
- احمد في شنو ؟
قال "حاج عثمان" بعد ان هرول للصالون فور سماعه صرخة "سحر" ... سرعان ما أتت "سكينة" و "التومة" .. قالت "حاجة سكينة" :
- الحصل شنوياناس ؟
رد "احمد" قائلاً :
- مايا كشحت الشاي في سحر ..
تنهدت "التومة" وقالت :
- قطعتو قلبي ياخ ... انكشح الشر يابتي .. البت مابتكون قاصدة ..
قالت "سحر" بضيق ودموعها تجري بغزارة من اثر الصدمة :
- دي كبتو فيني عديل وعينا جوة عيني .. واديتني كف ..
شهقت "حاجة سكينة" وقالت :
- سجمي ؟! .. كفتتك كيف ؟ .. وليه ؟
رد "احمد" :
- يا جماعة خلاص موضوع وانتهي ...
قال "حاج مأمون" مؤيداً رأي "احمد" :
- خلاص ماحصلشي ...
قال "حاج عثمان" :
- كيف ماحصلشي !! .. "مايا" دي عندها تصرفات كلها غلط .. كمان جابت ليها ضرب جوة بيوت الناس .. البت دي لازم تطلع من البيت ده انا ماناقص مشاكل ..
قاطعته "سحر" وهي تبكي :
- لالا ياعمو بصراحة انا غلطانة .. انا ضربتها كف وهي ردت بس .. انا اسفة ..
قال "حاج مأمون" :
- عيب الشوم عليك يابت .. تضربي ضيفك ؟ .. حسابي معاك بعدين .. يلا طيري خشي اوضتك .. وما اشوفك تاني نهائي .. وقبل ما تمشي .. امشي اعتذري لي مايا حالاً ..
- لكن يابا ..
- بلا لكن بلا كلام فارغ معاك .. غلطانة وبعد ده كمان بتقلي ادبك .. امشي مشت قيامتك ..
حاول "حاج عثمان" تهدئته ... اخرجه من الصالون .. جلسا علي الكراسي الموجودة في (الحوش) ... بعد دقائق ..
- يا حاج .. ياحاج .. مايا معاكم ؟
هب "حاج عثمان" من مقعده :
- مامعانا ..
أتاه صوت "سكينة" قائلاً :
- بي هنا برضوماف ..
سرعان ما أتت "التومة" وأكدت عدم وجود "مايا" ... قال "احمد" :
- بتكون غفلتنا وطلعت ..
صرخت "حاجة سكينة" :
- ووب عليّ .. كيف طلعت ؟ .. وبي وين ؟ ...
هدأ "احمد" والدته .. وقال :
- ما بتكون مشت بعيد .. انا طالع افتش الشارع ..
خرج "احمد" وخلفه "حاج عثمان" و " حاج مأمون" بعد ان رفضا رجاء "احمد" بالانتظار في المنزل ... قالت "التومة" :
- كلو منك انتي يا دميمة ..
قالت "حاجة سكينة" معاتبة "التومة" :
- منها في شنو ؟؟ .. البت ماعملتشي .. والموضوع انتهى قبيل .. الله يكضبالشينة .. قلبي ما مرتاح ..
- ما تخافي يا اختي .. ربنا ح يستر ان شاء الله ..
- يارب ...
###########################################
- انا بقترح اننا نتفرق ..
- كلام حاج عثمان صاح يا احمد .. انا بفتش شرق .. وانت يا احمد غرب .. وحاج عثمان شمال ... وبعد ساعة نتلاقى في مكانا ده ..
- خير يا عم مأمون ..
تفرق الجميع للبحث عن "مايا" .. "حاج عثمان" بدأ يسأل في الناس .. "حاج مأمون" يتفحص في الازقة ... "احمد" كان يبحث بغير اهتمام .. وجود "مايا" سبب كثير من المشاكل .. وهذه فرصة للتخلص منها .. وبعد ساعة من البحث المضني تجمعوا في النقطة المحددة .. لم يجد أحد أي دليل علي وجود "مايا" ... قال "حاج عثمان" :
- انا ماخليت زول ماسألتو منها .. وماف زول شافا ..
قال "حاج مأمون" :
- وانا ماخليت زقاق ما فتشتو .. وبرضو ما لقيتا ..
قال "أحمد" :
- وانا لا خليت زقاق ولا زول .. وبرضومالقيتا ..
قال " حاج عثمان" بضيق شديد وتوتر بالغ :
- البت دي بتكون اتبخرت يعني ؟! .. شي غريب !
وبينما هم يتناقشون .. رأى "احمد" خيال انثى بالطرف الاخر من الشارع .. كاد ان يخبرهم بما رأى .. ولكنه آثر السكوت .. تقدم نحو الخيال .. اقترب .. امرأة تجلس الارض .. ملابسها متسخة .. يظهر عليها الاعياء الشديد .. نظرت اليه .. قالت :
- لله يا محسن .. انا ما اكلت شي من الصباح .. ربنا يباركك اديني حق الاكل بس ..
نزلت دمعة من "احمد" دون ان يشعر .. ادخل يده في جيبه .. اخرج محفظته .. اعطاها ما قسمه الله لها .. تخيل حال "مايا" .. ربما ستكون مثل هذه المرأة .. رجع الي نقطة الالتقاء .. سأله "حاج عثمان" :
- مشيت وين يا احمد ..
- قايل المرة ديك مايا لكن لقيتا واحدة تانية ... علي العموم انتوامشوارتاحو انا بمشي اعمل بلاغ وأجي ..
- البلاغ ما بتفتح الا بعد 24 ساعة من الاختفاء ...
- خلاص يا ابوي انا بتصل علي اصحابي ونجي نفتش للصباح ..
- خير ياولدي
تغيرت مشاعر "احمد" .. بدأ يحس بخطورة الموقف .. بعد رأى تلك المرأة المشردة .. سرح بتفكيره .. ماذا لو انخرطت "مايا" في ثلة الداعرات؟ .. ماذا لو اختطفوها تجار الاعضاء ؟ .. ماذا لو اصبحت مشردة مثل تلك المرأة ؟؟ .. ماذا لو داهمتها نوبة الصرعى مرة أخرى ؟؟ ....انطوت في قلب "احمد" حسرة .. لانه لم يبحث عنها بجدية .. اخرج جواله . اتصل علي ثلاثة من اصدقائه .. اخبرهم بالقصة .. وانه يحتاج مساعدة .. وافقوا علي مساعدته .. اقل من ساعة كان اصدقاءه معه .. بدأوا رحلة البحث .. بعد ان وصف لهم "احمد" ملامح "مايا" ....
############################################
كانت "سحر" تبكي بحرقة ... فشلت كل المحاولات لتهدئتها ... قالت "التومة" :
- خليها تبكي يا سكينة .. اصلاً هي غير المصايب ما جايبة لينا شي ..
- هووووي يا التومة البت ماعملت شي عشان تقولي كلامك المتل الدراب ده ..
رفعت "سحر" رأسها .. وقالت بصوت مبحوح :
- قلت انا غلطانة وخلاص .. انتهى الموضوع ..
قالت "التومة" بتهكم :
- طيب لو موضوع وانتهى .. الببكيك شنو ؟
- ببكي عشان ابوي اهاني قدام الضيوف ..
قالت "سكينة" :
- يابت نحن ماضيوف .. انا امك .. وعثمان ابوك .. عيب عليك يا سحورة ..
قالت " التومة" بضيق :
- يابت ده ابوك ويعمل فيك اليعملو .. ان شاء الله يعلقك من كرعيك ديل في الباب ..
قالت "سكينة" محاولة تهدئة الوضع :
- خلاص ياناس .. صلوا علي النبي .. كدي ياسحورة قومي كبي لي شاي وجيبي لي قطعة زلابية ..
"حاجة سكينة" تهدئ الوضع .. ولكن من يهدئ قلبها .. "مايا" اختفت .. كانت قلقة جداً .. قلبها يحترق .. وكانت كل مرة تنظر ناحية الباب عسى ان يأتي "حاج عثمان" في يده "مايا" ..
وضعت "سحر" كوب الشاي امام "سكينة" .. وصحن (الزلابية) .. سرحت كل منهن في همهن .. "سحر" ألم الصفعة وتأثيرها النفسي عليها .. والتفكير في أسباب مافعلته "مايا" .. اختفاء "مايا" المفاجئ ... "التومة" قلقة علي زوجها .. خجلة من ما فعلته "سحر" .. واختفاء "مايا" .... "حاجة سكينة" خوفها وقلقها علي "مايا" كان اكبر .. لم تستطع "حاجة سكينة" كتم مخاوفها ... قالت :
- الله يستر عليك يا مايا يابتي ..
###############################################
كانت "مايا" غاضبة .. دموعها تحكرت في جفونها ... شياطين الجن تتراقص امامها .. قطعت كيلومترات كبيرة دون أي وجهة .. دخلت الي مكان مظلم ... لم تخف .. كانت فاقدة للاداراك .. وفجأة اوقفها مجموعة من الشبان ... أولاد عرقها .. لم تهتم بهم .. تحركت .. حاولوا ايقافها ... وقفت .. نظرت اليهم .. لمعت عيناها في الظلام .. خافوا .. تحركت .. وصلت الي مكان فيه ضوء خافت .. تبعوها .. عرفت انهم لم يتركوها .. نظرت ببطء يميناً ويساراً .. وجدت عصا علي جانب الطريق .. تحركت بهدوء .. تبعوها .. اقتربوا منها .. إلتفتت إليهم .. حاولوا التحرش بها .. رفعت العصا بسرعة ... ضربت الذي علي يمينها .. بمهارة ... جسدها الرشيق ساعدها في التحرك كاللبوءة .. ضربت الذي امامها علي رأسه .. وقع مغشياً عليه ... اخرج احدهم سكين .. اقترب نحوها .. حدقت الي عينيه .. اقتربت منه .. رفع السكين .. ضربته علي يده .. وألحقته بأخري علي جنبه الايسر ... رفعت العصا عالياً .. انقض عليها الفتى الأخير .. اوقعها ارضاً .. ضربها بزجاجة كان يحملها في يده .. اغميت .. حملوها ... ادخلوها الي (عِشتهم) ... بدأت الذئاب بتقسيم وجبتها .. رقصوا بجنون حول ضحيتهم ... خلعوا ملابسها .. تركوا فقط مايغطي عورتها .. و .....
(ثااااااااااااااااااااابت ... )
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 01-01-2015, 07:29 AM   #15


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الرابع عشر



اشرقت شمس الصباح .. القلق والاحباط والتوتر اصاب الجميع .. لم يستطع "احمد" واصدقاءه ايجاد "مايا" .. قال " احمد" بتوتر :
- انا لازم امشي ابلغ يا ابوي .. ماممكن نكون قاعدين كده !..
قال "حاج عثمان" :
- ياولدي البت لسة ماتمت 24 ساعة .. الشرطة ما ح تقبل بلاغك ..
- انا عندي صحبي شغال في المباحث يمكن يقدر يساعدنا ..
قالت "حاجة سكينة" والدمع في عينيها :
- امشي ياجناي ربنا يعدلا عليك وينور طريقك ...
خرج "احمد" بعد ان قبل رأسي والديه .. ركب سيارته .. اتصل علي صديقه ..
- الو ..
- اوووووو "احمد" ود الناس ... ياخي الليلة دي غريبة
- محجوب انت لسه ماخليت حركاتك دي ؟
- هههههههههههه معقول ياخ ... وينك يا فردة ؟
- والله يا جوبا جري بس والله .. اسمعني ياخ عايز منك خدمة ..
- انت تأمر ..
- تسلم .. انا عندي بنية طلعت من امس ما لقيناها ..
- بنية ؟؟ .. يازول انت عرست ولا شنو ؟
- جوبا اوس ايدك ركز معاي .. وبطل الهظار حقك ده ..
- ههههههه خلاص خلاص ..
- دي بت جنوبية امس بالليل طلعت ولي هسه ماجات ..
- طيب ممكن تديني اوصافها واسمها ؟
دوّن "محجوب" الاوصاف والاسم .. وعد "احمد" بالبحث عنها .. وسيخبره اليوم بمكانها .. ثقة "محجوب" بنفسه جعلت "احمد" يرتاح قليلاً ... اتجه "احمد" الي مكتبه .. وتفكيره مشغول بـ"مايا" ... وصل الي المكتب .. دخل دون ان يسلم علي أي شخص ... جلس علي كرسيه .. وسرح بعيداً ... ما الذي جعل "مايا" تسكب الشاي علي "سحر" ؟ ... لم يجد أي سبب .. و ...
- اخونا ... ياعمك .. يازول .. احمد .
التفت "احمد" .. كان هذا "عزام" ..
- عزام كيفك ..
- انا كويس .. شنو يا زول سرحان طوالي كده ؟ الشاغل بالك ؟
- والله يا عزام خليها بالنية بس ..
- اسمع انا عايز اقول ليك كلام ياخ ...
اعتدل "احمد" في جلسته وقال باهتمام :
- قول ..
- نحن يا احمد اصحاب من متين ؟ ..
- من زمن بعيد ..
- بتثق فيني ؟
- يازول ده كلام شنو البتقول فيهو ده .. انت جنيت ؟
- ياخ جاوب لي ..
- طبعاً بثق فيك ..
- انا بحب "تغريد" ..
- شنو ؟ من متين الكلام ده ؟
- من زمان .. مالك مخلوع كده ؟
- مستغرب من كلامك ..
- البخليك تستغرب شنو ؟
- طيب ليه مخلي البت متعلقة فيني مادام انت بتحبها ..
- عشان شايف البت بتحبك ..
- اهاااااااااا عشان كده بتلز فيني .. وبتحمسني عشان الجو يخلا ليك .. وانا كنت قايلك خايف علي .. اتاريك بتلعب لي مصلحتك ..
- لالا ماكده والله ..
- اها كلمتها ولا لا ؟
- كلمتها وطلعت برضو بتحبني ..
- يازول ؟!!
- أي والله ..
- ريحتني والله من لياقتا دي .. ومبروك عليك والله
- الله يبارك فيك ...
###################################
قال "ريتشارد" (قائد المجموعة) بحزم وبلغتهم الخاضة :
- هسة انتو ماخجلانين من روحكم ؟
- ياريس نخجل من شنو نحن ماعملنا شي ؟
- ماعلمت شي ؟ .. ياخ دي بت قبيلتنا ..
- صراحة ياريس نحن ماعرفناها .. البت سمحة شديد .. وبعدين لابسة لبس مابتاعنا ..
- انت غبي ؟ ... انت في الخرطوم ومن الطبيعي البت تكون لابسة كدة .. شوفو البت دي تصحى اعرفو منها ساكنة وين وتوصلوها لحدي بيتا .. فاهمين ؟
قال الجمع :
- مفهوم ياريس ..
بدأ "ريتشارد" ينفس سجارته بتوتر .. كان "ملوال" بالقرب منه .. ساعده الايمن .. قال "ملوال" بصوت خافت :
- ياريس انا قلت ليك الناس ديل اغبياء وغير المشاكل ما ح يعملو شي ..
- ملوال .. الناس ديل برغم غباؤهم الا انهم بسمعوا الكلام .. وديل بنستفيد منهم ..
- لكن يا ريس ديل ما اظن يقدروا ينفذوا العملية ..
- شوية تدريب كده وببقوا مليون في المية .. وخلاص الموضوع ده انتهي ماتناقش تاني ..
- حاضر يازعيم ..
بعد دقائق .. اتي فرد من المجموعة مهرولاً :
- ياريس .. ياريس..
- مالك في شنو ؟
- تعال شوف البت دي مالا ..
- مالك يا زول .. البت مالا ؟..
- ماعارف تعال شوف براك ..
تحرك "ريتشارد" بسرعة .. وخلفه "ملوال" .. وصلوا الي مكان "مايا" .. "مايا" دخلت في حالة صرعى مجدداً .. حاول الجميع مسك رجليها .. لكنهم لم يستطيعوا .. أمرهم "ريتشارد" بتركها .. وقفوا ينظرون لها باندهاش .. وخوف .. اخرجت "مايا" الزبد من فمها .. اختفى سواد عينيها .. تراجعوا جميعاً الي الخلف .. مسك "ريتشارد" الصليب الذي كان يرتديه علي عنقه .. تمتم بكلمات من الانجيل المقدس ... امر باقي المجموعة بالخروج .. و "مايا" مازالت في حالتها ... بعد مرور ساعة .. أفاقت "مايا" .. هرول "ريتشارد" اليها .. غطى جسمها المكشوف .. أحضر كوب ماء .. شربت .. نظرت إليه باستغراب .. قال لها :
- ماتخافي انا "ريتشارد" وانتي تحت حمايتي لحدي ماتصلي بيتك ...
لم تجب "مايا" .. اكتفت بالنظر إليه .. دخل افراد المجموعة .. خافت "مايا" .. تذكرت ما كانوا يريدون فعله بها ... هدأها "ريتشارد" قائلاً :
- قلنا ما تخافي انتي تحت حماية ريتشارد ..
هدئت "مايا" قليلاً ... اعتذر افراد المجموعة عما بدر منهم .. وقف "ملوال" بعيداً .. اعجبته الفتاة .. ظل يتأمل فيها ... اقترب من "ريتشارد" .. همس له في اذنه .. خرجا معاً .. قال "ملوال" :
- يا زعيم بصراحة البت دي تلزمني ..
- تلزمك كيف يعني ؟
- يعني دايرا ..
- ملوال .. ركز معاي كويس .. نحن مادايرين نساوين في حياتنا .. العملية الجاية دي دايرا تركيز كبير مننا .. واقل تشتيت ببوظ الشغل الاشتغلناهو كلو ..
- يا ريس البت دي عجبتني ..
قال "ريتشارد" بحزم وبصوته الجهور :
- اتذكر انو نحن قلعنا قلوبنا من محلها عشان قضية يا ملوال .. ماداير اسمع منك الكلام الخايب ده .. مفهوم ؟
- لكن ياريس ..
نظر إليه "ريتشارد" بصرامة :
- خلاص يا زعيم مفهوم ..

..... يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 01-03-2015, 05:53 AM   #16


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الخامس عشر



اتصل "حاج مأمون" بـ"حاج عثمان" :
- الو ...
- اهلاً يا مأمون ..
- كيفكم يا حاج ..
- الحمد لله والله ..
- وكيف مع الجوطة الحاصلة دي ؟ ... قلت اتصل اطمن عليكم ..
- والله يا حاج لحدي الان والحمد لله ماف شي ..
- اعملو حسابكم .. انا سمعت كلام بقول العمليات التخريبية دي ح تزيد ..
- ربنا يستر يا حاج ..
- انت كيف ؟ وناس البيت كيف ؟
- كلهم بخير والله .. بس "التومة" متجرسة شديد ههههه..
- النساوين قلبهم خفيف يا حاج .. لكن بيني وبينك انا زاتي خايف والله ..
- هههههههههه يا حاج ده كلام شنو ده ؟ اول مرة اسمعك بتقولف خايف ..
- انا يا حاج ما خايف علي نفسي ... خايف علي "احمد" وعلي "مايا" الما عارفين ليها درب دي ... ربنا يستر ..
- ما تخاف ان شاء الله الأوضاع ح تهدأ .. و ح تلموا في "مايا" ..
- ان شاء الله ..
- يلا طيب مع السلامة
- مع السلامة ..
تمتم "حاج مأمون" :
- الله يستر ...
قالت "سحر" :
- يابا "احمد" رجع البيت ؟
ابتسم "حاج مأمون" وقال :
- آي رجع والحمد لله ..
- الحمد لله ...
- قلقانة عليهو ؟
- اكيد قلقانة يا ابوي .. احمد ده عشرة سنين ..
ابتسم "حاج مأمون" مرة أخرى .. "سحر" بدأت تهتم بـ "أحمد " ... قالت "سحر" :
- و مايا مالقوها لسه يا ابوي ؟
- لسه والله .. ربك يستر بس ..
- ياااااااااااارب استر ..
إحساس "سحر" بالذنب تملكها تماماً ... كانت قلقة جداً علي "مايا" ... وعلي "احمد" ........
########################################
"تغريد" كانت تائهة ... لم تجد من يوصلها الي منزلها ... أصابها الهلع ... حاولت الاتصال بـ"عزام" ... لكن جواله كان مغلقاً ... اتصلت بـ"احمد" ...
- الو ..
- الو ..
- احمد .. ممكن تجيني ..
- اجيك وين ؟
- جمب لذيذ ... وخايفة يا احمد..
- بجيك هسه خليك مكانك ...
- حاضر .. بس سريع ..
- اوكي ..
ارتدى "احمد" ملابسه بسرعة ... سألته أمه :
- علي وين ياولد ؟
- عندي زميلتي في الشغل مقطوعة في الشارع وخايفة ماشي اجيبا ...
- امشي ياولدي ربنا يغطي عليك .. واعمل حسابك حبيبي ..
- حاضر ياست الكل ..
خرج "احمد" مسرعاً .. ركب سيارته .. اتجه نحو موقع "تغريد" .. اعمال التخريب والنهب زادت ... داس علس دواسة البنزين .. زاد سرعته في إصرار وعناد رغم اكتظاظ الشارع بالمارة والسيارات .. وصل الي موقع "تغريد" ... ركبت السيارة .. شكرت "احمد" ... اطمأن عليها .. واسرع بسيارته قاصداً منزل "تغريد" ... تجاوز معظم السيارات بمهارة يُحسد عليها ... كانت امامه سيارة .. تجاوزها ... وفجأة ... اصطدم بسيارة أخرى .. تاتشر .. انقلبت سيارة "احمد" عدة مرات ... سائق (التاتشر) اخترق الزجاج الامامي .. لم يكن واضعاً حزام الأمان ... وقع علي الأرض .. دهسته سيارة أخرى .. سرعان ما هرع الي موقع الحادث شباب كانوا يؤمنون منطقتهم ... صرخ احدهم :
- لا اله الا الله .. ولا حولا ولا قوة الا بالله ...
هرع الجميع نحو سيارة "احمد" ... الضربة كانت قوية ... في اتجاه مقعد "احمد" .. لكن في الخلف ... حاولوا اخراج الجسدين ... لكنهم لم يستطيعوا .. خافوا .. اتصل احدهم بـ"الدفاع المدني" و "الإسعاف" ....
#################################
- ملوال ده اتأخر مالو كمان ؟
قالها "ريتشارد" بعصبية ... حاول الاتصال بـ "ملوال" .. لكن جواله كان مغلقاً ... حاول عدة مرات ... والنتيجة مغلق ... قال بتوتر وغضب :
- جيمس اتحرك حالا وشوف ملوال ده وين ؟
قال "جيمس" ممتثلاً لأوامر "ريتشارد :
- حاضر يا ريس ...
انطلق "جيمس" بدراجته النارية ... كان "ريتشارد" يحس بالقلق الشديد ... وفجأة :
- يا ريس .. يا ريس ..
- مالك في شنو ؟
- البت هربت ..
- هربت ؟؟
وانطلق مسرعاً الي مكان "مايا" ... كان المكان خالياً .. اشتاط غضباً .. صرخ في وجه المجموعة :
- انتو قاعدين بتسووا في شنو ؟
- والله يا ريس واقفين مكانا ... البت دي الا تكون الأرض انشقت وبلعتها ..
نظر "ريتشارد" الي "العِشة" .. وجد ممر صغير صنعته "مايا" بنفسها ... كانت اثار أصابع "مايا" واضحة علي الأرض ... حفرة تحت "العِشة" ... اندهش "ريتشارد" لما رآه .. ماهذا الإصرار ؟... ما هذه العزيمة؟ ... قال بصوت ممزوج بالدهشة والضيق :
- خلوها ح نلقاها .. هسه ما فاضين ليها ...
وبعد دقائق رن هاتف "ريتشارد" :
- الو ....
- يا ريس ملوال مات ..
- شنو ؟
- ملوال مات في حادث ... والشرطة محاوطة المكان ...
ركل "ريتشارد" حجر كان امامه بضيق .. وقال :
- السلاح الفي العربية وين ؟
- الشرطة شالتو ياريس ..
اغلق "ريتشارد" المكالمة بغضب شديد .. رمى الجوال .. صرخ صرخة كادت ان تذهب بأسماع المجموعة ...
يتبع ..


 

رد مع اقتباس
قديم 01-03-2015, 05:57 AM   #17


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء السادس عشر



- ياحاج اطلع شوف ولدك ده اتأخر كده مالو ... قلبي ده مااااااااا مطمن والله ..
- ياحاجة استهدي بالله .. ولدك ماهو شافع ..
- عليك الله اتصل عليهو وريح قلبي ده .. انا كان عندي رصيد أكنت اتصلت عليهو ..
- خير ياحجة ..
اخرج "حاج عثمان" جواله .. اتصل علي "احمد" .. جرس متواصل .. لم يرد احد .. اتصل "عثمان" للمرة الثانية ... جرس متواصل .. في الجهة الأخرى سمع احد الشبان صوت الرنة .. ادخل يده داخل جيب "احمد" .. و ..
- الو ..
- الو .. ده تلفون احمد ..
- والله مابعرف اسمو منو ؟ .. لكن يا خال الزول ده عامل حادث ..
- حادث ؟! .. حادث شنو يازول ؟ ..
- والله .. نحن هسه في شارع .....
أعطاه الوصف كاملاً .. "حاج عثمان" لم يستطع ان يتمالك نفسه .. بكى بطريقة غريبة .. ينتحب من غير دموع .. دموعه ابت ان تخرج من حجرها .. مصدوم .. سألته "حاجة سكينة":
- حادث شنو يا حاج ؟ ... العمل حادث منو ؟ ... احمد مالو ؟؟ .. رد لي ياخ ..
- احمد ياحجة عمل حادث ..
صرخت "حاجة سكينة" بأعلى صوتها .. نزلت دموعها بغزارة ..
- ووووووب علي ... ووووووب علي .. ووووب علي ياولدي .. الليلة وووووب
- ياحجة ماتصرخي ياخ ... استغفري .. انا ماشي عليهو ..
- كراعي في كراعك .. وووووب ياولدي .. احححي ياقلبي .. يا عمري .. اححححي انا ..
خرج "عثمان" ومن خلفه "سكينة" .. كانت "سكينة" تصرخ وتولول .. ركبا السيارة .. انطلق "حاج عثمان" بأقصى سرعة ... وقلبه يدق بقوة .. "سكينة" لم تسكت البتة .. تجاوز "عثمان" كل السيارات .. غدة الكظر افرزت كمية هائلة من الادرينالين .. ساعدته علي التركيز .. وصل "حاج عثمان" و "سكينة" الي موقع الحادث .. اغمضت "سكينة" عينيها وصرخت .. نزل "عثمان" من السيارة .. جر ارجله بالقوة .. كان رجال الإسعاف يحاولون اخراج الجسدين .. لم يستطع "عثمان" التكلم ... لم تخرج الكلمات من فمه .. تحكرت علي حلقه .. الدموع رفضت الانصياع .. تعندت .. اخيراً تم اخراج الجسدين .. صرخ احد المسعفين قائلاً :
- البت حية والحمد لله ..
زادت قوة خفقان قلب "عثمان " .. ياااااااااارب انقذ ابني ... ومرت كل الذكريات الجميلة امام "عثمان" .. منذ طفولة "احمد" الي تخرجه من الجامعة .. صرخ احد المسعفين :
- لا اله الا الله .. لا حولا ولا قوة الا بالله .. الزول ميت ..
نزلت دموع "عثمان" اخيراً .. احس ان جسده ثقيل علي رجليه .. عيونه كانت تحدق الي وجه "احمد" ... و ......
- لالا حي .. الزول حي الحمد لله .. الله اكبر ...
جثى "عثمان" علي ركبتيه .. سجد لله شكراً ... صرخ :
- ولدي حي .. ولدي حي ... ههههههههههه ... ههههههه .. الحمد لله .. الحمد لله ..
سمعت "سكينة" صراخ "عثمان" .. اسرعت نحوه .. نظرت الي جسد "احمد" .. كان "احمد" مغطى بالدماء .. اغشي عليها ... ادركها "عثمان" قبل ان تقع .. تحركت سيارة الإسعاف بعد ان حملت "احمد" و"تغريد" .... حمل "عثمان" زوجته وانطلق بسيارته خلف سيارة الإسعاف .. كانت الشرطة تحيط المكان ... قال الضابط :
- الأسلحة دي كلها ماشة وين كانت ؟
- والله يا سعادة نحن زاتنا ماعارفين ..
جاوبه احد العساكر ... قال الضابط :
- ماف واحد يلمس أي شي لحدي مايصلي ناس التحليل الجنائي .. مفهوم ..
- علم وينفذ سيادتك ...
##########################################
انطلقت "مايا" راكضة بذعر ... وكانت كل مرة تلتفت خلفها .. خائفة من مطاردة "ريتشارد" واعوانه .. ركضت مسافة بعيدة جداً ... استغربت من وجود هذا الكم الهائل من الناس في الشارع .. والحرائق التي طالت كل شيء .. لكن لم يكن لديها وقت للاستغراب .. ارادت ان تبتعد كثيراً عن "ريتشارد" ورفاقه ... وفجأة أوقفها رجل .. كان "محجوب" رجل المباحث .. صديق "احمد" ... توقفت "مايا" .. قال "محجوب" :
- جارية مالك ؟
قالت "مايا" وهي تلهث :
- ريتشارد آيز يكتلني ..
قال "محجوب" :
- عايز يكتلك ولا سارقة حاجة وجارية ...
- لالا ريتشارد ...
قال محجوب :
- ارفعوها في البوكس ..
سرعان ما أتى أربعة اشخاص غلاظ .. امسكوها .. وضعوها علي "البوكس" .. كانت "مايا" تصرخ باسم "ريتشارد" .. انطلق "البوكس" الذي يحمل "مايا" ومعها اشخاص آخرون ... وصل "البوكس" الي مخفر الشرطة ... انزل العساكر "مايا" وبقية الأشخاص ... ضربوهم بالسياط علي ظهورهم .. كانوا جميعاً يصرخون من شدة الألم ... حاولت "مايا" الفرار .. ولكن احد العساكر لطمها علي وجهها .. وضرب بخرطوم المياه في كل منطقة من جسدها .. صرخات "مايا" واسترجائها لم تجعل العسكري يتوقف ... الا ان اوقفه ضابط ... كانت "مايا" تتلوى من الألم ... ادخلوهم جميعاً الي مكتب الضابط ... امر الضابط بسجنهم ... والسياط لم تتوقف البتة .. كانت تنزل علي أجسادهم كالمطر ... بلا رحمة ..
############################################
- يا التومة ..
- آي ياحاج ...
- البسي هدومك ويلا علي المستشفى ..
- مستشفى ؟ مستشفى شنو ياحاج ..
- احمد عمل حادث .. ومرقد في الحوادث ...
- ووووووووب علي ... الليلة وووووووووووب ..
- ما تولولي فينا يا مرة ... البسي توبك وارح ...
انطلقت "التومة" مسرعة الي غرفتها ... سمعت "سحر" صراخ أمها .. اسرعت اليها وسألتها :
- في شنو يا يمة ...
- احمد عمل حادث ومرقد في الحوادث ...
- احمد منو ؟
- احمد ود عثمان ...
- احمد؟!!! ...
صرخت "سحر" ... بكت بحرقة .. رمت علي رأسها "طرحة" وانطلقت مع والديها .. ركبوا السيارة ... انطلق "مأمون" بسرعة .. وصلوا الى المستشفى ... دخلوا الي عنبر المصابين .. فتشوا .. و ...
- ياحاج ياحاج ..
كان هذا صوت "عثمان" ... التفت "مأمون" الي مصدر الصوت .. اسرع نحو "عثمان" ..
- يا حاج احمد وين ؟
- احمد دخلوهو غرفة العمليات ..
- لا حولا ولا قوة الا بالله ...
احتضنت "التومة" "سكينة" التي كانت تبكي بهستيرية .. حاولت تهدئتها .. لكنها لم تستطع .. فانخرطت معها بالبكاء .. وانضمت "سحر" اليهم ... قال "مأمون" :
- كدي تعال ياحاج ...
خرجا الي خارج العنبر .. قال "مأمون" :
- قلبي معاك يا حاج ... احمد حالتو خطيرة ؟ ..
- والله يا مأمون بين الحياة والموت .. ربنا يستر ..
- ان شاء الله ح يقوم بالسلامة ..
- حتي لو قام بالسلامة ح يبقى معاق ..
- ماتقول كدة ياحاج ..
- ياخ رجلو انقطعت ماسكة بس باللحم ..
- لا حولا ولا قوة الا بالله ...
- آه ... الحمد لله علي كل حال ...
زفر "عثمان" زفرة حارة .. قلبه كان يتقطع من الألم .. قال بصوت مبحوح :
- البت المعاهو ماعرفنا ليها اهل ..
- بت منو ؟
- ماعارف والله .. لكن هي زميلتو ..
- تلفون احمد معاك ؟
- أي معاي ..
- خلاص اتصل علي أي واحد من زملانو واسألم ..
- ياخ ماف داعي اخلي الناس يقلقوا ساي وازعجم ..
- ياحاج لازم تعمل كده .. عشان نعرف دي بت منو ؟
- كلامك صاح ..
اخرج "عثمان" جوال "احمد" .. بحث في الأسماء عن اسم يعرفه .. وجد "عزام" .. اتصل به .. رد "عزام" :
- اووووووو أبو حميد ..
- معليش انا أبو احمد يا عزام ..
- ازيك ياحاج ..
- الحمد لله ... احمد ده عمل حادث ومعاهو بت ..
- حادث ؟؟ .. متين ؟
- قبل شوية .. انا ضارب ليك عايز اعرف البت دي بتعرفا ولا لا ؟؟
- اوصفا لي ياحاج ..
بدأ "عثمان" بوصف الفتاة ... صرخ "عزام" .. وسكت ..
- الو .. الو .. عزام
لم يأته الرد ........
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 01-07-2015, 08:43 AM   #18




