صورة قلمية حية من داخل كمبو حاج علي

الميدان تدخل اكبر وأقدم( كنبو) بالجزيرة وتنقل قضايا المواطنين بالصورة والقلم

تحقيق وإعداد/ حسن وراق

كما هو معلوم ارتبط قيام مشروع الجزيرة بانتشار التجمعات السكنية المؤقتة (كنبو) للعمال الزراعيين وقد بلغ تعداد الكنابي بمشروع الجزيرة أكثر من 1350 كنبو موزعة علي كل أقسام المشروع الثمانية عشر , ومنها ,كنبو حاج علي يقع علي بعد ثلاث كيلومترات غرب مدينة الحصاحيصا والذي تفصله عنها ترعة مشروع الجزيرة الرئيسية ,تم إنشاءه في العام 1921 لتجميع العمال الزراعيين في حواشات المشروع والعمال الموسميين في محالج الأقطان بالحصاحيصا . معظم سكانه كانوا من القبائل الأفريقية الوافدة من نيجريا والنيجر والذين استقروا في السودان اثنا ء مواسم الحج من قبائل الهوسا والفلاتا والبرنو .
كثير من العوامل أدت إلي اتساع هذا الكنبو ليصير اكبر تجمع سكاني بولاية الجزيرة ويصبح فيما بعد من اكبر أحياء مدينة الحصاحيصا , من أهم تلك العوامل :
-التأثيرات الاقتصادية الايجابية في مستوي معيشة السكان أصبحت عامل جذب لمزيد من الهجرات إلي هذا الكنبو.
- سنوات القحط من جراء الجفاف والتصحر والهجرات المصاحبة.
- الحروب والاحتكاكات القبلية المختلفة الأسباب.
التوسع السكاني ساهم بدوره في تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان هنالك بوجود تنوع سكاني يمثل تركيبة قبائل دارفور وكر دفان والنيل الأزرق أو بالاحري تلك المجموعة السكانية التي تقع خارج نطاق ما يرمي إليه مثلث حمدي ولعل هذا ما يبرر إهمال وتجاهل السلطات لقضايا الإنسان في تلك المنطقة التي أصبحت تضم ثلاث أحياء سكنية إضافة للكنبو وهي حي ود الكامل غرب الذي تم ترحيله من المدينة وحي الرحمانية , هذه الأحياء الثلاث يقطنها حوالي 15 ألف نسمة ويشكلون أكثر من 70% من القوي العاملة في مدينة الحصاحيصا.

