28 أبريل,2025

الحصاحيصا نت

موقع ومنتديات الحصاحيصا

التفكير ضار بالصحة …. ننصحك بالإمتناع عنه

IMG_1654

بقلم الكيك:

التفكير ضار بالصحة …. ننصحك بالإمتناع عنه
كان أول ما تناهى إلى أسماعه صوت جارتهم ” الله معانا” وهي تجلجل بضحكتها المعهوده أثناء حديث خافت مع أمه داخل العريشة المجاورة للحائط الذي يرقد قبالته … كانت ضحكتها صافيه كالماء الرقراق لم يستطع الزمن المساس بها رغم ضيق الحال وضنك العيش….ترى لو لم يكن الله معهم كيف كان يكون حالهم ؟ تساءل كيف يدعي هؤلاء أن الله معهم بل يسمون بناتهم تأكيدا لذلك… أم ترى هي ضراعة بأن يكون الله معهم في كل شيئ ؟؟..ماذا عنه هو, ولماذا لم يجد هذه القناعة مثل هؤلاء القوم الذي هو أحسن حالا منهم .. على الأقل بعد أن أكمل تعليمه حتى الجامعه!!
الجامعه؟ ماذا أفادتني شهادتها … ؟
قال له بعض الأصدقاء: بلّها وأشرب مويتها!!
لماذا لم يدرك أن أيام الجامعه والطلاب هي أجمل الأيام … كان هناك الأمل والأحلام أن تصبح شخصا أو شيئا ذا قيمة؟ حتى الناس حولك في الحى كانوا يجلونك ويقدرونك أكثر وأنت طالب ؟
ثم بعد التخرج .. أنت لا شيئ… وربما تدرك أنت ذلك متأخرا !!
ولكن ماذا عنهم .. ولماذا يظل الناس يعيدون نفس .. التبجيل والأحترام أولا ثم اللا شيئ آخرا , مرارا وتكرارا ؟؟أهو أمل زائف كل مرة ؟أم هو عادة ..مثل الفرح لزواج عروسين كل مرة دون مبرر رغم علمهم بما ستؤول إليه حالهما قريبا؟؟
ألا يملون تكرار هذه الكذبة ؟؟
دارت بخاطره كل هذه الخطرفات وهو بعد لم يفتح عينيه رغم الضوء الذي تسلل عبر أجفانه وأقدام الذباب التي تداعب أنفه أكثر ما تداعب , بعد أن إنجاب ليل البعوض والناموس …. أترى يسمون هذا نوما؟؟
فكر أن يمد يده تحت السرير بحثا عن سيجارة .. ولكن تذكر أنه أشعل آخرها قبل أن ينام …. تململ قليلا تحت الملاءة المهترئة محاذرا أن يمزق أحد أطرافها….
إلى متى وأحلامه مؤجلة وهو في إنتظار العقد الذي لم يأتي ؟؟
كم من أبناء جيلي ينتظرون هذه الورقة السخيفة التي تخول لنا العمل بصحراء الجزيرة ….كم من أحلام ومشاريع بقيت حبيسة الصدور إلى أن ماتت حتى بوجود الورقة ……كلنا على رصيف الإنتظار انا وهي وأهلها وأهلي !!
وكم نحن المنتظرون ؟؟
: يا أخي دي حلة عديل كده….
نصف وطن في رصيف الإنتظار .. والنصف الآخر على الطرف الآخر من البحر الأحمر نادم على إنتظارٍ دون جدوى!!
هكذا يرددون رغم وجوههم المتوردة وعلامات الدعه والراحة البادية على محياهم …. يقولون أنها ” غشة كبيرة”
: دا علي منو يا أولادي ؟؟ طيب ما ترجعوا؟؟ فالحين بس يحرشوا في الناس في الفيس بوك والفيس زفت ” أخرجوا لإسقاط النظام “…. نظام وين يا حبة وإنت قاعدين لي بي غادي.. دي فيها موت وأقلاها تلتلة وزنقة زنقة…. نحن ما لنا !! منتظرين البتاعه دي تجي …. ويا دار ما دخلك شر ولا فيش ولا تشبيه ولا رجعوهو من المطار …. لبدة واحدة لحدي ما نتخارج…. العايز يجي يغير يجي يغير براهو!!
يتحججون بالورطة التي لا فكاك منها…. والأبناء والمدارس والبيت الذي لم يكتمل !
: نحن عايزين اللافكاك دي ذاتها وما لامين فيها!!
…. والله أنا أقطع البحر دا تاني ما أجي معدي بي جاي ….خير شر!!
سنتين بس وأرسل ليك الإستقدام للجماعه… وتاني ولا دقون ولا كروش … ترطيبة جد … البلد دي خليهم يشبعوا بيها براهم. …
طاردوا حتى الباعة المتجولين في الأسواق … بائعي الخضر… بائعات الشاي .. في سبيل رسوم المجلس والمحليات …قالوا حين جاؤا :قليل من الشر في سبيل خير أعم ..
هكذا حدثونا بإسم الغيب , حتى تبيّنا أنه شر عميم في سبيل خير أكثر لحفنة أقل , ولكن بعد فوات الآوان على التغيير … ولكن هل فات الآوان حقيقة أم نحن نحاول أن نداري إنهزاميتنا في إنتظار السماء؟؟
دائما ما تلح عليه صورة رجل الشرطة المصاحب لهجمة رجال المحليات للأسواق وهو يحرر مخالفة بحق سيدة كانت تفترش الأرض دون إذن من المجلس ..كانت قطعة الأرض التي تفترشها متر مربع لا أكثر ولا أقل. بينما نسي رجل الشرطة أن يحرر قوائم من المخالفات بحقوق لصوص الوطن الحقيقيين الذين إفترشوا آلاف الكيلومترات دون حق .بل تنازلوا طوعا وإختيارا لآلاف منها شمالا وجنوبا .من منهم أحق بالمخالفة؟؟. ما هذه الملهاة ؟
:ياربي أقوم ولا أديها تكية شوية ؟؟؟
الحمام… الإفطار… السوق… الصحف الرياضية…الأصدقاء الذين صاروا يتجنبونه بلباقة غبية في غالب الأحيان….
“لماذا لا يرضى بأي عمل والسلام ” كما يردد أخي الأكبر دائما…..
كان يحدثني عن التجربة .. وإرتكاب الأخطاء …لنتعلم … لا بد من الجرأة في إرتكاب الأخطاء ونحن ندري لا جدواها… نحن جيل ترك التجربة للآخرين … لا نريد أن نجرب …كنت أود أن أسأله عن تجاربه وإلى أي مورد ساقته … ولكني كنت أحجم دائما!!
: والله قال أي عمل والسلام ….هو العمر بعزقة عشان نقعد نعديهو في أي عمل والسلام .