الصورة الرمزية ابوعمر
ابوعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2817
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 05-29-2023 (04:38 AM)
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم :  58
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مصائب وهموم ولا اشتكي
تري الشكوي لغير الله مذله
لوني المفضل : Blue
افتراضي



ياحبيب وين انت منتظرنك شحتفت الروح


 
 توقيع : ابوعمر



رد مع اقتباس
قديم 01-09-2015, 02:03 PM   #19


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الحلقة السابعة عشر



(داخل غرفة العمليات)
كان "احمد" مستقيا علي سرير العمليات .. ومخدرا" .. جراحان وممرضة كانوا حوله .. قال طبيب منهما :
- يا دكتور "انس" .. دكتور "العاقب" ده اتأخر كده مالو ؟ انت ما كلمتو ولا شنو ؟
- كيف ما كلمتو يا دكتور "حسن" .. كلمتو وقال جاي .
- طيب اتأخر ليه ..
- بكون جاي ..
- نحن حضرنا البيشن خلاص ..
- السلاااام عليكم ..
كان هذا دكتور "العاقب" .. مرتديا قفازاته الطبية .. والكمامة .. قال دكتور "انس" :
- وعليكم السلام ورحمة الله .. اتأخرت يا دكتور ..
- معليش بس كان عندي بيشن ان ستيبل (غير مستقر) .. يلابسم الله نبدأ ..
بدأت الممرضة تسرد المعلومات التي تلقتها من ورق البيانات الذي ملأه اهل المريض .. وفحوصات قبل العملية .. اطمأن دكتور "العاقب" .. لم يكن لدى "احمد" اي شئ يعيق مسار العملية .. دكتور "العاقب" كبير الجراحين في المستشفى .. بدأت العملية .. كان "العاقب" ماهرا جدا ... نظر الي صورة الاشعة ..وقال بصوته الغليظ :
- دكتور "حسن" وريني حالة الاوردة كيف ؟
قال "حسن" :
- الاوردة السطحية تعبانة .. الاوردة العميقة كويسة ..
- في مشكلة في الاوردة الكبيرة ؟
- لالا كلو تمام ..
- الحمد لله ..
ساعة مرت .. والجراحون يعملون بتركيز عالي ... محاولين انقاذ رجل "احمد" ...
################################################
وصل "عزام" الي المستشفى ... بحث عن "حاج عثمان" ... آخر مرة رآه عندما توفيت "سعاد" ابنته .. واخيراً وجده ..
- ياحاج ياحاج .. الف كفارة لي احمد ..
- كفر الله سيئاتك يا ابني .. عزام ولا منو ؟
- أي عزام ياخال ..
- ازيك يا ولدي ...
- الحمد لله .. احمد وين ..
- في غرفة العمليات ..
- ربنا يقومو بالسلامة .. والبت المعاهو وين ؟
- البت كويسة ماعليها شي .. راقدة هناك في العنبر ..
ركض "عزام" بسرعة ناحية العنبر ... دخل العنبر .. بحث بين وجوه المصابين علي "تغريد" .. وجدها .. هرول مسرعاً الي سريرة ... كانت نائمة .. سأل "عزام" الدكتور الذي كان بجانبها عن حالتها :
- يا دكتور طمني عليك الله ..
- اطمن يا شاب .. البت كويسة ماعليها أي شي غير خدوش وكسر صغير في الترقوة ..
- طيب .. طيب مالا مغمضة عيونا يا دكتور ؟
- اديناها حقنة مسكنة ..
- يعني ماف شي يا دكتور ؟
- ماف أي حاجة اطمن ياشاب .. ساعة كده وبتصحى ..
- الحمد لله ... الحمد لله ...
- انت اخوها ؟
- لالا انا خطيبا ..
- اهاااا طيب عن اذنك ..
- اتفضل يادكتور ...
جلس "عزام" بجانب سرير "تغريد" ممسكاً يدها .. كانت دموعه تسيل بغزارة .. كان خائفاً عليها .. وكيف لا يخاف وهي حبيبته ... هي من جعلت حياته لها طعم .. قبل "عزام" يد "تغريد" ... دعا الله ان يشفيها ... داعب خصلات شعرها ... مسح رأسها بكفه بحنان ..
في الجهة الأخرى من المستشفى .. كانت "سكينة" تبكي .. رغم محاولات "التومة" وابنتها في اسكاتها ... لكنه قلب الام .. كانت "سحر" هائمة بذكرياتها .. أيام الطفولة .. تحكرت دمعة علي جفنها .. سرحت بعيداً ..
- احمد ..احمد
- ايوة يا سحر ..
- ارح نلعب ..
- طيب نلعب شنو ؟
- تلعب معاي حجلة ..
- هههههههه حجلة دي حقت بنات ..
- عليييييييييك الله يا احمد ..
- خلاص ارح ..
رسمت "سحر" قلوب علي الأرض .. بدأت تشرح له كيفية اللعب .. رمت الحجر في اول قلب مرسوم .. وبدأت تلعب .. وبعدها "احمد" .. كانت تضحك كثيراً عندما يخطئ "احمد" ... كان "احمد" يلعب معها كثيراً .. آآآآه يا "احمد" ... زفرت "سحر" زفرة حارة .. استغفرت .. وبدأت تدعو ربها ...
كان "حاج عثمان" ممسكاً بسبحته .. "مأمون" كان بجانبه .. قال "مأمون" :
- ان شاء الله ربنا ح يقومو بالسلامة ..
- ان شاء الله يا حاج .. احمد ده الطلعت بيهو من الدنيا يا مأمون ..
- احمد زول طيب .. زول الله .. وربنا ح يقيف معاهو ..
- يااااااااااااااااارب .. لو احمد ده حصل ليهو شي امو دي ح تجن والله .. وانا زااااااااتي ح اجن ... احمد ده نوارة البيت يا حاج ..
- والله ياحاج احمد زينة الحلة .. بقيف مع الناس في أي شي .. افراحم واتراحم .. ماحصل مرة قال لي زول لا .. زول حارة .. وضكران ..
- استر يااااااااااااارب ....
- يارب ..
###########################################
قال "ريتشارد" بعد ان جمع رجاله :
- السلاح شالتو الحكومة ... نحن لازم نرجعو ..
- بس ياريس كيف ؟ ..
- انا عندي خطة وعايزكم تنفذوها بالحرف الواحد ..
قال احد رجاله :
- سلاح شنو العايز تقلعو من الحكومة ده ياريس ؟ .. وبعدين نحن لما اتفقنا معاك كان اتفاقنا انو نرهب الناس دي لكن ما اتفقنا علي سلاح وكتل وكلام فاضي ...
نظر إليه "ريتشارد" نظرة غضب .. تحرك نحوه .. وقال :
- كلام فاضي ؟؟ ... لما تحارب عشان قضية يبقي كلام فاضي ؟! ..
اقترب منه كثيراً ... وهمس علي اذنه :
- انت زول خاين ؟ ...
وقبل ان يرد .. اخرج "ريتشارد" سكيناً وطعنه في بطنه .. وسط اندهاش باقي المجموعة .. إلتفت "ريتشارد" الي بقية المجموعة .. وقال وهو يرفع سكينه :
- اي واحد خايف يمشي هسه ... لكن انا مابقبل أي واحد جبان معاي .. اها معاي ولا مع صاحبكم ده ..
قالوا كلهم بصوت واحد .. (معاك ياريس) ... لمعت عينا "ريتشارد" بصورة مخيفة .. قال بصوته الجهور :
- تعالو اوريكم الخطة ..
################################################
وصل "محجوب" الي مخفر الشرطة ... دخل الي مكتب الضابط المناوب .. تصافحا .. قال "محجوب" :
- في بت قبيل جبتها ليكم .. جنوبية ..
- الحراسة مليانة جنوبيات ..
- لالا دي بت جميلة .. زانداوية علي ما اعتقد .. كانت بتصرخ طوالي "ريتشارد .. ريتشارد "
- ايوة صاح .. دقيقة بس ..
نادى احد العساكر ...
- سوق سيادتو ووريهو المساجين ..
- تمام سيادتك ..
شكر "محجوب" الضابط .. وخرج مع العسكري الي الحراسة .. دخلل الي الحراسة .. نظر في وجوه المعتقلين ... كانت "مايا" متقرفصة علي ركن من اركان الحراسة .. نظر اليها "محجوب" .. أشار ناحيتها ... وخرج .. اخرجها العسكري .. "مايا" كانت مرتعبة جداً .. أنفاسها متصاعدة .. قال "محجوب" :
- ريتشارد ده منو ؟
نظرت إليه "مايا" نظرة رعب وقالت :
- ريتشارد .. إندو سلاه .. ريتشارد آيز يأمل هرب ..
- حرب ؟؟ .. حرب شنو ؟
- ريتشارد آيز يأمل هرب ..
- كدي اهدي شوية .. ووريني اسمك منو ؟
- مايا ..
- ساكنة وين يامايا ...
- انا ساكن مع "هاجة سكينة" و "هاج اوسمان" ..
- حاجة سكينة وحاج عثمان ؟ ياربي انا سمعت الاسامي دي وين ؟ ... وتاني منو يا مايا ..
- اهمد ..
- احمد عثما ...
وقبل ان يتم جملته تذكر"احمد" .. والفتاة التي يبحث عنها .. تأمل "محجوب" "مايا" .. نفس الملامح التي وصفها له "احمد" ... قال "محجوب" قاطباً حاجبيه :
- انتي هربتي منهم صاح .. كنتو مع حاج مأمون صاح ...
- أي ..
اخرج "محجوب" جواله ... اتصل علي "احمد" .. رد عليه ابوه :
- الو ..
- الو يا احمد ..
- انا ابوهو يا ولدي ..
- معليش ياحاج ... انا محجوب صاحب احمد ..
- ازيك يامحجوب ..
- ازيك ياحاج .. ممكن اكلم احمد ؟
- احمد ده ياولدي في غرفة العمليات .. ادعي ليهو ربنا يقومو بالسلامة ؟
- عمليات شنو يا حاج ..
- احمد عمل حادث الليلة وهسه جوة غرفة العمليات ..
- احمد عمل حادث .. لا حولا ولا قوة الا بالله ... في ياتو مستشفى انتو يا حاج ؟ ..
- في مستشفى (......) ..
- خلاص انا جاي عليكم هسه ...
اغلق المكالمة .. نظرت إليه "مايا" والدموع علي عينيها ..
- اهمد مالو ؟ ..
- احمد عمل حادث .. اصطدم بي عربية تانية ..
- اهمد ماتت ؟
- مات شنو كمان انتي؟ .. احمد في غرفة العمليات ..
- أمليات ؟؟ .. أمليات شنو ؟؟ .. اهمد ماتت ... اهمد ماتت ..
صرخت "مايا" .. وأصبحت تردد كالمجنونة "اهمد ماتت ... اهمد ماتت " .. و ... أغشي عليها ....
يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2015, 02:05 PM   #20


