قــــ ـصة قصــ ــــــيـ ــرة

أفزعه فى غبشة الفجرنبيح كلب ضال وهوالذي لم يذق طعم النوم من شدة الجوع . مدّ رأسه الصغير من بين بقايا الاشياء،تلفّت ذات اليمين وذات اليسار. سحب جسده النحيل من مدخل المخبأ وابتعد بخطوات مرتعشة. يتأرجح من شارع لشارع، يبتلعه زحام ويلفظه زحام كل مايريده من الدنيا قطعة خبز يطفئ بها لهيب جوعه. الطفل الصغير الممسك بذيل ثوب امه ينظر اليه حائراً، والرجل المكتظ الجسم اللذي يحمل علي صدره لحية قطنية ويختفي فمه خلف شاربه الكث، ينهره بشدة، والعربة الفارهه ذات الزجاج الداكن،تقذفه إطاراتها ببقايا ماء اسن . يمسح الماء العالق بوجهه وشعره واجزاء من جلبابه الرث ويمضى الي حال سبيله . وعندما ينتصف النهار، وتكشرالشمس عن انيابها ،يلوذ بظل شجرة تحميه من قسوة الحر.يشرب الماء من السبيل المنتصب امام بقايا مصنع سكتت ماكيناته بعد ان كان هديرها يتعالي فيما مضي . يأخذ بيد عجوزممدودة كي يعبر بها الطريق.ويرسم بمسمار صدئ على جدران مدرسة منزوعة الابواب، طفل مبتورالقدمين . يقف علي رأس شارع ،يوزع نظراته في كل الاتجاهات، كأنه ينتظر قدوم شيء من المجهول.تعاوده الالام الشديده في قدمه اليسرى من جراء اصابه المت به قبل يومين، يجر وراءه قدمه المصابة ، يجلس ملقيا ظهره الى عامود ملفوفة اعلاه صورة الزعيم الهمام. يصرخ، يبكي من شدة الالم .... ولكن الزعيم لايبالي . يتحامل على الامه ينهض ببطء شديد ، يمسح بظهر يده حبات العرق المتدافعة من جبينه ، يحوم بين موائد المطاعم ، التى تأكل ماتبقى من ارصفة ... عله يعثر على قطعة خبز اوبقايا طعام في قعر صحن مهتز الملامح. عندما يبتلع الافق قرص الشمس الارجواني ... ويفرش الليل سواده ، يسلك طريق اوبته الي المخبأ.. يلمح اشباح المقطورات الضخمة من بعيد وهي تحمل فوق ظهورها ، اكواماً من التراب، وشكائر الاسمنت المرصوصة.. خفق قلبه بشدة ، اسرع الخطي ، تسبقه الحيرة وتتقافذ امامه التساؤلات . وعندما وصل الي المكان وجد ان معالمه قد تبدلت ، حيث تناثرت علي الارض الكثير من مواد البناء ، بينما جثمت في وسط المكان إحدي ديناصورات الحفر العملاقة . علي الشمال نصبت خيمة صغيرة تنبعث من داخلها اصوات متداخلة ، وفي الوسط حيث كان مخبأه ، نصبت خيمة اكبر، مد اليها سلكا يتأرجح في نهايته مصباح كهربائي . وفي الطرف الاخر شابان متربان يهرولان وراء مجموعة من الكلاب الضالة جاءت تفتش عن مخبأها . استدار مبتعداً يجرجر وراءه قدمه المصابه ، تتناطح في عقله علامات استفهام ، تلاحقه سحابة غبار ، تتبعه نظرات استغراب واستهجان .

السلام عليكم ورحمه الله تعالى و بركاته

لك كل التحية اخى العزيز نبيل

لك التحية
وانت تصور صورة حية و مجردة

لك التحية

و انت تعبر عن حالنا اليوم

لكل الشكر

وانت تمتعنا بحرفك الجميل

و مرحبا بك قلم انيق جديد


حاشية


اول مرة اطلع على نصوصك


اعجبنى احتشام حرفك

اخيرا

لك كل الود و الشوق

التقيك لو بعمرنا بقية باذن الله

وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاتة

تسلم اخيى العزيز على الكلامات الجميلة
ولك منى جزيل الشكر والتقدير
امد الله فى عمرك
واســـعد ايامــــــك
وانار طـــريقــــــــك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل حامد

