مرتضى حسن
طابت
لقد قالها المذيع الفذ الراحل “طه حمدتو” : إن هذا الفنان فيه الكثير من ملامح الفنان الكبير “إبراهيم عبد الجليل” ، وأنا أضيف إليه أنه يشبهه تكويناً لا تقليداً من حيث السمات الفنية .
ولا أكاد أجزم بالبداية الحقيقية للفنان أحمد الطيب ولا الفعلية ولكن أقدر أن أقول إنه ومن خلال ما سمعت فى الخمسينات كانت هناك مجموعة من الشباب ذوى الميول الفنية خاصة الغناء بالتحديد قبل فترة أحمد الطيب أمثال الأعمام “موسى جرتلى” و “عبد الله جانقى” وكانت لهم بصمات واضحة على تلك الحقبة ما تزال فى ذاكرة الأجيال ومعهم قائدهم الفنان “ود حمد” المشهور فى تلك الأيام .
وجاء بعدهم بلا توسط ولفترة غير قصيرة الثنائى “بشير الكتم” و “الحاج الزاكى” ونحن ما نزال نذكرهم ونذكر فترتهم الخصبة ، وكان قد عاصرهم الفنان “محمد المبارك موسى” الذى إمتلك خصائص فنية عالية ولو قُدر له أن يستمر لأضاف الكثير إلى مسيرة الفن فى طابت وإلى الفن الشعبى بصورة عامة .
وهذه الفترة التى عاشت فيها طابت بكل وجدانها وحفرتها فى الدواخل كانت عبارة عن إرهاصات لتعملق الفن فى هذه المدينة الوادعـة .
جاء “أحمد الطيب” عملاقاً ليرفع صوت الفن فى المدينة المذواقة العالية ولِيفكَ أسره من رباط المحلية ويخرجه إلى الرحاب الأوسع حيث غنى فى إذاعة أم درمان :
الشويدِن روض الجُـنان بهواك إزداد الجَنـانْ
تساءل أهل الفن وأهل السودان عامة من يكون صاحب هذا الصوت الرقيق ذو النبرات الدافئة والمؤثرة التى لاتعرف الحواجز بينها وبين مجتمع القلوب ، صاحب الأداء المنفك من التقليد بلا نشاز والطارق لعبقرية الإبداع فى تكوين الرصيد الفنى . وحين أضاف :
بلابل الدوح ناحـتْ على الأغصـان طَرَبْ وسرور مالـتْ فروع البانْ
أدرك الناس أنه من طابت ويومهـا نقشَ إسمه فى سماءٍ إسمُهـا دنيا الفن ، فمـا إستطاع طول الغياب عن الأجهزة الإعلامية أن يتضامن مع النسيان ليسقطه من الذاكرة بل ظلَّ متلألأً وحاضِراً ، فما ضمنا مجلس أنس أو تعارف إلاّ وربط الحاضرون بين مدينتنا والعندليب الراحل المقيم بفنِّـه “أحمد الطيب” هذا العملاق الذى أعطى كل مافى حياته من أجل فَنِّـه فقد غنى أحمد الطيب للملايين فى أقاليم السودان المختلفة فإمتلأت قلوبهم طرباً وفرحاً فأحبوه وأخلصوا له بقدر ما قدَّم لهم من فن رفيع يشدُ السامع إليه فغنى للشاعر المُخضرم الأستاذ “الطيب السمانى” :
سمح الخِصال ساحر المُـقلْ من نارْ هواكْ أنـا نومى قَــلْ
وأردفَ له أيضـاً أغنية :
بدرَ الحُسنِ لى لو لاحْ
أطيب من الألمْ وأرتاحْ
وليلى الحالِكْ يبقى صباحْ
وغنى له أيضـاً :
طولْ البُعـادْ زاد الألَـم
الشوق كِتِرْ وأنا جسمى إنهدَم
يا ناس حليلو الما ظلَـمْ
وأردف بغناء رائعة الأستاذ الشيخ هاشِـم :
ساهِـر طرفى ما نُمتَ
ومن يوم شفتك أعلنتَ
بأنى أسير … سلمتَ
وبمن سوَّاكَ آمنتَ