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الحلقة الثامنةعشر



افاقت "تغريد" .. فتحت عيناها الواسعتان.. انفرجت اسارير "عزام" عندما رآها ... قال والفرح قد ملأ عينيه :
- حمد لله ع السلامة ياغالية ..
- عزام ... الله يسلمك ... انا وين؟
- انتي في المستشفى يا روحي ..
- مستشفى ؟ .. آه ياراسي .. مستشفى شنو كمان ؟
- عملتي حادث والحمد لله سليمة ما عليك اي شي ..
حاولت "تغريد" النهوض ولكنها لم تستطع .. ثم قالت بوهن :
- ايوة .. ايوة .. كنت راكبة مع احمد .. احمد .. احمد كيف ؟ .. الحصل ليهو شنو؟
طأطأ "عزام" رأسه ثم قال بصوت حزين:
- احمد في غرفة العمليات ..
صرخت "تغريد" .. حاولت النهوض مرة اخري لكنها عجزت .. نزلت دموعها .. قال والحسرة تملأها :
- انا السبب .. انا السبب .. احمد .. احمد
بكت "تغريد" بحرقة .. ضربت وجهها بكفها عدة مرات .. نحبت .. كان "عزام" يحاول تهدئتها .. لم يستطع .. زاد نحيبها وصراخها .. أتى الطبيب .. اعطاها حقنة مهدئة .. بعد دقائق غاصت في نوم عميق .. والدمع يملأ خديها .. بكى "عزام" دون صوت .. بكى صديقه وحبيبته .. امسك بيد "تغريد" ... قبلها عدة قبلات .. وضع كفها علي خده .. واغمض عينيه ....
في الجهة المقابلة .. زاد التوتر والقلق .. "عثمان" لم يستطيع الجلوس .. ظل متسمرا مكانه ينظر نحو اتجاه غرفة العمليات .. بعد دقائق معدودة .. خرج طبيب .. اسرع اليه "عثمان" ..
- يا دكتور .. يادكتور .. ولدي كيف ؟
- ما تخاف ياحاج ولدك بقى تمام التمام .. الحمد لله العملية نجحت .. قدرنا نوقف النزيف .. وانقذنا رجلو .. ماتخاف ..
- الحمد لله .. الحمد لله ..
- بس ممنوع زيارتو .. خلال 24 ساعة .. بعداك ممكن تشوفوهو .. لكن اطمن ولدك تمام التمام ..
- الحمد لله رب العالمين .. ربنا يطمنك يادكتور زي ماطنتني ..
- امين .. عن اذنك ..
- اتفضل ..
ركض "عثمان" بسرعة .. كفتى في العشرين من عمره ..
- يا حجة ياحجة ..
- ايوة ياحاج ..
- ابنك سليم والحمد لله .. الدكتور طمني عليهو هسه ..
انطفأت النيرات المتقدة علي قلب "سكينة" ... جثت علي ركبتيها وسجدت شكراً لله ... "سحر" نزلت دموعها .. دموع الفرح .. احتضنت والدتها .. عمت الفرحة المكان ... "مأمون" اسرع واحضر الحلوى ..
##################################################
تحرك "ريتشارد" ورجاله بعدما انتهى من شرح خطته .. تفرقوا .. اتجه جزء منهم ناحية مخفر الشرطة .. القسم الاخر توقف قبل المخفر بكيلومترات .. اما "ريتشارد" ورجلين دخلوا الي المخفر مباشرة .. توجه "ريتشارد" الي احد العساكر .. قال :
- انا آيز افته بلاغ ..
- مشكلتك شنو ؟
- والله يا سيادتك في 3 من الجنوبيين ديل سرقو دكاني ..
- طيب عارف اشكالم ؟ .
- آي ..
- خلاص خش جوة بتلقى عسكري تاني .. بفتح ليك البلاغ هو ..
- تيب سكرا .. سيادتك ..
توجه "ريتشارد" ناحية العسكري الاخر ..
- سلام ..
- اتفضل ..
- انا آيز افته بلاغ هنا دي ... في تلاتة جنوبيين سرقو دكان بتاءي انا دي ..
- شوفتهم انت ؟
- نأم ..
- ممكن توصفم ؟
كان "ريتشارد" يتفحص المكان جيداً .. كان هنالك 4 عساكر فقط .. وضابط جالس علي مكتبه ..
- يااااااااااا اخينا ؟
- آي
- تقدر توصف لي الجماعة السرقوك ديل ؟
- واهد توييييييييييل .. واتنين قسار ... واهد اسوااااااااااااد .. واتنين اسود بردو ..
- اهاااا انت شكلك داير تهظر ... اتفضل اطلع برة قبل ما ادخلك الحراسة ...
- انا آيز افته بلاغ تدكلني الهراسة .. كيف ده .؟!
- كده واتفضل اطلع برة ..
- كويس .. هركات جنا ارب دي انا بأرفو كويس ,..
- طير يازول احسن ليك ...
خرج "ريتشارد" ورجليه ... اشار الي رجاله المتواجدين خلف المخبر بأصابعه الخمسة فاتحاً راحة يده .. انطلق ثلاثة منهم الي داخل المخفر .. اطلقوا الرصاص علي العساكر .. البقية دخلوا بسرعة ... خرج الضابط .. اخرج مسدسه .. اطلق النار علي احدهم .. لكنه اصيب بطلق ناري علي كتفه .. وقف اثنين علي رأس الضابط مصوبين بنادقهم ناحية رأسه .. وانطلق الباقون داخل المخفر .. كان هنالك عسكري مختبئ خلف مكتب الضابط .. اتصل علي رئاسة الشرطة ... سمعه احد افراد عصابة "ريتشارد" .. اطلق عليه النار ومات .. رئاسة الشرطة ارسلت اقرب دورية لها الي المخفر .. وقبل وصولها تم اطلاق النار عليها ودمروها .. المجموعة الثانية ... اتجه " ريتشارد" صوب "التاتشر" الممتلئ بالسلاح ... اخذ اسلحته .. وخرج هو ورجاله ... ركبوا سياراتهم وانطلقوا .. وفجأة خرجت ستة تاتشرات حكومية .. وقطعت عليهم الطريق .. و .... بدأ اطلاق النار ...
################################################
وصل "محجوب" المستشفى وبصحبته "مايا" ... ألحت "مايا" عليه .. استأذن "محجوب" الضابط لاصطحابها فوافق علي ان يتحمل المسئولية الكاملة .. دخلا الي المستشفى .. وبعد استقصاء من "محجوب" عرف مكان "احمد" .. دخلا الي العنبر يبحثان عن والدي "احمد" ... هتفت "مايا" :
- هاجة سكينة ... هاجة سكينة ...
وركضت نحو "سكينة" التي تهللت اساريرها .. وقفت وفتحت ذراعيها .. احتضنت "مايا" بقوة .. بكيا معاً .. قبلت "سكينة" رأس "مايا" عدة قبلات متتالية .. قالت :
- مشيتي وين يابتي قلقتيني عليك ...
قالت "مايا" وعيونها مغرورقة بالدموع :
- اهمد كيف ؟؟ .. اهمد كيف ياهاجة سكينة ؟ ..
قالت "سكينة" وهي تمسح شعر "مايا" المجعد :
- احمد كويس حبيبتي ..
- انا آيزا اسوفا ...
- هسه هو نايم بتشوفيهو بكرة يا مايا .. كويس ؟
- كويس ..
إلتفتت "سكينة" ناحية "محجوب" وقالت :
- ازيك ياولدي ..
- ازيك ياحجة .. وقلبي معاكم ..
- يسلم قلبك يا جناي .. اتفضل حلاوة ..
قدمت "سكينة" الحلوى لـ "محجوب" .. وقدمت الي "مايا" ... قال "محجوب" وهو يحاول فتح الغطاء الورقي للحلوى :
- احمد الحاصل عليهو شنو هسه ؟
- والله ياولدي تمام .. الدكاترة قالو وقفو النزيف .. وحالتو مستقرة هسه ..
- الحمد لله ... وين حاج عثمان ..
- حاج عثمان في الكفتيريا مشي يجيب ليهو سندوتشات ..
- تمام ... خلاص انا بمشي عليهو في الكافتيريا ..
- خلاص ياولدي اتفضل ...
انصرف "محجوب" بعد نظر الي "مايا" نظرة تحذير ... قالت "سكينة" :
- مايا انتي كنتي وين ؟ ومالك مبشتنة كده ؟
قالت "مايا" وهي تنظر الي الأرض :
- ريتشارد آيزة تكتلني ..
قالت "سكينة" باستغراب :
- ريتشارد منو ؟ ... وعايز يكتلك كيف ؟ .. كدي احكي لي ...
قصت "مايا" قصتها الي "حاجة سكينة" التي كانت تتابعها باهتمام شديد ودهشة ...
يتبع ...


 

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2015, 02:09 PM   #21


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الحلقة التاسعة عشر



صاح الضابط في جنوده قائلاً :
- ماف زول يضرب نار عليهم .. انا عايزم حيين ..
كانت "تاتشرات" الشرطة تطارد سيارتي "ريتشارد" واعوانه .. طاردوهما الي ان وصلا منطقة علي ضواحي "الخرطوم" .. منطقة نائية .. زادت سيارات الشرطة سرعتها .. حاصروهما ... صاح "ريتشارد" قائلاً :
- اضربو نار ..
اطلق "ريتشارد" واعوانه الرصاص علي سيارات الشرطة .. ردت عليهم الشرطة بوابل من الرصاص ... قاوم "ريتشارد" واعوانه .. كان "ريتشارد" في الماضي رجل حرب .. لم يعرف الاستسلام قط .. قاوم بكل مايملك من قوة .. بدأ الشك والرعب يتسلل الي قلوب معاونيه .. صاح فيهم "ريتشارد" مشجعاً ومحرضاً علي عدم الاستسلام ... دامت المناوشات قرابة ثلاثين دقيقة ... أصاب رجال "ريتشارد" عدداً من افراد الشرطة .. بدأ عدد افراد الشرطة بالنقصان .. أشار الضابط لرجل "الدوشكا" ... بدأت رصاصات "الدوشكا" تنطلق بغزارة ... أصاب الرصاص كتف "ريتشارد" ... رد "ريتشارد" بوابل من الرصاص .. وجاراه افراد مجموعته .. اختبأ "ريتشارد" خلف احدى السيارات .. ردت الشرطة من خلال "دوشكا" أخرى ... انهمر سيل من الرصاص علي "ريتشارد" .. تفجرت السيارة الأولى .. بعد ان اصابت رصاصة خزان الوقود ... صاح الضابط بصوت عالي :
- انا عايز الناس ديل احياء ياغبي ..
رد جندي من الجنود :
- بالطريقة دي الناس ديل ح يكتلونا كلنا يا سيادتك ...
- نفذ الأوامر وانت ساكت يا عسكري ..
- تمام سعادتك ...
وقبل ان يتم الجندي حديثه .. كانت "الدوشكا" قد دمرت السيارة الأخرى .. توقف اطلاق النيران ... تقدم الجنود .. وجدوا ان كل افراد المجموعة قد ماتوا ... صاح احدهم :
- المنطقة نضيفة سيادتك .. كلهم ماتوا ...
غضب الضابط بشدة .. قال بحسرة :
- ولا واحد فيهم حي ؟
- لا يا سيادتك ..
- دي الحالة قلت ليكم عايزم حيين !! ..
- ياسيادة هم الخلونا نتصرف معاهم كده ..
- خلاص .. خلاص ...
########################################
قابل "محجوب" "حاج عثمان" في الكافتيريا :
- ازيك يا حاج ..
- ازيك ياولدي ..
- انا محجوب صاحب احمد ..
- معليش ياولدي العتب علي النظر ... كيفك وكيف حالك ؟
- الحمد لله ... وحمد لله علي سلامة احمد ..
- الله يسلمك ياولدي ..
صافح "محجوب" "سحر" و "التومة" ... وقال :
- بالمناسبة ياحاج انا جبت معاي "مايا" ..
- مايا ..
كان هذا "مأمون" .. يحمل العصائر .. انفرجت اسارير "سحر" وقالت بفرحة :
- وين هي هسه ؟
قال "محجوب" ..
- دي قصة طويلة والله ... بس ح ترجع معاي القسم .. انا عامل تعهد ..
قال "حاج عثمان " :
- قسم شنو تاني ياولدي ؟
- يا حاج كدي نطمن علي احمد ده وبعدين نشوف الحاصل شنو ؟
- مايا دي بتي ياولدي .. واحمد لسة مافاق .. وريني الحصل شنو ؟
- والله ياحاج مايا دي قصتها طويلة .. لكن ان شاء الله بكرة ح يفرجو عنها ..
- يا ولدي مايا دي امانة في رقبتك ..
- ياحاج من غير ماتوصيني والله .. البت دي مسكينة شديد .. وانا متعاطف معاها ..
- تسلم ياولدي ... زي ماقلت البت دي مسكينة ...
- انا استأذنكم ياجماعة .. زي ماشايفين البلد دي مقلوبة كيف ..
- ربنا يكون في عونك ياولدي ...
- انا بحاول بكرة اجي اطمن علي احمد ..
- مابتقصر ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ...
خرج "محجوب" وتوجه علي العنبر الذي توجد فيه "مايا" .. وصل الي العنبر .. قال موجهاً كلامه لـ "مايا" :
- يلا يامايا ..
قالت "حاجة سكينة" :
- سايقا وين ياولدي ..
- مايا الليلة ح تكون معانا في القسم وبكرة ان شاء الله بترجع ..
- ليه ياجناي عملت شنو ؟؟
- ماعملت شي ياحجة اطمني .. بكرة بترجع ..
- طيب يا ولدي خليها معاي الليلة مادام بكرة بترجع ..
- معليش ياحجة دي إجراءات ولازم ننفذها ..
- خير يا جناي ...
قبلت "حاجة سكينة" رأس "مايا" وقالت :
- خلي بالك من نفسك يابتي ..
طأطأت "مايا" رأسها بحزن شديد ... قال "محجوب" :
- يلا ياحجة ودعتك الله .. وربنا يقوم احمد بالسلامة يارب ..
- امين ياولدي وعليك الله خلي بالك من مايا ..
- حاضر يا يمة ..
- يحضر ليك يا جناي ..
امسك "محجوب" يد "مايا" وخرجا الي سيارته ...
############################################
خلف التلال الرملية كان "ريتشارد" يتألم بشدة ... هرب "ريتشارد" قبل انفجار السيارة .. نهض "ريتشارد" بصعوبة ... وقف علي ربوة .. ألقى نظرة بعيدة .. شاهد مئذنة .. مشى نحوها وهو يجر رجل برجل .. وصل الي القرية بعد عناء شديد .. قابله شيخ كبير في السن .... قال الشيخ بعد ان اسنده علي كتفه :
- انت كويس ياولدي ؟
لم يرد "ريتشارد" .. كان مرهقاً لدرجة انه لم يستطع تحريك لسانه ... قال الشيخ :
- شكلك تعبان .. وده شنو ؟ دم ؟ .. لاحولا ولا قوة الا بالله .. ارح ياولدي ..
ادخل الشيخ "ريتشارد" الي بيته .. نادى زوجته :
- يا امونة .. امونة ...
- أي ياحاج ...
- جيبي موية سخنة وحبة ملح ..
- موية سخنة وملح ؟
وصلت "امونة" .. توارت "امونة" بعد ان رأت رجل مع الشيخ .. اسرعت الي المطبخ .. وضعت قدر ماء علي النار .. اخذت علبة الملح .. نادت علي الشيخ .. اعطته العلبة .. وضع الشيخ كمية من الملح علي الجرح ليوقف النزيف .. احضرت "امونة" قدر الماء الساخن .. بدأ الشيخ بتنظيف الجرح .. صرخ "ريتشارد" من الألم ... قال الشيخ :
- الزول لازم نوديهو الشفخانة ...
يتبع ....