إشكالية الهوية:
المجموعة السكانية الأولي التي سكنت هذا الكنبو تملكها الشعور بالغربة وعدم الانتماء للسودان علي الرغم من تمتعهم بالجنسية السودانية التي منحت لهم في عهود سابقة بالإضافة إلي ترسخ هذا المفهوم بواسطة من لهم مصلحة في ذلك. عدم وضوح سياسة الدولة تجاههم جعلهم في حالة من الاستلاب الذاتي تعظم شعور الامنتمي الذي يتراجع في حياء ووجل عن إبداء المطالبة بأبسط حقوقه كانسان قبل حقوق المواطنة في بلد تتقاسم حدوده تشكيلات قبلية لعدد من الدول تعقد من مسألة الهوية السودانية التي أصبحت محاصرة بحزام افريقانية الانتماء كتعبير عن رغبة صادقة لاستيعاب وحل إشكالية الهوية المعلقة لبعض السكان. هذا الشعور السلبي وسط تلك التركيبة السكانية ضاعف من تهميش الإنسان هنا بظلمه لنفسه أولا قبل أن يظلمه الآخرون الذين استمرأوا الظلم والإهمال والنسيان لكل من استكان و آثر الخنوع ولعل هذه هي القاعدة المشتركة للغالبية العظمي لإنسان الكنابي في الجزيرة علي وجه الخصوص.
الخدمات:
مستوي الخدمات في هذا التجمع السكاني لايمكن مقارنته الابمستوي حياة سكان الاشانتي ( أحياء الصفيح العشوائية) وكأنهم خارج نطاق الإنسانية أو ينتمون إلي غير إنسان السودان ..غياب تام للسلطات وتجاهل تام من المسئولين.
الخدمات الصحية:
الصدفة وحدها هي التي قادت إلي قيام مركز صحي يحمل اسم القائد مانديلا وذلك عقب زيارة قامت بها الدكتورة مارغريت صمويل من جوبا لشقيقتها في هذا الكنبو ولم تجد وقتها أي شكل من الخدمات الصحية لتقوم بنفسها بالاتصال بالمنظمات والجمعيات الخيرية لمساعدة المواطنين بتقديم ابسط الاحتياجات ,وكشفت د. مارغريت التي ماتزال تعمل متطوعة وتشرف علي أكثر من 155 كنبو بصورة طوعية, عن الدعم الذي قدمته منظمة الوحدة السودانية للإغاثة والتعمير والتنمية ( سوارد) في تقديم الدعم للمركز منذ إنشاءه في عام 2000 وحتى توقف نشاط المنظمة لتقوم باستقطاب الدعم من الخيرين ومن اليونيسيف والقليل الذي تقدمه الوحدة الصحية بمحلية الحصاحيصا إلا أنها تشكو من ضعف الدعم من أدوية ومعينات وعدم اهتمام المواطنين هنا بأبسط حقوقهم وتطالب د. مارغريت التي تستأجر منزلا من مالها الخاص خصصت جزء منه للمركز الصحي والذي يقدم خدماته للأحياء الثلاث وتقدم خدماتها يومياً لأكثر من خمسة وعشرين شخصاً , تطالب المسئولين والخيرين التدخل العاجل بإقامة مركز بصورة متخصصة و ( محترمة)قادر علي خدمة (15 ألف مواطن) وتأهيل كوادر من أبناء المنطقة وتطالب المسئولين بزيارة ميدانية للوقوف علي الأمر بأنفسهم وتتمني أن يتم تشييد المركز والاهتمام به قبل أن تنهي تطوعها وتذهب إلي جوبا مسقط رأسها في جنوب السودان.
الخدمات التعليمية:
التعليم النظامي يقتصر علي مدرسة الأساس الوحيدة والتي لا تستوعب ثلث من هم في سن التعليم في الأحياء الثلاث . الأستاذ بابكر آدم قريقر مدير مدرسة الزهراء حاج علي يميط اللثام عن المأساة الحقيقية التي يعاني منها أجيال المستقبل وأسرهم ويقدم إحصائية مؤلمة لما تعكسه الأرقام.. بالمدرسة حوالي 560 تلميذ وتلميذة ويوجد بالفصل الأول ( مدخل التعليم) أكثر من 115 تلميذ وتلميذة وتوجد بالمدرسة ستة فصول آيلة للسقوط فوق رؤوس التلاميذ وفصلين بدون سقوفات وحول مكتب الأساتذة ليصبح فصل . المدرسة بلا سور و بدون مصادر صحية لمياه الشرب دورة مياه ..الأساتذة والتلاميذ يلوذون بالفضاء لقضاء الحاجة..يوجد بالمدرسة فقط ستة معلمين والنقص واضح وتحتاج المدرسة إلي تسعة معلمين ومن واقع الحال تعتبر المدرسة أسوأ من مناطق الشدة ولذلك فهي طاردة للمعلمين دون أن يتم وضع اعتبار خاص لهذه الظروف من قبل إدارة التعليم .. لاتزال مشكلة الكتاب المدرسي تشكل هاجس مستمر والنتيجة النهائية تنعكس في نسبة النجاح المتدنية إذ يجلس للامتحانات النهائية 50% من العدد المفترض وذلك نسبة للظروف المادية التي تحول دون جلوس التلاميذ لأداء الامتحانات ولعل هذا ما جعل مدارس الحصاحيصا تحتل المرتبة قبل الأخيرة علي نطاق مدارس المحلية علي حسب ما جاء في ورشة تقييم نتيجة النجاح مؤخراً.
خدمات السكن والسكان:
