![فهمي هويدي](https://alhasahisa.net/wordpress/wp-content/uploads/2016/09/فهمي-هويدي-150x150.jpg)
انتحار وانقضاضن
فى الصراع الفلسطينى العبثى حين تهكم اللواء جبريل الرجوب رجل السلطة والأمن وأشياء أخرى على المسيحيين الفلسطينيين ووصفهم بأنهم «جماعة
ميرى كريسماس» وأراد بذلك أن يغمز فى قناتهم لأنهم يصوتون لحركة حماس فى الانتخابات، لكنه بذلك رفع من شأنهم ولم ينل منهم. ذلك أن تهكمه قوبل باستهجان واسع فى الأوساط المسيحية،
التى ذكر قادتها أنهم حينما فعلوا ذلك فإنهم صوتوا للمقاومة ولفلسطين وضد الاحتلال. بالتالى فإن تصويتهم يشرفهم ويظل وساما على صدورهم، وليس فيه ما يستحق التهكم والسخرية، من وجهة النظر الوطنية. على الأقل فذلك ما عبر عنه الأب مانويل مسلم راعى الكنيسة اللاتينية السابق وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات. أيده الأب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، الذى أضاف أن ذلك الموقف بمثابة صفحة مشرفة فى سجل نضال المسيحيين الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلى.ما ذكره السيد الرجوب وبثته إحدى الفضائيات المصرية يوم السبت ٣/٩ يعبر عن جانب من التفاعلات المحزنة التى تذخر بها الساحة الفلسطينية بمناسبة أجواء الانتخابات البلدية المفترضة هناك، ذلك أن عناصر السلطة وأبواقها مشغولة بحصار حركة حماس والضغط على مرشحيها بمختلف السبل. وإذ يتآكل الصف الفلسطينى من الداخل على ذلك النحو فإن إسرائيل تتصرف باسترخاء وحبور شديدين. ذلك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث إلى الصحفيين بحضور وفد من اليهود الحريديم (المتشددين) وأخبرهم بأنه يقيم علاقات شخصية مباشرة مع عدد من قادة الدول العربية، مدعيا أن إسرائيل تؤدى دورها فى حماية الشرق الأوسط وأوروبا من الإسلام الجهادى، وقد ورد تصريح نتنياهو فى سياق تحليل كتبه الصحفى الإسرائيلى بن كاسبيت وبثه موقع «يسرائيل بلس» فى ٢٨ أغسطس الماضى. لكن، لم يشر إلى أسماء أولئك الزعماء العرب الذين أقام معهم نتنياهو علاقاته الشخصية التى تباهى بها.فى الوقت الذى أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلى إشاراته تلك وجدنا أن المدير العام للخارجية الإسرائيلى دورى جولد (المقرب من نتنياهو) ذكر على حسابه فى تويتر أنه قام خلال شهر أغسطس بزيارة سرية لدولة إفريقية مسلمة لا علاقة لها بإسرائيل، وقد نشرت صحيفة «هاآرتس» الخبر، مشيرة إلى أن السودان هى تلك الدولة المعنية. وفى يوم الخميس ٨/٩ ذكرت الصحيفة ذاتها أن مجموعة من نواب الائتلاف والمعارضة فى الكنيسيت بعثت برسالة إلى رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيسة لإجراء مناقشة عاجلة فى اللجنة حول دور إسرائيل فى مساعدة النظام السودانى وحثها الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية للقيام بتلك المهمة، وذكر هؤلاء أن واشنطن اتهمت نظام الخرطوم بمساعدة التنظيمات الإرهابية وتفرض عليه عقوبات اقتصادية. وفى الوقت ذاته تتواصل الحكومة الإسرائيلية مع نظام البشير ضمن اختراقاته التى يسعى إليها للدول الأفريقية.أما فضيحة الموسم فقد كشفت عنها صحيفة «يديعوت أحرنوت» (عدد ٧/٩) وخلاصتها أن إسرائيل منحت ترخيصا لشركة خاصة ببيع وتصوير برنامج التجسس الخاص بها لإحدى الدول العربية الخليجية. وهذا البرنامج يحمل اسم «بغسوسى» ويوفر القدرة على التحكم عن بعد بأى هاتف محمول. بواسطة زرع حصان «طروادة» يتم إرساله إليه بالبريد الإلكترونى. وبمقتضاه تتم السيطرة على الجهاز سواء للتنصت والحصول على كل ما يكتب بواسطته وسحب كل المعلومات الموجودة بداخله، بما فى ذلك الدخول إلى الحسابات المصرفية والإيميل، واتضح مما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» أن الشركة الإسرائيلية المنتجة تعرض على زبائنها خاصية إضافية تتيح استخدام سماعة الجهاز (الميكرفون) للتنصت فى الغرفة التى يكون الجهاز فيها.من المعلومات المهمة التى ذكرتها «يديعوت أحرنوت» أن العملية برمتها انكشفت حين فشلت محاولة زرع برنامج التجسس المذكور فى الهاتف المحمول لناشط خليجى فى مجال حقوق الإنسان الأمر الذى أثار ذعرا فى أوساط الشركات المنتجة للهواتف.لا وجه للمقارنة بين مستوى اللعب على الجبهتين الفلسطينية والإسرائيلية، لأنك ستجد فيه طرفا يتفنن فى الانتحار والآخر يسابق الزمن للاختراق والانقضاض
مقالات مشابهة
هل دخل الإسلام السودان بحد السيف؟
بعد 60 عامًا.. هل شرع الاتحاد الأوروبي في تشكيل جيشه؟
في العالم إسلامان