 

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2015, 02:13 PM   #22


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الحلقة العشرين



(بعد مرور شهر من احداث الاثنين الدامية )
قالت "مايا" بصوت حنون :
- اشربي الأسير يا اهمد ..
كان "احمد" جالساً علي كرسي متحرك .. منعه الاطباء عن الحركة .. لم ينبس "احمد" ببنت شفة ... واكتفى بالنظر الي نقطة اللامنتهى ... منذ خروجه من المستشفى لم ينطق "احمد" ولا بكلمة ... كان مصدوماً ... كثير السرحان ...
- اهمد اشربي ...
نظر اليها "احمد" نظرة استياء ... تحرك بكرسيه .. ادار ظهره لها .. لم تيأس "مايا" .. وضعت العصير بالقرب من فمه وهي تترجاه .. اطاح "احمد" بالكأس بعيداً .. خافت "مايا" تراجعت ... نزلت دموعها .. ركضت ناحية غرفتها ... رأت "سكينة" مافعله "احمد" .. عاتبته قائلة :
- بالغت ياولدي ... البت دي هسه سوت ليك شنو ؟
لم رد "احمد" .. دحرج كرسيه المتحرك .. واتجه علي غرفته .. قالت "سكينة" والحزن يعتصر قلبها :
- الله يهديك ياولدي ويشفيك ... الحمد لله ..
توقف "احمد" بكرسيه قرب السرير ... ساعداه القويتان ساعدتاه علي الانتقال .. استلقى "احمد" علي سريره ... سرح بعيداً .. راجع شريط ذكرياته كاملاً ... نزلت علي خده دمعة ساخنة .. سرعان ما مسحها بيده .. نظر الي رجله المصابة ... الجرح شُفي تقريباً .. نظر الي سقف غرفته ... تذكر الحادث .. اغمض عينيه بانزعاج ...
====================================
- يا حاج .. احمد بقى كيف ؟
- والله يا مأمون ماعارف اقول ليك شنو .. احمد حالتو تحنن وتجنن !
- مالو ؟
- احمد من ما رجع من المستشفى ما فتح خشمو نهائي .. لا معاي لا مع امو ولا حتي مايا المسكينة ..
- ليه يعني ؟
- والله يا حاج انا زاتي ماعارف ..
- يمكن يكون مصدوم من الحادث وكده ..
- احتمال برضو .. مرات بتلقاهو سارح بعيييييد لم يخوفنا ..
- دي صدمة ..
- امو قالت يودوهو لي شيخ يقرا ليهو قرآن ..
- طيب وديهو ياحاج ..
- بصراحة انا شيوخ الزمن ديل ما مقتنع بيهم ...
- انا عندي ليك شيخ والله غير القرآن مابعالج بي شي ..
- انت يا حاج كمان بتعرف درب الشيوخ ..
- ههههه الراجل ده صحبي والله ..
- ساكن وين ؟
- في حتة كدة علي ضواحي الخرطوم ...
- زولك انت مالي يدك منو تب ولا جهجة وتلتلة ساي ...
- واثق منو والله ..
- خلاص يازول بكرة ان شاء الله نمشي ليهو سوا ..
- ابشر ..
- لكن احمد ح يوافق ؟
- بعد كده ده دورك يا حاج ..
- ربنا يستر ... ما يقوم يتجنن علي ..
- ياحاج احمد زول محترم .. ومربى صاح .. انت بس فهمو انو ده لي مصلحتو وانكم خايفين عليهو ..
- ان شاء الله ...
- يلا قوم نمشي نضرب لينا قراصة حااااااااارة كده ..
- جنك قراريص ..
- هههههههه الوحيدة البتخليك تقيل .. وتقدر تكمل باقي اليوم ..
- والله صدقت ياحاج .. خلاص يلا ..
- يلا ..
======================================
دخل "عزام" الي مكتب "تغريد" ... ابتسمت "تغريد" عند رؤيته .. قال "عزام" :
- عازمك فطور الليلة ..
- والله يا عزام ماعندي أي نفس ..
- لالا ماف حاجة اسمها ماعندي نفس لازم تقومي تاكلي .. انتي دايراني ازعل منك ولا شنو ؟؟
- لكن ياعزام ...
- ماف لكن ولا حاجة ... يلا قومي ..
- اوكي ..
- اها نفسك تاكلي شنو ؟
- علي زوقك بس ..
- خلاص اوكي .. ح اكلك شي عمرك ما ضوقتيهو ..
- ماشي يا سيدي ..
خرجا .. ركبا سيارة "عزام" ... انطلقا ناحية مطعم قريب .. جلسا علي الطاولة .. قال "عزام" :
- تغريد انتيب تحبيني ؟
- معقول ياعزام ده سؤال ليك ! ..
- جاوبيني علي سؤالي بصراحة ..
- ايوة ياسيدي بحبك ..
- واحمد ؟
تنهدت "تغريد" ثم قالت :
- احمد ده انتهى من حياتي زمان .. الان اصبح مجرد زميل في العمل ما اكتر ..
- طيب كلمي ابوك اني جايهو يوم الجمعة الجاية ..
- جاي الجمعة الجاية ؟ لي شنو ؟ ... اقصد ....
قاطعها "عزام" قائلاً :
- جاي اتقدم ليك ..
صمتت "تغريد" لفترة .. ثم قالت :
- ممكن تأخرو حبة يا عزام ؟ ..
- ليه يعني ؟
- محتاجة زمن افكر فيهو .. الزواج ده ما شي ساهل كده .. وده قرار مصيري .. ارتباط ... وحياة جديدة ..
- تفكري !!
- ماتفهمني غلط .. انا بحبك وربي عالم .. بس انا لسه ما مهيئة نفسياً للحاجة دي ..
- ما مهيئة نفسياً كيف ؟
- عزام ارجوك حاول تفهمني ..
- والله بحاول افهمك لكن ماقادر .. ماشايف أي سبب بخليك تتكبكبي كده ..
- حبيبي انت عارف الحادث مؤثر فيني نفسياَ كيف .. انا عايزاك تديني شهر بس وبعداك تعال البيت ...
- حاضر ياستي .. بس عشان كلمة حبيبي دي ..
- حبيبي ..
ضحكا ... اختلجت المشاعر في قلب "تغريد" .. لم تدري هل تفرح ام تحزن ؟ .. تفرح لانها تقدم اليها عريس .. ام تحزن لان العريس ليس ما كانت تتمناه .. اطلقت زفرة حارة اخرجت بها كل توهانها ....
============================
- يمة انتي لسه ماجهزتي ؟
- خلاص جهزت يا سحر .. ألبس توبي بس ..
- يلا طيب سريع ..
- اها خلاص يلا..
خرجت "التومة" وبصحبتها ابنتها "سحر" .. ركبا "الامجاد" التي اوقفها لهم ابن جيرانهم .. قالت "التومة":
- عارفة ياسحر .. احمد ده بكونو طقوهو عين ..
- اي والله يا أمي ...
- الولد سميح وناجح ومحبوب ..
- والله يايمة احمد ده مافي منو اتنين ..
- يعني نقول مبروك؟
- مبروك علي شنو يايمة ؟
- انك وافقتي خلاص ..
- وافقت علي شنو ؟
- علي احمد ..
صمتت "سحر" .. تذكرت خطة "احمد" .. قالت :
- الفيها الخير ربنا بسويها ..
- يعني موافقة ... ايوووووووي يوووووي ..
- يمة نحن في الشارع ما في البيت .. هسه الراجل ده يقول علينا شنو ؟
التفت سائق "الامجاد" الي "سحر" وقال :
- ح اقول مبروك .. وزغرتي يا حجة .
زغردت "امونة" مرة اخري .. وقالت بفرح :
- اخيرا يابتي ح اشوفك عروس كده واشيل اولادك في كرعي ... الليله جت ليا .. جت ليا يا بنات امي ..
ضحك السائق وقال :
- ربنا يتم ليك علي خير ياعروس ..
قالت "سحر" بضيق :
- يتم شنو كمان انت .. عايز تعوم في عوما .. هو لسه ما اتقدم لي ..
قالت "امونة" :
- ح يتقدم ليك يابتي .. ان شاء الله ..
- كويس ..
نظرت "سحر" الي خارج السيارة عبر النافذة ... وقالت في نفسها :
- ياربي احمد كويس ؟ .. خطتك يا احمد شكلها باظت .. شكلي حبيتك ولا الحاصل شنو ؟ .. ويعني شنو لو حبيتو ؟ .. احمد ده كل البنات يتمنو بس نظرة منو .. اخخخخ جينا للكلام الكنت خايفة منو زاااااتو ...
يتبع ..


 

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2015, 02:16 PM   #23


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الحلقة الحادية والعشرين



- ازيك يا حجة ..
- التومة اختي .. كيفك ؟ ..
- الله يسلمك .. الله يبارك فيك
- الله يسلمك ... اله يبارك فيك ..
وثلاث قبلات متتالية ... نظرت "سكينة" الي "سحر" .. رحبت بها ترحاب حار .. و ... ثلاث قبل متتالية ... كانت "مايا" تقف خلف باب غرفتها .. تراقب .. ما الذي أتى بهذه الفتاة الي هنا؟ .. تريد ان تخطف مني "احمد" ؟ .. هيهات ... خرجت "مايا" من مكانها .. صافحت "التومة" .. مدت يدها لتصافح "سحر" .. "سحر" مدت يدها .. اعتصرتها "مايا" بقوة وهي تحدق الي عيني "سحر" .. تألمت "سحر" .. حاولت ان تسحب يدها .. ولكن قبضة "مايا" كانت قوية ... ثم حررت يدها .. قالت "التومة" :
- احمد وين ؟
ردت عليها "مايا" بسرعة :
- اهمد نايمة ..
قالت "سكينة" وهي تنظر الي "مايا" باستغراب :
- متين نام ؟ هسه كنت معاهو جوة اديتو عصير ..
قالت "مايا" باصرار :
- اهمد نااااااااايمة ...
قالت "التومة" :
- خلاص خلوهو يرتاح ... اخبارك شنو يا سكينة ؟
- والله تمام الحمد لله ... مايا ممكن تجيبي موية لي خالتك ؟ ..\
خرجت "مايا" .. اتجهت الي المطبخ .. واتت حاملة كوب ماء واحد .. وقدمته الي "التومة" .. قالت "سكينة" :
- يابتي بالغتي لكن ! .. وين كباية سحر ؟ ..
قالت "سحر" متداركة الموقف :
- لالا انا مادايرة ..
قالت "مايا" موجهة كلامها الي "سكينة" :
- انت مش قلتا جيب موية لي خالتك ؟
ضحك الجميع .. قالت "التومة" مازحة :
- انتي ياحجة بالجد غلطانه كان تقولي ليها خالتك وبتها ... مايا ماغلطانة هههههه ..
فجأة ظهر "احمد" وهو يدحرج كرسيه المتحرك .. نظر الجميع الي "مايا" .. اسرعت "مايا" نحو "احمد" .. دحرجت كرسيه .. قالت "سحر" :
- احمد ازيك ؟ ..
لم يجب "احمد" بل اكتفي بالابتسام فقط .. قالت "التومة" :
- ازيك ياولدي .. كيف بقيت ؟
وايضاً لم يجب "احمد" .. قالت "مايا" :
- اهمد آيزة ترتاه .. مش كده يا اهمد ..
نظر الي "مايا" .. اشار الي "سحر" .. قالت "سحر" :
- عايز شنو يا احمد ؟
اشار اليها "احمد" بأن تأتي معه ... نهضت "سحر" توجهت نحو "احمد" .. حاولت ان تمسك الكرسي ... لكن "مايا" رفضت .. تحرك "احمد" بكرسيه وحدق في "مايا" .. "مايا" ركضت الي غرفتها وهي تبكي وسط دهشة الجميع .. امسكت "سحر" بالمقبض ودحرجت كرسي "احمد" نحو غرفته ...
==============================================
كان "ريتشارد" يجلس تحت ظل شجرة ... كان يفكر كثيراً ماذا سيفعل بعد ان دمرت الشرطة خططه ؟ ... هل هدفه ضاع مع ادراج الرياح ؟ ... ألن ينتقم ؟ ... ألن يأخذ بثأره ؟ .. انتظر هذه اللحظة منذ سنين ... اخذ يتذكر .. وسبح مع ذكرياته بعيداً ..
كانت الحرب علي أشدها .. كان ريتشارد وعائلته يختبئون خلف الاشجار .. انتصرت قوات الشمال .. بدأت القوات في تمشيط المكان ... رآهم ريتشارد وكان في ذلك الوقت لم يتجاوز السادسة عشر .. حاول الهروب .. ولكن الجنود امسكوا بهم .. "ريتشارد" وامه واخته الصغيرة .. أبوه مات منذ سنين .. قال رئيس المجموعة (الجابكم هنا شنو ؟ ) .. رد "ريتشارد" :
- انتي الجابك شنو ؟ ده بلد بتاعي انا ..
قال الرئيس :
- صاح دي بلدك وبلدي وانا جيت احررك ..
- انتي جاية تكتليني ..
- اكتلك شنو ؟ انا جاي احرركم من المتمردين ..
- انتي المتمردين ..
كان "ريتشارد" ورغم سنه وفياً لمنطقته .. وحبه الجارف للقائد الروحي "قرنق" .. قال بحدة :
- قرنق هي التهررنا .. انتي متمردة .. آيزه تكتلي كل الجنوبيين ..
قال احد الجنود .:
- الشافع ده قليل الادب بالجد ..
قال "ريتشارد" :
- انتي قليلة ادب ..
قال الرئيس :
- خلاص .. خلاص امشي ياولد .. سوق امك واختك وامشو .. واعملو حسابكم من الالغام ..
فجأة انطلقت رصاصات من مكان قريب .. جندي يطلق النار بعشوائية .. كان جريحاً وعلي وشك الموت ... لكنه كان يحارب لآخر رمق في حياته .. هرب "ريتشارد" وذويه .. انطلقوا دون ان يدروا في اتجاه الجندي المصاب ... رد المجموعة بوابل من الرصاص .. اصابوا ام "ريتشارد" .. ماتت علي الفور ... اخته الصغيرة ركضت بخوف ... انفجر بها لغم .. صرخ "ريتشارد" صرخة قوية ... ركض بعيداً وتوارى عن الانظار .. ملامح رئيس المجموعة لم تفارقه البتة .. قرر الانتقام .. فانخرط مع جيش الحركة الشعبية كما اسموا انفسهم ... كان هدف "ريتشارد" قتل ذلك الرئيس .. الذي اصبح الان ضابطاً .. ويعمل في القيادة العامة .. نزلت دموع "ريتشارد" .. وقرر ان يقوم بالمهمة لوحده ...
============================================
- اها بقينا برانا ... ح تكون ساكت كده ولا ح تتكلم ؟
نظر إليها "احمد" حاول ان يقول شيء لكنه لم يستطع .. قالت "سحر" :
- قول يا احمد .. اتكلم .. لي متين ح تكون ساكت كده ..
طأطأ "احمد" رأسه .. فتح فمه .. واغلقه مرة اخرى .. كانت "سحر" تنظر إليه .. العبرة تكاد ان تسد حلقها ... ودون ان تشعر نزلت دموعها ... ثم قالت :
- طيب وكت انت ما داير تتكلم .. انا ح اتكلم .. بصراحة يا احمد انا ما اتخيلتك غير اخوي بس .. واخوي الكبير .. انا مابعرف اقول الحاجات دي .. بس ح اكون صريحة معاك .. انا .... انا .... بــ ......
فجأة دخلت "مايا" .. وقالت :
- اها جبت ليك موية ..
مدت "مايا" كوب الماء الي "سحر" ... "سحر" مدت يدها .. سكبت "مايا" الماء علي ملابس "سحر" ... نظرت إليها "سحر" وقالت :
- دي المرة التانية .. لكن مامشكلة ...
وخرجت "سحر" ... نظر "احمد" الي "مايا" بغضب .. رسمت "مايا" ابتسامة صغيرة .. ماكرة ... أشار إليها "احمد" بالخروج من غرفته .. خرجت "مايا" .. واتسعت ابتسامتها الماكرة ....
يتبع >>>>>