ومن الحقيبة غنى :
ضاعَ صبرى أين ياوصلى
قلبى بى نار الغرام مصلى
ومن كلمات الأستاذ الطيب السمانى غنى :
نور السعادة ضَـوة ليكْ
وياالعريس مبروك عليكْ
وغنى من الحقيبة أيضاً :
المخضوبْ بنانكْ قول لى …
وين عطفكْ وينو حنانكْ
يا نور عينىّ
وغنى اروع ما نظم الشاعر الفريد الأستاذ “عبد الباسط عبد العزيز” :
حنينى العشتو فى طابت
يا حليلو من سنين غابتْ
يا معانى النشوة فى غُـنانا
ويا نضارة زهرة ريَّـانَة
ليه نسيتى وجُـرتِ يا فلانة
ليه دفنتى العاطفة فى صِبانا
وكذلك لشيخ الشعراء الشيخ هاشم :
جميل آية وبديع رسمَـكْ
يا أخى كلمنى قولى ما إسمكْ
ربى زاد قَسمـكْ
مُعطَّـر دون عطر جسمك
تتوق الشمس لى لثمك
ونطرب إن ذُكر إسمكْ
كما أبدع من أغنيات الحقيبة فأنشد قائلاً تلك الأغنية التى كانت دائماً ما تنعى للناس ليلةً مضت فى آخر كُلِ حفل يفيقون عليها من نشوة الطرب إلى واقع الحال ، إذْ كان الحفلُ وقتها تعانقُ خواتيمُه دائماً أشعة الشمس الأولى ولا ينتهى قبل ذلك :
يا حمامة مع السلامة
ظللت جَوِّك الغمامة
سيرى فى جَوِّك المُطر
وأنشدى شعرِك المُشَطَر
وقولى للشادِنْ المُبَطَر
تيه دلالاً وزيد وسامَة
وغنى كذلك الرائعة فى فن الغناء السودانى على مر العصور والأجيال :
زمانك والهوى أوانك
أحكمى فينا هذا أوانك
بهواك كيف أطيق سلوانك
وغنى لشاعرة الحماسة السارة على أبو الضو :
على الميدان مارقين سَـوا نارى الليلة
شا فُــم العدو إنكوى
يوم الدُفاسْ والدَودَوا
والمَسَقى فى الهامات عَوى
يوم الجبان خاف وإنطوى
أخوى صقر الجو هَـوى
وأردف من الحقيبة رائعة الأستاذ محمد بشير عتيق :
ما بنسى ليلة كُنا تايهين فى سمـر
بين الزهور أنا وانتَ والنيلْ والقمرْ
وغنى من الحقيبة أيضاً :
من محاسن حُسنو المحاسن
ومن جبينو النور والهلال
وغنى لعبد الباسط عبد العزيز :
يا البقيت جافى … قلبى ليك وافى
ريدى ما هو جنون … ريد صافى
شجر الأشواق حَتَّ فوقنا الريد
ميسان طَـرِبـاً … عِـربـيد
رويانْ من نفوسـنـا … قصيدْ
طاف عبيرو الفاح جانا من مافى
ومن الأغنيات المحببة إلى نفسى غنى رائعة الشاعر الأستاذ الطيب السمانى :
أمْ نفل باين أنا فى حُبك
ما بلوم لايم إنتِ لو تدرى
أنا بيك سعيد آمِـن
الغرام والشوق فى حَشاى كامِن
أنا برضى مطامِنْ
وأنا فى سجنك ما بدور ضامن
طيبة الذكرِ
ومن الأغنيات الغرامية التى كانت أول تسجيل له فى الإذاعة السودانية عام 1963م رائعة الأستاذ الطيب السمانى أيضاً :
الجدية الساكنة حَـيّنـا
من نار غرامِكْ حَـىَّ أنا
بى شَقاى حَى أنا
وما فى هذه الأغنية الرائعة من البلاغة شئ عجيب فى الجناس الوارد فى ثلاثة أمكنة : “حيَّنا” الأولى من الحى موقع السُكنى ، و”حَىَّ أنا” الأخرى كلمة للتنفيس عن ما فعله الغرام بنفس الشاعر ، و”حَى أنا” الثالثة يثبت الشاعر فيها أنه عائشٌ بشقاء حُبِّهـا .