الكثافة السكانية الهائلة في حي حاج علي وودا لكامل غرب تعكسها الحيازات الصغيرة والتي تبلغ في كثير من الأحيان من 7 إلي 10 أمتار مربعة للأسرة وتتدرج حتى تصل إلي 100 متر لتخلق بيئة غير آدمية للسكن وتترتب عليها الكثير من الآثار الاجتماعية السالبة والتي تنعكس بالتالي تراكم مرارات تنفجر في المستقبل بصورة مأساوية. وبما أن المنطقة السكنية تقع في نطاق الأراضي الزراعية التابعة للمشروع فلا توجد إشكالية تتعلق بالنزع .. مياه الشرب النقي واحدة من أهم قضايا المواطنين الهامة , صهريج المياه الوحيد بسعة 9 أمتار مكعبة لا يفي باحتياجات 50 % من اصغر حي من الأحياء الثلاث مما يضطر الكثيرون إلي جلب المياه من الترع التي تشكل خطورة كبيرة علي صحة المواطنين.. صحة البيئة من اكبر المهددات من جراء الحيازات السكنية الصغيرة التي تفتقد إلي ابسط مقومات الحياة الآدمية التي تستوجب توفر الصرف الصحي والتصريف الآمن لمياه الخريف والأمطار ووجود مقالب القمامة حول الأحياء وكذلك قضاء الحاجة لغالبية السكان علي أطراف الأحياء يجعل من صحة البيئة هنالك من اكبر مهددات صحة المواطنين.
دور اللجان الشعبية:
اللجنة الشعبية الحالية تسلمت مهامها بعد قيام مؤتمر عام انتخبت فيه اللجنة التنفيذية الحالية هكذا ابتدر السيد محمدين محمد احمد عباس رئيس اللجنة الشعبية مضيفاً أنهم ورثوا خزينة خاوية علي الرغم من أن هنالك استقطاعات تمت خصما علي الخطة الإسكانية وتقدر ما تم تجنيبه من أموال لصالح المدرسة والنادي والمركز الصحي والمياه يفوق المائة مليون من الجنيهات (قديم) إلا أن تدخل الأعيان وكبار القوم للعفو عما سلف جعلنا نمتثل لرغباتهم ونبدأ ( سي جديد) وفي خلال هذه الفترة استطعنا توفير حوالي 80 مليون جنيه رأينا في اللجنة أن يتم رصدها لتشييد كبري من المواد الثابتة يربط بين إحياء المدينة وذلك بدلاً للكبرى الحالي والذي يشكل خطورة كبيرة علي حيات المواطنين الذين دفعوا أرواحهم ثمنا غاليا غرقا من جراء حوادثه المتكررة اذ انه عبارة عن براميل مفرغة الهواء تطفوا علي السطح .. علي الرغم من الوعود الكثيرة التي يقطعها المسئولون عند وقوع الحوادث ووجود الكثير من الكباري الملجنة التابعة لإدارة المشروع الااننا مطالبون بتوفير مبلغ 500 مليون نظير إقامة الكبرى وهذا بلا شك مبلغ كبير ولبس في مقدورنا توفيره وبدورنا تهيب بالمسئولين في كل المصالح والخيرين من أبناء الجزيرة تقديم ما في وسعهم لإنقاذ حياة المواطنين هنا..وفي سئوالنا حول دور السلطات المحلية بالحصاحيصا ودعمهم أجاب المواطن محمد علي ( ود أبكر) بأننا أصبحنا منسيين ولا يلتفت إلينا إلا عند جني الأصوات للانتخابات والسلطات تسجل غياب علي طول الخط ., ولا حول ولا قوة إلا بالله.
دور السلطات المحلية:
من المتناقضات العجيبة أن منطقة الكنبو تعتبر من أحياء المدينة إلا أنها لأتتبع للدائرة الانتخابية للمدينة ومن الناحية الإدارية بحكم الموقع فإنها تخضع لوحدة الحصاحيصا الإدارية العاجزة عن تقديم أي شكل من الخدمات شأنها شأن رئاسة المحلية التي لا احد يحس بوجودها في أحياء المدينة فكيف السبيل إلي الكنابي والإحياء الطرفية. طرحنا أمر الوضع الصحي المأساوي لمواطني هذا التجمع السكاني للدكتور كمال عبد القادر وكيل أول وزارة الصحة والذي استجاب مشكورا لقيامه شخصيا بتبني قيام مركز صحي للأحياء الثلاثة وأهاب سيادته بمواطني الأحياء الثلاثة التحرك السريع لنجاز هذا المشروع وبأسرع فرصة. وحول الوضع في الخدمات التعليمية ,حمل الأستاذ هجو يعقوب مدير إدارة التعليم الأساس بالمحلية اللجان الشعبية ومجلس الآباء مسئولية الحالة الراهنة لمدرسة الأساس مطالبا إياهم بحذو ما يقوم به رصفائهم في لجان المدارس الاخري من أعمال الصيانة والبناء وقد عزا الأستاذ مبارك التلب مدير المرحلة النقص في قوة المعلمين إلي عدم فراغ المكتب من إجراء الموازنة بتوزيع المعلمين وقد وعد سيادته بأن يقوم بوضع اعتبار خاص للظروف التي تمر بها مدرسة الزهراء حاج علي المختلطة.
هذه اضاءه بسيطة لما يحدث في منطقة تجمع سكاني تعاني في كافة المجالات في محلية تعتبر من اغني محليات السودان والتي يبلغ جملة ما تورده المحلية لرئاسة الولاية بواد مدني حوالي 104 مليون (قديم) شهريا ونصيب المحلية بوحداتها الإدارية الستة لايتجاوز ثلاثون مليون عبارة عن مال يتم رصده للتنمية بواقع خمسة مليون لكل وحدة إدارية فكيف يتم إحداث تنمية في وحدة مدينة الحصاحيصا الإدارية ذات الواحد وعشرون حياً سكنيا بمبلغ خمسة ألف جنيه؟؟؟؟ .