 

رد مع اقتباس
قديم 02-19-2015, 09:54 AM   #24


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثاني والعشرون



اشرقت شمس الصباح .. واطلقت الشمس اشعتها علي المكان ... تسلل ضوء خافت الي جبين "احمد" ... داعبه الضوء قليلاً .. استيقظ "احمد" .. نظر الي ساعته .. تثاءب بصوت مسموع .. دخل عليه "حاج عثمان" ..
- صباح الخير ياولدي ..
أومأ "احمد" برأسه .. قال "عثمان" :
- الليلة طالعين مشوار انا وانت ..
أشار "احمد" بيده (اين؟) ... قال "عثمان" :
- جهز نفسك وبتعرف وين .. يلا قوم سريع وبطل غلبة ...
خرج "عثمان" .. اتجه ناحية غرفته .. قالت "سكينة" :
- اها ماقال ليك شي ؟
- هو أساسا بتكلم يا حجة ..
- يعني فهمت منو شنو ؟
- قلت ليهو اجهز بس وطلعتا ..
- انا ماشة معاكم ..
- حاضر .. بس مايا البقعد معاها منو ؟
- مايا زاتا تمشي معانا ..
- خلاص امشو اجهزو ..
انطلقت "سكينة" الي غرفة "مايا" .. اخبرتها بأن تجهز لانهم خارجون .. رفضت "مايا" في البداية .. ولكن "سكينة" عندما ذكرت ان "احمد" سيخرج معهم غيّرت "مايا" رأيها .. فاسرعت لتلبس .. بعد دقائق كان الكل جاهزاً .. حاولت "مايا" دحرجة كرسي "احمد" .. لكن "احمد" رفض .. وخرجوا جميعاً .. ركبوا السيارة بعد ان ساعد "عثمان" ابنه في الركوب .. انطلق "عثمان" بسيارته ... توقف امام منزل "مأمون" ... ركب "مأمون" الذي كان ينتظرهم بالخارج ... انطلقوا الي الشيخ الذي اخبرهم به "مأمون" ... وصلوا الي القرية ... رحب بهم الشيخ ترحيباً حاراً .. كما هي عادة اهل القرى .. دخلوا الى المنزل .. وبعد ان اكرمهم الشيخ .. قال "الشيخ" :
- مأمون والله عاش من شافك .. وين انت يازول ؟
- والله يا شيخ مشاغل الدنيا ..
- الدنيا دي مشاغلا كتيرة وما بتنتهي ... والزول لو تابعا ح يموت وهم ساي ..
- صاح والله يا شيخ ..
- اها ياجماعة ان شاء الله خير ..
قال "عثمان" :
- بصراحة يا شيخ ولدي "احمد" ده عمل حادث .. والحمد لله عملو ليهو عملية وبقى كويس .. ومن يوم العملية الي الان مابتكلم ..
- ان شاء الله خير ..
حدق "احمد" الي ابيه بانزعاج ... قال "مأمون" :
- يعني لو في طريقة تقرا ليهو ولا تديهو محاية وكده ..
قال الشيخ والانزعاج بادٍ علي ملامحه :
- انا مابعالج لا بي محاية ولا بخرات .. انا بقرا قرآن بس .. وبعدين انا ما فكي ولا شيخ طريقة .. ولو ما انت يا مأمون ما كنت قبلت كلام زي ده ..
- يا شيخ والله انا ماقاصد شي .. واسف جداً ..
- لا ماف شي حصل وان شاء الله اذا ربنا كاتب ليهو يتكلم بتكلم ..
ثم واصل حديثه موجهاً الحديث لـ"احمد" :
- ويمكن يكون هو الماعايز يتكلم .. ولا رايك شنو يا ولدي ..
نظر إليه "احمد" .. طأطأ رأسه .. أراد أن يقول شيء لكنه صمت .. نظر الشيخ الي "مايا" التي لم تذهب الي الغرفة التي تخص النساء ... قال الشيخ :
- ماشاء الله .. تبارك الله .. بتكم دي ..
قال "عثمان" :
- ايوة دي بتي ..
قال الشيخ :
- اسمك منو يا بتي ؟
- مايا ..
- اسم جميل .. بس معناهو شنو ؟
- انا آرف ..
ضحك الشيخ ثم قال :
- والله انتو حتة مننا .. لكن السياسة والجهل فرقتنا ..
وفجأة دخل "ريتشارد" .. لم تصدق "مايا" ما رأت .. فتحت فاهها باندهاش ... حاول "ريتشارد" الخروج .. ولكن "مايا" صرخت :
- ريتشارد آيز يكتلنا .. ريتشارد آيز يكتلنا ..
قال الشيخ :
- ريتشارد منو؟ .. مالك يابتي ..
أشارت "مايا" الي "ريتشارد" الذي توتر بشدة .. قال الشيخ :
- تعال ياولدي .. انت اسمك ريتشارد ؟
قال "ريتشارد" :
- أي انا اسمي ريتشارد ..
- طيب ليه ما وريتني اسمك الحقيقي ياولدي ..
قالت "مايا" بخوف :
- ريتشارد آيز يكتلنا .. ريتشارد آيز يكتلنا ..
قال "ريتشارد" بغضب :
- انا ما آيز اكتل أي زول .. انا آيز اشيل هقي ..
قال الشيخ :
- ياتو حق ده ؟ وتشيلو من منو ؟
- منكم ... ومن الجيش ..
- مننا نحن ؟! نحن سوينالك شنو ياولدي ؟
- انتي يا هاج آملتني كويس ..
قال "عثمان" وهو يحاول ان يفهم مايدور امامه :
- ريتشارد !.. وعايز حقك! ..انا ما فاهم شي .. اهاااااااااا انت ريتشارد الخطفت مايا ..
قال "مأمون" :
- ده الخطف مايا ؟ والله الليلة مافي زول بحلك مني ياكلب ..
امسك "ريتشارد" عنق "احمد" القريب منه .. واخرج مدية كان يحملها في جيبه .. ووضعها علي عنق "احمد" .. "احمد" لم يتحرك من مكانه .. ولم تظهر عليه علامات الخوف .. كان هادئاً بصورة مريبة ... قال الشيخ :
- ياولدي ألعن الشيطان .. ديل ضيوفنا والبتعمل فيهو ده غلط ..
تحرك "عثمان" ناحية "ريتشارد" بهدوء .. تراجع "ريتشارد" للخلف جاراً معه "احمد" بكرسيه .. قال "عثمان" :
- انت زول جبان بالجد .. لو انت راجل بالجد فك الولد وتعال لي انا ..
قال "ريتشارد" :
- انا ما آيز منكم هاجة .. بس البقرب مني ها اكتل الولد دي توالي ..
انسحبت "مايا" بهدوء .. دخلت غرفة كانت نافذتها علي الشارع .. فتحتها وخرجت .. حملت في يدها حجر كبير .. اقتحمت "مايا" المكان بسرعة .. وضربت "ريتشارد" علي رأسه .. صرخ "ريتشارد" من الألم .. التفت الي "مايا" .. رفع سكينه عالياً .. لكن الشيخ عالجه بضربة قوية بعكازه علي رأسه .. وقع "ريتشارد" مغشياً عليه .. احتضنت "مايا" "احمد" بقوة .. مرر "احمد" كفه علي شعرها .. (ما تخافي يا مايا ..) .. نطق "احمد" اخيراً .. كبّر "حاج عثمان" :
- الله اكبر .. احمد أتكلم .. يااااااااااااااه اشتقت لي صوتك يا ود الكلب ..
احتضن "عثمان" ابنه .. وهو يردد :
- الحمد لله .. الحمد لله ..
قال "احمد" :
- ابوي ...
ثم صمت .. قال "مأمون" بفرح شديد :
- حمد لله ع السلامة يابطل .. بركاتك يا شيخ ..
قال الشيخ :
- انا أصلا ماعملت شي .. الحمد لله .. وهو علي كل شيء قدير ..
قالت "مايا" :
- انا اسف يا اهمد ...
قال "احمد" :
- انتي اختي يا مايا .. وبين الاخوان ماف اعتذار ...
ابتسمت "مايا" واحتضنت "احمد" مرة أخرى ... قال "عثمان" :
- ربطو الزول ده عشان نوديهو القسم ...
- قسم شنو يا حاج ود منو ؟
كانت تلك "سكينة" .. قال "عثمان" مازحاً :
- ياولية انتي دايماً بتجي متأخرة زي البوليس في الأفلام ...
ضحك الجميع ثم استطرد "عثمان " حديثه :
- بعدين بحكي ليك القصة ... المهم هسه انو احمد أتكلم ..
اسرعت "سكينة" الي "احمد" وقالت :
- احمد صحي اتكلمت ؟ .. سمعني صوتك ياولدي .. سمعني ..
قال "احمد" ودموعه علي خده :
- يمة .. حبيبتي ..
بكت "سكينة" .. قالت بفرح ممزوج بدموعها :
- احححححي يا ولدي .. اشتقت لي يمة دي .. الحمد لله علي سلامتك يا حبيب يمة ..
قبلته علي رأسه واحتضنته ... قال الشيخ :
- هاكم ده حبل اربطوهو وودوهو الشرطة .. وانا زاتي بجي معاكم اشوف الحكاية شنو؟
أوثق "مأمون" "ريتشارد" جيداً .. حملوه الي السيارة .. ركب الجميع .. انطلق "عثمان" الي مخفر الشرطة ...
================================================
- الو ..
- عزام ازيك ..
- ازيك حبيبتي .. مشتاق ليك والله ..
- بالاكتر حبيبي ...
- يا سلااااااااااام .. انتي عارفة لمن تقولي حبيبي دي بحس كأني طاير في السما ..
- هههههههه خلاص تاني مابقولا ليك عشان ماتطير تخليني براي ..
- هههههههه كيف قيلتي يا حبيبة ؟ ..
- والله الحمد لله .. وانت كيف ؟ .
- انا كويس بي سماع صوتك ..
- هههههههه عزام ماممكن معاك ..
- ههههههه بتخجلي ؟ .. وا حلاتي ياناس بتخجل ههههه ..
- خلاص ..
- انا عايز اشوفك ممكن ؟
- والله ماعارفة .. طالعة مع امي السوق .. اذا لقيت طريقة بجيك ..
- ماشين ياتو سوق ؟
- ماشين عفراء مول ..
- خلاص انا بجيكم هناك ..
- تجينا يا عزام .. لالا ماتجي ..
- ما اجي ؟ .. انتي مالك في شنو ؟
- كيف في شنو ؟ ماف شي ..
- كيف ماف شي .. انتي ماعايزاني اتعرف بي اهلك ليه ؟
- لالا ماكدة بس ماعايزة اتعبك معانا ..
- انا داير اتعب ياستي .. انتي مالك ؟ .. انا علي العموم جاي جاي ..
- خلاص اوكي ..
- اها طالعين متين ؟ الساعة كم ؟
- الليلة الجمعة وانت عارف طابور الجمعة ده كيف ... يمكن نطلع العصر ..
- المهم لمن تجو طالعين اديني تلفون وانا بجيكم ..
- خلاص اتفقنا ..
- اوكي .. يلا مع السلامة حبيبتي ..
- مع السلامة ...
- مع السلامة يا شنووووووووو ؟
- هههههه مع السلامة يا حبيبي ..
- الله .. الله .. ربنا يخليك لي يا حبيبة الروح وبلسم الجروح ..
- ويخليك لي كمان .. يلا خلاص عشان عندي عدة عايزة اغسلا ..
- خلاص اوكي .. يلا في امان الله ..
- في امان الله حبيبي ..
طبع "عزام" قبلة علي سماعة الهاتف ....
يتبع ...