وأبدعَ من حقيبة الفن أغنية :
يا مُداعب الغصن الرطيب
فى بنانك إزدهت الزهـور
زادتْ جمال ونضار وطيب
وأردفَ للشيخ هاشم رائعته :
يا الغُصـنْ الدايمــاً رطيبْ
من شوفتك أنا مرة أطيب
يا الجَدى اللابس الوَشى
يا الطاؤوس خايل المشى
من شوفتكْ أنا بنتشى
وغير لحظكْ ما ببقى شى
وأردف لشاعره المخضرم الطيب السمانى :
أحب الليل وأساهر الليل
عشان خاطر عيونكم ديل
أحب الليل نجومو كُتار
أمينة بتحفظ الأسرار
حرام أنا ليلى يبقى نهار
شموعى بخور وأنغام زار
ومن أغنيات الحقيبة التى أشتُـهِـر بها رائعة العبادى :
عازة الفُراق بى طال
وسال سيلَ الدمع هطَـال
ومن أروع ما غنى خلال مسيرته الفنية رائعة الشيخ هاشِـم :
نظرةٌ منكَ يا أمير
تبعثُ الراحة فى الضَمير
يا مُغرى يا زين الشباب
أرحم فؤادى الليكَ حابْ
أذقتـهُ مُـر العذاب
يا سادة يا زاهى يا نضير
فكل هذه الكلمات الرقيقة العميقة الراقية التى يستشف الإنسان صدقها من حرارتها وعذوبتها والتى ألفها خيرة شُعراء طابت المرحوم الشيخ هاشم والشاعر الطيب السمانى والشاعر عبد الباسط عبد العزيز وشاعرة الحماسة السارة على أبو الضو ، كلهم كانوا عوناً كبيراً للفنان أحمد الطيب ونبعاً وافراً دفعه نحو القمة والأصالة والثبات .
وقبل فترة وفى صغرى حضرتُ إحدى الحَفلات للراحل أحمد الطيب ولفت نظرى حينها بل أعجبنى من حركات الكورس المُغنى خلف أحمد الطيب العم عوض عباس الذى كان يقوم بحركات أكروباتية ذات إيقاع موزون مع الغناء ،وصفقته المتفردة التى يؤديهـا بطريقة تنتزعُ الإعجاب من الحضور بيُسرٍ وسهولة . وهناك إبراهيم “قرض” الذى كان يؤدى دور الفنان أحمد الطيب حين كان يذهب لأخذ الشبال وهذا الكورس المكون من : عوض عباس ، إبراهيم قرض ، الحاج الزاكى ، محمد عباس والنور المقدم سليمان أصفهُ بأنه كورس “مَـكَـرَّبْ” قَـلَّ وندرَ أن يوجَدَ مثلُـه .
وُلد أحمد الطيب فى عام 1938م بمدينة طابت ، ودرس الأولية فى السرايا . وقد ظهرت موهبته فى الأناشيد المدرسية تلحيناً وأداء وقد إكتشفه كطالب موهوب أستاذه “قسم الله محمد قسم الله” من قرية “برتبيل” ، حيث دربه على عزف الصفارة ومعه “عبد الله دفع الله موسى }جارعودو{” حيث أن جارعودو كان موهوباً فى تقليد الأصوات لدرجة تفوق الوصف وهو ميَّـال للفرح والفكاهة فصار عازفاً جيداً لآلة الصفارة وكانوا جميعاً وعددهم خمسة أفراد فى كشافة المدرسة.بالإضافة لأحمد الطيب وجارعودو نجد “عبد الكريم أبو المعالى” وكان لاعباً بنادى الأهلى بطابت فى الستينات والممثل البارع “محمد الأمين سر الختم”.
بعد أن أكمل أحمد الطيب الأولية ،درس بمعهد عبد المنعم بالخرطوم قسم الميكانيكا ، وكان أحمد الطيب يجيد الدوبيت وكان لاعب كرة من الطراز الفريد ،حيث أنه كان يلعب رأس حربة لفريق العمال فى عهده الذهبى ، وكان أول فريق يكونه نادى العمال فى الخمسينيات وكان يُمثل فى السُداسى القومى الذى لاقى الهلال العاصمى فى إحتفالات الإنتاج فى “فطيس” عام 1956م .
