كاس سميرة و خاتم وصال

عرف فى الحلة باسم جرقاص و لا يدرى احد سر هذا الاسم و اما اسمه الحقيقى فقليلا من يعرفه فالرجل شخص غريب فدوما مخمور او على وشك ان يشرب فلا حديث له الا ذكرياته مع الخمر او مغامراته و التى غالبا ما تكون سرقات لدفع ثمن الخمر لسميرة عندما تطالبه بسداد ديونه القديمة الا ان اكثر قصصه التى يحب سردها مرارا و تكرارا هى قصة حبه لوصال طالبة الثانوى و كريمة مدير المدرسة

يكثر جرقاص من سرد قصة حبه لوصال و كيف طارده والدها و هدده بالقتل و ضربه و قضى على ذلك الحب وبعد كل قصة يتحسس الخاتم فى اصبعه مذكرا بانه كان بصدد اهداء هذا الخاتم لوصال ويبداء فى سرد قصة جديدة عن الخاتم و كيف و فر ثمنه و كيف اشتراه و يذكر بانه يحتفظ به طوال هذه السنوات فى اصبعه ليهديه لوصال امام زوجها و ابنا ئها عندما تعود من الغربة ويهدد زوجها بالقتل اذا لم يطلقها فورا

يعتبر جرقاص عميد مدمنى الخمر فى الحلة و له الفضل فى ادخال عدد مقدر من شباب الحلة عالم الادمان ففاز بكره الاباء و الامهات على السواء حيث كانت له مهارات اخرى و هى السرقة ( خفة اليد ) و خاصة اليد التى فى اصبعها خاتم و صال الحديدى القديم فاما ان يسرق من المنازل وخاصة من اهل بيته او يستدرج الشباب بقصصه المثيرة

لاجل الشراب مجانا و هو ماهر جدا فى السرد خاصة فى سرد قصة حبه لوصال التى جاءت على لسان والدها فى الزمان الماضى كالاتى ( الزول دا كان بيعاكس وصال و البنات فى الشارع فجلدتو و طردتو و مرة بلغت البوليس لانى لقيتو سكران قدام البيت و كاتب اسم وصال فى الواطة ودا كل الحاصل ) و كل الحلة تتفق على هذه الرواية الا جركاص الذى له روايات عدة فى ذلك و الذى يصر ان وصال حاولت الانتحار من اجله و ان زوجها فكر فى طلاقها قبل عشرون عاما قائلا ( اما انا فى قلبك او جرقاص )

اما جرقاص مع سميرة صانعة الخمر فهو عميد الزبائن و له الفضل فى جلب عدد كبير من الزبائن الا ان سميرة كانت تخافه و تخاف مقالبه فهو لص ماهر فيسرق منها و يدفع لها من مالها نفسه ثمن الكاس او يفتعل مشاجرة حتى لا يدفع اما ان كان يملك المال فلا يخرج الا بمقلب و اسخف مقالبه بوله على ماء الزير او فى الاسرة او طرد دجاجاتها و عنزاتها من الحظيرة

زار العام الماضى لاول مرة منذ اكثر من عشرين عام زوج وصال القرية و بداء كعادة المغتربين فى زيارة الاقارب و الاهل فى احدى المناسبات الاجتماعية كان جرقاص حضورا و هو كعادته مخمور و لا يعرف الرجل فبداء بصوته الجهور و كعادته فى هذه المجالس يسرد قصة حبه لوصال و فى كل مرة ينظر الى الخاتم فى اصبعه و يقبله و يحكى كيف حاولت الانتحار بحرق نفسها و عذاب زوجها لها و ربط والدها لها بالجنازير و هروبها و يروى ابيات شعر يزعم ان وصال كتبتها له و انه منتظر ها على نار لتحضر فى اجازتها ليهديها الخاتم الذى يحتفظ به منذ اكثر عشرين عاما امام زوجها و ابوها و يهددهم بالقتل حتى تطلق و يتزوجها تفاجاء الرجل المغترب بهذا الحكى الغريب عن زوجته فما كان منه الا ضرب جرقاص ضربا مبرحا و كسر انفه و حتى تدخل اهل القرية و اوضحو للرجل كذب جرقاص و ذهاب عقله

بعد هذه العلقة الساخنة استدرج جرقاص بمهارته احد ابناء الاثرياء الى عالم سميرة بغرض ان يشرب على حسابه و كان الشاب كريما فشرب جرقاص كما لم يشرب من قبل و حكى عن مغامراته و فتر و عن سميرة و فتر و عن وصال و خاتمها و فتر و عن قصة ضربه لزوج وصال بالامس و كيف كاد ان يموت تحت يديه الا ان انقذوه عشرة رجال و اسعف الى المستشفى وذاد انه اراد ان يقتل الرجل ليتزوج وصال و يهديها الخاتم