أفزعه فى غبشة الفجرنبيح كلب ضال وهوالذي لم يذق طعم النوم من شدة الجوع . مدّ رأسه الصغير من بين بقايا الاشياء،تلفّت ذات اليمين وذات اليسار. سحب جسده النحيل من مدخل المخبأ وابتعد بخطوات مرتعشة. يتأرجح من شارع لشارع، يبتلعه زحام ويلفظه زحام كل مايريده من الدنيا قطعة خبز يطفئ بها لهيب جوعه. الطفل الصغير الممسك بذيل ثوب امه ينظر اليه حائراً، والرجل المكتظ الجسم اللذي يحمل علي صدره لحية قطنية ويختفي فمه خلف شاربه الكث، ينهره بشدة، والعربة الفارهه ذات الزجاج الداكن،تقذفه إطاراتها ببقايا ماء اسن . يمسح الماء العالق بوجهه وشعره واجزاء من جلبابه الرث ويمضى الي حال سبيله . وعندما ينتصف النهار، وتكشرالشمس عن انيابها ،يلوذ بظل شجرة تحميه من قسوة الحر.يشرب الماء من السبيل المنتصب امام بقايا مصنع سكتت ماكيناته بعد ان كان هديرها يتعالي فيما مضي . يأخذ بيد عجوزممدودة كي يعبر بها الطريق.ويرسم بمسمار صدئ على جدران مدرسة منزوعة الابواب، طفل مبتورالقدمين . يقف علي رأس شارع ،يوزع نظراته في كل الاتجاهات، كأنه ينتظر قدوم شيء من المجهول.تعاوده الالام الشديده في قدمه اليسرى من جراء اصابه المت به قبل يومين، يجر وراءه قدمه المصابة ، يجلس ملقيا ظهره الى عامود ملفوفة اعلاه صورة الزعيم الهمام. يصرخ، يبكي من شدة الالم .... ولكن الزعيم لايبالي . يتحامل على الامه ينهض ببطء شديد ، يمسح بظهر يده حبات العرق المتدافعة من جبينه ، يحوم بين موائد المطاعم ، التى تأكل ماتبقى من ارصفة ... عله يعثر على قطعة خبز اوبقايا طعام في قعر صحن مهتز الملامح. عندما يبتلع الافق قرص الشمس الارجواني ... ويفرش الليل سواده ، يسلك طريق اوبته الي المخبأ.. يلمح اشباح المقطورات الضخمة من بعيد وهي تحمل فوق ظهورها ، اكواماً من التراب، وشكائر الاسمنت المرصوصة.. خفق قلبه بشدة ، اسرع الخطي ، تسبقه الحيرة وتتقافذ امامه التساؤلات . وعندما وصل الي المكان وجد ان معالمه قد تبدلت ، حيث تناثرت علي الارض الكثير من مواد البناء ، بينما جثمت في وسط المكان إحدي ديناصورات الحفر العملاقة . علي الشمال نصبت خيمة صغيرة تنبعث من داخلها اصوات متداخلة ، وفي الوسط حيث كان مخبأه ، نصبت خيمة اكبر، مد اليها سلكا يتأرجح في نهايته مصباح كهربائي . وفي الطرف الاخر شابان متربان يهرولان وراء مجموعة من الكلاب الضالة جاءت تفتش عن مخبأها . استدار مبتعداً يجرجر وراءه قدمه المصابه ، تتناطح في عقله علامات استفهام ، تلاحقه سحابة غبار ، تتبعه نظرات استغراب واستهجان .

الاخ نبيل احييك على هذه القصة التى تحمل بين طياتها الكثير من تناقضات المجتمع وتصور التحول الجاري في ارض الواقع ما بين فقر بطل القصة وشكل الغنى الذي يدور حوله تمثله العربة الفارهة واعادة بناء الخرائب بأحدث معدات البناء ومواده أنها قصة تصور الواقع الذي ينطبق علي اى مجتمع انساني اليوم وهي تمثل في جانب منها حياة البؤس اابعض وتصور عمليات الهدم والبناء التى تشبهة العمليات الطبيعية في جسم الانسان المتمثلة في هدم الخلايا وبناء خلايا جديده لذا استطيع ان اقول انها قصة واقعية جدا من كتاب كبير أسمة الحياة في مجتمع اليوم