تحياتي أ. حسن وراق
تلك الفئة تكدسة و تكاثرة بصورة مخيفة و مخلة للمجتمع و تركيبتها الاقتصادية اذ نجد الامية و عدم الاهتمام بالتعليم و تجنيد الاسرة كلها في طلب الرزق دون حساب المردود السلبي ادا الي الاضرار بالبئية و لم تتدخل الدولة لذادة مشاكل السودان من هذا الباب و ذلك بمعادلة بسيطة
نمو سكاني متزايد + عدم اهتمام بالتعليم = ذيادة في الامية
نمو سكاني متزايد + متطلبات معيشة = انحراف لفئات
نمو سكاني متذايد + صحة منعدمة = ظهور امراض
و هكذا حتي يحدث كما حدث لمجموعات الطوارق
و الله يستر

شكرا الاستاذ حسن وراق
هذه الدراسة بذل فيها مجهود كبير وانت دائما نصيرا للمستضعفين
ومعادلة الاخ د: كليكلي اجدها مواذية للسلبيات الكثيرة جدا في كل الاماكن الطرفية حتي في حدود العاصمة ,,,,,,,,,,
اتمني علي الاقل تحسين الوضع الصحي في المنطقة ,,,,,, وده اقل تقرير ممكن يحدث لهذه المنطقة بصفتها منطقة عمالية كبيرة
تسلم استاذ وراق ومتعك الله بالصحة والعافية

شكرا للاخوة علي المرور واحب ان اشير الي انني قد قمت بالاتصال بالدكتور كما عبد القادر وكيل وزارة الصحة وابن الحصاحيصا والذي عرضت عليه مأساة هولاء القوم واستجاب علي الفور ( ودق ) صدرة واعلن التزامه باقامة مركز صحي لاحياء ود الكامل وكمبو حاج علي والرحمانية علي نفقة وزارة الصحة وبعض الداعمين

slamat ya hassan from nidal ridwan

الاخ المناضل الحبوب
حسن الوراق (ورقة )
اين انت والله افتقدناك كثيراً
الحصل شنو هل الجريده اخذتك عنا من المنتدي ام ماذا حصل
...........
التحية لك وانت تثابر من اجل المدينة وربنا يوفقك انت والدكتور كمال عبدالقادر حتي يقوم بحل هذه المشكلة

حسن وراق بارك الله فيك وليس لي مااقوله انك قد وفيت وكفيت وهذا العمل لايقوم به الا الافذاذ وكما قال اخي عماد بندي انك مناضل وهذا يكفي والوقفة مع الضعفاء هي من صميم عمل اهل الخير وانت اولهم ولك الشكر اخي وسير سير ياحسن الله معاك ياحسن