سكت جرقاص و سميرة متضايقة لوجوده و حذرة منه فالرجل لص و شرير و فجاة كفت حركته تماما لمدة طويلة فلكزه رفيقه فلم يتحرك و صب فى وجهه ماء و لم يتحرك فاكتشف الشاب ان الرجل ميت ففر هاربا و اما سميرة فاحتارت فى امرها و اخيرا جرت جثة الرجل خارج بيتها و اغلقت بابها
و اكتشف اهل الحلة الجثة فى يومها الثانى

عم خبر وفاة جرقاص الحلة و فى المقبرة بينما الجميع منهمكون فى حفر القبر عطس المرحوم و حرك يده ففر الجميع هاربين و بصعوبة حرك راسه و اخرجه من كفنه و اخرج قطع القطن من انفه و لم يجداحد الا اخيه و بعض الشباب المروعبين و نظر الى اصبعه و صاح ( يا جماعة وين خاتم وصال ) فناوله اخوه الخاتم فاخذ الخاتم و رمى به فى حفرة القبر و التف بالكفن و حمل العنقريب على راسه و الجميع من امامه يهربون وهو يصيح ( يا سميرة مرسلانى الاخرة سكران ) وتوجه نحو منزلها فعلمت سميرة بحضور المرحوم لها ففرت هاربة و لا يعلم احد الى اليوم اين غادرت اما جرقاص فعندما لم يجدها اخذ يكسر فى بيتها و يشعل النار وبعدها استقر به المقام بكفنه و عنقريبه داخل المسجد

حسنت حال جرقاص و توبته و اصبح يلقب بالمرحوم

انتهت

نلتقى لو بعمرنا بقية ان شاء الله

الاخ العزيز
ايهاب عبد القادر
تحياتي الناضرات
اعجبتني كثيراً هذه القصة
جرقاص يدعي ويلفق الاكاذيب
تعرف في ناس في الدنيا دي بكذبوا وبتوغلوا في الدور وبصلوا مرحلة متقدمة بصدقوا فيها اكاذيبهم
جرقاص يعطس ثم يتسلل من كفنه والهروب الجماعي والسؤال عن خاتم وصال والزحف لانداية سميرة واتهامها بانها ارسلته للآخرة مخموراً
ياااااه شوف الزول ده برمي بلاويهو على خلق الله كيف
القفلة جميلة جداً اسعدتني كثيراً توبة (المرحوم)
شكراً وافراً ايهاب

قصة جميلة يمكن اعادة صياغتها لتصبح مسلسل او فلم ... لك الشكر...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد شريف علي

الاخ العزيز
ايهاب عبد القادر
تحياتي الناضرات
اعجبتني كثيراً هذه القصة
جرقاص يدعي ويلفق الاكاذيب
تعرف في ناس في الدنيا دي بكذبوا وبتوغلوا في الدور وبصلوا مرحلة متقدمة بصدقوا فيها اكاذيبهم
جرقاص يعطس ثم يتسلل من كفنه والهروب الجماعي والسؤال عن خاتم وصال والزحف لانداية سميرة واتهامها بانها ارسلته للآخرة مخموراً
ياااااه شوف الزول ده برمي بلاويهو على خلق الله كيف
القفلة جميلة جداً اسعدتني كثيراً توبة (المرحوم)
شكراً وافراً ايهاب

تحياتى ايها الانيق حرفا وزوقا جرقاص شخص عطس فدار 360 درجة

مشكور على المرور

مشكور على القراءة المتانية ومنك نتعلم و لك نكتب

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امجدالشيخ

قصة جميلة يمكن اعادة صياغتها لتصبح مسلسل او فلم ... لك الشكر...

الف شكر و تحية امجد و اتمنى دوما ان اكون عند حسن ظنك و مشكور على الاعجاب

الاســتاذ عبد القادر

تحية طيبــة

أعجبت بهذه القصـــة أيما إعجـــاب. أري فيك مشـــروع قصصي أو روائي. وأتمنى لك مستقبلا مشرقا في هذا المجال.

اسف جدا لعدد من الاخطاء الغير مقصودة التى صاحبت النص وذلك للسرعة فى انزال النص مباشرة كفكرة الى لوحة المفاتيح فعفوا

ابداع يا ابوقدورة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا صديق

ابداع يا ابوقدورة

الف شكر و تقدير يا رشا و مشكورة على المرور

يا قدورة والله لا نجاملك القصة جميلة وممتعة

والأهم من كده سقتنا بيها للنهاية دون ملل أو

كلل شكرآ ليك ومزيد من الإبداع .

قصة جميلة
تسلم اخي ايهاب

روعة بجد

تحياتي لك

[quote=محمد المنصورى;227541]يا قدورة والله لا نجاملك القصة جميلة وممتعة

والأهم من كده سقتنا بيها للنهاية دون ملل أو

كلل شكرآ ليك ومزيد من الإبداع .[/quote

لك شكرى و تقديرى على المرور و ارجو ان اكون عند حسن ظنك دوما

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعمر

قصة جميلة
تسلم اخي ايهاب

روعة بجد

تحياتي لك

مشكور ابو عمر و دوما نجد تشجيعك اتمنى ان اكون عند حسن ظنك دوما