تزوج أحمد الطيب فى عام 1960م . وكان قد عمل أحمد الطيب بشركة Best Control لرش المبيدات الحشرية فى منطقة “قوز كبرو” ، وهنا بدأت موهبته الغنائية حيث تعلم العزف على آلة العود وكان يغنى للفنان “إبراهيم عوض” وكان يقيم الحفلات فى الحصاحيصا ، ثم أتى إلى طابت عام 1961م وعمل بالسوق فى ورشة العم المرحوم “سعيد محمد أحمد }كلوص{” وعمل بالتمثيل فى ليالى السمر التى تقام فى الأندية والمدارس ومثل فى عدة مسرحيات مثل “صوت الضمير” و “عرس بالعافية” للشاعر محمد أحمد على الحاج وشاركه فى التمثيل المطرب محمد المبارك موسى . ثم دعاه الشيخ هاشم الشيخ عبد المحمود إلى أن يمدح وأعطاه بعض مدائحه ومدح منها الكثير نذكر منها :
دينك ودينى الإسلام
رنتْ فيه الفضيلة
يا عداد وتر الأمان
ثم مدحه :
نعمَ القاموا بى ليلُـم
رُكَّـع يداوى تهليلُـم
ثم بدأ يغنى أغانى الحقيبة والأغانى الشعبية وكوَّن أول كورس وكان يضم : بشرى فضل المولى ،النور سليمان ،قسم على سعيد ومحمد عباس الحسن .
وكانت أول أغنية خاصة للفنان أحمد الطيب هى ” الجدية الساكنة حَيَّـنا” وقد سجلها لإذاعة أم درمان ، وقد سُمى فى هذه الفترة “فنان الجدية” . وإشتهرت هذه الفترة بالإزدهار من حيثُ أن الأغنية كانت تؤلف وتلحن وتُؤدى فى نفس ليلة الحفل ، ومثال ذلك أغنية الشاعر الطيب السمانى فى الكاملين عام 1965م التى أداها أحمد الطيب فى نفس الحفلة ثُم لصاحبتها فى الصُبحية وهى تقول :
القِمير الأشرق سنـا عمرو داب ستاشر سنة
شوفو كيف مال وإنتنى يا اللدين هبلتنـا
وقد غنى الفنان أحمد الطيب للشاعر الطيب السمانى أغانى كثيرة جداً ، ثم أخذ يغنى للشيخ هاشم ومن قصائده التى غناها أحمد الطيب أغنية “آه آه من العيون ” لكى تكون بخرة له من العيون الحمى والصداع المستمر الذى كان يلازمه ، كلما طلع إلى حفلة أتى منها مريضاً بهذه الأعراض ، فكتب له الشيخ هاشم هذه الأغنية حتى تكون له كبخرة يستعملها فلا تأتيه هذه الأعراض ، ويقول مطلع الأغنية :
آه آه من العيون
عيون تطيب وعيون تغيِّب
وعيون هديتا للشيخ الطيب
مما يدلل لنا عن إرتباط الشيخ هاشم بصوفيته حتى فى شعره الغنائى .
ثم إلتحق أحمد الطيب مع مجموعة من المطربين الشعبيين فى أبى روف . وفى لقاء أجرته وبثته إذاعة أم درمان قدمه الراحل الأستاذ “محمد خوجلى صالحين” ، غنى فيه أحمد الطيب أغنيتى الفنان “إبراهيم عبد الجليل” : }الشويدِنْ{ و}ضاع صبرى{ ، وعندما سمع الفنان إبراهيم عبد الجليل اللقاء حضر إلى نادى الفنانين وقابل أحمد الطيب وقال له : }يقولون إننى كروان السودان وصوتى لم يتكرر فأتيتَ أنتَ وغنيتهم أجمل منى بكثير فأُشهِـد الحضور أنى طلقتُ أغنيتى “الشويدن” و “ضاع صبرى” طلاق الثلاثة وعقدتَ ليك عليهم يا أحمد الطيب { ومنذ تلك اللحظة أصبحت الأغنيتان ملكاً لأحمد الطيب فغناهما وأبدع فيهما أيَّـما إبداع .