 

رد مع اقتباس
قديم 02-19-2015, 09:56 AM   #25


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الثالث والعشرون



- انتي يا امي ..
- آي يابتي ..
- مايا دي بتعمل كده ليه ؟
- مالا مايا ..
- كل ماتشوفني مع احمد وشها بتغيير .. وبتتصرف تصرفات غريبة كده ..
- البت مسكينة مقطوعة من شجرة .. وعثمان وسكينة واحمد بقو أهلها .. عشان كده ماعايزة واحد يقرب منهم ...
- والله يايمة انا متعاطفة معاها شديد .. بس بي حركاتا دي ح تخليني اكرها ..
- يابتي البكره ده ربنا بكرهو والناس بتكرهو .. حبي الناس عشان ربنا يحبك ..
- والله يا امي انا مابكره زول ولا بعرف اكره زاتو لكن البت دي بي عمايلا دي ح تخليني اكرها ...
صمتت "سحر" .. اخذت تفكر .. ما الذي يجعل "مايا" تتصرف بطريقة غريبة ؟ .. رجعت بذاكرتها الي الخلف .. جاءت "مايا" تحمل الشاي .. سكبته علي فستاني .. كوب الماء ايضاً سكبته علي فستاني .. القاسم المشترك هو "احمد" .. لا لا .. أيعقل هذا ؟ .. قالت لأمها :
- يمة يمكن تكون مايا بتحب احمد ؟
نظرت إليها "التومة" باستغراب .. وقالت :
- بتحب منو ؟ تحبو كيف يعني ؟!
- يمة طشيتي شبكة ولا شنو ؟ بتحبو الحب الوااااحد ده ..
- يابتي لا طشيت شبكة ولا حاجة .. بس انتي الخلاك تقولي كده شنو ؟
- بتتذكري يوم جونا في البيت .. وقعدتا مع احمد في الصالون ؟
- آي بتذكر ..
- اليوم داك جات شايلة الشايلة الشاي وتعابير وشها غريبة كده .. وكبت فيني الشاي ..
- طيب يعني كده بتحبو ؟
- اصبري .. اخر حاجة لمن مشينا بيت ناس احمد .. قعدتا مع احمد برضو جات كشحت فيني الموية ... دي ما حاجة غريبة كل ماتشوفني مع احمد تعمل حاجة عشان تفرق قعدتنا ؟
- والله يابتي بالجد شي غريب .. لالا .. معقول بتحب احمد ؟
- وليه لا يايمة .. زي ما انتي قلتي هي مقطوعة من شجرة ومحرومة من الحنان .. وجات لقتو في عندهم .. وعندهم ولد زي القمر اكيد ح تحبو ..
- والله يابتي كلامك صاح .. لكن احمد بحبها برضو ؟
- ده الشي الدايرة اعرفو ..
- والله اذا احمد بقى بحب مايا دي مشكلة ..
- مشكلة كيف يايمة ..
- اولاً هي جنوبية .. وتانياً مسيحية ..
- يمة عليك الله بطلي التخلف والعنصرية حقتكم دي .. الجنوبيين ماناس ولا شنو ؟ وبعدين الشرع محلل للمسلم انو يتزوج كتابية ..
- شكراً ليك يابتي .. انا متخلفة وعنصرية ؟
- اسفة يا يمة ماقصدي والله بس الكلام القلتيهو ده حرام ..
- والله يابتي ده القمنا عليهو ..
- لكن غلط يايمة .. وكلامك ده زي كلام ناس أبو جهل والكفار .. لمن قالو ده دين ابونا وجدنا نخليهو كيف ونتبع الإسلام .. انتي عارفة يايمة زمااااااان أمريكا الكافرة كانو زينا كده ... كانو مضطهدين الزنوج .. عشان كده كانت أمريكا بتطور براحة براحة .. لحدي ما ظهر واحد اسمو مارتن لوثر كينج .. الزول ده قدر ينهي العنصرية دي .. ومن الزمن داك أمريكا بقت اكبر دولة في العالم ..
- والله يابتي جنس الكلام البتقولي فيهو ده ما خابراهو ..
- طيب يايمة .. الكان بئذن زمن الرسول منو ؟
- بلال بن رباح ..
- طيب بلال ده كان جنسو شنو ؟
- حبشي تقريباً ..
- صح هو حبشي ولونو اسود .. هل كان الرسول وصحابتو بقولو ليهو انت عب ؟
- لالا يابتي حاشا وكلا ..
- طيب مش نحن مسلمين ؟
- والحمد لله ..
- طيب مش مفروض نعمل زي ماكان الرسول بعمل ؟
- اكيد ..
- طيب نحن بنعمل زيو ؟
- يابتي نحن ما بنحصل الرسول .. اهو نحن بنصلي ونصوم .. وحج حجيناهو والحمد لله ..
- يعني كده كفاية ؟
- كيف يعني مافهمتك يابتي ..
- يعني الزول لما يكون بصلي ويصوم ويحج ده كفاية عشان ربنا يكون راضي عنو ؟
- والله يابتي ماعارفاك دايرة تصلي لي شنو ؟
- دايرة اصل لي انو الصلاة والصوم والحج وأركان الإسلام دي ماكفاية عشان ربنا يرضى عننا ...
- يابت استغفري ده كلام شنو عاد ؟!
- استغفر الله في كل لحظة ... بس انا ماقلت حاجة غلط .. لمن الناس تستعبد الناس هل ده برضي ربنا ؟ ... لمن نقطع في الناس ده برضي ربنا ؟ .. مش ممكن العب الشايفاهو ده يخش الجنة وانتي بت العرب تدخلي النار ؟ ممكن ولا لا؟
- آي ممكن ..
- طيب بعدين يايمة في القبر بقولو ليك قبيلتك شنو ؟
- لا لا ..
- طيب شنو عب دي ؟
- والله يابتي كلامك صاح .. لكن نحن ما اتعلمنا علامك ده عشان نعرف الكلام ده ..
- يمة ده ماعذر .. الرسول صل الله عليه وسلم كان امي لابعرف يقرا ولا يكتب وماكان بعمل زييك كده ..
- عليك الف صلاة ياحبيبي ...
ابتسمت "التومة" واحتضنت ابنتها وقالت :
- ربنا يكملك بي عقلك وعلمك ودينك يا بتي ..
- آمين يايمة ... بس احمد بحب مايا ولا لا ؟
كان هذا السؤال يتردد علي ذهن "سحر" بشدة ....
============================================
- مالو الزول ده مكتفنو كده ؟ عمل شنو ؟
كان هذا الضابط ... قال "مأمون" :
- الزول ده خطف بتنا دي .. وكان عايز يكتل ولدنا .. والمصايب العملها كتيرة يا سعادتك ...
نظر الضابط الي "ريتشارد" الموثوق .. وقال :
- الكلام ده صاح يازول ..
قال "ريتشارد" بتحدي :
- آي ساه .. اها هتسوي شنو ؟
- ح تشوف ح اسوي شنو ؟
قال الشيخ مخاطباً "ريتشارد" :
- ياولدي نحن ماعملنا ليك شي عشان تحقد علينا كده ..
قال "ريتشارد" :
- انتي يا الشيخ ما املتي سي .. بس هكومة بتاءك كتل امي واختي .. هكومة بتاءك شردنا .. هكومة بتاءك كتل زرء بتاءي انا .. هكومة بتاءك دمر بيت بتاء انا .. هكومة بتاءك كتل نركوك بتاء كل الجنوبيين .. أشان كده انا آيز انتقم .. ولو انا مت في ألف واهد هيجي ينتقم ..
قال الضابط باستغراب :
- دي الحكومة ما هم العملو كده .. ذنبهم شنو ؟
- وانا ذنبي سنو ؟
- لا انت ولا نحن عندنا ذنب في البحصل ده .. ودي كانت حرب ولكل حرب ضحايا..
- ديل كانو دهايا بتاءي انا ..
تمتم الشيخ قائلاً :
- الله يلعن الحرب الخلتنا نحارب اخوانا .. يلعن أبو الحرب الجهجهتنا ..
قالت "مايا" :
- تيب انا لي ما أملت زيك .. تيب لي هاج اوسمان دي سكني مآهو في البيت .. ده كلام فادي يا ريتسارد .. انا مدرم ..
قال "ريتشارد" بغضب :
- انت المدرم لانك بعت قديتك .. لانك خاين لي بلدك .. خاين لقرنق ..
قال "احمد" :
- قرنق جا عشان يعمل السلام .. يعني بي مفهومك ده يبقي خاين ؟
قال "ريتشارد" :
- قرنق آيز يأمل سلام ويفسلنا منكم ..
قال الضابط :
- يعني انتو دايرين انفصال ؟
- ايوة دايرين انفسال ...
قال الشيخ :
- الله جاب انفصال ياولدي .. نحن عايزين نعيش كلنا في وطن واحد .. وفي بيت واحد ..
قال الضابط :
- اها وعملت شنو تاني يازول ..
قال "ريتشارد" ونظرة التحدي لم تفارقه البتة :
- لسه ما أملت هاجة لكن مسيري أأمل ..
ثم ضحك ضحكة هستيرية كانت كفيلة بإلقاء الرعب في قلوب الحضور ...
============================================
- الو .. تغريد انتو وين ؟
- انا هنا جمب السينما ..
- خلاص انا جاي عليكم ..
- كويس ..
أغلقت "تغريد" المكالمة .. سألتها والدتها باستغراب :
- ده منو ده يابتي البتوصفي ليهو مكانا ده ؟
قالت "تغريد" :
- ده زميلنا في الشغل .. اسمو "عزام" ..
- اهاااااا انا كنت فاكراهو احمد ..
- احمد منو يا امي ؟ .. انسينا منو ؟
- والله احمد ولد السرور اريتو ولدي ..
- يمة ممكن تشيلي احمد ده من راسك نهائي ؟
- ليه ؟ الحصل شنو خلاك تكرهيهو كده ؟
- ما حصل شي يايمة .. خلاص خلاص اهو عزام جاي .. عليك الله يايمة ماتجيبي سيرة احمد دي ..
- كويس ..
ألقى "عزام" التحية علي والدة "تغريد" وقبل يدها .. وصافح "تغريد" .. ثم قال :
- قبل ما نخش نشتري الحاجات رايكم شنو نشرب لينا عصير باااااااااارد كده ..
قالت والدة "تغريد" :
- والله ياولدي ماليهو لزوم ..
- معقولة يا امي ؟ انا مصر انكم تشربو عصير ..
- خلاص ياولدي وكت مصر ..
اتجهوا الي اقرب كافتيريا .. طلبوا العصائر .. احضر الجرسون العصائر ووضعها علي الطاولة ... قالت والدة "تغريد" :
- تسلم يا ولدي ... انت زميل تغريد في الشغل مش ؟
- آي يا امي انا زميلا في الشغل ..
- ماشاء الله والله .. محترم زي احمد ..
عضت "تغريد" شفتها السفلى .. وقالت :
- اها الشغل كيف معاك الليلة يا عزام ؟
قال "عزام" باندهاش :
- تغريد الليلة الجمعة شغل شنو كمان ؟
- هههههه أي والله نسيت ..
- الشاغل بالك ..
قالت والدة "تغريد" :
- الشاغل بالا ده ولد السرور يا ولدي ...
قالت "تغريد" :
- يمة انتي دايرة تشتري شنو ؟
قال "عزام" موجهاً كلامه للأم وهو ينظر الي "تغريد" :
- ده منو ود السرور ده يا امي ؟
- احمد .. بتعرفو انت ؟
صمت "عزام" لبرهة .. تغيرت ملامح وجهه .. ثم قال :
- احمد ده صحبي يا امي ..
- عشان كده هدي ورضي زيو ..
نظر "عزام" الي "تغريد" .. ثم اشاح بناظريه بعيداً ...
يتبع ....


 

رد مع اقتباس
قديم 02-19-2015, 09:58 AM   #26


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الرابع والعشرون



- انتي يا امي ..
- آي يابتي ..
- مايا دي بتعمل كده ليه ؟
- مالا مايا ..
- كل ماتشوفني مع احمد وشها بتغيير .. وبتتصرف تصرفات غريبة كده ..
- البت مسكينة مقطوعة من شجرة .. وعثمان وسكينة واحمد بقو أهلها .. عشان كده ماعايزة واحد يقرب منهم ...
- والله يايمة انا متعاطفة معاها شديد .. بس بي حركاتا دي ح تخليني اكرها ..
- يابتي البكره ده ربنا بكرهو والناس بتكرهو .. حبي الناس عشان ربنا يحبك ..
- والله يا امي انا مابكره زول ولا بعرف اكره زاتو لكن البت دي بي عمايلا دي ح تخليني اكرها ...
صمتت "سحر" .. اخذت تفكر .. ما الذي يجعل "مايا" تتصرف بطريقة غريبة ؟ .. رجعت بذاكرتها الي الخلف .. جاءت "مايا" تحمل الشاي .. سكبته علي فستاني .. كوب الماء ايضاً سكبته علي فستاني .. القاسم المشترك هو "احمد" .. لا لا .. أيعقل هذا ؟ .. قالت لأمها :
- يمة يمكن تكون مايا بتحب احمد ؟
نظرت إليها "التومة" باستغراب .. وقالت :
- بتحب منو ؟ تحبو كيف يعني ؟!
- يمة طشيتي شبكة ولا شنو ؟ بتحبو الحب الوااااحد ده ..
- يابتي لا طشيت شبكة ولا حاجة .. بس انتي الخلاك تقولي كده شنو ؟
- بتتذكري يوم جونا في البيت .. وقعدتا مع احمد في الصالون ؟
- آي بتذكر ..
- اليوم داك جات شايلة الشايلة الشاي وتعابير وشها غريبة كده .. وكبت فيني الشاي ..
- طيب يعني كده بتحبو ؟
- اصبري .. اخر حاجة لمن مشينا بيت ناس احمد .. قعدتا مع احمد برضو جات كشحت فيني الموية ... دي ما حاجة غريبة كل ماتشوفني مع احمد تعمل حاجة عشان تفرق قعدتنا ؟
- والله يابتي بالجد شي غريب .. لالا .. معقول بتحب احمد ؟
- وليه لا يايمة .. زي ما انتي قلتي هي مقطوعة من شجرة ومحرومة من الحنان .. وجات لقتو في عندهم .. وعندهم ولد زي القمر اكيد ح تحبو ..
- والله يابتي كلامك صاح .. لكن احمد بحبها برضو ؟
- ده الشي الدايرة اعرفو ..
- والله اذا احمد بقى بحب مايا دي مشكلة ..
- مشكلة كيف يايمة ..
- اولاً هي جنوبية .. وتانياً مسيحية ..
- يمة عليك الله بطلي التخلف والعنصرية حقتكم دي .. الجنوبيين ماناس ولا شنو ؟ وبعدين الشرع محلل للمسلم انو يتزوج كتابية ..
- شكراً ليك يابتي .. انا متخلفة وعنصرية ؟
- اسفة يا يمة ماقصدي والله بس الكلام القلتيهو ده حرام ..
- والله يابتي ده القمنا عليهو ..
- لكن غلط يايمة .. وكلامك ده زي كلام ناس أبو جهل والكفار .. لمن قالو ده دين ابونا وجدنا نخليهو كيف ونتبع الإسلام .. انتي عارفة يايمة زمااااااان أمريكا الكافرة كانو زينا كده ... كانو مضطهدين الزنوج .. عشان كده كانت أمريكا بتطور براحة براحة .. لحدي ما ظهر واحد اسمو مارتن لوثر كينج .. الزول ده قدر ينهي العنصرية دي .. ومن الزمن داك أمريكا بقت اكبر دولة في العالم ..
- والله يابتي جنس الكلام البتقولي فيهو ده ما خابراهو ..
- طيب يايمة .. الكان بئذن زمن الرسول منو ؟
- بلال بن رباح ..
- طيب بلال ده كان جنسو شنو ؟
- حبشي تقريباً ..
- صح هو حبشي ولونو اسود .. هل كان الرسول وصحابتو بقولو ليهو انت عب ؟
- لالا يابتي حاشا وكلا ..
- طيب مش نحن مسلمين ؟
- والحمد لله ..
- طيب مش مفروض نعمل زي ماكان الرسول بعمل ؟
- اكيد ..
- طيب نحن بنعمل زيو ؟
- يابتي نحن ما بنحصل الرسول .. اهو نحن بنصلي ونصوم .. وحج حجيناهو والحمد لله ..
- يعني كده كفاية ؟
- كيف يعني مافهمتك يابتي ..
- يعني الزول لما يكون بصلي ويصوم ويحج ده كفاية عشان ربنا يكون راضي عنو ؟
- والله يابتي ماعارفاك دايرة تصلي لي شنو ؟
- دايرة اصل لي انو الصلاة والصوم والحج وأركان الإسلام دي ماكفاية عشان ربنا يرضى عننا ...
- يابت استغفري ده كلام شنو عاد ؟!
- استغفر الله في كل لحظة ... بس انا ماقلت حاجة غلط .. لمن الناس تستعبد الناس هل ده برضي ربنا ؟ ... لمن نقطع في الناس ده برضي ربنا ؟ .. مش ممكن العب الشايفاهو ده يخش الجنة وانتي بت العرب تدخلي النار ؟ ممكن ولا لا؟
- آي ممكن ..
- طيب بعدين يايمة في القبر بقولو ليك قبيلتك شنو ؟
- لا لا ..
- طيب شنو عب دي ؟
- والله يابتي كلامك صاح .. لكن نحن ما اتعلمنا علامك ده عشان نعرف الكلام ده ..
- يمة ده ماعذر .. الرسول صل الله عليه وسلم كان امي لابعرف يقرا ولا يكتب وماكان بعمل زييك كده ..
- عليك الف صلاة ياحبيبي ...
ابتسمت "التومة" واحتضنت ابنتها وقالت :
- ربنا يكملك بي عقلك وعلمك ودينك يا بتي ..
- آمين يايمة ... بس احمد بحب مايا ولا لا ؟
كان هذا السؤال يتردد علي ذهن "سحر" بشدة ....
============================================
- مالو الزول ده مكتفنو كده ؟ عمل شنو ؟
كان هذا الضابط ... قال "مأمون" :
- الزول ده خطف بتنا دي .. وكان عايز يكتل ولدنا .. والمصايب العملها كتيرة يا سعادتك ...
نظر الضابط الي "ريتشارد" الموثوق .. وقال :
- الكلام ده صاح يازول ..
قال "ريتشارد" بتحدي :
- آي ساه .. اها هتسوي شنو ؟
- ح تشوف ح اسوي شنو ؟
قال الشيخ مخاطباً "ريتشارد" :
- ياولدي نحن ماعملنا ليك شي عشان تحقد علينا كده ..
قال "ريتشارد" :
- انتي يا الشيخ ما املتي سي .. بس هكومة بتاءك كتل امي واختي .. هكومة بتاءك شردنا .. هكومة بتاءك كتل زرء بتاءي انا .. هكومة بتاءك دمر بيت بتاء انا .. هكومة بتاءك كتل نركوك بتاء كل الجنوبيين .. أشان كده انا آيز انتقم .. ولو انا مت في ألف واهد هيجي ينتقم ..
قال الضابط باستغراب :
- دي الحكومة ما هم العملو كده .. ذنبهم شنو ؟
- وانا ذنبي سنو ؟
- لا انت ولا نحن عندنا ذنب في البحصل ده .. ودي كانت حرب ولكل حرب ضحايا..
- ديل كانو دهايا بتاءي انا ..
تمتم الشيخ قائلاً :
- الله يلعن الحرب الخلتنا نحارب اخوانا .. يلعن أبو الحرب الجهجهتنا ..
قالت "مايا" :
- تيب انا لي ما أملت زيك .. تيب لي هاج اوسمان دي سكني مآهو في البيت .. ده كلام فادي يا ريتسارد .. انا مدرم ..
قال "ريتشارد" بغضب :
- انت المدرم لانك بعت قديتك .. لانك خاين لي بلدك .. خاين لقرنق ..
قال "احمد" :
- قرنق جا عشان يعمل السلام .. يعني بي مفهومك ده يبقي خاين ؟
قال "ريتشارد" :
- قرنق آيز يأمل سلام ويفسلنا منكم ..
قال الضابط :
- يعني انتو دايرين انفصال ؟
- ايوة دايرين انفسال ...
قال الشيخ :
- الله جاب انفصال ياولدي .. نحن عايزين نعيش كلنا في وطن واحد .. وفي بيت واحد ..
قال الضابط :
- اها وعملت شنو تاني يازول ..
قال "ريتشارد" ونظرة التحدي لم تفارقه البتة :
- لسه ما أملت هاجة لكن مسيري أأمل ..
ثم ضحك ضحكة هستيرية كانت كفيلة بإلقاء الرعب في قلوب الحضور ...
============================================
- الو .. تغريد انتو وين ؟
- انا هنا جمب السينما ..
- خلاص انا جاي عليكم ..
- كويس ..
أغلقت "تغريد" المكالمة .. سألتها والدتها باستغراب :
- ده منو ده يابتي البتوصفي ليهو مكانا ده ؟
قالت "تغريد" :
- ده زميلنا في الشغل .. اسمو "عزام" ..
- اهاااااا انا كنت فاكراهو احمد ..
- احمد منو يا امي ؟ .. انسينا منو ؟
- والله احمد ولد السرور اريتو ولدي ..
- يمة ممكن تشيلي احمد ده من راسك نهائي ؟
- ليه ؟ الحصل شنو خلاك تكرهيهو كده ؟
- ما حصل شي يايمة .. خلاص خلاص اهو عزام جاي .. عليك الله يايمة ماتجيبي سيرة احمد دي ..
- كويس ..
ألقى "عزام" التحية علي والدة "تغريد" وقبل يدها .. وصافح "تغريد" .. ثم قال :
- قبل ما نخش نشتري الحاجات رايكم شنو نشرب لينا عصير باااااااااارد كده ..
قالت والدة "تغريد" :
- والله ياولدي ماليهو لزوم ..
- معقولة يا امي ؟ انا مصر انكم تشربو عصير ..
- خلاص ياولدي وكت مصر ..
اتجهوا الي اقرب كافتيريا .. طلبوا العصائر .. احضر الجرسون العصائر ووضعها علي الطاولة ... قالت والدة "تغريد" :
- تسلم يا ولدي ... انت زميل تغريد في الشغل مش ؟
- آي يا امي انا زميلا في الشغل ..
- ماشاء الله والله .. محترم زي احمد ..
عضت "تغريد" شفتها السفلى .. وقالت :
- اها الشغل كيف معاك الليلة يا عزام ؟
قال "عزام" باندهاش :
- تغريد الليلة الجمعة شغل شنو كمان ؟
- هههههه أي والله نسيت ..
- الشاغل بالك ..
قالت والدة "تغريد" :
- الشاغل بالا ده ولد السرور يا ولدي ...
قالت "تغريد" :
- يمة انتي دايرة تشتري شنو ؟
قال "عزام" موجهاً كلامه للأم وهو ينظر الي "تغريد" :
- ده منو ود السرور ده يا امي ؟
- احمد .. بتعرفو انت ؟
صمت "عزام" لبرهة .. تغيرت ملامح وجهه .. ثم قال :
- احمد ده صحبي يا امي ..
- عشان كده هدي ورضي زيو ..
نظر "عزام" الي "تغريد" .. ثم اشاح بناظريه بعيداً ...
يتبع ....


 

رد مع اقتباس
قديم 02-19-2015, 10:00 AM   #27


الصورة الرمزية محمد زايد
محمد زايد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10322
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 10-18-2015 (07:21 AM)
 المشاركات : 71 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي رواية الابنوسية - بقلم : محمد زايد - الجزء الرابع والعشرون



أوصل "عثمان" "مأمون" الي منزله .. قال "مأمون" :
- ياحاج انزلو عليكم الله ..
- يا مأمون والله ماف طريقة ..
- يازول ماتخليني احلف عليك ... اها حررم الا تنزلو ..
- يا حاااااااااااج .. ياخ انت مالك زول جاهل كده .. والله حقو الزول يمشي عشان تاني تحرم حليفة الكفر دي ..
- هههه والله ياحاج دي تعويدة شن اسوي ..
- شنينة ياخ ... ارح انزلو ..
نزل الجميع من السيارة ... دخلوا المنزل .. تقدمهم "مأمون" ..
- ياساتر ... اتفضلوا .. اتفضلوا ..
دخل "عثمان" واسرته .. دحرجت "مايا" كرسي "احمد" الي داخل الصالون .. وخرجت .. اسرعت "سحر" وغيّرت ملابسها ... ارتدت "التومة" "توب" .. قالت :
- اتفضلي ياسكينة خشي جوة ...
- التومة اختي قبل كل شي جيبي لي موية ..
اسرعت "التومة" الي المطبخ ... احضرت كوب ماء .. شربت "سكينة" وقالت :
- احححححح الحمد لله ..
- مالك يا سكينة زي الكنتي جارية ..
- والله يا اختي أخير الجري .. الليلة دي كان يوم لا حولا ولا قوة الا بالله ..
- الحصل شنو ؟
حكت "سكينة" القصة لـ"التومة" .. التي ضربت صدرها بكفها وقالت :
- سجمي يا اختي ده كلو حصل ليكم ؟
- أي والله يا التومة ..
- ليك حق تشربي فنطاس بتاع موية ..
- مش كده ..
- يازولة البركة انو احمد أتكلم ..
قالت "سحر" من بعيد بعد ان سمعت الجملة الأخيرة .:
- احمد أتكلم ؟
ردت "سكينة" :
- الحمد لله ..
اطلقت "سحر" زغرودة .. وقالت بفرح :
- حمد لله ع السلامة .. الحمد لله .. الحمد لله ..
سكتت "سحر" فجأة .. تذكرت أنها قد صرحت لـ "احمد" بحبها .. يا ترى ماذا سيكون رد "احمد" ؟ ... نظرت الي "مايا" .. كانت "مايا" تحدق بالأرض .. كانت "مايا" تفكر بعمق .. كلمات "ريتشارد" مازال صداها علي اذنها ... ودارت أسئلة كثيرة بداخلها .. هل انا خائنة؟ .. هل انا بعت القضية ؟ ... هل كلام "ريتشارد" صحيح ؟ .. تنهدت "مايا" بعمق .. كانت "سحر" تراقبها .. قالت "سحر" :
- مايا انا عايزاك .. تعالي معاي الاوضة ..
رفعت "مايا" رأسها .. قطبت حاجبيها باستغراب .. نهضت من مكانها واتجهت خلف "سحر" .. قالت "سكينة" :
- بتك مالا ؟ عايزة مايا في شنو ؟
- والله يا اختي ماعارفة ..
- ربنا يستر ..
دلفت "مايا" الي غرفة "سحر" .. جلست .. قالت "سحر" :
- مايا انا ح اسألك سؤال وتردي عليهو بي صراحة ..
قالت "مايا" بضيق :
- أسأل ..
- انتي بتحبي احمد ؟
تلعثمت "مايا" .. كان السؤال مفاجئاً .. قالت "مايا" بعد صمت طويل :
- أي بهبو ...
- عشان كده انتي بتعملي معاي كده ؟
- آي ..
- طيب اذا قلت ليك انا برضو بحبو ؟
- لكن هو بهبني انا ..
- هو قال ليك كدة ؟
- لا ..
- طيب عرفتي كيف ؟
- ما آرف ..
- مايا ساعديني عشان اساعدك ..
- سائد نفسك انت ..
تنهدت "سحر" .. ثم قالت :
- علي العموم لو انتي بتحبيهو انا ماعندي مشكلة .. وربنا يهنيكم ..
استغربت "مايا" كثيراً .. ثم قالت :
- انت ناوي ألى سنو ؟
- ماناوية علي شي ..
- تيب لي قلت كده ..
- عشان يا مايا انتي بتحبيهو شديد وواضح في تصرفاتك ...
نزلت دموع "مايا" .. قالت بصوت خافت :
- لكن هي قالت اني اخوهو ..
- قال ليك كده متين ؟
- الليلة ..
- طيب و ح تعملي شنو ؟
- ما آرف .. وما آرف اذا انا بهبو ولا لا ؟
- كيف يعني ؟
- يمكن أسان هي اول ولد أأرفو ..
- يمكن برضو ...
- راسي دي آيز يترشق ..
- سلامة راسك ... كدي احكي لي الليلة حصل شنو ؟
قصت "مايا" القصة كاملة .. واخبرتها بتساؤلاتها .. قالت "سحر" :
- ريتشارد مظلوم ... لكن هو برضو غلطان .. والانتقام غير الدمار مابعمل شي .. وانتي يا مايا صاح مية المية .. وتفكيرك تفكير زول كبير .. بالمناسبة انتي بتعرفي تقري وتكتبي ؟
- آي ... ابوي كان بألمني ..
- ما شاء الله .. حصل يوم مشيتي الكنيسة ؟
- لالا ..
- ايه رايك اوديك الكنيسة الاحد الجاي ..
- انت جادي يا سهر ..
- أي والله ..
احتضنت "مايا" "سحر" .. ثم قالت :
- انا كنت زالمك ..
- لا عادي يا مايا .. نحن اخوات ..
=========================================
- تغريد عايز اسألك وتجاوبيني بصراحة ..
- اسأل ..
- انت بتحبي أحمد لسه ؟
- اوووووووووووه ماممكن معاك ياعزام .. دي المرة المليون تسألني السؤال ده .. انت مابتفتر ياخ ..
- ريحيني وجاوبي ..
- لا ما بحبو .. ومن فضلك تاني ما تسألني السؤال ده ..
- لكن أمك ..
قاطعته "تغريد" بضيق :
- امي شنو يا عزام ؟ ... عشان جابت سيرتو يعني ؟ .. الغريب في كده شنو ؟ .. احمد ياسيدي جانا البيت وكت امي كانت عيانة وهو الوداها المستشفى .. وكان كل يوم بزورا فمن الطبيعي امي تتأثر بيهو وتسأل عنو ..
- طيب خلاص ما تتضايقي ..
- كيف ما اضايق وانت ماعندك سيرة غير انتي بتحبي احمد دي .. ياخي خلي عندك ثقة في نفسك قبل ما تثق فيني ..
- ختي نفسك مكاني ..
- عشان كده انا متفهمة وضعك .. لكن السؤال كتر ياعزام ..
- كلامك صاح .. خلاص تاني مابسألك ..
- خلاص .. خلاص .. ارح نمشي علي امي دي نشوفا اختارت شنو ..
ذهبا الي المتجر .. "عزام" مازال هاجس "احمد" يلازمه ...
يتبع ...


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الهدير . كاملة بقلم طارق اللبيب ابوعمر «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» 12 12-25-2014 07:22 AM
رواية الصندل .. بقلم طارق اللبيب .. كاملة .. ابوعمر «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» 22 12-25-2014 05:30 AM
رواية البوصلة-الجزء الثاني عبدالغني خلف الله الربيع «۩۞۩- شهد الحروف -۩۞۩ 2 10-15-2012 03:49 PM
الكونجرس العدو - بقلم محمد سيف الدولة - إلى الدكتور حسين لانفصال الجنوب الجزء الثان mikey2002 «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 0 08-27-2009 10:54 AM
الكونجرس العدو - بقلم محمد سيف الدولة - إلى الدكتور حسين لانفصال الجنوب الجزء الاول mikey2002 «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 0 08-27-2009 10:45 AM


الساعة الآن 03:11 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009