وكان أحمد الطيب رجل حسن المعشر يحب الصحاب ، ومما يدل على ذلك أنه فى ختان أبناءه “عماد وعادل ” أتى إلى طابت مجموعة ضخمة من الفنانين للمشاركة فى هذه المناسبة منهم : عوض الجاك ، محمد أحمد عوض ، بابكر ود السافل ، حسن الأمين ، عوض الكريم عبد الله ، ميرغى المأمون ، أحمد حسن جمعة ، صديق الكحلاوى وغيرهم من رواد الغناء الشعبى فى السودان ، وقد مكثوا سبعة أيام فى طابت يغنون ليل نهار ، وفى هذه الفترة ذهب أحمد الطيب لتسجيل أغنية “نظرة منك يا أمير – للشيخ هاشم” فلم تجيزهـا لجنة النصوص لأنها طويلة ، فتركهم أحمد الطيب وغادر إلى مدنى عام 1969م وظل بها فترة ثم عاد إلى طابت وكوَّن فرقته الجديدة فى عام 1973م والتى تضم : سعيد أحمد عبد الله ، السمانى نوار ، إبراهيم قسم الله }قرض{ ، مبارك أحمد عبد الله و عوض عباس الحسن .وفى تلك الفترة أصيب الفنان أحمد الطيب بمرض “البُرجُـم” وإختفى عن الساحة الفنية فترة فأتاه الشاعر ” أحمد محمد الجاغريو” الذى كان يُحبه حباً شديداً ونظم قصيدته :
عيان يا بلبل متى تصبح طيب
الناس فى رجاك يا أحمد الطيب
فلحنها له أحمد الطيب وغناها له ومن هنا سُمى بالبُلبُل . كما غنى فى تلك الفترة أيضاً لشيخ هاشم أغنية:
بلابل الدوح ناحت على الأغصان
طرب وسرور مالت فروع البـان
وغنى للشيخ هاشم أيضاً أغنية :
يا شباب مهما نقاسى
الليم قاسى قاسى
الحُب فى قلوبنا
نصابحوا ونماسى
ولكن الشيخ هاشم لم يذكر أن هذه القصائد ملكه ، بل نسب الأولى لود الرضى والثانية للجاغريو .
يُعتبر من المؤسسين الأوائل لإتحاد فن الغناء الشعبى مع محمود فلاّح والمرتود أحمد طه وصديق الكحلاوى وعمل معه فى الكورس عبد الوهاب الصادق وعوض الكريم عبد الله وغنى فى فترة خلف الله حمد وفيصل الحاج ومحمد أحمد سرور .وكانت هناك شبه منافسة بين أحمد الطيب وإبراهيم عبد الجليل- كروان السودان .
إنتقل بعد عدم إجازة أغنية “نظرة منك يا أمير ” من قبل لجنة النصوص بالإذاعة كما ذكرنا آنفاً ، إلى مدينة مدنى وأسس فيها نادى الغناء الشعبى ، وتعاون مع شعراءها ومنهم عطا عبد الرحيم فى أغنية “رحلن حليلن” وحسن الزبير وعمر البنا .
وفى مسيرته الفنية زار الفنان أحمد الطيب جبيت والأبيض وسنار والدويم وكان كريماً بشوشاً يعز كل الناس ، وكان يحب الملابس البلدية وحياة الريف ، وكان كل همه إبراز موهبته الفنية ولا يهتم بالماديات كثيراً .
رجع إلى الخرطوم فى عام 1978م حتى عام 1982م ثم عاد إلى طابت ومكث بها بقية حياته ، إلى أن توفاه الله فى يوم 18/07/1987م حيث توفى بمستشفى الحياة بالخرطوم بحرى .
ذكراه ستبقى حية فينا وسيبقى يسعى بيننا ما بقيت أغانيه تداعب أحاسيسنا وتغزو وجداننا .ألا رحم الله الفنان أحمد الطيب بقدر ماأعطى لهذه الأمة ، فإنه لم يبخل يوماً على معجبيه بفنه ولا تنكر لحظة لفنه إنها سماحة أهلنا الطيبين والتى يحملها قلب الفنان الكبير تاجاً يزين جبينه وزاداً يضئ له طريق البذل والعطاء فناً راقياً وأصيلاً .فقد زين جيد الفن فى بلادنا وقد أسهم فى دفع عجلته ، وترك لمساته وبصماته على هيكل الفن فى السودان .
لقد كان أحمد الطيب إسماً على مسمى ، فقد كان رقيقاً وكان كريماً وكان حليماً وكان شفيفاً وكان عفيفاً وكان عطوفاً وكان ولوفاً وكان أحمداً وكان طيباً . فالوفاء كله لفنان غنى فأطرب و أعطى فأبدع.
PrintEmailFacebookللنشر
مقالات مشابهة
ابن الحصاحيصا الموسيقار عاصم قرشي يعيد دوزنة الألحان الشعبية السودانية
سيف الدين عبدالرحمن يتبرع لانشاء مجمع حرم الاسلامي
الفنان الراحل عبدالمنعم حسيب